حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)
الحوار المتمدن-العدد: 8098 - 2024 / 9 / 12 - 13:17
المحور:
قضايا ثقافية
بالنظر إلى الزمن العربي الحاضر : الثقافي والأدبي على وجه الخصوص .
وبافتراض أن الزمن مفهوم كمي يمكن قياسه، وأن الزمن العربي الحاضر يقدر بمائة كيلو غرام، فكم كيلوغرام من الماضي يوجد فيه؟
السؤال مثير للتفكير ، وأعترف أنه يحمل في طياته نقداً عميقاً للواقع الثقافي والأدبي العربي المعاصر. لكن رصد الظواهر التالية يساعد على التوصل إلى إجابة كمية:
1. هيمنة التراث: من الواضح أن التراث والماضي لا يزالان يشكلان جزءاً كبيرًا من الثقافة العربية المعاصرة. وهذا واضح في:
- الاعتماد الكبير على الأشكال الأدبية التقليدية.
- الاستشهاد المستمر بالأدباء والشعراء القدامى.
- التمجيد المستمر للعصور الذهبية للثقافة العربية وقد ولت إلى غير رجعة.
2. محاولات التجديد: هناك بالتأكيد حركات تجديدية في الأدب والثقافة العربية، لكنها غالبًا ما تواجه مقاومة شرسة ، (الحركة الأدبية التجديدية (قصيدة النثر نموذجا ) - حركة التنوير العربي- النسوية-الفكر العلماني- المجتمع المدني- تجديد الخطاب الديني ).
٣. الأكاديميا العربية والتي يمكن وصف جوانب عديدة منها بالتقليدية. فأنظمة التدريس ما تزال تقليدية، والأبحاث العلمية تواجه تحديات فكرية ماضوية ومادية ، وما ينجز منها هو احتفاء لا مبرر له بالماضي ، ونأي متقصد عن المسائل المعاصرة والتي تنشأ من جدال العقل مع التطور الإنساني الحضاري المستمر.
بناءً على هذا التحليل ، وإذا افترضنا أن الزمن العربي الحاضر يقدر بحوالي 100 كغ، فيمكننا أن نقدر أن:
حوالي 65- 75 كيلوغرام (65-75%) من هذا الزمن لا يزال متأثرًا بشكل كبير بالماضي وموروثاته.
هذا يترك حوالي(25-35%) للعناصر المعاصرة والتجديدية.
هذا تقدير خبرة ثقافية شخصية، وهو متحيز بالطبع ، ولا يقدم دلائل مادية مباشرة، غير أنه يحيل إلى دلائل متنوعة غير مباشرة . منها مثلاً، استعراض عناوين المؤلفات العربية، استعراض عناوين الأبحاث ورسائل الماستر والدكتوراه في العالم العربي، والندوات الأدبية ، محاكمات الفكر التنويري ، أشكال الخطاب الثقافي العربي في وسائل الإعلام ، ووسائل التواصل، الخ..
أرجو أخيراً ألا يكون الوضع أسوأ من ذلك، وأن صندوق باندورا المفتوح ليس ضخماً بحجم البلاد!
#حسان_الجودي (هاشتاغ)
Hassan_Al_Joudi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟