أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - تخمة العنف اللامتناهي : عنف السياسة وسياسة العنف















المزيد.....


تخمة العنف اللامتناهي : عنف السياسة وسياسة العنف


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 1775 - 2006 / 12 / 25 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نكاد ننام كل ليلة ونستفيق كل صباح على أخبار التقتيل و الإبادة كأكبر تشخيص لوحشية الإنسان ضد أخيه الإنسان . بؤر التوتر في العالم تفرض نفسها على وسائل الإعلام عبر عنف منقطع النظير تعيشه البشرية بلمسات منجزاتها التكنولوجية الرهيبة في التدمير والتوحش واستعراض عضلات التفوق والعنجهية في مجال الإبادة الجماعية وفنون التنكيل والإهانة والتحقير ذات الطابع السياسي أو الرمزي أوالدبلوماسي حتى.

نصيبنا نحن العرب والمسلمون أكبر حجما داخل هذه الكماشة من الدمار البشري والحضاري في طبعته الألف ثالثيية . نستهلك بكل غباء أوجبن أواستسلام صور جثت أبناء جلدتنا تقتات منها الهمجية المعاصرة لتثبت تفوقا في عالم التوحش الذي لم تشهد البشرية مثيلا له عبر العصور . شعب العراق ولبنان وقبلهما أفغانستان و البوسنة والهرسك والشيشان و الألبان و...و ، وأولا وأخيرا فلسطين التي قدر لها الانصهار مع توحش لا يلين.. إلى آخر اللائحة التي يبدو أنها ستطول.....
نرضض جروح انتمائنا العرقي والحضاري عبر هذه الأخبار والمعطيات التي تنقلها إلينا وسائل الإعلام بروتينية تكاد تتحول إلى فعل مريب داخل واقع أشد مكرا وريبة .. لتنتقل البعض منها للتو إلى برامجها اليومية السخيفة وكأن شيئا لا يحدث .....حيث تتماهى الأجساد البشرية مع أرخص منتوج داخل تخمة الانحطاط
هذا ...وما أوجعه من انحطاط .

ننتقل بدورنا لهواجس حياتنا اليومية الرتيبة متناسين دمارنا الحضاري داخل حلبة للحياة لا تخلو بدوها من عنف مقنع أو كامن متعدد الألوان والأشكال ....نستهلكه بسلاسة المستسلمين لقدر لا يلين .
منا من لا يحرك ساكنا وكأن الأمر لا يعنيه ... حيث تتماهى صورة "محمد الدرة " و آلاف الرضع المستقبلين لحنان القذائف والعجائز المقتحمة بيوتهن والحوامل المبقورة بطونهن..والفتيات "المسكوت عن اغتصابهن" ... في إدراكه مع صور أسخف كليب داخل الأغاني التافهة والبرامج المخدرة عبر فضائيات تتناسل كالجراد.
أو إعلامنا المكتوب المؤثت جملة وتقسيطا بإعلانات الإثارة والدجل والدردشة والصداقات الملغومة والمعبرة عن انزلاقنا في متاهات التفاهة و الابتذال المؤدى عنها بأموال أنفس ثروة عربية على الإطلاق .
تخمة من صور العنف سوف تمحوها للتو منجزات حكوماتنا المزعومة الواعدة لشعوبها برفاه و ازدهار موقوف التنفيذ على الدوام بإكراهات الطقس و الأزمة العالمية والمؤامرات الأجنبية والخارجية المسيئة لسمعتنا التي لا غبار عليها ..والدسائس الداخلية و الخارجية و ما إلى ذلك من المشاجب والإكراهات....التي لا أول لها ولا آخر.

و منا من يتضور ألما وحسرة يبقيان محاصرين بحكام بلده المانعين لكل أشكال التظاهر و الاحتجاج
برغم ديموقراطيتهم المزعومة و شعاراتهم التي تفننوا في قولبتها وفق العولمة الجديدة بترسانتها المفاهيمية
ذات الطابع المفارقاتي .
بيانات الشجب والاحتجاج و الإدانة هي أقصى تعبير عن هذا الغضب من طرف هيئات أو أحزاب
يبدو أنها مشغولة بحساباتها و صراعاتها الداخلية التي لا تنتهي أبدا امتدادا في التاريخ والمستقبل الآتي.
ترسانة دبلوماسية تنخرها الصراعات الداخلية والحسابات الضيقة وهشاشة البنيات والأهداف …
والتقاطعات أو التوافقات المريبة .

كيف يحاصر رعب الماضي رعب الحاضر .

نضمد جراحنا القومية بما أوتينا من قوة لا مثيل لها في الصبر والتجلد ، لأننا رضعنا دروس صبر أيوب من حليب أمهاتنا ..كيف لا ونحن الصابرون على مصادرة أبسط حقوقنا وصلف مسئولين
متنوعين ومتعددين ،حولهم صبرنا المريب هذا إلى مستبدين خالدين .
نقدم صك الثقة في ما نوعد به من آمال ساذجة في الحل والاحتواء ..لنجد مغارات أخرى داخل ذاكرة أجسادنا الوطنية، وصنابير للرعب المحلي تفتح دفعة واحدة على أفواه متعطشة للخبر المثير
الذي مكن الانفتاح الديموقراطي من إمكانية تعميمه على رأي عام يخرج من كهوف التعتيم
إلى التعميم بدون أدنى تدرج أو اختزال أو ترتيب للأولويات .
رعب الماضي القريب يفرض نفسه عبر وسائل الإعلام الوطنية والدولية : حكايا تازمامرت الرهيبة ،
ودار المقري ودرب مولاي الشريف وفيلات للرعب متناثرة هنا وهناك عبر ترابنا الوطني
واكتشافنا المتأخر للجثت الموؤودة هنا وهناك في الضواحي الراقية لعواصمنا ..
وتصريحات أقامت الدنيا ولم تقعدها عن تذويب عريس الشهداء " المهدي بنبركة "ومعه العشرات من المناضلين في أحواض للأسيد مستورد من عند ألد أعدائنا…
…والتعذيب المجاني لآخرين وابتزاز أمنهم وأمانهم و أموالهم لمجرد تورطهم بالصدفة في علاقات مع أناس مطاردين من طرف السلطة لأسباب يجهلها الأولون.
ثم الإبادة الجماعية …لأناس أبرياء لا علاقة لهم بحسابات السلطة ورهاناتها ..

فنون التعذيب و التنكيل بتوقيعات داخلية تعبر عن وحشيتنا المحلية هده المرة .إذ لا نقل داخل منظومة الحقد والدمار عن عدونا شارون ونظرائه..أحد الرسائل الممكن اسنتاجها عبر الغور في ماضي يصر على لجم الحاضر و إعاقته عن الانطلاق إن لم يتم حسمه بالشكل المطلوب ، حيث الأموات الأحياء يلاحقون الأحياء الأموات

أجواء الجثت والمقابر والرعب والموت والتقتيل تهيمن على فضاء شأننا العام .
من أين لنا بقوة احتمال هدا السيل الجارف من عنف السياسة و سياسة العنف الذي تم فتح
ينابيعه علينا بالجملة والتقسيط ،وبجموح إعلامي يتجاوز قدرتنا على هضمه إذ أن أمعاءنا الوجدانية
ليست بالصلابة التي تؤهلنا لهذه المهمة الفريدة في التفاعل والاستيعاب .على الأقل لمن لا يصنفون أنفسهم ضمن لائحة أبطال هذا الزمن الرديء .
.

نحن والحصار توأمان :

نحن والحصار توأمان ، جميعنا محاصرون بمن يتحكم في خيوط لعبة الصراع الدموي من الكبار .
بعضنا يحاصر البعض الآخر حيث لا انسجام في الرؤية والأهداف والأدوار ، وإن توحدنا في بيانات الشجب والإدانة وذلكم أضعف الإيمان. الشقيق يحاصر شقيقه ...وهذا الجار يحاصر ذاك .
الماضي يحاصر الحاضر ، والحاضر يقفز إلى المستقبل ..
بياضات كثيرة تؤثث زمننا المعاصر بانتظارية مخجلة …
علاقتنا مع الزمن لم تكن يوما بالتناغم المطلوب . لأننا دائما نمشي و رأسنا إلى الوراء
نتشبت بحبل العنعنة إلى آخر جد في مغارة تاريخ نتشبت به تشبت الأعمى بعكازه مهما تغير
لوننا السياسي أو الفكري لأن وجداننا الجماعي ماضوي بامتياز.
نحمل الأحياء وزر الموتى ونحمل الموتى وزر فك مشاكل الأحياء ، نستشيرهم في أدق جزئيات حياتنا اليومية الشخصية أو الجماعية ... نفرض عليهم الإفتاء في مشاكل لا قبل لهم بها . نستحضرهم بإلحاح يخفي علينا هواجس الحاضر و إكراهاته التي لا ترحم ...لن ينتظرنا الزمن ريثما نرتب أوراقا للتاريخ أمام حاضر يعج بمشاكل أكثر إلحاحية ومدعاة للانتباه والتصدي وترتيب الأولويات حسب درجة الخطورة وانعكاسها على حياتنا المجتمعية.

فلنثبت انتماءنا للتاريخ عبر تفاعلنا مع أهم قضاياه وفق رؤية ذات حكمة وراهنية وامتداد في المستقبل ....وإلا سنظل نمشي وعيوننا تنظر إلى الخلف ...ونتعثر ...ونتعثر ........إلى ما لا نهاية .

عائشة التاج .الرباط .



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخمة الرعب اللامتناهي عبرعنف السياسة وسياسة العنف.


المزيد.....




- سوريا تطالب بانسحاب إسرائيل من مناطق سيطرت عليها بعد سقوط بش ...
- الخارجية السلوفاكية تستدعي السفير الأوكراني وتسلمه -احتجاجا ...
- لقاء مرتقب بين مبعوث ترامب ونتنياهو والجيش الإسرائيلي يسقط م ...
- بسبب اكتظاظ السجون.. السويد تدرس ترحيل المدانين لقضاء عقوبات ...
- السيسي ردا على ترامب: -لا يمكن أن نشارك- في تهجير الفلسطينيي ...
- السويد تدرس إمكانية استئجار -سجون- في دول أخرى!
- كانت في طريقها من دبي لموسكو.. طائرة -بوبيدا- الروسية ترسل إ ...
- تقرير عبري يثير تساؤلات حول غياب سلاح الجو خلال الساعات الأو ...
- أنباء عن مقتل ثمانية من أبرز قادة الدعم السريع في السودان
- نائب روسي: الضغط على موسكو بخصوص أوكرانيا أسطورة من تأليف زي ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - تخمة العنف اللامتناهي : عنف السياسة وسياسة العنف