بن سالم الوكيلي
الحوار المتمدن-العدد: 8104 - 2024 / 9 / 18 - 02:20
المحور:
كتابات ساخرة
في عالمنا المعاصر، حيث نستورد كل شيء من الملابس إلى التكنولوجيا، لماذا لا نفكر في استيراد حكومة من الخارج؟ فقد كانت الفكرة التي طرحها الأستاذ المحترم الناقد والكاتب المتألق السيد محمد الوادي فكرة تستحق التأمل: "إذا كنا نستورد جل احتياجاتنا من الخارج، وحكوماتنا المتعاقبة كانت فاشلة، وهذه أفشل.. لماذا لا نستورد حكومة من بلد رائد في سياسته؟"
تخيلوا الوضع : في صباح مشمس، تكتشف أن حكومة جديدة قد حلت ببلدنا قادمة من بلد متقدم، مثل النمسا أو السويد! سيحيط بك وزراء يرتدون بدلا رسمية حديثة ومهندمة، يتحدثون بلغة دبلوماسية تقارب تلك المستخدمة في قاعات المؤتمرات الدولية. سيكون لدينا عرض خاص مثل "اشتر وزيرا واحصل على آخر مجانا "، و"عروض حصرية" مثل "استبدل وزيرك المحلي بمقابل وزراء دوليين".
سيكون لديك أيضا الاجتماعات العامة التي تبدأ بتوزيع "الورد" للموظفين، بينما ينهمك الوزراء في وضع حلول ذكية لمشاكلنا. وإذا صادفتهم بالشارع العام، ستجدهم يبتسمون ويتحدثون بجدية حول كيفية تحسين الأوضاع الاقتصادية بطرق لم نفكر بها من قبل.
لكن بعيدا عن الفكاهة، هذه الفكرة التي طرحها محمد الوادي، رغم كونها طريفة، تظل تذكيرا بضرورة البحث عن حلول جديدة وجذرية في ظل السياسات الحالية. قد تكون سخرية الفكرة مؤلمة، لكنها تعكس واقعا نحتاج إلى مواجهته بجرأة وإبداع.
في الختام، حتى وإن كانت فكرة استيراد حكومة من الخارج مجرد نكتة سياسية، فإنها تعكس حاجة ملحة للتغيير وإعادة التفكير في كيفية التعامل مع المشكلات المحلية. فربما يكون الحل هو البحث في داخلنا عن الأفكار الجريئة، بدلا من انتظار الحلول السحرية القادمة من بعيد. فإيجاد حلولنا بأنفسنا، مهما كانت غير تقليدية، قد يكون الطريق الأمثل لتحقيق التقدم والإصلاح الحقيقي.
#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟