|
قراءات نفسية في قصائد سردية تعبيرية بقلم : كريم عبدالله – العراق . قصيدة : في لجوءِ المخيم...يدوّي أنين العودة- للشاعرة: رحمة عناب – فلسطين المحتلة .
كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 8103 - 2024 / 9 / 17 - 21:24
المحور:
الادب والفن
قراءات نفسية في قصائد سردية تعبيرية بقلم : كريم عبدالله – العراق . قصيدة : في لجوءِ المخيم...يدوّي أنين العودة- للشاعرة: رحمة عناب – فلسطين المحتلة . قصيدة "في لجوءِ المخيم...يدوّي أنين العودة" للشاعرة رحمة عناب تعكس بعمق معاناة الفلسطينيين في المخيمات والمآسي المرتبطة بالنكبة والنكسة، وتجسد هذه المعاناة من خلال سلسلة من الصور القوية والعاطفية. تحليل القصيدة: الصور والتشبيهات: منازل التحَفَت غبار النكبة: تعبر عن المنازل التي شهدت آثار النكبة، مما يوحي بعمر طويل من المعاناة. أزِقّتُها رُفات نكوص أمَّة: تشير إلى الأزقة التي تعكس آثار تدهور الأمة وتقدم التشريد. عجوزاً حفَرتِ النَّكسةُ أَخاديدَها: تسلط الضوء على كيفية ترك النكسة آثاراً عميقة على وجوه الأشخاص الأحياء. تفوحُ منْ أَلْحاظِها رائحةُ البيّاراتِ المسلوبة: تعكس الحنين إلى الأرض والبيوت التي فقدت، وتستحضر الذكريات الحية لأيام الازدهار. مِفتاحاً لا يَجدُ مَأْمَناً إِلاّ زَرفيل: يُشير إلى مفتاح البيت الفلسطيني القديم الذي لا يزال يحتفظ به الفلسطينيون كرمز للأمل في العودة. الرموز والأفكار:
الأونروا وقَحطُ بُقْجَتِها: تسلط الضوء على تقصير المساعدات الدولية وأثرها السلبي على حياة اللاجئين. أمواجاً عاتية تَلتَهِمُ سفينةَ اللّجوء: تعبير عن التحديات الكبيرة التي تواجه اللاجئين والتي تعصف بأملهم في حياة أفضل. المشاعر والتوترات:
القصيدة تعبر عن الحزن العميق، الإحباط، والأمل المفقود. استخدمت الشاعرة أساليب التعبير اللغوي لخلق توتر بين الأمل في العودة والواقع المظلم الذي يعيشه اللاجئون. خمسونَ خريفاً وقيظُ أنين العودة: تبيّن طول فترة الانتظار والمعاناة، مما يزيد من وقع الألم. يبكي خضرةَ سنابل وطنٍ حصدَه جرادٌ أرْعَن: تصوير مؤلم للوطن الذي دمره العدوان، معبراً عن خسارة الأرض والموارد. الخلاصة: قصيدة رحمة عناب تقدم رؤية مؤثرة ومعبرة عن تجارب الفلسطينيين في المخيمات والشتات. باستخدام اللغة التصويرية القوية والرموز العميقة، تنقل الشاعرة مشاعر الألم والأمل التي يعيشها الفلسطينيون. القصيدة تعبر عن التناقض بين الذكريات الجميلة للأرض الفلسطينية ومعاناة الحاضر، مما يضيف بعداً إنسانياً قوياً إلى موضوعها. قراءة قصيدة "في لجوءِ المخيم...يدوّي أنين العودة" للشاعرة رحمة عناب من منظور نفسي تكشف عن عمق المشاعر المعقدة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون، وكيف تؤثر التجارب المؤلمة على حالتهم النفسية. دعنا نحلل القصيدة عبر عدة جوانب نفسية:
1. الإحساس بالاغتراب والضياع القصيدة تبدأ بوصف مشاهد من حياة اللاجئين، مثل "منازل التحَفَت غبار النكبة" و"عجوزاً حفَرتِ النَّكسةُ أَخاديدَها". هذه الصور توضح الإحساس العميق بالاغتراب الذي يعانيه الأفراد الذين فقدوا وطنهم واستقروا في مكان غير مستقر. مشهد المنازل المليئة بالغبار والقديمة يعكس تآكل الهوية والانفصال عن الماضي.
2. الصدمة والتأثيرات النفسية تشير القصيدة إلى "رائحةُ البيّاراتِ المسلوبة" و"مِفتاحاً لا يَجدُ مَأْمَناً إِلاّ زَرفيل". هذه الرموز تعكس الصدمة النفسية التي يشعر بها اللاجئون؛ فقدان الأراضي والبيوت يترك آثاراً نفسية عميقة، حيث يتحول المفتاح إلى رمز للأمل المفقود والألم المستمر.
3. الأمل والمعاناة القصيدة تتناول التوتر بين الأمل والمعاناة بشكل مؤثر. وصف الأونروا وتداعيات مساعداتها "تفيضُ أَنهارُ الكرامةِ تستحيلُ أمواجاً عاتية" يوضح كيف أن الدعم الخارجي قد يكون غير كافٍ، مما يزيد من معاناة اللاجئين. الشعور بعدم الكفاية وعدم القدرة على تحقيق الاستقرار يؤثر على الصحة النفسية، حيث تعيش الأمل في العودة مع ألم الواقع المؤلم.
4. التكيف مع الواقع اللاجئ في القصيدة "يقتاتُه بردٌ يتقاسمُه آخرَ قطرة دفءٍ و سِلالُ جوع التّشتتِ". يشير إلى أن الحياة في المخيمات تتسم بالصراع المستمر من أجل البقاء، مما يمكن أن يؤدي إلى مشاعر العجز والاكتئاب. التكيف مع الظروف القاسية يتطلب جهداً نفسياً هائلاً، وغالباً ما يكون مصحوباً بإحساس باليأس.
5. الحنين والتمسك بالهوية القصيدة تعبر عن الحنين العميق إلى الوطن المفقود. "خمسونَ خريفاً و قيظُ أنين العودةِ" يعكس كيف أن أمل العودة إلى الوطن المحبوب يعيد إحياء الذكريات والشعور بالانتماء. رغم سنوات الشتات، يبقى الأمل في العودة حياً كنوع من الدفاع النفسي للحفاظ على الهوية الشخصية والثقافية.
6. أثر الزمن على النفس الجملة "يبكي خضرةَ سنابل وطنٍ حصدَه جرادٌ أرْعَن" توضح كيف أن الوقت لا يعالج الجراح بل يزيد من عمقها. التراكم الطويل للمعاناة يمكن أن يؤدي إلى مشكلات نفسية مزمنة، مثل الاكتئاب والقلق، حيث تستمر المشاعر السلبية في التأثير على الفرد حتى بعد مرور سنوات عديدة.
الخلاصة من الناحية النفسية، القصيدة تكشف عن تداخل مشاعر الألم، الحنين، والأمل التي تشكل تجربة اللاجئين الفلسطينيين. تعكس الصور والتشبيهات في القصيدة الألم العميق والتجارب المؤلمة التي تؤثر على الصحة النفسية للأفراد. تعبر القصيدة عن كيفية تأثير فقدان الوطن، صدمات اللجوء، والتحديات المستمرة على العقل والروح، مع التركيز على الصراع بين الحفاظ على الأمل والواقع المؤلم. القصيدة : في لجوءِ المخيم...يدوّي أنين العودة حينَ تمرُّ من أمامِ منازل التحَفَت غبار النكبة ؛ تحيضُ أزِقّتُها رُفات نكوص أمَّة تسلقت سلالم التشريد ، أو تَلتَقي عجوزاً حفَرتِ النَّكسةُ أَخاديدَها على مُحياها ؛ تفوحُ منْ أَلْحاظِها رائحةُ البيّاراتِ المسلوبة، على جيدِها الرّوميّ علَّقت مِفتاحاً لا يَجدُ مَأْمَناً إِلاّ زَرفيل بوابةٍ دثَرَت معالِمَه آلاتُ الغدر، فأرْتمى على آخر محطةٍ علَّه يجدُ في عبيرِ صدرِها شيئاً من موطنِه، أو حين تُلقيَ الأنوروا قَحطَ بُقْجَتِها ؛ تفيضُ أَنهارُ الكرامةِ تستحيلُ أمواجاً عاتية تَلتَهِمُ سفينةَ اللّجوء، لاجيءٌ في خيمةٍ يقتاتُه بردٌ يتقاسمُه آخرَ قطرة دفءٍ و سِلالُ جوع التّشتتِ تُفرغُ ما في جُعبتِها توميءُ له بالضياع ،خمسونَ خريفاً و قيظُ أنين العودةِ يقضُّ عروشَ الحُلمِ يبكي خضرة سنابل وطنٍ حصدَه جرادٌ أرْعَن....
•زَرفيل:مكان وضع المفتاح في الباب •بُقْجَة:كرتونة تحتوي على انواع معينة من الطعام كانت الانوروا تقوم بتوزيعها على اللاجئين .
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة برغماتية في قصيدة الشاعرة : رحمة عناب - رنَّةُ الوداع
...
-
قراءة صوفية لقصيدة الشاعرة : رحمة عناب - مَنْ يأخذني اليكَ .
...
-
قراءة فلسفية لقصيدة الشاعرة : رحمة عناب - كتبتكَ مخاضاً شهيّ
...
-
قراءة في قصيدة الشاعرة : رحمة عناب - بإمكانك أن. بقلم : كريم
...
-
قراءة في قصيدة الشاعرة : سلوى حسين علي - مطر هارب على شراشف
...
-
قراءات نفسية في قصائد سردية تعبيرية بقلم : كريم عبدالله – ال
...
-
قراءة صوفية في قصيدة : لقاء من عشق – للشاعرة : رشا السيد احم
...
-
سيّدةُ اللقاء المنتظر
-
سيّدةُ الانتظار اللذيذ
-
سيّدةُ الندى الضحوك
-
بينَ المِرْذاذ والمَغطَس
-
أو لا تذكرين
-
قصيدةٌ فاحشة
-
سيمفونية الوجع الإنساني المشترك- غناء الذات الشاعرة على أنغا
...
-
سيّدةُ الأنغام الملوّنة
-
فويلٌ لكِ ثمّ ويل !
-
واأسفاه!
-
لقد كان حبّي منقذاً لكِ
-
أشواك الزَغَب
-
التجريد اللغوي في قصيدة الشاعرة السوريّة: نوّار أحمد الشاطر-
...
المزيد.....
-
فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
-
صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي
...
-
التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي
...
-
الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
-
من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم
...
-
الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
-
ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي
...
-
حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|