انشاءالله الله يفرجها..هذا هو الحل

فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 8099 - 2024 / 9 / 13 - 00:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

انشاء الله ،والله يفرجها!.... هذا هو الحل...في مجتمعاتنا!!!
لماذا؟ ومتى نتخلص من ربط حياتنا بالغيب؟

يقتلناالقهرالجوع،الحرمان،الخوف،الغباء،االمرض ،ضعف الحكمة وانعدام الوعي،ثم الموت ، الذي يحيط بنا من كل حدبٍِ وصوب، كل الأحزان التي هبطت علينا تخطت عتبة القدرة والصبر لدى البشر، كل المصائب التي حلت بنا تجاوزت سعة الحواسيب وساعات العد والأرقام ،لم يسبق أن عرفها تاريخ أو سطرتها يد كاتب أو راوي، وحين نتساءل عما ينتظرنا وعن كيفية البحث عن حلول ونرى أن الخيوط تنسحب من بين أيدينا، وأن العجز لدينا يفوق القدرة والامكانية البشرية ، لأننا على الدوام نربط مشاكلنا وأسبابها بالغير، نعلق مصائبنا على تآمر الآخر علينا، ننتظر الحل من السماء " الغيب" ...ننتظر أن تدر علينا أمطار المحبة ، وأن تهطل فوق رؤوسنا روابط الوطنية ، وأن تسقط من الأشجار عناقيد المن والسلوى وأن تأتينا موائد سماوية تشبع بطوننا الجائعة، أن يرسل علينا الغيم سحابات تحمل الكتب والدفاتر وتفتح أبواب المدارس وتبني المستشفيات ونختصر كل المصائب ب جملة " إنشاء الله ،والله كريم ...وربي رح يفرجها ...وكله من عند الله ، وهذا امتحان السماء لنا ....الخ"، ونحن أما من شيء نفعله؟ أما من موقف أو خطوة أو طريقة ننفذ بها نحو بداية يمكن أن يعول عليها وأن تكون لبنة قوية في قاعدة بناء لبلد هوى وينحدر بسرعة صاروخية نحو هاوية بلا قرار؟ ...نضع أيدينا على خدينا ...نندب ونبكي ونلطم ...نضرب رؤوسنا بالحائط، ونعود لتعداد مصائبنا ونَصِف هول ما أصابنا، لكننا لانقول أبداً : أننا المسؤول الأول، وأن جهلا أعمى ومغرق في الظلام والانحدار والعودة لأربعة عشر قرناً ونيف هي الأسباب الكامنة في هذا التردي وهذا العمق من التخبط في انحباس الرؤيا وانعدام السبل للخروج من مآزقنا، لانرى موقع أقدامنا وموقعنا من العالم والمحيط، ... ننتقد الكون الذي يتطور ويسير على عجلات السرعة التقنية والعلمية ، ونحن نذهب للمشايخ كي يحلوا لنا معضلة مرضنا !....نصلي وندعو الله ونلعن الطاغوت ، ولو أراد الله أن يخسفه لكثرة ماوصله منا لفعل منذ زمن طويل...فهل نتعقل ؟ هل نفهم ...ونقرأ أنفسنا قبل أن نلوم الكون ..إن أخطا بحقنا فلأننا قبل كل شيء أخطأنا بحق أنفسنا ووطننا وأهلنا ...غادرتنا كل الصفات الحسنة والأخلاق الطيبة وتسلحنا بكل وسائل العنف والجهل....ليتنا نستيقظ من سباتنا...أما من ديوك في هذه الحقول الممتدة توقظ ضمائرنا وعقولنا ؟
ليمد الفرد منا يده للآخر ويبحثون في المجدي والممكن بدلا من السرعة في الذهاب للمسجد خوفا من سياط الله المنتظر أمام الباب ليعد عليه مافاته من صلوات!، لايرى في الله سوى انه دكتاتور مرعب ،ينتظر هفواتنا ليبطش ويفتك بنا...أما مايفعله الديكتاتور الحقيقي المسبب الأول لكل هذا البؤس ...فنعتقد أن صلواتنا ودعواتنا عليه...هي من يخلصنا وينقذنا!!!
فلورنس غزلان...باريس

#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات