راقي نجم الدين
(Raqee S. Najmuldeen)
الحوار المتمدن-العدد: 8102 - 2024 / 9 / 16 - 18:16
المحور:
الادب والفن
في التسعينيات، عندما كنا طلاباً في قسم التصميم في جامعة بغداد، كانت ملامح تعليم التصميم تختلف تماماً عما هي عليه اليوم. المصطلحات التي تُعد الآن أساسية في عالم التصميم مثل "الهوية البصرية" و"العلامة التجارية" كانت غائبة إلى حد كبير عن مناهجنا الدراسية. لم يكن هناك ذكر لهذه المفاهيم، سواء في المحاضرات أو في المناقشات بين الطلاب. بدلاً من ذلك، كان التركيز منصباً على أساسيات التصميم؛ وفهم عناصره، والطباعة، والتكوين، الخ. في أذهاننا، كانت "العلامة التجارية" لا تتعدى كونها مجرد شعار. لقد كانت أسماء مثل "نايك" و"بيبسي-كولا" معروفة لدينا ولكن كشركات، لكننا لم نكن نعي بشكل كامل التأثير الواسع الذي تحمله تلك العلامات التجارية وحضورها في السوق.
مع مرور الزمن ووصولنا إلى عام 2024، تغير المشهد تماماً. فالمصطلحات المتعلقة بالتصميم تطورت، وبرزت "الهوية البصرية" ككلمة طنانة بين المختصين والمصممين الشباب. أصبحت مهنة معترف بها على نطاق واسع، لا تقتصر فقط على الجانب الإبداعي، بل تتضمن أبعاداً تجارية واقتصادية مهمة، ما يجعلها مهنة مربحة. هذا التحول يعكس تقديراً أكبر لدور العناصر البصرية في تشكيل الإدراك العام للعلامات التجارية وتعزيز حضورها في السوق. ومع ذلك، لا تزال الفجوة قائمة في العديد من المؤسسات، الحكومية والخاصة على حد سواء، إذ تفتقر تلك المؤسسات إلى فهم عميق وشامل لأهمية الهوية البصرية. هذا يشير إلى أن المفاهيم قد تغيرت، لكن استيعاب أهميتها الكاملة لم ينتشر بعد في جميع القطاعات.
مع تفكيري في مستقبل التصميم، تُثار تساؤلات حول المصطلحات الجديدة التي قد تكون مستخدمة حالياً في العالم الناطق باللغة الإنجليزية، ولكنها لم تصل بعد إلى مجتمعاتنا الناطقة بالعربية. فمجال التصميم يشهد تطوراً مستمراً، تحت تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي تؤثر بشكل كبير على الاتجاهات والممارسات التصميمية. ومع بروز تقنيات ناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، لا شك أننا سنشهد دخول مجموعة جديدة من المفاهيم والمصطلحات التي ستعيد تعريف مفهوم التصميم.
المستقبل لا شك يبدو مشوقاً ومليئاً بالفرص. وباعتبارنا مصممين، علينا أن نظل فضوليين ومنفتحين على التغيير. يجب أن نكون مستعدين لاستيعاب الأفكار الجديدة وتبنيها، وإعادة تعريف مفاهيمنا للتصميم في ظل هذا المشهد المتسارع التغير.
#راقي_نجم_الدين (هاشتاغ)
Raqee_S._Najmuldeen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟