أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله واجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة 18 -1















المزيد.....


من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة 18 -1


عبدالله واجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1775 - 2006 / 12 / 25 - 06:29
المحور: القضية الكردية
    


كنت أنوي الوصول بالمسألة الكردية إلى محفل ديمقراطي، ولو تم دعم ذلك لما كان صعباً على تركيا الانصياع لهذا الموقف، وقد أتضح أن أوروبا لا تقف إلى جانب إيجاد حل جدي للمسألة الكردية، لأن انشغال تركيا بهذه المسألة كان يناسب مصالحهم، وقد تبين ذلك من موقف اليونان، وكان بإمكان السياسة الأوروبية أن تنهي الحرب، ولكن هذا لم يكن مناسباً للإستراتيجية الغربية بما فيها الولايات المتحدة، وكان موقف ألمانيا هو فتح الطريق إلى الجبل في أقرب فرصة ممكنة، إذ انه من الواضح أنهم فكروا ملياً بالموضوع، فقد كانت الفوضى المعتمدة على الكرد في الشرق الأوسط تناسب مصالحهم، وبالتالي فإن خروجي المفاجئ خلق وضعاً لم يكن بالحسبان، وكان بعيداً عن تكتيكاتهم، كانت كافة الاستعدادات تعتمد على الشخصيات الكردية العميلة التي تم ترويضها، وكان وجود حزب العمال الكردستاني ووجودي بشكل خاص يجعلهم يخسرون الورقة الكردية التي تعبوا عليها عشرات السنين ودفعوا الكثير من المال لأجل هذه الورقة، وظل أمامهم خياران، فإما زعزعتي ووضعي في موقع إنسان لا شخصية له، أو طردي، وكان اتجاه أمريكا حول ذلك يضاف إلى الحسابات، ولو تمسكت بالبقاء لبقيت، لقد كان طردي من المركز الذي ولد فيها القانون الروماني صعباً، ولكن الأخطار السياسية كانت كثيرة، وكان يجب أن يوضع في الحسبان الاتجاهات الخطرة التي يمكن أن تتخذها دولة تمارس عليها كل هذه الضغوط الخطيرة، وجب عليّ أن أغادر في أقرب فرصة ممكنة.
لقد أظهرت الأشهر الأربعة التي قضيتها في ثلاثة عواصم تاريخية أوروبية بعض الحقائق الهامة، لم يكن في نية الديمقراطية والحقوق الاوروبية أن يعطيا الحق لإرادة التحرر الكردية، حيث لا تتبع أوروبا سياسية كردية إنسانية وإنما تستخدم القضية الكردية كنزاع في الطلبات الموجهة إلى تركيا، في الحقيقة كانت تواصل السياسات المتبعة منذ مائتي عام، وينظرون إلى الكرد كوسيلة مناسبة من اجل إرغام الأنظمة في إيران والعراق وتركيا على إتباع سياسة تناسبهم في الشرق الأوسط، وهذا هو السبب الأساسي لعدم اتخاذهم موقفاً يحقق حلاً عاجلاً، إذ كان يلزمهم ظاهرة كردية تخلق مشكلة بعيدة الأمد، ولم يكونوا يتركون أية أداة يمكن أن تستخدم في الحل.
ويسري هذا الموقف أيضاً على الكرد العملاء في شمال العراق، إذ ستكون تركيا المليئة بالمشاكل بحاجة لهم، وبالتالي فإن بقاء حزب العمال الكردستاني كمشكلة، ضروري من أجل مصالحهم السياسية، ولم يكونوا يفكرون بالوصول إلى حل معي، بل مع أشخاص يمكن أن يقدموا خدمات لسياساتهم على المدى البعيد، فقد كنت مخالفاً لتصوراتهم السياسية المستمرة منذ مائتي عام، ولن يقبلوا وضعاً أكون فيه صاحب شخصية حرة وذو مبادرة في اتخاذ القرارات المستقلة، فالقبول بذلك يعني خسارتهم للكراد والعملاء الذين يدعمونهم منذ عشرات السنين، وكانت إيطاليا تريد من تركيا إمكانيات استثمار وإمكانيات تجارية عديدة، ولهذا السبب كان بإمكانها أن تأخذ دوراً متطرفاً واضحاً، ولكن وضعي وكما تبين في الممارسة يفسد هذه الحسابات، ولم تكن مصالحهم تتناسب مع تحملهم لشخصيتي، ويفهم من هذا أن القانون والديمقراطية الأوروبيان لا يتضمنان حدود المسألة الكردية، ولكن هذا يصح بالنسبة للمواقف الكردية المستخدمة كأداة بعيدة الأمد في سياسات الشرق الأوسط، التي تجعلهم يستفيدون من الأيدي العاملة الرخيصة، وضمن هذا الاتجاه كانت السياسة بعيدة عن إعادة تشكلها من جديد، وكان الجانب الغالب هو عدم تشكل السياسة الأوروبية حول المسألة الكردية كما هي الحال في العديد من المشاكل العامة وفي مقدمتها دول البلقان، ولم تكن كل دولة تقترب إلا ضمن الإطار البوليسي والاستخباراتي وتعمل على التسرب بواسطة مؤسسات المجتمع المدني.
إن أكثر قوة كانت مهتمة بي عندما كنت في روما، وأعتقد عندما كنت في موسكو أيضاً هي الموساد، حيث ظهرت شيئاً فشيئاً كقوة طورت في الأساس استخباراتها وشبكة رقابتها وكأنها تقول:" أنا الصاحب الأساسي للمسألة الكردية".
لقد كانت أمريكا وإسرائيل وبريطانيا تقف كأجنحة منفصلة، بينما كانت أوروبا لا تزال مشتتة، وفي الحقيقة إن هذا النموذج يفتقر إلى سياسة مشتركة في المسائل الهامة، كانت بريطانيا تقوم بعملية القيادة منذ مائتي عام، ولم يكن من الممكن التفكير بسياسة كردية محتملة دون وجود بريطانيا، ومع ميلاد إسرائيل أصبحت تنفذ رقابتها بيد الموساد، وتم ربط كثير من الكرد بالنظام بما فيهم البارزاني والطالباني، غير أن وضع حزب العمال الكردستاني كان يفسد كل الأنظمة التي خلقوها، وكان يهدد التوازن الذي عملوا على ترسيخه، ولهذا السبب اعتبرونني المسؤول عن ذلك وقاموا بوضعي ضمن سياسة تشهير وعزل مكثفتين، وقد فتحت المعاهدة مع تركيا في عام 1996الطريق أمام تبنيهم لأدوار عملية، وهذا نقص لم يتم حسابه بشكل جيد، فعدم التعامل معنا بجدية عندما كنا في روما، ناجم عن النقص في أخذ قوة إسرائيل بالحسبان، وسيتبين فيما بعد أن إسرائيل كانت تمسك بي في قبضتها عندما كنت في موسكو، وإن لإسرائيل دور رئيسي في ملاحقتي وشل حركتي، طبعاً كان يتم تنفيذ ذلك بتمويل مالي وتأييد دبلوماسي كبيرين من قبل أمريكا، فلقد تم استخدام قرض قيمته ثمانية مليارات دولار من صندوق النقد الدولي كي لا أبقى في موسكو، ولهذا السبب أيضاً تم اختطاف "مشروع التيار الأزرق" من يد تركيا، أما الجانب الأكثر سفالة في هذا الموضوع فهو أنهم كانوا يقتطفون من بعضهم الكثير من التنازلات عن طريق استخدام وضعي المتأزم بشدة، دون أن يقدموا أي شيء، وقد وجد النظام السمسرة المسمى "إكرامية آبو"، في تركيا تطبيقاً واسع النطاق في الساحة الدولية أيضاً وتنال كافة دول أوروبا وروسيا وأمريكا وأخيراً البيروقراطيون في كينيا فوائدهم، فكم هي منحطة المساومة على طالب تحرر الشعب المتمثلة بشخصي مقابل المصالح المادية.
لقد أعطت الحرب النفسية في إيطاليا ثمارها، وكنت مستعداً للخروج في أقرب فرصة ممكنة، إن البساطة القروية التي يتمتع بها مندوب موسكو "نعمان أوجار"، ساعدت على استمرار المؤامرة وتعميقها، كما أن سلبية وعدم مسؤولية مندوب إيطاليا "أحمد" جعلته بعيداً عن معرفة ما يجري حوله، لقد أُستهلك الجميع ضمن عوالمهم الساذجة، لقد ارتحت أنا كما ارتاح رئيس الوزراء داليما، عندما خرجت من إيطاليا، فقد قدم داليما امتحاناً سيئاً للغاية في مادتي حقوق الإنسان والديمقراطية، كان جباناً أمام رأس المال الإيطالي، فلو امتلك صوتاً قانونياً وديمقراطياً قوياً لقدم مساهمة لا تنسى في تاريخ الحرية.
وصلت إلى موسكو للمرة الثانية وكان يتم إعداد آخر فصل من فصول المسرحية، وقد بدءوا بتمثيله، لقد تحقق كل ذلك بالمواقف الساذجة والقاصرة لمندوبي حزب العمال الكردستاني ومع قوى الظلام لكلا الطرفين، كانت هذه الفترة هي التي تم فيها إعداد الصليب أو التابوت، فقد كان الذين في موسكو يدقون أولى المسامير، ولأول مرة أرى في وجوههم مظاهر لا تدل مطلقاً على الصداقة، وكان واضحاً أن القرار قطعي وقد اتخذ على أعلى المستويات، فقد كانوا يفكرون بالنهاية المعروفة، وضعوني في طائرة شحن بكل استبداد وتلاعب، وبعد اعتقال دام أسبوعا في منزل ريفي في العاصمة التاجيكية "بشكك"، جاءت مندوبة أثينا آيفر قايا بصحبة الجنرال المتقاعد ناغازاكيس الذي كان يدل مظهره على الصديق الغريب المتعب، عن طريق بتروغراد ركبنا الطائرة واتجهنا إلى أثينا، لقد كان واضحاً أن هناك علاقة بين الطائرة والدولة، في البداية طلب إنزالي في رومانيا، فقد تم الادعاء بان ناغزاكيس كان قد اتفق مع سيميتس على تسليمي هناك، وربما كان ذلك صحيحاً، ولما لم أقبل بذلك نزلنا في أثينا قسراً، كان ينتظرني هنا زبانية الجحيم ستافراكيس وكالينديريديس وكان سيحدث ذلك بعد يوم واحد، ومثلما جئت في اليوم الأول عبرت من صالة الشخصيات المهمة وأقمت يوماً واحداً عند حماة ناغزاكيس، وهي امرأة صديقة من عامة الشعب قلت لها :"هل يمكن لبانكالوس أن يخون..؟" أجابت بالنفي وبشكل قطعي وقالت:" لا يمكن أن يجد فرصة أفضل من هذه من أجل الانتخابات ".
لقد لجأ وزير الخارجية بانكالوس إلى حيلة مكشوفة، فقد أرسلوا إلى البيت الذي دعاني إليه لأجل لقاءِ رسمي، فريقاً من رجال الاستخبارات رفيعي المستوى وقالوا بلهجة تهديد لا تحمل أي أثر للصداقة: " إننا نمنحك مهلة حتى الساعة الرابعة صباحاً وإلا سنقوم بتنفيذ ما نعرفه عنوة " لقد كان هذا الموقف عدائياً، اظهروا وجههم الحقيقي، بدا واضحاً أنهم كانوا متفاهمين مسبقاً، ويبدو أنهم كانوا يستغلون ما تبقى من ثقتي بصداقتهم ليسحبوني إلى المكان الذي يريدونه، وفهمت فيما بعد أنهم قاموا بإعداد كينيا مع المخابرات المركزية الأمريكية منذ زمن بعيد، قال كالينديريديس الذي كنت أثق به كثيراً، وهو يقسم بشرف دولة اليونان بأنهم وجدوا حلاً بواسطة جواز سفر جنوب أفريقيا، سيقوم بإعداده وزير الخارجية خلال خمسة عشر يوماً، وأن الحل هو في كينيا، نظراً لأن اليونانيين لهم تأثير قديم عليها وهي بعيدة عن الأخطار، ولم يكن بالإمكان عدم قبول عرضه لأن الأساس عندي هو الثقة بالصديق ولم يكن بجانبي من يحذرني بشكل جاد، ولم أكن أستطيع أن أفهم شيئاً من المترجمة ملسا التي كانت تتحرك ببطء، بينما كانت قادرة على تحليل زيفهم، فكانوا قد حجزوا على أيفر، ولكن في الحقيقة كانوا قد فرضوا العزلة عليّ.



#عبدالله_واجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...


المزيد.....




- الأمن الروسي يعلن اعتقال منفذ عملية اغتيال كيريلوف
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
- إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي
- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله واجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة 18 -1