أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( تابع )















المزيد.....

سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( تابع )


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8097 - 2024 / 9 / 11 - 14:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( 6 )
" البوليس السياسي DGST قطع الكونكسيون عن منزلي لعرقلة نشر هذه الدراسة . لذا سأبعثها من مقهى Cyber " .
مؤتمرات " ا و ط م " عبر التاريخ .
مقدمة :
كانت المؤتمرات الطلابية التي عقدتها في تاريخها ، منظمة " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب " ، " UNEM " ، " ا و ط م " ، منذ مؤتمرها التأسيسي بمدينة الرباط في 26 دجنبر 1956 ، حتى آخر مؤتمر عقد بنفس المدينة ( الرباط ) في 22 غشت 1981 ، تشكل كلها محطات بارزة في الصراع السياسي والايديولوجي الفصائلي " الأوطمي " " ا و ط م " ، بين مكونات الحركة الطلابية ، فكانت اغلبية المؤتمرين المنتمية لفصيل او لفصائل متحالفة تكوّن القيادة ، وكانت الأقلية ( شكليا ) تكون المعارضة التي كانت في غالب الأحيان تسيطر على الساحة الطلابية . وللإشارة فان الحركة الطلابية المغربية ، إضافة الى انها كانت تتفاعل مع مختلف الاحداث والمستجدات السياسية ، التي كان يزخر بها الحقل السياسي الوطني ، بقدر ما كانت تتأثر بالأحداث العالمية والعربية ، التي كانت تأثيراتها جلية في تكوين الخريطة التنظيمية لمختلف الفصائل داخل " ا و ط م. "
ان كل هذه الاحداث الوطنية والعربية والدولية ، شكلت منعطفا في رسم خطوط سياسية ، وإعادة صياغة ايديولوجيات يسارية جد تقدمية ، رغم انها كانت متطرفة في بعض الأحيان ، وكانت انعكاساتها واضحة في المسار السياسي الذي نهجته معظم الفصائل الطلابية ، وميولها نحو النزاعات اليسارية التي بدأت تجلياتها بشكل واضح ، في المؤتمر الوطني الثالث عشرة ( المؤتمر 13 ) ، والمؤتمر الوطني الخامس عشرة ( المؤتمر 15 ) ، والمؤتمر الوطني السابع عشرة ( المؤتمر 17 ) . فكان طبيعيا ان تنعكس كل هذه المشاكل ، على واقع المنظمة الطلابية ، والمساهمة أخيرا في هذا الوضع السلبي ، الذي توجد فيه الحركة الطلابية المغربية ، بدون وجود منظمة تمثلها ..
الفصل السادس .
تتمة فصل المؤتمر الوطني السابع عشرة :
ان تاريخ منظمة " الاتحاد الوطني لطبلة المغرب " " ا و ط م " UNEM ، تاريخ صراعات سياسية وأيديولوجية ، وصراعات تنظيمية بين الفصائل الطلابية المتواجدة في الساحة الطلابية . كما انه تاريخ انسحابات وبالجملة ، لفصائل طلابية لم تحصل على الأصوات الانتخابية الكافية لتبوئها قيادة المنظمة الطلابية " اللجنة التنفيذية والمجلس الإداري . فكان اللجوء الى سلاح وخيار الانسحاب من المؤتمر ، الهدف منه ، ارباك المؤتمر ، وتوثير الجو بين المؤتمرين ، حتى الفشل النهائي للمؤتمر ، لتبقى المنظمة الطلابية كقواعد من دون قيادة . لكن رغم ذلك فالفصائل الوازنة والمسيطرة على الساحة ، وبنصرة القاعدة الطلابية ، كانت تجتهد في إيجاد آليات للاشتغال ، لمواجهة الوضع المتأزم عند انسحاب فصيل او فصائل من المؤتمرين ، بغية تفادي موت المنظمة " ا و ط م " ..
فإذا كانت المنظمة الطلابية خلال المؤتمر الأول الذي انعقد في 26 دجنبر 1956 ، والمؤتمر الثاني الذي انعقد في شتنبر 1957 ، متماسكة ومتجانسة بسبب ارتباطها بحزب الاستقلال ، فان المؤتمر الوطني الثالث الذي انعقد بمدينة تطوان في 25 يوليوز 1958 ، شكل قطيعة المنظمة الطلابية مع حزب الاستقلال ، وجناحه المركانتلي المحافظ ، فانحازت المنظمة الطلابية بالكامل الى الحزب الشعبوي " الاتحاد الوطني للقوات الشعبية " ، " ا و ق ش " UNFP . فكانت اول بادرة انشقاق وتقسيم تعرضت له المنظمة الطلابية في اطارها ( العتيد ) سنة 1962 ، حين ظهر مشروع مشبوه " الاتحاد العام لطلبة المغرب " UGEM التابعة لحزب الاستقلال .
اذا كانت " ا و ط م " في تاريخها النضالي ، قد سجلت اشعاعا نضاليا وطنيا ودوليا ، ونجحت في طبع الحياة الطلابية بمجموعة من الأعراف والعادات التي ميزت الحركة الطلابية المغربية ، من اكبر المنظمات الطلابية العالمية التي أعطت الكثير ، خاصة في ميدان الاعتقالات والمحاكمات السياسية ، لأنها شكلت معارضة حقيقية للنظام السلطاني المخزني ، فان منظمة " الاتحاد العام لطلبة المغرب " UGEM ، ظلت مجهولة عند القاعدة الطلابية ، سيما وانها تنظيميا تابعة لحزب الاستقلال . فباستثناء توزيع منشور هنا او هناك ، فان UGEM ظلت تتعرض للقمع ، كلما اقتربت من الساحة الطلابية التي كانت كلها يسارية .
اذا كانت قيادة المنظمة منذ المؤتمر الوطني الثالث ، وحتى المؤتمر الوطني الثاني عشرة " المؤتمر 12 " ، تتشكل من اغلبية تنتمي عضويا وسياسيا ( لم تكن للأحزاب أيديولوجيا ) الى حزب الاتحاد الوطني / الاشتراكي لل ( قوات الشعبية ) ، مع وجود معارضة صغيرة تنتمي الى الحزب الشيوعي المغربي PCM ، حزب التحرر والاشتراكية PLS ، فان مجرى الصراع تطور نحو خط امامي منذ المؤتمر الوطني الثالث عشرة " المؤتمر 13 " ، وحتى المؤتمر الوطني السابع عشرة ( المؤتمر 17 ) الأخير الفاشل ، بفعل ظهور منظمات سياسية تنتمي لليسار الماركسي اللينيني ، والماوي Mao Tsé Tong ، وحتى الستاليني في صورته القمعية . وهذه المنظمات المحسوبة على اليسار الماركسي الجديد في الساحة ، شكلتها " منظمة 23 مارس " الماركسية القومية والستالينية ، ومنظمة " الى الامام " الماوية الستالينية ، وحركة " لنخدم الشعب " الماوية .. لقد وصلت هذه المنظمات خلال المؤتمر الوطني الثالث عشرة ( المؤتمر 13 ) ، الى تزكية أطروحة فاس ( مجموعة أنفاس ) ، والى تعزيز مبادئ " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب " ، التي تعني " الجماهيرية ، الديمقراطية ، الاستقلالية ، التقدمية " . فتمكنت خلال المؤتمر الوطني الخامس عشرة ( المؤتمر 15 ) الذي كان بحق مؤتمر هيئة اليسار الجديد ، من تشكيل قيادة طلابية ثورية سُميت ب " جبهة الطلبة التقدميين الثوريين " Les frontistes ..
ان نفس السيناريو سيتكرر في المؤتمر الوطني السابع عشرة ( المؤتمر 17 ) ، بين فصيل " رفاق الشهداء / رفاق المهدي وعمر " ، وفصيل " القاعديين " الذي تشكل من شتات البقايا المتناثرة لليسار الماركسي اللينيني السبعيني .
يلاحظ هنا ان الجبهويين Les frontistes " جبهة الطلبة التقدميين الثوريين " ، لم تحترم مبادئ " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب " ، لان الممارسات التي قامت بها في علاقاتها مع غيرها من الخصوم الايديولوجيين وحتى السياسيين ، من خلال محاولاتها ربط الحركة الطلابية ومنظمتها " ا و ط م " ، بالمنظمات السياسية الأيديولوجية التي ترتبط بها عضويا ، كانت بعيدة كل البعد عن مبدأي " الاستقلالية والجماهيرية " . واذا كان هذا هو جوهر الصراع الذي دار برحاب " ا و ط م " الذي عرفته الساحة الطلابية بين الفصائل المتصارعة ، فان الجماهير الطلابية ، ظلت تتفرج على هذه الصراعات ، لكن من دون المشاركة فيها .. وحتى الإضرابات التي عرفت بطول مدتها ، لم تكن الجماهير الطلابية تشارك فيها كقواعد طلابية ، الاّ تحت الضغط والترهيب والتخويف .. والقمع ..
اذا كانت الصراعات التي عرفتها المنظمة الطلابية " ا و ط م " ، قد عكست تصورين مختلفين للأزمة وللعمل الطلابي النقابي ، وعلاقاته بالسياسي ... تصور اول كانت تمثله الأحزاب التي وُصِفتْ بالإصلاحية ، والتي اشتهرت بالكولسة وبالمفاوضات بدهاليز وزارة الداخلية ... وتصور ثاني اخر معارض مثلته المنظمات اليسارية الماركسية التي عُرِفت مرات بالاندفاع الاعمى الذي تسبب في قرار 24 يناير 1973 ( الحظر على ا و ط م ) ، فان عقد التسعينات تميز بكون الحركة الطلابية ، عرفت ظهور تيار جديد في الساحة ، هو تيار الإسلام السياسي ، الذي تقوى بفعل عدة عوامل داخلية وخارجية ، مكنته من السيطرة التامة على الساحة الطلابية ، والساحة السياسية الوطنية ، وذلك بفضل استفادته من أسباب الإفلاس الأيديولوجي والمادي السياسي ، لمنظمات اليسار الماركسي ، الذي تحول الى أرخبيل من النسيان عندما اصبح مجرد اطلال ..
كما استفاد من الإفلاس التاريخي لأحزاب المعارضة البرلمانية ، وهو افلاس سجل تعريته بموت عبد الرحيم بوعبيد ، وعلي يعتة ، وتقزيم محمد بن سعيد ايت ادير الى اقصى الحدود .. ، وبفعل الصراعات التي نشبت داخل هذه الأحزاب ، وكانت وراءها وزارة الداخلية .. أي تعبير صريح عن حتمية الإفلاس التاريخي المدوي ، الذي تعرضت له أحزاب برجوازية الدولة في الوطن العربي ( الأحزاب القومية الماركسية ) والأحزاب الستالينية ، الأحزاب الشيوعية العربية .
ان كل هذه العوامل مجتمعة ، مكنت التيار السياسي الإسلامي ، من احتلال اغلب مواقع اليسار المتراجع والمتهاوي ، ودفعت به الى البحث عن محاولات يائسة لجمع الصفوف المتلاشية ، في اطار أحزاب اخذت صبغة انتخابية كاليسار الاشتراكي الموحد ، او صبغة معارضة راديكالية ، كالتنسيق سابقا بين حزب الطليعة وحركة النهج الديمقراطي ، لمواجهة حركات الإسلام السياسي ، سواء كانت المواجهة في الساحة الطلابية التي تحول فيها اليسار الى اقلية قليلة ، او ذاك في الساحة السياسية عند التطرق لمواضيع الساعة مثل " خطة ادماج المرأة في التنمية " ، او تحديد الموقف من الدستور وشكل الدولة ، والامارة ... الخ .
فأمام هذا الوضع تشير معظم التحليلات ، ان الصراع داخل الحركة الطلابية ، سيحتد بين مختلف الفصائل ، وذلك بسبب التطورات التي حصلت بالساحة ، وبالضبط على مستوى الخريطة الحزبية ، وهو ما سيكون له انعكاس مباشر على نوع الصراع في الساحة الطلابية .
لقد اصبح الصراع والمنافسة واضحا الان ، وفي ( المستقبل ) بين طلبة الإسلام السياسي ، وبين اليسار الماركسي ، في حين انقرضت الفصائل التي كانت ترتبط عضويا ، بالاتحاد الاشتراكي ، وحزب التقدم والاشتراكية ، كما ان الضعف البيّن لليسار الماركساني الملكي الممثل في اليسار الاشتراكي لنبيلة منيب ، وطلبة حزب الطليعة ، انقرضوا من الساحة الطلابية ، وبقدر ما ابتعدوا عن الشعارات القديمة ، بقدر ما التحقوا بجوقة المخزن ، حين شاركوا في كل الاستحقاقات السياسية التي نظمها القصر ، لكن خرجوا بخفي حنين . فباستثناء دخول نبيلة منيب الى برلمان الملك ، ظل حزب الطليعة دون مستوى المبادرات السياسية التي طبعت العمل الحزبي ما قبل 3 مايو 1983 ، بل وبينما طلق الحزب الشعارات الراديكالية التي رددت في اكثر من مناسبة واكثر من واقعة ، يكون الحزب قد قطع مع الإرث النضالي منذ ستينات القرن الماضي ، ومن جهة فرغم ارتماءه في جب المخزن ظل في عرف المخزن بعيدا عن الحزب المخزني ، لان المخزن لن ينسى شعارات الستينات والسبعينات ضد الدولة . لذا وجد التغيير الجذري للحزب ليس تحولا سياسيا ، لكن وجده ضعف سياسي ، طبعا قاطعه النظام بالتجاهل وبعدم الاهتمام ، فحصل ان تعرت قوتهم المنخورة ، امام جمهور الناخبين حين لم يصوت عليهم احد في الاستحقاقات الملكية . واصبح السؤال . ماذا يجب على الحزب القيام به ليحظى برضى النظام ، ويسمح له بلعب دور الاتحاد الاشتراكي في ثمانينات القرن الماضي برلمانيا .. ونفس الشيء ملاحظ مع حزب المؤتمر الاتحادي ، والحزب الاشتراكي الموحد .. وهو ما يطرح تقييم الدور السلبي الذي اصبح يُلعب في أحزاب لها ( قيادات ) ومن هذه القيادات من شارك في رجم الشيطان في الحج ، لكن لا قواعد ولا مناضلين على شاكلة مناضلي الصف الأول والثاني وحتى الثالث ، الذي تم رسمه بالمؤتمر الاستثنائي في يناير 1975 .. فالمؤتمر الاستثنائي ليناير 1975 ، كان البداية التي فرشت للوضع التنظيمي والسياسي التي اصبح عليه حزب الطليعة ، واصبح عليه الاتحاد الاشتراكي ، وأصبحت عليه جميع التوابع التي خرجت من صلب الحزب الثاني ، كمجموعة " الوفاء للديمقراطية " ..
لكن ، فحتى التنافس والصراع بين الإسلام السياسي وبين اليسار الماركسي ، لم يوليه احد أهمية ، لان التعارك وفي غياب القواعد ، يظل مشكلة تنظيمية مستفحلة عن المعالجة ، لان التنافس والصراع اضحى من داخل بيت الإسلام السياسي ، وبيت اليسار الماركسي ، حول مزايا ومصالح لا علاقة لها بالأيديولوجية ولا بالعقيدة ، وزاد في رسم هذه الصورة الجافة ، تخلي جماعة العدل والإحسان عن التنسيق الغير مكتوب ، مع حزب النهج الديمقراطي ابان حركة 20 فبراير المخزنية .. فرغم قوة الشعارات التي تم رفعها من قبل جماعة العدل والإحسان وحزب النهج ، بانهما لا يلتزمان بسقف محدد في المطالب ( الجمهورية ) ، وان الخيار في أرادة الشارع ، الذي كان يتظاهر بدون شعارات ثورية ، ومن دون تنظيمات ثورية طيلة هبة 20 فبراير ، فان خروج جماعة العدل والإحسان ، قد فضح وعرى قوة التنظيمات التي تظاهرت بقيادتها الانتفاضة ، انتفاضة 20 فبراير المتحكم فيها بقوة . وبخروج الجماعة تشتت الساحة ، ليس نحو تنظيمات جديدة واكثر ثورية ، بل تعرت عندما اصبح الجميع يرفل في قفطان النظام ، واصبح الجميع يتنافس في أي يكون العبد المطواع ، لتنزيل برنامج الملك الذي سقط من فوق ، ولم يشارك في الانتخابات ، ولم يصوت عليه احد .. في حين إعراب هذا اليسار الملكي باسم الماركسية ، رغبته في ان يصير موظفا ساميا بإدارة الملك ، واستعداده لرمي برنامجه الانتخابي في القمامة .. وهنا تطرح الإشكالية مع الناخبين الذين يكونوا قد صوتوا لتلك الأحزاب ( اليسارية الملكية ) ، أحزاب الفدرالية ، حول البرنامج الانتخابي ، الذي سيلفظه الحزب لصالح برنامج الملك ، الذي هو الدولة والدولة هي الملك .. والسؤال . الا يعتبر هذا التصرف بمثابة خيانة هذه الأحزاب للمصوتين لهم في الانتخابات ، لان التصويت كان من المفروض ان يكون لتنزيل برنامج الحزب الذي صوتت عليه الكتلة الناخبة ، لا تنزيل برنامج الملك الذي سقط من فوق ..
ان انعكاس كل التحولات التي لعبت فيها وزارة الداخلية ، والبوليس السياسي دورا ، اكيد سيرتد على الوسط الطلابي ، السريع التأثير والتجاوب ، مع التغييرات المفاجئة للفاعل السياسي . لكن لم تكن مفاجئة للنظام المزاجي التائه الذي وحده يقف وراءها .. ومن ثم ستصبح القوى التي تستمر في النشاط السياسي الكلاسيكي " الإسلام السياسي / اليسار الماركسي " موجودة بالساحة ، لكن ليس بمقدورها حسم معركة ، ولن يكون بمقدورها التحكم في الساحة . فباستثناء اليسار الماركسي الذي يمثله " القاعديون / البرنامج المرحلي " ، فان الساحة الطلابية اصبحت شبه فارغة من البرامج الثورية ، واصبح التحرك في القطاع متحكم فيه من قبل الجهاز السلطوي ، والبوليس السياسي . والسؤال هنا . ما الفاعل المعطل لكي تعقد ( ا و ط م ) مؤتمرا استثنائيا يعيد ل ( ا و ط م ) زخمها السياسي والنضالي داخل الجامعة ، وخارج الجامعة ، لارتباطاتها التنظيمية ..
ان هذا الوضع لم يأت من فراغ ، او حصل مفاجئا لمعطيات من خارج الجامعة . لكن لعبت فيه الدولة المزاجية التائهة ، دورا كبيرا منذ خمسة عشر سنة قبل وفاة الحسن الثاني . فالقطاع الوحيد الذي كان يشكل نوعا ما خطرا ، لانه غير متحكم به مائة بالمائة ، كان القطاع الطلابي ، وكان التركيز بالضبط على الفصائل المرتبطة أيديولوجيا او عقائديا بمنظمات وأحزاب قوية . وحيث ان حتى هذه التنظيمات السياسية الغير مرخص لها بقرار لوزارة الداخلية ، قد ضعفت وخرّت قوتها ، فأكيد سيحصل الانعكاس على الساحة الطلابية ، وبالضبط التنظيمات التي يمكن ان تخلق قلاقل لبداية محمد السادس في الحكم .. وهنا نطرح السؤال . رغم ان الغلاء في المغرب فاق الغلاء في فرنسا وفي اسبانية ، فلا احد احتج او ندد ، وكأن الرعايا المقتولة تبارك هذه الزيادات الخطيرة في الأسعار . وللإشارة فالزيادات كانت مع عبدالرحمان اليوسفي ، قبل عبدالاله بنكيران .. لكن لا احد اعلن الاضراب العام ، او دعا الى المواجهة مع الدولة ... والكل يتذكر ان الدولة عندما زادت عشرة سنتيمات في ثمن الخبز ( شهداء كوميرة ) ، احترقت مدينة الدارالبيضاء ( 1981 ) .. ونفس الشيء حصل في يناير 1984 ، وفي دجنبر 1990 .. بل لو اعلن تنظيم تقدمي او ثوري او إصلاحي الدعوة الى الاضراب في اوج زخم حركة 20 فبراير ، لأصبح للمغرب وجه اخر اليوم .. ان السبب هو خيانة أحزاب ومنظمات ونقابات للرعايا ، بالدرهم .. باعوهم بالجملة .. والسؤال : لماذا استقبل محمد السادس نوبير الاموي ، وكيف تحولت " ك د ش " CDT الى مناصرة للسلم الاجتماعي وللدولة ....
ان هذا الوضع انعكس حتى على الساحة الطلابية . ولنا ان نتساءل عن : اين الفصيل الطلابي :
--- الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية – انصار ك د ش / CDT ..
--- اين فصيل PPS
--- اين فصيل رفاق الشهداء
--- القاعديون
--- الطلبة الديمقراطيون OADP ..
--- اين فصيل جماعة العدل والإحسان ..
--- فصيل الطلبة التجديديون ...
--- بل وباستثناء فاس . اين القاعديون – البرنامج المرحلي ...
فهل ماتت ( ا و ط م ) وتم دفنها ...
( يتبع )



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( 6)
- سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( 5 )
- على هامش اللقاء بين الاتحاد الافريقي والصين
- سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( 4 )
- سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( 3 )
- سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية . المؤتمر الوطني الرابع ...
- سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية
- أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي . ...
- البيان الختامي لمؤتمر - تيكاد - بطوكيو – اليابان ، كان ضربة ...
- أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي . ...
- فشل الدولة المزاجية التائهة البوليسية في غزوة طوكيو باليابان ...
- ما يجب على الدولة البوليسية ، المزاجية ، التائهة ، المارقة ، ...
- أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي . ...
- أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي . ...
- أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي . ...
- البوليس السياسي المدني اكثر من رديء
- ماذا من وراء دعوة سفير النظام المخزني بالأمم المتحدة عمر هلا ...
- أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي . ...
- أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي . ...
- هل تكون الگويرة سببا في اندلاع حرب بالمنطقة


المزيد.....




- فيديو بتقنية الفاصل الزمني يُظهر حرائق الغابات تلتهم جبلًا ب ...
- -أفضل تغييرين- في وجبة الإفطار لخفض ضغط الدم
- إيران تهدد بـ -اتخاذ تدابير- ردا على العقوبات الغربية الجديد ...
- تقرير عبري عن فضيحة تورطت فيها -بيلد- الألمانية بنشرها تقرير ...
- استقبال حافل للرئيس الإيراني في بغداد في أول زيارة رسمية له ...
- حكومة غزة: الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة وحشية فظيعة في مد ...
- تبون يستقبل مبعوثة خاصة من ماكرون
- تركيا.. خطوات نحو بريكس وشنغهاي
- أرض الصومال تعلن اقترابها من توقيع اتفاق مثير للجدل مع إثيوب ...
- قطاع غزة واقع مروع ومجهول لمستقبل للأطفال


المزيد.....

- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( تابع )