أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - عن الطوفان وأشياء أخرى (9)















المزيد.....


عن الطوفان وأشياء أخرى (9)


محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)


الحوار المتمدن-العدد: 8099 - 2024 / 9 / 13 - 04:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


-تحديات الحوار الجامعي في الولايات المتحدة
"-هل لديك فكرة عن الإصحاح 12 من سفر التكوين يا أخت نعمت؟
-نعم؛ أصلحك الرب.. ولكن ليس بالوضوح الذي لديكم أيها السيد عضو الكونغرس.
-يقول الإصحاح أن الرب أخذ عهداً على إبراهيم بأن يبارك من يبارك إسرائيل، ويلعن من يلعن إسرائيل. هل تريدين من الرب أن يلعن جامعة كولومبيا يا أخت نعمت؟
-قطعا لا يا سيدي"*
يختار الناس، في ظل تصاعد ثقافة التعصب، عدم التعبير عن آرائهم التي قد تثير حفيظة البعض؛ فيحتفظون بها لأنفسهم أو للدوائر المقربة منهم مما يعني فشلهم في التعبير العلني عن آرائهم، وسيكون جزء من هذا "الكبت الذاتي" -لو جاز لنا القول بتسميته هكذا- رهينة الخوف من العقوبة. قد يكون هذا الوصف هو الأقرب لما تشهده الجامعات الأمريكية من تحديات متزايدة في مجال حرية التعبير التي ينبغي فهمها في سياق ثقافي أعمق يشمل العوامل الاجتماعية والسياسية والقانونية الحقوقية التي تلعب دوراً مهماً في تشكيل آراء الأفراد وسلوكهم، مما نجم عنه تحولات مهمة في سلوك الطلاب وأعضاء الهيئات التدريسية نتيجة تصاعد ثقافة التعصب والانقسامات السياسية.
في الواقع، ينظر إلى اختيار تجنب الإساءة -في بعض الأحيان- على أنه ركيزة للحوار؛ وثمة فارق مهم، بين ما نعتبره "كبت ذاتي إرادي"، أي عدم قول شيء بسبب رغبة في أن نكون مهذبين ومتعاطفين ومقنعين، و"الكبت الذاتي المقيد أو الإجباري"، أي عدم قول شيء منعاً من العقاب أو توقعه. ولعل هذا ما يجعل فئات كثيرة في الوسط الجامعي، تتجنب النقاش حول الكثير من القضايا مثل إسرائيل، والإجهاض، ومبادئ التنوع والشمولية، وغيرها**
تعيش الجامعات الأمريكية لحظات درامية مثيرة تتطلب تفكيكها بسبب الالتباس الحاصل على مستوى تعريف حراك طلاب الجامعات في "سياق" المجتمع الأمريكي ومفاهيمه المحلية الخاصة. ومما زاد الطين بلة -كما يقال- فشل رؤساء تلك المؤسسات التعليمية في تقديم إجابات شافية بشأن طبيعة الحراك وقصورهم عن شرح سياساتهم المتعلقة به، وهو ما دفع الأمور إلى ما نراه اليوم من حالة تشنج قد لا يكون شهدها المجتمع الجامعي منذ حرب الفيتنام حسب تقدير بعض المراقبين.
في كانون الأول الماضي، طلبت النائبة الجمهورية "إليز ستيفانيك" خلال جلسات الكونغرس حول "معاداة السامية" من رؤساء جامعات هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة بنسلفانيا تقديم توضيحات حول ما إذا كانت الدعوة إلى "إبادة اليهود" تنطوي على انتهاك لمدونات السلوك في جامعاتهم***. حام كثير من الأسئلة حول طبيعة أسئلة "ستيفانيك"، حين اعتبرت أن استخدام الكلمة العربية "انتفاضة" أو شعار "من النهر إلى البحر" كما لو أنهما دعوة صريحة لـ "لإبادة" ، علماً أن هذه الكلمات ليست اختراعاً أمريكياً وليست جزءً من الثقافة الأمريكية، بل هي عبارات تستخدم في أوساط الفلسطينيين في سياق صراعهم مع الاحتلال الإسرائيلي وهو سياق يخضع بلا شك خارج بيئته إلى تفسيرات متعددة. ولعل هذا ما تسبب في فشل رؤساء الجامعات المعنية تقديم تفسير صحيح لهذه العبارات؛ فلجأوا إلى صيغ بلاغية جوفاء خالية من التخصيص تتوافق نظرياً مع القواعد الناظمة للحياة الجامعية، وتنطبق على أي شعار سواء كان سياسياً أو غيره مثل التنديد بالاحتباس الحراري أو حق الصراصير في الحياة... وما إلى ذلك.
من المفيد توضيح بعض القواعد التي تنظم الحياة الجامعية في الولايات المتحدة حيث تشير هذه النظم إلى التزام الجامعات بالقواعد الدستورية وتعديلاتها، لاسيما ما يتعلق بحرية الكلمة والتعبير وحمايتهما غير أن هذا لا يعني التسليم بفسح المجال للنقاش السياسي كيفما اتفق في الفضاء الجامعي؛ إذ تفرض الجامعات قيوداً محددة على مكان وزمان وطريقة التعبير التي تهدف إلى حماية المهمة الأساسية للجامعة، أي البحث والتعليم؛ فحرية الحديث ليست بالضرورة مطابقة لحرية الفكر، ومن هذه النقطة، قد يفترض البعض أن "السياق"، الذي أشرنا له سابقاً، على درجة من الأهمية إن لم يكن من الأولوية. وذلك وفقاً للدستور، حيث من المنطقي القول بعدم السماح لأي شخص بالهتاف "الموت لليهود " أو "اقتلوا اليهود". من المفارقة السماح في بعض الأحيان طرح بعض الشعرات البغيضة بموجب الحق الدستوري في التعبير ويشترط هنا "عدم توفر النية" في إثارة الفوضى أو التنمر ضد شخص أو دين أو طائفة أو شعب، إذ يمكن لأحدهم أن يقف ويقول: "اهجروا الأديان فهي طاعون البشرية وأفيون الشعوب، لن نكون أحراراً حتى نكسر نير الخرافة. اقتلوا اليهود. اقتلوا المسيحيين. اقتلوا المسلمين. اقتلوهم جميعاً!"..
لاشك أن هذا الهتاف مسيء وبغيض، لكنه لا يقصد شخصاً معيناً أو ديناً معيناً أو طائفة بحد ذاتها. وإذن لا تعتبر البغضاء هنا شرطاً للعقاب فالدستور الأمريكي لا يعاقب على الترويج لمثل هذه الأفكار حتى وإن كانت بغيضة ومسيئة، ولهذا السبب يكون "السياق" مهماً.
وإذن ثمة خط رفيع يفصل بين ما هو حق يكفله الدستور وما يعد جرماً يستحق العقاب. ولكن ما وقعت فيه النائبة "ستيفانيك" أشبه بالوقوع في مستنقع من التفاسير، فمن الذي يملك الحق -مثلاً- في تقدير ما إذا كان هذا الفعل أو السلوك أو الهتاف يعبر بطريقة ما عن دعوة لـ "لإبادة"؟
يمكن فهم هذا عند مستوى معين من الشعارات مثل "اقتلوا اليهود" ومقابلها "اقتلوا الفلسطينيين". ولكن ماذا عن الحالات الأخرى العامة. من الواضح أن النائبة "ستيفانيك" ترفض اعتماد أي إجابة تأخذ في اعتبارها "السياق".
-الحرب التي لا يرفضها المجتمع الإسرائيلي
انبنت السردية الإسرائيلية لهذه الحرب على العديد من "الخرافات" التي تسوقها الهسبارا الإسرائيلية وشقيقاتها الغربية والعربية، ولعل من أوضح هذه الخرافات القول بأن بمسؤولية نتنياهو الرئيسية عنها وعن استمرارها حتى الساعة وذلك لمصالح شخصية ولخضوعه لأجندة "اليمين الديني"؛ ويتم تسويق أن الحرب وصلت إلى طريق مسدود أن إسرائيل لم تحقق أهدافها وأن لا خطة واضحة للحكومة...
طيب إذا كان كل ما حصل ويحصل في قطاع غزة هو نتاج خطة غير واضحة... لو كان هناك خطة واضحة فكيف سيكون الوضع؟؟!
منذ أول يوم في العدوان وحتى اليوم يقود نتنياهو حرباً عدوانية تدميرية ضد الشعب الفلسطيني بإجماع إسرائيلي واضح.. إجماع على صعيد المجتمع والجيش والجهاز السياسي برمته سواء ضمن الحكومة أو ائتلافها أو المعارضين لها****. وليس صعباً معرفة سبب هذا الإجماع؛ فما حصل في السابع من تشرين خلق حالة هائلة من الفزع في الوسط الإسرائيلي.. لدرجة يصعب التعايش معه ... ولو أضفنا إلى حالة الفزع هذه التوصيف الدقيق للمجتمع الإسرائيلي لجهة الاجتماع السياسي فسوف نعرف تماماً سر القناعة التامة لديهم بحتمية استمرار هذه الحرب مهما كلف الأمر، ولا بد لهذا المجتمع أن يعيد معادلة الصراع إلى وضعها السابق أي تفوق المجتمع الإسرائيلي (على الصعيد المعنوي المدني والعسكري) وأي خلاف يظهر في سياق الحرب إنما يندرج ضمن هذه القناعات وبضرورة الحسم النهائي ( لنتذكر عبارة نتنياهو قبل أكثر مم عشرين عاماً " لا دولة فلسطينية وسنعيش على حد السيف")*****. فآلاف الإسرائيليين الذين يخرجون يومياً في مسيرات حاشدة لا يحتجون في الحقيقة على الحرب ضد الفلسطينيين ( اللهم عدد قليل منهم) كما أنهم لا يدعون إلى وقف الحرب أو إنهائها، لا نراهم يهتفون ضد القتل اليومي غير المسبوق للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية أو القيود المفروضة عليهم أو المجاعة ضد المدنيين في القطاع ( بعضهم يحتج ضد دخول المساعدات؛ بل يهاجمونها ويتلفونها)... لا ينادي هؤلاء الذين يرفعون صور "مخطوفيهم" بإنهاء احتلال الصفة الغربية وقطاع عزة وإنهاء الاستيطان. بل ما نسمعه منهم منذ أكثر من 200 يوم مطالبة نتنياهو بالتنحي لعدم إتمامه صفقة الرهائن
وحتى بعد أن تكشف حقيقة الحرب ونتائجها على المستوى الدولي بصفتها حرب إبادة شديدة التطرف والقسوة، وأنه بات من الصعب التعايش مع هذه الإسرائيل على تلك الشاكلة، ما زالت الفاشية الدينية والعرقية العنصرية تلقى بعض الرواح لدى العديد من زعماء "العالم الحر" ( ليس أدل على ذلك من خطاب الرئيس الأمريكي يوم أمس في ذكرى الهولوكوست).
وللعلم تعمل هذه الفاشية أو ما تعمل على "نزع" الصفة الإنسانية عن " الآخر" ابن الديانة الأخرى أو العرق /السلالة الأخرى ( على مبدأ حيوانات بشرية)****** لا يستوعب العقل الفاشي وجود الآخر ين بل يجب أن يكفوا عن كونهم إنسانيين وتحويلهم إلى حيوانات لا حقوق لديهم وإلى "موضوعات طارئة" خطيرة على الوجود، وبالتالي يمكن سلبهم حقوقهم وممتلكاتهم وقتلهم والتخلص منهم مثلما نتخلص من الحشرات ... وواقع الحال يقول إن المجتمع الإسرائيلي وصل فعلا وقولاً إلى هذه المرحلة وباعتراف العديد منهم... وهكذا يصبح الفلسطيني خارج أي معادلة قانونية ... مثل طائر مسموح صيده، فحياته وحياة عائلته وبيته وتاريخه وتراثه وجميع ممتلكاته مستباح دون أي تبعية قانونية أو جنائية لدرجة أنه من غير المهم دفنه حتى...
باختصار... يتجاهل التركيز على نتنياهو المسار اليميني للمجتمع السياسي والمدني الإسرائيلي ككل. حصر الحرب واستمرارها بشخص نتنياهو هو بمنزلة ذر الرماد في العيون كما يقال، فالمجتمع الإسرائيلي وعبر تاريخه العنصري الاستيطاني الفوقي طوّر أدواته السياسية والعسكرية لتأبيد "حالة الاحتلال" والقضاء على أي بعد إنساني للفضاء الفلسطيني بشقيه : الفضاء الإنساني والفضاء المكاني من خلال "تطبيع" العنصرية التفوق القومي الشبيه بالحالة النازية الألمانية.
ولن يعني تغيير الطبقة السياسية الحاكمة بأخرى حدوث تغييرات ذات معنى بالضرورة، ففي سياق حملته الانتخابية في العام 2019 أصدر فريق حملة بيني غانتس شريطاً مصوراً يتباهى فيه بإعادة أجزاء من غزة إلى العصر الحجري خلال فترة ولايته كرئيس للأركان العامة للجيش الإسرائيلي في العام 2014، وهو يصر اليوم، مثل نتنياهو وأكثر على اجتياح رفح.
- من يريد السلام في إسرائيل؟
قدًم الفلسطينيون الكثير من التنازلات مقابل "استقلالهم" و"دولتهم"؛ ولكنهم لم يجدوا سوى بناء المزيد من المستوطنات والمزيد من المهاجرين. ويتفاخر رؤساء الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بأن كل واحد منهم بنى مستوطنات أكثر أو قتل فلسطينيين أكثر أو عدم بيوت أكثر.. في مقابلة مع "نيوستيتسمان"؛ يتذكر عميحاي أيالون؛ مدير جهاز "الشاباك" السابق حين عاد إيهود باراك من منتجع كامب دافيد بعد لقائه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ليخبرهم : لا يوجد شريك فلسطيني يمكن الحديث معه" فقال له أيالون " وظيفتك ليست إخبارنا أنه لا يوجد شريك، بل خلق شريك، فنحن منخرطون في الأمر برمته" . أيالون هذا لم يخف إعجابه بالفلسطينيين كشعب، رغم كل العراقيل التي تضعها الولايات المتحدة بالذات لجهة الاعتراف بدولتهم؛ وهذا ما سهل على إسرائيل "إدارة" المشكلة معهم وليس "حلها" فطورت الطبقة السياسية الصهيونية و المجتمع الإسرائيلي فكرة أن الفلسطينيين ليسوا شعباً ولا يستحقون دولة خاصة بهم. وأول حكومة أعلنت عن ذلك هي حكومة يائير لابيد وبيني غانتس ونفتالي بينيت*******.
ونعلم أن اعتراض المندوب الأمريكي في مجلس الأمن على طلب الاعتراف بدولة فلسطينية كانت قد طرحته الجزائر (18 نيسان 2024). ينبع من موقف سابق للإدارة الحالية الداعي إلى إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية لتكون قادرة على إدارة مناطق من الصفة وقطاع غزة بعد انتهاء الحرب والقضاء على حماس. وسوف يكون على إسرائيل تقديم تنازلات "مؤلمة" في سبيل خلق بيئة سياسية مناسبة تساهم لاحقاً في مسار حل الدولتين ( في جميع التصريحات الأمريكية لا يتم ذكر مسار دولة فلسطينية؛ بل مسار حل الدولتين دون تعيين) وسوف تكون هذه العملية جزء من اتفاق تطبيع سعودي إسرائيلي. وترى الإدارة الأمريكية أن هذا المسار هو البديل المعقول والمقبول عن الحل الإسرائيلي الراغب في تدمير الحياة المدنية في القطاع والذي تنفذه الآن. كما أن الحل الأمريكي من شأنه أن يعيد لإسرائيل مكانتها السابقة في المجتمع الأمريكي بعد الرفض الواسع لسياسات الإبادة التي تنتهجها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولعل العديد من المراقبين شعروا بالدهشة -إن لم يكن بالفزع- من دعوة تشاك شومر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ للإطاحة ببنيامين نتنياهو (14 آذار 2024) رغم أنه من أقوى الشخصيات المؤيدة لإسرائيل في الكونغرس********. ومع ذلك يبقى الطرح الأمريكي رهناً باستجابة الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
إن وهم الدولة ووهم التطبيع الإبراهيمي ليسا أكثر من عناوين مضللة تروج لها شلة مافيات حاكمة، كما أن هاتين الصورتين من الوهم يقعان في الحقيقة في صميم العقيدة الصهيونية لتطبيع إسرائيل، أي جعلها "طبيعية" في نظر الآخر، لا سيما خصومها أو أعداؤها، وعندما يتحول التاريخ إلى مطية، تنطلي لعبة التورية على المتلقي وتصبح الأمكنة والأحداث والأشخاص "مواضيع" مقيمة جبراً داخل النص. وتصبح حتى أعظم الأفكار مجرد هلام؛ غبار ليس إلا. غير أن الأمر لا يتعلق بفكرة مرغوب فيها لتغيير حقيقة ما تاريخية أو سواها؛ فصفات البشر وخصائصهم هي صفات حقيقية (لك أن تختار أنت نوع هذه الحقيقة) وواقع انتمائهم هو أيضاً واقع حقيقي؛ وهو أكثر وضوحاً في عالمنا المعاصر بسبب الصراعات التي تتولد منه، فنحن لا نعيش على سفينة نوح كي نقول لهؤلاء البشر بسهولة: هيا يا رفاق لا توجد حقاً فروقات قابلة للقياس بينكم، لذا؛ تقدموا وانسوا ما بينكم ....
يقول لنا التاريخ -إن رغبنا التعلم منه- لن يعدم الفلسطينيون وسيلة للمقاومة؛ ربما ليس اختياراً أو خياراً؛ حتى لو تم وصف أعمالهم البطولية على أنها "إرهاب"، فإن ما يقومون به يومياً، وكما يصفه إدوارد سعيد يعد" إحدى أعظم حالات التمرد ضد الاستعمار في عصرنا الحالي".
............
* مقطع متداول من استجواب السيناتور الجمهوري ريك ألن لرئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق
**يخطر على البال هنا ما حصل ، في العام 2023،مع أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة هارفارد "كارول هوفن"، التي اضطرت لترك منصبها التدريسي (https://twitter.com/hoovlet/status/1732138463850303590) بعدما تصريحها حول التصنيف البيولوجي للجنس؛ حين اعتبرت أنه يمكن -بالأحرى ينبغي فهم الجنس البيولوجي كجنس ثنائي، بينما يمكن فهم الجندر كحالة أكثر تعددية. وقد تعرضت إثر ذلك إلى انتقادات قاسية. لم يتم فصل هوفن؛ بل غادرت من تلقاء نفسها حين اعتبرت كما لو أنها "دُفعت دفعاً للمغادرة" لعدم تلقيها دعماً سواء من الإدارة أو زملائها رداً على الهجمات التي استهدفتها شخصياً. للمزيد عن الموضوع؛ انظر، https://link.springer.com/epdf/10.1007/s10508-022-02467-5?sharing_token=gTPNUCpXVCqq7WzMU2n7_Pe4RwlQNchNByi7wbcMAY5rplxPSeiwUBnON7599x-nN5xQx3FeH6V32q5aqBxbVuS5DPZOVGgLXeaOlOZr6g9AUNJzY-ZzYeSxjDmC8pWV-eEP8Cf6sGBgLDN2wTMUE2QuuKXpbM2Z_ZjOphK9NwI%3D
***للمزيد انظر،https://www.bostonreview.net/articles/the-future-of-speech-on-campus/
**** عبّر 88% من الإسرائيليين ( في استطلاع شملهم في كانون الثاني الماضي أن العدد الكبير للقتلى الفلسطينيين له ما يبرره، كما اعتبرت أغلبية كبيرة أن الجيش يستخدم قوة كافية -أو حتى قليلة جداً- في غزة. ويعتقد هؤلاء أن الحرب برمتها سببها حماس التي فرضت حرب "حتمية" على إسرائيل على شعب غزة سواء بسوء، وهذا يتطلب تدمير حركة المقاومة هناك حتى لو استخدم الحصار والجوع كأحد الأسلحة المتاحة في هذه الحرب.
***** ليس نتنياهو وحده من يقول ذلك؛ ففي استطلاع أجراه "المعهد الإسرائيلي للديموقراطية" في شباط الماضي ذكر أن نحو ثلثي المستطلعين اليهود (63%) يعارضون اقتراح قبول إسرائيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة منزوعة السلاح
****** دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عشية السابع من تشرين إلى فرص الحصار الكامل على قطاع غزة : "لا كهرباء، لا وقود، لا طعام، كل شيء سيتم إغلاقه... إن إسرائيل تحارب حيوانات بشرية؛ وتتصرف وفقاً لذلك" وهو ما أكده نتنياهو بقوله " نحن في معركة لضمان وجودنا، ضد الحيوانات البشرية" (9 تشرين الأول 2023). وهذا ينطبق على جميع الطاقم السياسي الإسرائيلي، فقد ألمح رئيس الدولة إسحق هرتسوغ ( الذي يعتبر وسطياً و كيوت") إلى مشروعية استهداف جميع سكان القطاع بلا تمييز : " هناك أمة بأكملها هناك مسؤولة. وهذا الخطاب عن عدم إدراك وتورط المدنيين [يقصد في هجوم السابع من تشرين] غير صحيح على الإطلاق ".
******* https://www.newstatesman.com/the-weekend-interview/2024/04/ami-ayalon-interview-hamas-nightmare-two-state-solution
******** https://www.bbc.com/news/world-us-canada-68568586



#محمود_الصباغ (هاشتاغ)       Mahmoud_Al_Sabbagh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الطوفان وأشياء أخرى (8)
- عن الطوفان وأشياء أخرى(7)
- عن الطوفان وأشياء أخرى(6)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (5)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (4)
- عن الطوفان وأشياء أخرى(3)
- دور حدّادي أفريقيا و-صنع- الثورة الصناعية في أوروبا
- عن الطوفان وأشياء أخرى(2)
- عن الطوفان وأشياء أخرى(1)
- الاستعمار البديل لفلسطين: 1917-1939
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
- من شارون إلى شارون: منظومة التخطيط المكاني والفصل في إسرائيل ...
- السياسة النرويجية تجاه فلسطين: تاريخ موجز
- -لست سوى واحدة منهم فقط- حنّة آرنت بين اليهودية والصهيونية : ...
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ...
- على جدار النكسة: الوعي الذاني بالهزيمة
- حرب إسرائيل السرية ضد المحكمة الجنائية الدولية: تسع سنوات من ...
- لماذا سأتخلى عن جنسيتي الإسرائيلية.
- ورقة عمل سياسية: خيارات سياسية تجاه السكان المدنيين في غزة. ...
- نظام الذكاء الاصطناعي -لافندر-: كيف تقتل إسرائيل الفلسطينيين ...


المزيد.....




- -أرض العجائب الشتوية-.. قرية ساحرة مصنوعة من كعكة الزنجبيل س ...
- فيديو يظهر ضباط شرطة يجثون فوق فتاة ويضربونها في الشارع بأمر ...
- الخارجية اليمنية: نعتزم إعادة فتح سفارتنا في دمشق
- تصفية سائق هارب اقتحم مركزا تجاريا في تكساس (فيديو)
- مقتل 4 أشخاص بحادث تحطم مروحية تابعة لوزارة الصحة التركية جن ...
- -فيلت أم زونتاغ-: الاتحاد الأوروبي يخطط لتبنّي حزمة العقوبات ...
- مقتل عنصر أمن فلسطيني وإصابة اثنين آخرين بإطلاق للنار في جني ...
- بعد وصفه ضرباتها بـ-الوحشية-... إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب ...
- أكاديمي إسرائيلي: بلدنا متغطرس لا تضاهيه إلا أثينا القديمة
- كيف احتمى نازحون بجبل مرة في دارفور؟


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - عن الطوفان وأشياء أخرى (9)