عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8098 - 2024 / 9 / 12 - 17:47
المحور:
القضية الفلسطينية
إذا كان للمؤثرين العرب في المجالات الفكرية والثقافية والإعلامية، من دور في دعم القضية الفلسطينية، فيمكن أن يتلخص في تفنيد الخرافة التي رسّخها الصهاينة في عقول الرأي العام الأوربي والعالمي، والتي تزعم أن اليهود مهددون بالفناء، من جانب المحيط الشرق الأوسطي المتوحش. وباستخدام هذه الخرافة والأتكاء على موضوع المحرقة، يحصل الصهاينة على شبه قبول أو تفهم لما يرتكبون من جرائم، واعتبار أفعالهم مجرد دفاع عن وجود اليهود كجماعة إثنية مهددة بالفناء.
ما ينبغي أن يصل إلى الرأي العام العالمي والغربي الأكثر إنحيازا لإسرائيل، أن الفلسطينيين لا يريدون أكثر من ضمان حقهم في العيش في وطنهم الممتد من نهر الأردن حتى البحر المتوسط، والذي عاشوا وعاش أجدادهم فيه مئات السنين، دون الخضوع لسلطة محتلة تعتبرهم أجانب في وطنهم، وتمارس ضدهم أبشع أنواع التمييز العرقي.
وأن ضمان هذا الحق لا يتم بإبادة اليهود الذين يعيشون في فلسطين، بل في تفكيك نظام الفصل العنصري، وإقامة نظام يعيش فيه الفلسطينيون واليهود على قدم المساواة ويتمتعون بذات الحقوق، فكما أن لكل يهودي حق الإقامة في فلسطين، ينبغي أن يكون لكل فلسطيني حق العودة إلى أرض الآباء والأجداد.
وهكذا يعود شعب فلسطين إلى ما كان عليه، شعب متعدد الأعراق والديانات، ينعم بدولة ذات نظام ديمقراطي، لا يميز بين أفراده على خلفية المنحدر الإثني أو المعتقد الديني. وليس نظاماً تتسيّد فيه إثنية على أخرى أو معتقد ديني على معتنقي الديانات الأخرى.
ومن خلال ذلك توضيح أن يهود فلسطين ليسوا عرضة للفناء، وأن الصهاينة أعداء اليهود والفلسطينيين، يزجون اليهود في حرب إبادة ضد مواطنيهم الفلسطينيين، خدمة لمصالح الغرب الإمبريالي وزعيمته الولايات المتحدة، في إبقاء فلسطين قاعدة عسكرية متقدمة لهم في الشرق الأوسط، تؤجج الحروب والعدوان، تحرق فيها ثروات المنطقة ومواردها الإقتصادية والبشرية، لمصلحة المجمعات الصناعية الحربية في الولايات المتحدة، وإبقاء شعوب المنطقة في حال تبعية مؤبدة للقطب الدولي الأوحد، الذي يستميت في معاركه مع روسيا والصين للحفاظ على نظام آحادية القطب.
وبتفكيك النظام العنصري الصهيوني في فلسطين سينعم الشرق الأوسط بالسلام والرخاء الاقتصادي، وينتهي نحو قرن من الصراعات والحروب المدمرة.
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟