أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عثمان بوتات - محاولة تطفل على علم الجمال














المزيد.....


محاولة تطفل على علم الجمال


عثمان بوتات

الحوار المتمدن-العدد: 8097 - 2024 / 9 / 11 - 22:11
المحور: الادب والفن
    


ألهمتني تأويلات هيغل الاستطيقية وأثارت قلقي للحد الذي جعلني اندفع لمحاولة استفزاز ونقد فلسفته المتطفلة على الفن بصفتي فنان ولست فيلسوف! الحق يقال أشعر أن المثاليين مزعجين ولا يتقنون فن الصمت. رغم أنهم أقرب إلى الحقيقة. إلا أنه تنقصهم حكمة الحياة.
تأويلات هيغل باعتقادي حيال الفن عظيمة إلى أبعد حد. رغم ذلك تزال في حدود علاقة المتلقي مع فن الفنان. بصفة هيغل متلقي كذلك. كل محاولات الفهم والحكم جماليا الخاضعة للتاريخ وبالتالي الزمن والمكان؛ تقف عند حدود المتلقي. لكن علاقة الفنان بفنه فهي مستعصية على المتلقي ومبدي الحكم الجمالي. الفن دوما يفرض جماله، وفي الحقيقة أ ظهر جميلا أم لا، ذلك لا يشغل بال الفنان. الفنان لا يصنع الفن لأجل المتلقي كي يفهمه أو يقدّره، الخ. قد يصنع الفن كي يفهم ذاته لكن الغير ليس في قائمة الاهتمام. ذلك أن حالة صناعة الفن تتجاوز الزمن والمكان، وكل خارجي. إنها تتصل بذات الفنان، بزخمها الروحي الخاص. فيحدث أحيانا، أو في كثير من الأحيان أن ذلك الزخم الروحي الخاص يحصل ويصل للمتلقي بطريقة ما، لا علاقة لمجهود الفنان بها، وإنما لها علاقة بجذب الروحي الخاص بكل فرد في زمن ومكان قد يبتعد أو يقترب إلى شكل فني حسي يحمل ما يكفي من الطاقة الميتافيزيقية في موضوعه قد تصل إلى المتلقي.
إذن فالفن نافدة روحية، لكنها ليست للجميع. هنالك شيء من الروح المطلقة التي تميز الفن الإنساني(أو الجميل) عن الطبيعي- كما عبر هيغل-. على الرغم، تزال هنالك نسبية روحية متجاهلة تخص المتلقي. أي أنه ليس بالضروري ملامسة الروحي في الفن و رغم ذلك يمكن اعتباره جميلا.. كما أنه من الممكن ملامسته بمعزل عن صانع الفن؛ كأن يوقظ الفن في المتلقي شيء روحي أو مشاعري بالصدفة أو من زاوية مختلفة... كما قد يقصد فن الفنان روحانية متلقي استثنائي يصادف أنه والفنان قد شاركا نفس التجربة الروحية أو الفكرية أو الشعورية المعبر عنها، وذلك سواء كان في المرحلة الرمزية أم الكلاسيكية أم الرومنسية.. أم مرحلة لم توجد بعد!

لأجل هذا، فالتبجيل من للمرحلة الرومانسية-المسيحية الموجودة بفلسفة هيغل لا تستحق تقديري. ما يبدو لي شخصيا، أن الفلاسفة الجديين والموضوعيين دوما ما يثبت أنهم عكس ذلك؛ منحازين ويخشون هدم أفكارهم المثالية وأفكار ثقافتهم.. وكل فكرة تبدو ضحمة أو ورائها كدّ فكري. على العكس مع الفلاسفة التي تتسم فلسفتهم بالفن وبالشعر والتناقض والذاتية... أو حكماء الشرق... أ لاحظ دوما أن الحقيقة ليست بكم الأفكار وعناء الوصول لها، خاصة منها التي تطلق الأحكام... بل الحقيقة تتجول بهدوء وبساطة.. تبدو صادقة و ترمي بسهامها للمتلقي المناسب. قد تكون في بساطة طقس ديني ما يردد كلمة ما! أو على شفتي عجوز بطيء النطق!... يجب أن يعلم المثقفون والعلماء الآن خطورة مستواهم الروحي المتدني. يجب أن يفرغ المتلقي كوب الشاي الخاص به حتى يمكن سكب له المزيد، غير ذلك ستحصل فوضى، أو فيضان فكري، لا قيمة له لو أردنا الحكم.
لقد كبرت وأغنية صباح "عالبساطة" عالقة بسمعي منذ الصغر. حكمتها الروحية أثرت فيّ على شكل علاقة فنان بمتلقي صادف حكمة من زاوية مختلفة تماما. لكنها كانت تحوي مضمون يبدو مختلف!.. فعلى الرغم، وأنا اتأمل علاقتي بذلك الفن وكيف لامسني، أجدني أثق في أطروحتي التي أقدم الآن، وأرى فيها الصدق. وذلك أنني لا أنطلق من قراءة التاريخ أو الفلسفة أو حتى الفن... ذلك أنني أعايش حكمتي وحقيقتي قبل أن أثق بها. وهذه حسب ما اتذكر هي الحكمة المستنتجة من أخر خطاب كتبت، والتي لم يلامسها أحد من قرائي بكل أسف؛ أن يعايش المرء قبل أن يحكم.
يبدو لي أن كل مؤمن بروحانية الفن هو يستحق التقدير على محاولة ربما لصناعة شيء روحاني. ذلك أنني بصراحة لست مهتما بتقييم و اعطاء رأي حول من يستحق لقب الفنان. الفن متجاوز لذلك. ومن يلامسني كفنان روحي بوصفي متلقي قد لا يناسب عدد لا يحصى غيري. إذن ميدان الفن ميدان نسبي في حقيقته وجماليته أكثر من غيره من الميادين على ما يبدو. بالتالي ف لقب الفنان الذي لقبت به في المدرسة وأنا أرسم في رؤوس أكبر من أجساد ليس موقف يدعي السخرية. الشيء الوحيد الذي قد أكون تناسيته في طرحي؛ أنه من الممكن أن تلك الصفة التي تجعل من الفنان يرغب لا شعوريا في إنتاج شيء محسوس يعرف أنه يحوي شيء ذاتي وروحي قد يصل إلى المتلقي؛ هي صفة خاصة لنخبة من الناس متمكنين أكثر من غيرهم.
بل أكثر من هذا، لدي حدس، وهو حدس عظيم! وهو أن هؤلاء النخبة متلقين نخبة كذلك. بمعنى أنهم يأخذون من الفن ويلامسهم أكثر من غيرهم، سواء كانوا متدينين أو فلاسفة. لكنه مجرد حدس. أظن أن الإقرار بهذا شيء لا استطيع معرفته لحدود الآن. أو لا زلت لم أعايشه بحكمة. لكن هل بمقدوري معايشته يوما؟ تلك هي المشكل اللاحقة...
رغم محاولة نقدي الفلسفية الضمنية، فإن معرفتي بهذا العلم، أي الإستيطيقا، ليست كبيرا. ربما قد يحتاج دراستها راغب بلقب فنان أو بالفوز في المسابقات أو بدكتورا في علم الجمال، الخ.. من أشكال الحداثة. برأيي هو مبحث صعب ويطرح اسئلة فلسفية متشعبة تنتظر من يجيب عنها. على الرغم، فما يؤول إليه وضع الفن الآن يمكن تشبيهه بالاحتضار. حتى بالنسبة إلى أحدث الفنون، السينما. لأجل هذا ربما قد نحتاج إلى إعادة اعتبار لهذا المجال.



#عثمان_بوتات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم للحياة
- محاكمة الفلسفة وأشباه الحكماء
- المرأة والحب وأشياء أخرى
- تساؤل حول مشروع سلام بالعصر الحديث
- العلاقات الآلية
- رسالة إلى نيتشه والإنسان
- الفن - اللغة التي يفهمها الكل والبعض ولا أحد -
- نقد السلوك الأخلاقي وإزالة المفاهيم الدخيلة للفضيلة
- تساؤلات حول الوجود الإنساني
- تعدد مفاهيم الحب بين اللاشعوري والإختياري
- العنصرية الإنسانية
- الواقع بأذهاننا
- سيكولوجية المجتمع بين للتناقض والتناغم


المزيد.....




- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عثمان بوتات - محاولة تطفل على علم الجمال