عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8098 - 2024 / 9 / 12 - 22:48
المحور:
الادب والفن
الكهفُ لي
والليلُ في الشوارعِ التي لم تعُد لنا
ولا أُلفةَ فيها لمِثلي.
الكهفُ لي
أنا الذي أتَجَوّلُ الآنَ، في مدينةٍ بائدةٍ
باحثاً عن قليلٍ من الزادِ
وأتلفَّتُ خائفاً
مِن وجهٍ سابقٍ
لمليكٍ قديم.
كَم نِمتُ الى أن فاتَني كلّ هذا؟
مائةُ.. أم ثلاثمائةُ.. أم ألفُ عام؟
لا يُعقَلُ أنّ هذا السَخامَ، قد لطّخَ كُلّ هذهِ الأنفُسِ،
في هذهِ القريةِ النائمِ أهلُها
فأصبحَ نخلَها يابِساً
ما بينَ لحظةٍ وضُحاها
ولم تعُد شمسَها الدائمة
تمُرُّ على الشُرُفاتِ، راسِخَةِ الرائحة،
وتضحكُ فوقَ نارنجّةِ البيتِ
في ذلكَ الزمانِ القتيل.
كم مُتُّ الى أن فاتني كُلّ هذا
بحيث ينكُرُني وجهها
وأنا أمسَحُ عنهُ الأسى
بأصابعٍ من خشبٍ
لا تشيخ؟
كم مضى من الوقتِ، وأنا لا أنتَبِه،
الى أنَّ كُلّ من كانَ في ذلكَ الكهفِ
يُزاحِمُني على الحُلمِ بامرأةٍ
لَمْ تُبادِلُني منذ تسعةٍ وثلاثمائةِ عامٍ
قُبلَةً واحدة؟
كيفَ لَم أنتَبِه
بعد تسعةٍ و ثلاثمائةِ عامٍ
إلى أنّني كنتُ وحدي
في كهفٍ آخرٍ
وأنّها لم تكُن معي
وأنّ قلبي الذي كانً غافياً
على صدرها العذبِ
هو الوحيدُ الذي نهشتهُ الكلابُ
والوحيدُ الذي لم يبرَح مكانَهُ
والوحيدُ الذي لم يذهب الى السوقِ
ولم يشتري بـ "ورقهِ" شيئاً
ولم يوقظهُ الآخرون .
سلاماً للسيّدة
التي غادرت كهفَ الوقتِ
قبلَ اكتِظاظِ الرَمادِ
على جَمرِنا السابِقِ
واصطحبَت معها سبعةً
من أصدقاءِ الغياب
و ثامِنُهُم
كانَ قلبي الوحيد.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟