أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - الشخصيات الوازنة في المشهد الثقافي من خلال مذكرات السيد حافظ ج4 بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع














المزيد.....

الشخصيات الوازنة في المشهد الثقافي من خلال مذكرات السيد حافظ ج4 بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع


ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)


الحوار المتمدن-العدد: 8100 - 2024 / 9 / 14 - 20:13
المحور: الادب والفن
    


إن فكرة الشخصيات الوازنة في حياتنا بمثابة العقول الكبرى المؤسسة في الثقافة والفكر، التي يوكل إليها ريادة المشهد الثقافي وقيادته، سواء على المستوى التنظيري أو العملي، ذلك أنهم هم عماد الحياة وبناة الحضارة، ولا يمكن إغفال دورهم بحال من الأحوال.. وعلى هذا المنوال، ووفق ذلك السياق، يؤسس الكاتب الكبير السيد حافظ في الجزء الرابع من مذكراته المؤثرات الفارقة في المشهد الثقافي والبيئة الثقافية الحاضنة للمبدعين، وكيف تحولت إلى أشبه شيء بالعصابات والجماعات الأيديولوجية، والأرض الطاردة للكفاءات.. ورغم ذلك، فهم متدثرون بثوب الثقافة والإبداع، إلا أن حقيقة الأمر أنهم يغتالون معنويًا كل من خرج عن السياق المعد سلفًا وحاول التحليق عاليًا.
هذه الشخصيات الوازنة ليست في المشهد الثقافي فحسب، وإنما تمتد في كافة جوانب الحياة، خصوصًا لدى الأمم الحضارية التي تتطلع إلى الريادة والسبق المعرفي.

إن ما تتعرض له أمتنا من حملات الإقصاء والتهميش المتعمد في المجال الثقافي، وصعود التفاهة والتافهين، هو بمثابة حالة من التردي التي أوقع الأعداء الأمة فيها بغية إسقاطها وسيطرة السوقة والرعاع عليها في كافة المجالات والتصورات.

والسيد حافظ في هذا الجزء يرصد لنا مجموعة من المبدعين الذين تعرضوا لأحوال متشابهة من القتل المعنوي، الذي لا يقل حدة عن القتل الحسي.. إنه قتل باسم الثقافة والمثقفين، قتل باسم الإبداع والنقد، والتقييم الذي يحمل في طياته نقضًا وليس نقدًا، يحمل هذا النوع من القتل أمراضًا نفسية لا يمكن حصرها، يحاول الشخص المريض إسقاطها على الضحية المسكينة التي كانت تنظر إلى أمثال هذه الشخصيات على أنهم أنبياء للعلم والثقافة والمعرفة، بل قديسون للحق والصواب. وفي الحقيقة، تهاوت هذه التصورات عندما أوقفنا السيد حافظ على تلك الحقائق.

وفي المقابل نرى: "إن خطابات الرد الثقافي مارست أفعال المغايرة ضد التهميش الثقافي وتغييب الهوية الأصلانية؛ لأن المهمة التي وُجدت من أجلها هذه الخطابات هي إعادة بعث الحياة في هكذا أنواع ثقافية وأدبية وفنية، كان لها الأولوية في تأكيد الهوية الوطنية وإعادة الثقة للمواطن الأصلاني بمثل هذه الممارسات التي تعيد إليه روح الانتماء إلى تراثه ولغاته، فتكون بمثابة حلقة الوصل مع الجذور الثقافية. تجعل هذه الممارسات من التهميش الثقافي الداخلي والخارجي يقل في ضغوطه وممارساته على الهويات الوطنية.

وهنا يأتي دور خطابات الرد الثقافي لنظرية ما بعد الكولونيالية، التي تهتم بتقصي واقتراحات حول الأثر الثقافي للغزو الأوروبي على المجتمعات المستعمَرة، وطبيعة استجابات تلك المجتمعات، وتتعلق نظرية ما بعد الكولونيالية بمدى أوسع من الانشغالات الثقافية: أثر اللغات الإمبريالية على المجتمعات المستعمَرة، تأثير (الخطابات الكبرى) الأوروبية كالتاريخ والفلسفة، طبيعة وسياقات التعليم الكولونيالي، والروابط بين المعرفة الغربية والسلطة.. إنها تتعلق بالتحديد باستجابات المستعمرين والصراع للسيطرة على التمثيل الذاتي للشعوب المهمشة في ساحة الحضارة العالمية.

إذ سعت ما بعد الكولونيالية، من خلال خطاباتها، إلى البحث والتفتيش بين ثنايا الخطابات الكبرى الكولونيالية، من أجل زعزعة وتحريك تمركزها وتموضعاتها حول المبادئ الأساسية التي قام عليها اللوغوس الغربي في تدوين الصور النمطية للآخر المغاير على صفحات هذه الخطابات. كما عملت خطابات الرد المغايرة، فيما بعد الكولونيالية، على إيجاد تقابلات يستطيع الأصلاني من خلالها إعادة إنتاج هويته الأصلانية، ومعرفة مدى حركة التهميش التي وقعت عليه.. وبدأت حركة أخرى هي البحث في الفضاءات المهجنة التي عملت الثقافة العليا على إنتاجها وتذويب ما هو ذاتي ومحلي فيها لصالح الثقافة العليا المسيطرة."
إن العلاقة الوطيدة بين ما يُمارس علينا من تصورات وسلطات وافدة باسم الثقافة توضح لنا مدى التأثر الكبير الذي وقع على أمتنا، وأنتج لنا مجموعة من أشباه المثقفين الهجين. وفوق ذلك، نجد استعلاء تيار السفاهة والتفاهة والوضعاء على الأصلاء الحقيقيين، مع محاولات التهميش والإقصاء المتعمد والتغييب عن قصد.



#ياسر_جابر_الجمَّال (هاشتاغ)       Yasser_Gaber_Elgammal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمالية القفل في القصة القصيرة مجموعة السيد حافظ- حكايات أحفا ...
- بنية المفارقة في القصةالقصيرةعندالسدحافظ
- المعادل الموضوعي للقضايا ( الرمز )
- عوارض التركيب -الانزياح اللغوي.- في القصة القصيرة عند السيد ...
- التكثيف اللغوي والاختزال في مجموعة السيد حافظ للقصة القصيرة ...
- رؤية التمرد في القصَّة القصيرة عن السّيد حافظ.
- مؤشر الاغتراب عن السّيد حافظ في قصصه القصيرة.
- واقع التيه في القصَّة القصية عن السّيد حافظ.
- التلقيات النقدية للقصة القصيرة والقصَّة القصيرة جدًا عند الك ...
- التلقيات النقدية للقصة القصيرة والقصَّة القصيرة جدًا عند الك ...
- عرض لكتاب مذكرات السيد حافظ
- عابر سبيل وموقف الذات الاستثنائية
- السلطات المتعددة للموبايل - الصورة السيلفي -
- السلطات المتعددة للموبايل ( البنية السطحية والبنية العميقة ) ...
- هل يمكن اعتبار الهجاء نوعا من التنمر باعتبار صوره المتعددة؟
- السيد حافظ يدعوا إلى إعادة بناء القضايا والمفاهيم من جديد..
- الكُتَّاب بين الحقيقة والوهم..
- السيد حافظ يسرد مأساة الثقافة والمثقفين..  
- مذكرات السيد حافظ ومأساة المثقفين -دراسة في حفريات الثقافة-
- النص الفاعل والنص الميت- الخامل- ( جدلية الواقع والمثال )


المزيد.....




- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟
- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- الإعلان عن سبب وفاة الفنان المصري سليمان عيد
- الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
- افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمهرجان موسكو السينمائي الدو ...
- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان
- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - الشخصيات الوازنة في المشهد الثقافي من خلال مذكرات السيد حافظ ج4 بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع