أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - كوميديا سوداء … تتمدد..!!..















المزيد.....

كوميديا سوداء … تتمدد..!!..


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 8100 - 2024 / 9 / 14 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفهوم الكوميديا السوداء تعود إلى بدايات القرن الثامن عشر في كتابات Jonathan Swift الذي كان يظهر "السخرية الأليمة" حيال تعامل الاغنياء مع حال الفقراء في أيرلندا و حفلات الاعدامات العبثية حيث اقترح في " 1729 Modest Proposal" انه لكي يخفف الفقراء من اوضاعهم الشائنة ربما عليهم ان يقدموا اولادهم طعاما على مآدب النخبة ..!!.. …

لاحقا تنامت ثقافة "السخرية الأليمة" من خلال فكر Surrealism عندما تحولت "ثورة باريس من الحرية" إلى حفلات اكثر عبثية للموت الجماعي على المقصلة ( يمكن مراجعة كتابات Andre Robert Breton و إنشاء المدرسة السوريالية)…

أنا حاولت في هذه المقالة ان ابتعد عن تهمة " الحتمية Determinism… و لذلك لم استخدم ال التعريفية في عنوان المقالة التي تعني في اللغة العربية القطعية … بمعنى اني حاولت إظهار حسن الظن على فرضية ان العالم لا يعيش حالة نموذجية موحدة Unique Model و لذلك قد تكون هناك نماذج اخرى اكثر جدية تعمل على خلق فضاءات بيضاء / إيجابية جميلة لشعوبها.. لم لا .. فالعالم يعيش حالة فوضى تختلط فيها الصور الذهنيه مع الواقع بشكل يشبه حالة عاصفة هوجاء… و الساذج او المتفائل ربما يؤمن ان العاصفة قد تنتهي إلى اكتشاف كنز عند الباب ..!!..

في الكوميديا السوداء كانت الثيمة الأساسية هي "الموت" و "المشانق/المقصلة" التي لم تسأل يوما "لماذا تقطع هذه الرؤوس"… في اغلب الثقافات لدى المجموعات البشرية المختلفة يمثل الموت قيمة معادلة للحياة… مشهد الإعدام يرسم صورة ذهنية تتعارض مع المنطق .. اي الشك في العقلانية الذاتية Skepticism الذي بنى Jonathan Swiftعلى اساسه فكرة الكوميديا السوداء … الناس كانت تضحك لانها لا تصدق ان الفقراء يقتلون دون ان يفهم احد لماذا … الموت الذي يمثل رعباً في ذاكرة الانسان كان يحدث و يتوالى دون ان يترك للناس ادراك الاسباب المنطقية لما يحدث … توالي نزول المقصلة و تدحرج الرؤوس كان مضحكا … لكن ضحك بائس مرعب و رهيب… Surrealism او "صدام العقل مع الواقع" …

هكذا ولدت أحجية " الكوميديا السوداء"… و هكذا تولد حكاية ادارة العالم من على مسرح يتابعه الملايين "مرغمين"… حباً او نفاقاً أو اضطرارا"… حيث يقف الحميع حيارى … هل يضحكون ام يبكون … أم ماذا يفعلون…!!..

لحظات قبل المناظرة الأخيرة كتبت بوستاً على الفيسبوك: "بينما تتوجه أنظار العالم نحو المعبد العتيد… دعونا نتذكر ان السياسيين و ان اختلفت مناهجهم فهم يمارسون ذات الطقوس … الرقص على احلام البؤساء و على أهواء اصحاب المصالح … هل هناك جديد..؟؟.."…

منذ الوهلة الاولى كان واضحا ان استراتيجية السيدة هاريس مبنية مبدأ "التهكم" حيث كانت اولى كلماتها " ستسمعون الكثير من المظالم و الأكاذيب" و طوال المناظرة لم تتنازل السيدة هاريس و لم تقل شيئا جديا إلا في ثلاث نقاط أكدت ما ذهبت اليه في البوست أعلاه: الوقوف ضد تدفق المهاجرين الجوعى من امريكا اللاتينية … الوقوف مع تجار السلاح داخل الولايات المتحدة … و الوقوف مع الطرف الأقوى في صراع الشرق الاوسط…. لم تتذكر السيدة هاريس ان الولايات المتحدة تدعي قيادة العالم World Leadership و ان القيادة لابد ان تجد حلولا لمشاكل الشعوب و لا تتهرب … حتى لا نقول انها تصنع الأزمات بذاتها … لم تبالي السيدة هاريس بحقوق التلاميذ و الافريقيين الذين يذهبون بين الحين و الاخر ضحايا لتجارة السلاح في المدارس و الجامعات و الطرق و شوارع المدن في الولايات المتحدة … كما انها تجاوزت حقوق كل الذين فقدوا استقرارهم و حياتهم .. كل ضحايا طاحونة العنف و العنف المقابل .. كل الذين يموتون من الجوع و الرعب في هذه الزوايا المظلمة من الإنفاق او في الصحراء القفراء في الشرق الاوسط ..

الرئيس ترامب ظهر كتلة صماء حيث " ربما" لان " الالهة" قد اخبروه انه اصبح "ورقة محروقة" … جسد هائل بلا روح… لا حراك فيه سوى الفكين يفتحان و يغلقان في حركة تذكرنا بحركة تلك الآلة التي اصبحت تمثل زمن "الحرية" في فرنسا " الثورة".…. دعنا نتذكر الرئيس ترامب حاول ايضا ان يقود "ثورة" ضد الدولة العميقة" في الولايات المتحدة … و لكن كانت كلماته جوفاء… لا حياة فيما كان يقوله … اتهم السيدة هاريس بانها ماركسية … ربما لم يخبره احد من مساعديه ان الحرب الباردة انتهت من زمان و شعارات "الشيطان الاحمر" قد حلت محلها التكنولوجيا السايبيرية و AI …!!..

الرئيس ترامب كرر ايضا تصوراته الشهيرة ان يوقف حرب أوكرانيا بلمح البصر و ينهي مشاكل الشرق الأوسط كذلك .. كيف..؟؟.. لا ندري .. ربما هي ذاتها فكي المقصلة التي اصبح يرددها السيد مدييدف "ترامب روسيا" الذي يخرج بين الحين و الاخر ليهدد بإحراق لندن و برلين و بالأمس هدد بتحويل كييف إلى مجرد قطعة معدن منصهرة ..هكذا دون اي اعتبار لملايين الناس و رؤياتها عن الحرب و السلام … هل تختلف هذه الصور التي يرسمها زعماء العالم الان عن نوستولجيا Gallow أيرلندا و Guillotine باريس..؟؟!!..

و لعل "اهم" ما قاله الرئيس ترامب هو ان المهاجرين العابرين الحدود الجنوبية كانوا يأكلون القطط و الكلاب يبعث على "الحيرة" الكوميدية… لا ندري ان كان يدافع عن حقوق الحيوانات الأليفة التي لا شك انها تستحق الحياة .. أم انه كان يريد ان يحرم الجوعى حتى من أكل ما لا يأكله هو ..؟؟.. اما السيدة هاريس فان اهم ما قالته هو التشكي من إهمال حقوق النساء في الإجهاض … لكن مرة اخرى ايضا لا ندري ان كانت تتكلم باعتبارها "الرئيسة القادمة" .. ام مجرد ناشطة اجتماعية …

كوميديا هنا و كوميديا هناك … بينما ازمات الفقراء في تسارع رهيب … و هيمنة اصحاب المصالح لا تترك قطرة ماء للعطاشى و لا حبة قمح لديمومة الحياة و لا نسمة هواء للحرية …!!…

هل هذا هو مسرح العالم و شخوصه الحقيقية ..؟؟.. في فضاء الكوميديا يقف العقل عاجزا و الحواس يغشاها النعاس… ربما هناك اشياء لا نراها او ندركها … لكن ربما يمكننا ان نستدرك شيئا وسط الضباب … ان الكوميديا السوداء على قمة العالم خلقت في العالم الثالث و خاصة افريقيا و الشرق الاوسط نخباً سياسية اقتصادية ثقافية … الخ لا تختلف في سلوكها عن تلك التي كانت تشكل المحرك الأساسي في ادارة المجتمع في اوروبا قبل قرنين … اما الحلول المضحكة/ المبكية فانها تقدم كل يوم بشكل "جدي و مقنع" يهلهل لها إعلاميون و فنانون و مثقفون لا يشبهون Jonathan Swift في روحه … في آلامه و سخريته… سنتابع….حبي للجميع



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية غزة.. حرب الاستراتيجيات ..1
- اعادة -عرقنة- العراق…؟؟..
- -أفرقة- تونس و مصر و..؟؟!!..2
- -أفرقة- تونس و مصر…و..؟؟!!..
- على جبل يشكر… قراءة انثرو-سوسيولوجية
- مصر… مؤتمر المناخ .. و الصحراء..!!..
- مركز الرافدين .. و العراق لا يتغير ..؟؟..!!..
- ‏Gorbachev و حوار التاريخ…
- العراق و تركيا… و البحث عن -عدو-..؟؟..
- عالم ما بعد الازمة الاوكرانية..!!..1
- ‏ Desmond Tutu.. وداعا للتعايش مع الألم..؟؟..
- انتهاك -قيمة- الانسان: اشكالية الدولة و الدين..؟؟!!.
- مركز الرافدين للحوار…دافوس الشرق الاوسط..؟؟..
- غزة.. للمرة ال...؟؟..
- نوال السعداوي... مأزق الخروج من الذاتية..!!..
- الكورد و حوار الذات ...3
- مابعد -ترامب... مابعد -كورونا..؟؟!!..
- الكورد و حوار الذات..2
- الكورد و حوار الذات..1
- العراق... ما بعد اللا دولة ..؟؟!!..


المزيد.....




- -لم يوافق عليها-.. الجيش الإسرائيلي يتبرأ من إلقاء منشورات ت ...
- من هي حليفة ترامب التي تروج لنظريات مؤامرة مثيرة للجدل؟
- حرب غزة: قصف واحتقان على كل الجبهات.. صاروخ حوثي يضرب قلب إس ...
- الجيش يعلن سقوط صاروخ وسط إسرائيل والحوثيون يتبنّون
- نتنياهو: على -الحوثيين- أن يعلموا أنهم سيدفعون ثمنا باهظا
- الجيش الإسرائيلي: الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون تحطم في الجو
- قائد عسكري إسرائيلي يتبنّى مسؤولية إلقاء منشورات على جنوب لب ...
- إريتريا تكشف فحوى مشاورات رئيس البلاد مع المسؤولين المصريين ...
- 3 دول عربية تتدخل لتحرير شاب اختطف بعد سفره للزواج من فتاة س ...
- هجوم شرس على إيفانكا ترامب بعد نشرها صورة -محرجة- لنجمة شهير ...


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - كوميديا سوداء … تتمدد..!!..