خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8102 - 2024 / 9 / 16 - 00:17
المحور:
الادب والفن
في سماء الفجر
تنسل العصافير
مثل ضوء خفيف
تحمل في أجنحتها
وهج حلم
لم يلمسه أحد
تكتب على صفحة الريح
سر الأبد
وتنثر أنفاسها
على الورود
كحكاية قديس منسي
هناك خلف الجبال
حيث يبدأ السراب
تغفو الحياة
على همس غصن قديم
كأن الزمان نسي أن يمر
وكأن الأرض
أرهقها الانتظار الطويل
تنقض الطيور
نحو الفضاء
كمن يطلب الخلاص
ترى في عيون الغيم
مدائن لم تُبن بعد
وفي صمت الأغصان
لحن وجود خفي
تحكي قصة الحب الأول
حيث الزهر
كان يصغي
لنبض الأرض
والريح تتلو
قصائدها على الماء
كل طائر
يرحل بعيداً
يحمل في قلبه
شعلة النور الأخيرة
كأنه شاهد الفجر
على انفصال الليل عن النهار
يروي لنا كيف تنبت الأحلام
في عيون السماء
وكيف أن الحب
رغم كل شيء
يعود دائماً
كأنه الحقيقة الوحيدة
وفي عمق الليل
حين تهدأ النجوم
يُسمع صوت السكون
يحاور ظلال العصافير
كيف ولدت الفكرة
في قلب الظلام
وكيف تنمو النغمات
بين صخور الصمت
هناك، حيث لا أحد يرى،
تزهر الأرواح
كالأشجار في الخفاء
كل ورقة
تحمل وجعاً قديماً
وحلماً لم يكتمل،
لكنه لا يذبل
وفي رقصة الضوء
على وجه الماء
نقرأ أسرار الخلق
في عيون الطير
كأننا نعبر إلى عالمٍ آخر
حيث الفجر لا يغيب
والحلم هو الحياة،
والحب هو الخلود.
في كرم التين،
حيث تلتقي الأرواح بالأرض
تنساب العصافير
كأنفاس السماء
تشارك الشجر
في حكمة العطاء
فكل ثمرة تسقط
ليست لواحدٍ
بل لحكاياتٍ
تتقاسمها الرياح والطيور
تأتي العصافير بلا وعدٍ
لكنها تعرف
أن الأرض لا تبخل
وأن في كل غصنٍ سرّاً
يحمله الجذع
منذ بداية الخلق
فكما للشمس
حصتها في الصباح
للعصافير حصة
في كرم التين
حيث الرزق
موزعٌ بدقة
وحيث الحب
فصل من فصول الحياة.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟