بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 8099 - 2024 / 9 / 13 - 04:52
المحور:
الادب والفن
الفيلم هو من بطولة الممثلة الأثيرة عند وودي ألن (ميا فارو)،مع ويليام هارت واليك بالدوين،وهو يتبع مدرسة سينما المؤلف،فالفيلم من كتابة واخراج وودي ألن.
أليس(ميا فارو)،تعيش حياة باذخة فيها الكثير من الرتابة المملة المألوفة فعلا لمثل هذه الطبقة،وتتسم علاقتها بزوجها (دوغ)،بتلك الرتابة المألوفة خاصة بعد زواج استمر حتى ستة عشر عاما في هذه اللحظة في مجتمع يعيش على الغيبة والنميمة ونشر الشائعات.
ومع لقاء عرضي في روضة اطفال تقع في غرام جو الذي لن يتطور الى اكثر من حالة من الاعجاب،حتى تلتقي بالدكتور يانغ معالج الابر الصينية ليكتشف-بشكل فانتازي لايمكن ان نطلق عليه بأنه كوميدي-أن مشكلة اليس ليست مشكلة في الظهر،لأن العقل والقلب في حالة صراع على ما يبدو...
أنها المرأة التقليدية التي تفتقد الاهتمام،ولكنه فيلم من صناعة وودي الن مساره مختلف عن حبكاته الكوميدية المألوفة وليس من صناعة جين كامبيون.
أليس ببساطة تريد ان تفعل شيئا في حياتها قبل فوات الأوان
طبعا،سيساعدها الدكتور يانغ بالكثير من الاعشاب السحرية لتحقيق مرادها،ولكن النقطة الرئيسية التي يجب التركيز عليها هي الصراع الداخلي الذي يدور داخل أليس،وهي المؤمنة القادمة من خلفية كاثوليكية متحفظة.
فبمجرد لقائها بجو تحت تأثير عشبة سحرية طبعا،تذهب الى احدى صديقاتها وكأنها في جلسة اعتراف لقسيس عن الشعور بالذنب...أنا لا ابحث عن علاقة جنسية عابرة
بالنسبة الينا،فهذا واضح،لأن ما تعاني منه أليس هو موانع فرويد التقليدية:الخجل والدين والأخلاق
كل ما تحتاجه أليس هو الانبعاث على نمط الحياة الأمريكية حسب ما نراها في الأفلام،ولكن هناك شيء في داخلها يقبل العلاقة الغرامية ولكن ليس بشكلها التقليدي...قد يكون شيئا مختلفا عن التنازعات بين رغبات الجسد والخلاق.
هذا الحب-المفترض والمقرر-مع جو:هو ان تكون في الحياة اولا تكون...هو الرغبة في ان تكون
يخوض الفيلم في أحداث طبيعية مألوفة لمثل هذه الحبكة لدرجة فقدانها للمنطق-والمنطق غير مطروح اصلا لفيلم قائم بالأساس على الخيال والفنتازيا-وعلى نمط الاكتشافات الحاسمة تكتشف اليس ان زوجها يخونها،بينما يقرر جو العودة الى زوجته،وهو الأمر الذي لايمنح اليس فرصة كبيرة لتخوض فيما يسمى بالتعادل أي التخلص من ذنب الخيانة المتبادلة،وتقرر السفر لتحقيق الخير على نمط الأم تريزا وعلى نمط قريب أيضا من العزلة الصوفية...
النص برمته لا يخلو من الافتعال الواضح وفقدانه للسلاسة تجعل من الصعوبة للمشاهد استساغته أو هضمه،على ان الفيلم هو محالوة اعادة انتاج فيلم حققه فيدريكو فليني ذات مرة عام 1965 يدعى بجولييت والأرواح...أردنا أن نذكر ذلك في النهاية فقط...
10/4/2024
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟