عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8101 - 2024 / 9 / 15 - 21:57
المحور:
الادب والفن
عيبٌ عليكَ
أن تعيشَ إلى الآنَ
لتكتَشِفَ الآنَ
أنّكَ لستَ سوى أنتَ
وأنَكَ لم تكن يوماً
حصاناً من أحصنةِ القبيلةِ
كما توهَمتَ أنتَ
أو كما أوهمَكَ الآخرون.
عيبٌ عليكَ
أنّكَ كنتَ تموتُ
يومَ كانَ بوسعكَ
أن لا تموتَ
ويومَ كان بوسعكَ أن تعيشَ
أكثرَ من كَلكَامشَ بكثير
بلا عُشبةٍ ساذجة.
أنتَ لا تحلمُ الآنَ
بأن تكتُبَ اسمكَ
ولو على آسنِ الماء.
وبعدَ أن خُضتَ في وحلِ الحروبِ طويلاً
أصبَحتْ خيامُ حُزنكَ
واسعةٌ عليك
و ضاعت بهجةُ أيامكَ السابقات
كما تضيعُ أصابعُ طفلٍ
في "بسطالٍ" رومانيّ
لأبٍ ماتَ في القتالِ القديم.
ربّما
كنتَ يوماً أنيساً
مثل عصفورٍ عاشقٍ في الحديقة
ولكنّكَ الآنَ
يوجِعُكَ الخذلانُ
وأصبحَ الغفرانُ صعباً عليكَ
وباتَ جحودُ الأغصانِ
غيرُ الأليفةِ
وصمتُ العُشَ
لا يُحتَمَل.
وها هوَ وجهكَ المُجَعّدُ
يضحكُ الآنَ للناس
دون معنى
كوجهِ جُنديٍّ في الحرب
ماتَ وهو يضحكُ دونَ سببٍ
في السخامِ طويلِ الأجل.
وها أنتَ الآنَ
قد كبرتَ كثيراً
وأصبحتَ نزيلاً
في غُرَفِ النسيانِ
والذكرياتِ النبيذة.
لقد عِشتَ طويلاً،
ولا عيشَ طويل،
دون كُلفة.
لقد كانَ كُلُّ يومٍ
بل كانت كُلُّ لحظةٍ
مرَت عليكَ إلى الآنَ
خسائرَ صافيةً
في الحسابِ الختاميَ
لأيّامكَ البالية.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟