أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آرام كربيت - هواجس ثقافية 287















المزيد.....

هواجس ثقافية 287


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8098 - 2024 / 9 / 12 - 13:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دائما نسعى للامساك بما نريد ونرغب، يهرب منا، نلاحقه، يهرب، نتارجح إلى أن نستسلم أو يفنى الأمل
يتصرف الإنسان بحرية مطلقة في حياته الشخصية، فهو يحدد الأهداف والغايات، وطريقة أداء ما يراه مناسبًا في حياته، ويعمل على تحقيق أقصى غايات النجاح، وتحقيق ما يراه يلبي شروط وجوده وسعادته وارتقاءه.
صحيح إنه حر في سلوكه وممارساته، ويرسم حدود مستقبله بحرية مطلقة، إلا أنه لا يدرك أو يلتفت إلى نفسه ككائن في الحياة العامة، ولا ينتبه وليس لديه المعرفة ليحدد الموقع الذي يسلكه. ولا يعرف أن هذا الموقع فخ عميق، فخ يمارس فيه حريته في آلية العبودية التي تلف حياة وعقل البشرية.
يمارس الإنسان الحرية الشخصية المطلقة، في ظل آلية عامة منكمشة على نفسها، معيقة لسعادته الحقيقية

الكثير من الأصدقاء يشعرون بالغبن عندما ننتقد بعض الظواهر السلبية في الدين الإسلامي، مع أن الغاية من النقد هو تعرية هذه الظواهر.
أنا متأكد، جازمًا أن أكبر إساءة للدين الإسلامي جاءت من المسلمين أنفسهم، من التراث كله، من ابن أسحق، وابن هشام والبخاري والترمذي، ومن المسلمين أجمعين، لأنهم لم يوثقوا تاريخ الإسلام، ومحمد من لحظة بدء الدعوة.
شخصية كبيرة ومهمة جدًا بوزن محمد، لا يوجد أي دليل على وجوده، لا رسالة أو توقيع أو حديث أو كلام، جاءنا كل شيء بعد قيام الدعوة بمئة وعشرين سنة، وكله قيل عن قال.
هؤلاء الذين كتبوا السيرة النبوية، كتبوه وفق مزاج ورغبات السلطات المتعاقبة عبر عشرات القرون.
ما كتبوه هؤلاء يندى له الجبين، ولا يليق برسول، بحياته وسلوكه، وممارساته، فيما إذا كان موجودًا.
هل أساء الشاعر معروف الرصافي للنبي عندما شكك بوجوده، عندما عرى الدعوة كلها، وهل أساء المفكر السعودي عبد الله القصيمي عندما انقلب من السلفية إلى الإلحاد؟ أو أساء المفكر المصري العلماني، حامد عبد الصمد، للرسول محمد، أكثر من الشيخ الحويني، أو، وجدي غنيم أو، محمد العريفي أو، محمد حسان؟
هناك أشياء كتبت عن محمد في البخاري، أنا أخجل من ذكرها.
أين الخطأ، هل يتحمله العلمانيون، أم التراث كله؟
أليس من الواجب أن يعمل المسلمون على إنشاء طاولة مستديرة، يجلس حولها كبار علماء المسلمين الفاعلين في الدين، لإلغاء ما هو لا لزوم له، وإبقاء مع ما يتماشى مع العصر؟

لا ترهن نفسك لفكر أو دين أو قومية، أو مال أو جاه، أو مكانة أو اسم، كلها تتبدل مع تبدل الزمن.
كن سيد نفسك لتكون سيد وجودك. راهن على ضميرك، والحس الجميل الكائن في داخلك.
ابق على مسافة من كل شيء، لتكون أنت هو أنت. أصبر، لتضح لك الرؤية.

أغلب أبطال الهزائم التراجيدية لديهم حلم الوصول إلى القمة.
ليس مهمًا شكل القمة، أو نوعيتها أو أبعادها، المهم التسلق
إنها الكوميديا والتراجيديا في التحامهما في ذات واحدة، ذات مكسورة مهزومة من الداخل.
وفي مخيال واحد أو جماعي.
مسكينة هذه القمة، هذا البرج العاجي العالي جدًا، قدرك أن تتحملي هذا الانحطاط الرخيص، هذا العدد الهائل من المتسلقين المترفين الباحثين عنك في منامهم وسهادهم ويقظتهم.
إن تتحملي عشقهم المرضي لأنفسهم، هوسهم الذاتي.
إن يتسع قلبك لكل هذا الجنون الذي يدور حولك وعليك من أجل الوصول إليك، من أجل إكمال شبقهم في احتضانك.
والسؤال:
وماذا بعد القمة؟

السلعة التي تتناولها بكل سهولة ويسر فيها كم هائل من العبودية، جهد ناس مسروق، فيها آهات المكسورين والمهزومين والمستلبين.
السلعة غربة، وبعبارة أنه اغتراب

في القرن الثاني قبل الميلاد حاصر القرطاجي هاني بعل مدينة روما أكثر من ثلاثين سنة، استطاع خلالها أن يخلخل بنيان هذه الدولة، إلى أن جاء شاب اسمه سكيبيو واقترح على بلده خطة جهنمية، قال فيها، طالما لا نستطيع أن نحرر بلدنا من هذا الفاتح، هناك طريقة أفضل، أن ننقل جيوشنا وسفننا ومعداتنا من روما إلى قرطاجة وندمرها عن بكرة ابيها ولا نبقي حجر على حجر.
وأعطي ما طلب
استطاعت روما أن تهزم هذه الدولة التونسية القوية وتجبرها على توقيع صك الاستسلام، ثم حفرت أرض قرطاجة وزرعتها بالملح حتى لا ينبت فيها زرع أو ضرع، وكان لها ما تريد، وتم توقيع معاهدة السلام بين الطليان والتونسيين في العام 1990 م، أي قبل ثلاثين سنة، أي نهاية حرب بينهما.
إنه التاريخ الذي لا يرحم ولا ينسى.
يقول الأعظم كارل ماركس، إنّ التاريخ يعيد نفسه مرتين، مرة على شكل مأساة، ومرة على شكل مهزلة.
الأخوان المسلمين على ما يبدو أرادوا ويريدون أن يكرروا تجربة سيبيكو أن ينقلوا معاركهم المهزومة من دولهم العربية والإسلامية إلى أوروبا واستراليا والولايات المتحدة ونيوزلندا وكندا أي إلى الغرب، أن يتغلغلوا في مؤسسات الدولة كما فعل همج روما قبل اسقاطها من داخلها في العام 476 م على يد البرابرة الويندال والهون والقوط، الذين دمروا عمارتها وحياتها المدنية وديمقراطيتها ونهب ثرواتها الذي بدأ في العام 410 م وأنتهى في سقوطها في 476 م.
إن زمن التفاهة سيستمر إذا استمر الأخوان في التغلغل ومحاولتهم الباطنية وأستخدام التقية في جانب وما يريدون في جانب أخر. يتحدثون عن الحقوق المدنية وعن المظلومية وعن العنصرية ويخفون عنصريتهم ودونيتهم ورغباتهم في اسقاط الغرب من داخله.
الإشارات كثيرة، ولكن هذا الغرب علمنا أنه متيقظ وأنه طردنا من أسبانيا في العام 1492 م بأقسى أنواع الطرد، قتل وحرق، وأجبار الجميع على دخول المسيحية بالسلاح أو الرحيل.
أنا لا أخاف على الأخوان المسلمين، هذه عادتهم الدائمة في كل مكان يدخلونه، يلجأون إلى تنظيم أنفسهم كالسلسلة الحديدية، يعزلون أنفسهم عن المجتمع الأم، ويشكلون مجتمع موازي مخرب، عنصري منفصل عن المكان الذي هم فيه.
أنا أخاف على الناس الذين لا في العير ولا في النفير، أن يذهبوا تحت الاقدام في المستقبل، بسبب جريرة الأخونجية.
واعذر من انذر.


المشروع السياسي لمحاربة الإرهاب أعاد للدولة الوطنية في البلدان المركزية مركزيتها إلى حد ما، وهو محاولة القبض على مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في داخل بلدانها والعالم.
وربط جميع الدول ببعضها في حلقة، بنهج لإعادة إنتاج الهيمنة في مكان والسيطرة في مكان أخر.
الدولة الوطنية في ظل العولمة دون ايديولوجية يحميها ممكن تقودها إلى التذري والتشتت والتفكك.
لم تستطع الدولة في ظل الاقتصاد المعولم أن تطور نفسها وتتعولم. أو ربما غير جاهزة لهذا الانتقال.
إن إعادة إنتاج الدولة بهذا الأسلوب سيدمرها، إذا مش بكرا البعدو أكيد.
إنه يؤجل نهايتها ليس إلا.
إن بروز الأحزاب اليمينية المتشددة في الغرب يمكننا فهمه بهذا الاتجاه.
والصراع بين الدولة الوطنية والمعولمة سيستمر، إنه صراع بين الموضوع والذات، بين الإنكفاء والانفتاح، أي بين الاقتصاد المتمركز على الذات والمفتوح، ووراء هذا السياسات قوى سياسية واقتصادية واجتماعية لها ثقلها ووزنها في الدولة والمجتمع.
هناك خطان في الحياة السياسية المعاصرة:
أما الدولة الديمقراطية المعاصرة كما نراها اليوم أو الدولة المنكمشة على نفسها كالفاشية أو الاستبدادية أو الدكتاتورية كالصين وروسيا على سبيل المثال.
وكل توجه له حسابتاه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والصراع بينهما خطير للغاية.
إن محاولة تمركز الاقتصاد بيد الدولة سيعيدنا إلى النظام الديكتاتوري لحماية الاقتصاد الوطني والتحكم بهذا العالم من هذا الموقع، أي من موقع الاقتصاد الوطني الموجه.
النظام السياسي في البلدان المركزية تخسر اقتصاديًا في ظل العولمة، وينحسر ناتجها الوطني، وتهرب الأموال إلى البلدان ذات العمالة الرخيصة كالصين والهند والبرازيل واندونيسيا وغيرها.
إن العودة إلى الاقتصاد المتمركز على الذات سيطيح بقوى لها مكانة قوية في الاقتصاد والسياسة.
ترامب هدد بالإنسحاب من منظمة التجارة العالمية، هذه المنظمة التي أسستها الولايات المتحدة في بريتون وودز في العام 1944 كأهم ركن من أركان النظام الدولي الحديث.
وهناك إشارات كثيرة على الانقلاب السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الولايات المتحدة. وصراع القوى فيه شغال على قدم وساق.
سيكون صراعًا حادا بين القوى النافذة في أعلى السلم السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
قلنا سابقًا أن الديمقراطية برقع يمكن الغاءه بقرار سياسي كما فعل هتلر.
وهناك سرعة كبيرة في رفد ودعم الأحزاب القميئة العنصرية من قبل قطاعات نافذة في الدولة والمجتمع ولهم جمهور من البسطاء يرفدونهم ويصفقون على قرار موتهم.

للألم ذاكرة.
إنه كالخلد لا يخرج من مخبئه إلا في لحظات الضعف الجسدي أو النفسي والعقلي والإنساني.
عندما أصيب رضا حداد بالسرطان ولم يكن يعرف أنه مصاب به، قال لي:
كل الأمراض التي مررت بها في حياتي عادت وتدفقت من جسدي كالينابيع الجافة المتفجرة من باطن الأرض في المواسم العامرة.
يبدو أن لنا ذاكرة لكل شيء حتى في استعادة المرض وخروجه من مكمنه النائم.

في الخصاء، مهما وصل الإنسان إلى مستوى رفيع، سيبقى فاقدًا للاحساس بجمال الحياة.
هذا العضو الصغير، الخصية، سبب كبير في رؤية الجمال، والحب، والإبداع والحس بالعدالة، والإرتقاء بالخير والضمير.
الرغبة الجنسية تلون حياة الإنسان بجميع الألوان المبهجة، بغيابها لا معنى للحرية.
لهذا تعمد السلطة إلى الخصاء النفسي للإنسان، لتضمه إلى القطيع. إلى حضيرتها التاريخية.
الخصاء اليوم، حضاري، بتقنيات عالية، موزع على مجالات كثيرة جدًا، قال حسين هنيدي:
ناظم حكمت، يلغماز غوني، مصطفى خليفة، آرام كرابيت، لم تستطع كل وسائل القهر اخصاء ابداعهم. .
اقتدوا بالعبقري ديستوفسكي، حين الهمه السجن روايته الرائعة ذكريات من بيت الموتى.
كل وسائل القمع والقهر صبت فوق رأس ليو تولستوي، لم تمنعه من كتابة روايته دم وخمر.
بأقسى ظروف التشرد والتهجير بالمنفى، كتب ماركيز رائعته مائة عام من العزلة.
القهر حاول إذلال العقل وطمس الإبداع، بيد أن الماس يبقى صلباً ويدوم الى الأبد.

دولة ديمقراطية بمرجعية إسلامية. هذا ما يقوله الإخوان المسلمون.
لماذا هذه التورية والتعمية. كونوا واضحين ولا تكذبوا على أنفسكم أوعلى غيركم. كونوا واضحين مع أنفسكم وأتباعكم وشركائكم. قولوا لهم أننا نريد دولة دينية، بوضوح ودون لف أو دوران.
من المعيب أن تقول ديمقراطية، ومرجعية إسلامية، هذا تناقض وزيف.
الديمقراطية تعتبر الدين شيء خاص، يقع في المجال التحت سياسي، في بند المجتمع المدني، مثله، مثل النقابات والقوميات والجمعيات الخيرية والإنسانية. أي في أغلب المجالات التطوعية.
الدولة التي تنتهج الديمقراطية تتعامل مع كل إنسان على أنه مواطن، دولة في مجال عمله، وحتى وهو في بيته يقبض راتبه من الضمان الاجتماعي.
الدولة بهذه الحالة هي مكان اعتباري، مكثفة المصالح والقوانين والأنظمة والعلاقات الحقوقية.
برأي أن الديمقراطية الغربية هي نتاج الثقافة الأغريقية الرومانية، لا أومن أنها نتاج المسيحية اطلاقًا.
أوروبا عانت من المسيحية مدة ألف عام قهر وجهل ودم وحروب:
ـ حروب المئة، حرب الثلاثين.
ثم جاءت معاهدة ويستفاليا، فوضعت المسيحية على الرف، وانتقلت إلى الحداثة بكل قسوتها ودمويتها وتنويرها أيضًا.
الإرث المسيحي كان وبالا على أوروبا لهذا تخلصوا منها.
كتبت مقالة عن رواية يابانية اسمها رقص رقص رقص، التي تعكس الواقع الياباني في ظل الراسمالية المتوحشة، التي شيئت الإنسان وحولته إلى كائن مستلب.
أنا أطرح موضوع تحييد الدولة بعيدًا عن الحمولات الجانبية، كالدين والقومية حتى نشق طريق سيرنا الى الأمام من خلالها.

لا يمكن للمثقف القومي أو الديني أن يكون موضوعيًا في بحثه أو دراسته أو رؤيته. إنه ينطلق من موقع ذاتي ضيق, متمركز حول نفسه ولا يرى هذا العالم الا من خلال هذه الذات المريضة.
انطلقت اوروبا نحو العقلانية, منذ قرابة اربعمائة سنة, مصلحة الدولة كعقل جمعي, ووضعت اسس جديدة في علاقة الإنسان بنفسه ومحيطه. وجرى تنظيم الحياة والمجتمع عندما قطعت وشائج العلاقة بين الدولة والحمولات الجانبية كالدين والمذهب أو غيره
في مجتمعاتنا, الناس رايحين للحج بعد انتهاء موسمه.

العبودية مرحلة متطورة في مسيرة الحضارة الأبوية. العبودية خير من القتل, خير من الموت.

في السايق كانوا يمسكون الاسير ويقتلونه. ثم شغلوه كعبد. هذا تطور. بالتأكيد العبودية مرفوضة. بيد أن الخيار بين الموت والبقاء, يفضل البقاء على قيد الحياة؟
وإلى أن تكتمل الشروط التاريخية للخروج من العبودية كمفهوم عام, علينا ان نحافظ على الحياة. الخلاص الفردي لا يجدي. نحتاج للعمل من أجل بناء فضاء مفهومي متكامل

الذي يريد أن يبني نظامًا وطنيًا ديمقراطيًا يجب أن يكون إنسانيًا في المقام الأول. وأن يطرح جانبًا قناعاته الدينية والمذهبية ويكرس جهده على الفكر, وتشكيل دستور وطني جامع.
الديمقراطية تحتاج إلى عقل مدني, إنسان, يؤمن بحق الآخر في الحياة والوجود.


سمعت أثناء مروري بالقرب من التلال الغافية على ضفتي الخابور, صوت هامس. ثم رأيت النهر واقفًا, رافعًا يديه نحوي. يلقي علي التحية.

تراجعت إلى الوراء مذعورًا, رأيت أخاديد الأرض تفتح ذراعيها على وسع, وتدمدم. كان الخابور يستحم تحت ضربات الريح.

خامنئي, ولي الفقيه, ماسك الدولة والمجتمع بيده, كونه البطريرك, الأب, الوصي عليهما, يدوزن حساباته السياسية حسب الريح التي تعصف بالمنطقة. ويضع تماثيله, أو بيادقه على أحجار رقعة الشطرنج الصغيرة التي بحوزته, حسب تطورات اللعبة. مرة رفسنجاني ومرة خاتمي, واخرى أحمدي نجاد واليوم روحاني.
يمكن الله يدله على لعبة التوازنات السياسية والنط على الحبال ليبقى في مكانه, كواحد من أكثر الشخصيات الاستبدادية في المنطقة.

على أثر تبوء الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية المكانة الأولى كدولة مهيمنة على النظام السلطوي الدولي, عملت على وضع أوروبا في خاصرتها الخلفية. ثم التفتت إلى إعادة إدماج بقية العالم في النظام ذاته, في المؤخرة, عبر ترويضه, وضع العسكر في الموقع الأول لدوله.
اليوم تعمل على إعادة إنتاج سلطة ومعارضة على مقاسها في كل دولة, بحيث يدخلوا في صراع بيني بينهم لإعادة إدماجهم بشكل أكثف وأعمق, بعد التحولات الخطيرة التي طرأت على النظام ذاته ودخول الرأسمالية في مرحلة العولمة.
عمل الولايات المتحدة يصب في تخريب أي انجاز مجتمعي في العالم يعمل من أجل استقلاله وحريته

لا يمكن أن يكون هناك رجل أو مجموعة رجال, ورعين, أثناء ممارستهم السلطة.
إن اصباغ الأخلاق الشخصية على الحاكم, مهما كانت مكانته وورعه لا يمكن أن يكون صحيحًا على الاطلاق. الصفات الشخصية شيء وممارسة السلطة شيء آخر. يجب أن لا نربط بين الاثنين ابدًا.
الحاكم يقيد أو يقيم وفق القانون, ووفق ممارساته السياسية, وفي أداء واجبه.
وجود مؤسسات فاعلة, هي الاساس, هي من تقيد الحاكم وتردعه من ان يتصرف على هواه.

العلمانية موقف فكري, سياسي, اقتصادي من هذا العالم. هذا في الجانب الفكري العام. بيد أن الجانب العملي مختلف. ما زالت الدولة الوطنية في كل بلد متمجورة حول نفسها, تسعى إلى تحسين شروطها السياسية والاقتصادية في هذا العالم.
العلمانية ليست بريئة في ظل وجود الدولة في أي بلد. أي أنها إنسانية بلدها, وفق مقاساتها, ومتوحشة في مكان آخر
في الولايات المتحدة استطاعت المؤسسة أن تضع رجل اسود, مسلم في أعلى موقع, رئيس الجمهورية, لكن, وفق شروط المؤسسة, الدولة الامريكية.
عندما نتكلم عن العلمانية علينا أن نضع الأخلاق جانبًا, القيم والمبادئ الإنسانية شيء, والعمل في الجانب السياسي شيء آخر مختلف تماماً.

يتصرف الإنسان بحرية مطلقة في حياته الشخصية، فهو يحدد الأهداف والغايات، وطريقة أداء ما يراه مناسبًا في حياته، ويعمل على تحقيق أقصى غايات النجاح، وتحقيق ما يراه يلبي شروط وجوده وسعادته وارتقاءه.
صحيح إنه حر في سلوكه وممارساته، ويرسم حدود مستقبله بحرية مطلقة، إلا أنه لا يدرك أو يلتفت إلى نفسه ككائن في الحياة العامة، ولا ينتبه وليس لديه المعرفة ليحدد الموقع الذي يسلكه. ولا يعرف أن هذا الموقع فخ عميق، فخ يمارس فيه عبوديته في ظل الحرية الشكلانية، تلف عقله وحياته.
يمارس الإنسان الحرية الشخصية المطلقة، في ظل آلية عامة منكمشة على نفسها، معيقة لسعادته الحقيقية.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ثقافية وسياسية وفكرية 286
- هواجس ثقافية وإنسانية ــ 285 ــ
- هواجس وجودية 284
- هواجس ثقافية وفكرية ــ 283 ــ
- هواجس ثقافية 282
- هواجس ثقافية أدبية فكرية ــ 281 ــ
- هواجس ثقافية وأدبية وسياسية وفكرية ــ 280 ــ
- هواجس أدبية وفكرية ــ 279 ــ
- هواجس ثقافية ـ 278 ـ
- هواجس ثقافية وفكرية وسياسية وأدبية ــ277 ــ
- هواجس ثقافية عامة ــ 276 ــ
- هواجس ثقافية أدبية 275
- هواجس فكرية وسياسية وأدبية ــ 274 ــ
- هواجس ثقافية ــ 273 ــ
- هواجس ثقافية ــ 272 ــ
- هواجس ثقافية أدب موسيقا ــ 271 ــ
- هواجس سياسية وفكرية وثقافية 270
- هواجس ثقافية سوياسية وأدبية ــ 269 ــ
- هواجس ثقافية وإنسانية 268
- هواجس ثقافية 267


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقع العباد بالاسلحة المن ...
- -نشطاء جبل الهيكل- المتطرفة تنشر فيديو يحاكي حريقا بالمسجد ا ...
- منظمة إسرائيلية تنشر فيديو يحاكي تفجير المسجد الأقصى وخارجية ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: ادخلنا مستوطنة -روش هانيكرا- عل ...
- نفض الغبار عن ضريح الإمام الرضا (ع) بحضور قائد الثورة الاسلا ...
- ألمانيا ـ حوار مع جمعيات إسلامية بشأن هجمات حماس الإرهابية
- ألمانيا ـ حظر جمعية إسلامية في ولاية براندنبورغ
- ثبت الآن قناة طيور الجنة بالتردد الجديد 2024 وسلي طفلك بأفضل ...
- وحدة عسكرية أميركية قتلت بن لادن تتدرب لمساعدة تايوان إذا غز ...
- في ذكرى 11 سبتمبر.. ميلوني تتعهد باستمرار مكافحة الأصولية ال ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آرام كربيت - هواجس ثقافية 287