أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - إنطباعات فاطمة شاوتي حول نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري - الْقِنَاعُ-















المزيد.....

إنطباعات فاطمة شاوتي حول نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري - الْقِنَاعُ-


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8102 - 2024 / 9 / 16 - 13:49
المحور: الادب والفن
    


"القِنَاعُ للعَقْل نهاراً.
الكِمَامَةُ للقلبِ ليلاً .
وما بينهما يومٌ مُتَدَثِّرٌ لعندليبٍ بلا خارطة صوتٍ
ولا دليلَ يقودُ لإذاعَةٍ ."

(( الكتابةُ بالطّاقةِ البَديلةِ للغةِ الأم ))

قراءتي الانطباعية :

واقعنا أقنعة مبهمة تُلثِّم العقل كي لا يرى ضوءه ساطعا؛ لأنه عقل يستره الظلام بشتى الأغطية كي لايقف ضد غيبوبة الفكر في سراديب الجهل واللامنطق ؛فيكتفي بما ورَّثُوه له منذ أرضعته أمه حليب الإبل فلايتذكر دماغه سوى خيمة ضاربة في الصحراء؛ لاتظهر إلا في جانبها الخفي؛ كما السراب يظنه العطشان ماء فإذا به وهم ؛لايتذكر سوى مجموعة أوراد يستمدها من سُبْحة جَدِّه مع وصية أن تُراثَ الأجداد أمانة في أعناق الأبناء والحفدة إلى يوم الدين...
تلك وصايا الأقنعة التي تحيك جدارا سميكا لايمكن زحزحته مهما نهشته العواصف من داخله أو خارجه...
فيكون كمن يمشي في مدينة العميان لايبصر إلا ماتعاقدوا حوله والتزموا بتطبيقه واعتناقه ،وإن أكد له أحد الخارجين من المدينة العمياء أن مايرونه هو انعكاس للعمى وليس رؤية خارج سديم الذوات التي لاترى سوى العمى...
يشبه وضع هؤلاء وضعَ السجناء في أسطورة الكهف كما وظفتها فلسفة "أفلاطون " مكبلون بقيود وسلاسل لايرون سوى ظلالهم، يعتقدونها الحقيقة لأنها معطيات حواسهم من خلال احتكاكهم بعالم المادة وهو رمز الكهف....
يصدف حسب سياق الأسطورة أن واحدا من السجناء فُكَّتْ أغلاله وانفلت خارج الكهف فيرى الضوء ؛تتضرر عيناه لأنه ألف معطيات الكهف كيقين أوّلي ؛ثم تدريجيا يعتاد الضوء فيبحث عن مصدره يكتشف الشمس ويعرف أن الحقيقة توجد خارج الكهف...
رمزيتها الفلسفية تتضمن أن العقل هو الذي اكتشف وجود الحقيقة بعد تحرره من ثقافة الكهف وكسر القيود؛ التي تمثل المكتسبات الموروثة والتي لاتخضع لسؤال ولالتمحيص، تؤخذ كبداهات لاتناقَش ولايُتَسَاءل حولها ،يُسلَّم بها كيقين مطلق مثل العادات والتقاليد والقيم التي نقتنع بها دون مساءلتها.
يقينيات اعتبرها الفيلسوف الألماني "نتشه" أصناما وأوثانا ينبغي على العقل هدمها ،لأنها معتقدات لكثرة استعمالها تحولت إلى حقيقة بينما هي أوهام...
يعتبر "نتشه" أن الفلسفة وحدها قادرة على كسرها، واكتشاف أنها لاحقيقة...
ولأن العقل مقنَّع بأوهامه ؛فليس للعقل بُدٌّ من تجاوزها بأدوات أسس ونظَّر لها فيلسوف النهضة الفرنسي "ديكارت" بشكه المنهجي الذي قاده إلى ابتكار الكوجيطو الديكارتي :
"أنا أشك أنا أفكر إذن أنا موجود.."
مقولة ومبدأ تأسست عليه العقلانية الغربية وتطورت على يد الفيلسوف الألماني "كانط" الذي شكك ليس في معارفنا التي تلقيناها منذ الطفولة فقط، بل شكّك في الأداة التي بنينا بها مااعتقدناه حقائق...
سؤال إشكالي إبستمولوجي غدا سؤالا فلسفيا :
ماهو هذا العقل الذي اعتبرناه أداة اليقين كما علَّمنا "ديكارت"... ؟
ماهي حدود العقل... ؟
هل يستطيع أن يصل إلى اليقين... ؟
ماهي قدراته وإمكانياته... ؟
تحول السؤال من سؤال حول المعرفة إلى سؤال أداتي يتناول بالنقد والتحليل أداة المعرفة ذاتها...
هو سؤال يعتبر العقل المتحرر من حبائله سؤالا مشروعا؛ سؤالا يجعلنا نخرج من مدينة العميان ومن معرفة الكهف للإنتقال إلى استعمال أداة، صارت موضوعا للمعرفة في ثقافة الأنوار بين المثقفين الفرنسيين والألمانيين...
هذا العقل يمزق القناع فيرى الموضوعات عارية كما هي لاكما خُيِّل لنا، واضحة كما يقدمها العقل لا كما تعلَّمناه من عقل تابع للعقل الجمعي
أو القطيعي...
للإنتقال من أداة العقل إلى أداة أخرى لاتقلُّ جدارة عن فعالية العقل بمعنى مختلف يظهر القلب أداة حدسية دافع عنها الفيلسوف الفرنسي "برجسون" كأداة تبنّي معرفة مختلفة سمّاها الحدس...
لكن واقع التكميم كما التقنيع يحكم على القلب بألا ينطق بما حدسه...
في واقعنا الثقافي استعدادات لهذا الاعتقال لهاتين الملَكَتين، فلا العقل قادر أن يرى خارج أقنعتهم وقواعدهم،ولا الحدس يوصلهم إلى فهم أي موضوع ماعدا المتصوفة الذين تجاوزوا العقل إلى ملكة الإلهام بواسطة حاسة باطنية تبني اليقين...
إن كل خروج اعتبر انحرافا وفي أقسى حكم قيمي اعتبر من يستعمل العقل مارقا زنديقا خارجا عن تعاليم العقل الماضوي، وهذا قتل للمعرفة التي يؤسسها العقل...
نفس الشيء مورس على القلب دون تحريره وتعبيره عن ذاته...
ومااستعمال الليل سوى تعبير عن التضييق على القلب كأداة وجدانية يمكنها أيضا تأسيس حقيقة باطنية، يمثلها اللاّعقل بمعناه الفلسفي لا المعنى البوتولوجي المرضي ، لأن اللاّعقل ليس أداة تُخِلُّ بالعقل بل تدرك مستويات أخرى يعجز عنها العقل المادي...
إنه العقل الذاتي الذي يُمنع في تعاطينا الحر مع قضايا الذات والعالم أيضا
فكيف أدرك المتصوفة الحقيقة... ؟
استدلوا على ذلك بأداة داخلية هي القلب والوجدان كحدس تلقائي يشبه الإلهام والوحي ...
واعتماد العقل والقلب هو تأسيس لنوعين من المعرفة:
1 معرفة قضايا يُلمُّ بها العقل كعقل موضوعي.
2 معرفة قضايا لايتمكن العقل من إدراكها خارج مدركاتنا المرئية...
إنه عالم الذات وقضاياها عالم الوجدان وعالم الإبداع والأحاسيس، التي لاتخضع لمنطق العلم بل لمنطق اللاّعقل...
بين هاتين الأداتين العقل واللاّعقل (القلب) تكتمل المعرفة وتنتهي الأقنعة والكمامات، فتكون الذات العارفة أمام موضوعها عارية من أية لُبوس تُسقِطها ثقافة القبيلة...
وتنتهي الشذرة الإبداعية إلى أنَّ بين القناع و الكمامة، يفقد الإنسان التعبير بحرية عن قناعاته وأحاسيسه، فيفقد أيضا كينونته كإنسان يستطيع خلق عناصر الذات والعالم،
ويفقد بالنهاية خارطة صوته؛ لأنه لن يكون سوى صورة مكررة لما قبله؛ صوت لايجد صوته الخاص لأنه سيتكلم صوت الآخرين ؛وهو في المُحَصِّلة إعادة إنتاج ماسبق إنتاجه؛ وكأن التاريخ يعيد نفسه دون جديد فيتناسل نفس الاقتناع وينتهي العقل إلى نفق مسدود...
فهل يعني ذلك أننا نؤسس لتاريخ معرفي خالٍ من الأقنعة ومن الكمامات.. ؟
إن أول خطوة للتقدم هي نزع الأقنعة ليتحرر العقل من قيوده،ونزع الكمامات ليتحرر صوتنا من تكرار صوت السابقين...
هكذا يصنع نص الأستاذ أسعد تقابلا متناميايؤسّسان معا لتحرير الذات من التبعية والتقليد...
فشكرااا الأديب المؤهل علميا وموضوعيا لاعتناق الجديد لدحض مقولة :
"ليس في الإمكان أحسن مما كان"
إنها دعوة إلى التغيير في نظرتنا للعالم برؤية تنويرية تؤسس لفكر حداثي ،يقطع مع الماضي ليبني فكرا جديدا يلائم التطور الذي ننشده كتحدٍّ لمواجهة التخلف العقائدي والثقافي والوجداني...



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -لُبْ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الْحُلْ ...
- إنطباعات فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الصّ ...
- مقاربة تناصّية لفاطمة شاوتي مع نص الشاعرة التونسية مفيدة الص ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الصَّائِ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الرَّغِي ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة المغربية زكية المرموق -أَتْبَ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة المغربية زكية المرموق -طِفْلَ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الْكُرَة ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -مَازَالَ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة المصرية سمر لاشين -أُدَخِّنُ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر المصري أحمد عبد الحميد -وَلَيْ ...
- قراءة سجالية بين الأستاذة فاطمة شاوتي والأستاذ المختار الحمر ...
- مقاربة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني -فِي ...
- مقاربة فاطمة شاوتي في نص الشاعر اليمني عبد الغني المخلافي -م ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة التونسية فاطمة نصيبي -أُرِيدُ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة التونسية فاطمة نصيبي -تَعَلّ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -كُرْسِيٌّ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -مُعَادَلَ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية تورية لغريب -حَرْفٌ ...


المزيد.....




- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
- فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024
- -رحلة 404- يمثّل مصر في -أوسكار- أفضل فيلم دولي
- فيلم -رحلة 404- ممثلاً لمصر في المنافسة على جوائز الأوسكار
- فنانون من روسيا والصين يفوزون في مهرجان -خارج الحدود- لفن ال ...
- اضبط الآنــ أحدث تردد قناة MBC 3 الجديد بجودة عالية لمتابعة ...
- كيف تمكنت -آبل- من تحويل -آيفون 16 برو- إلى آلة سينمائية متك ...
- الجزائر: ترشيح فيلم -196 متر/الجزائر- للمخرج شكيب طالب بن دي ...
- وفاة النجم الأمريكي الشهير تيتو جاكسون
- مصر.. استعدادات لعرض فيلم -إيلات- الوثائقي في ذكرى نصر أكتوب ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - إنطباعات فاطمة شاوتي حول نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري - الْقِنَاعُ-