|
سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( تابع )
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 8097 - 2024 / 9 / 11 - 14:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
( 6 ) " البوليس السياسي DGST قطع الكونكسيون عن منزلي لعرقلة نشر هذه الدراسة . لذا سأبعثها من مقهى Cyber " . مؤتمرات " ا و ط م " عبر التاريخ . مقدمة : كانت المؤتمرات الطلابية التي عقدتها في تاريخها ، منظمة " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب " ، " UNEM " ، " ا و ط م " ، منذ مؤتمرها التأسيسي بمدينة الرباط في 26 دجنبر 1956 ، حتى آخر مؤتمر عقد بنفس المدينة ( الرباط ) في 22 غشت 1981 ، تشكل كلها محطات بارزة في الصراع السياسي والايديولوجي الفصائلي " الأوطمي " " ا و ط م " ، بين مكونات الحركة الطلابية ، فكانت اغلبية المؤتمرين المنتمية لفصيل او لفصائل متحالفة تكوّن القيادة ، وكانت الأقلية ( شكليا ) تكون المعارضة التي كانت في غالب الأحيان تسيطر على الساحة الطلابية . وللإشارة فان الحركة الطلابية المغربية ، إضافة الى انها كانت تتفاعل مع مختلف الاحداث والمستجدات السياسية ، التي كان يزخر بها الحقل السياسي الوطني ، بقدر ما كانت تتأثر بالأحداث العالمية والعربية ، التي كانت تأثيراتها جلية في تكوين الخريطة التنظيمية لمختلف الفصائل داخل " ا و ط م. " ان كل هذه الاحداث الوطنية والعربية والدولية ، شكلت منعطفا في رسم خطوط سياسية ، وإعادة صياغة ايديولوجيات يسارية جد تقدمية ، رغم انها كانت متطرفة في بعض الأحيان ، وكانت انعكاساتها واضحة في المسار السياسي الذي نهجته معظم الفصائل الطلابية ، وميولها نحو النزاعات اليسارية التي بدأت تجلياتها بشكل واضح ، في المؤتمر الوطني الثالث عشرة ( المؤتمر 13 ) ، والمؤتمر الوطني الخامس عشرة ( المؤتمر 15 ) ، والمؤتمر الوطني السابع عشرة ( المؤتمر 17 ) . فكان طبيعيا ان تنعكس كل هذه المشاكل ، على واقع المنظمة الطلابية ، والمساهمة أخيرا في هذا الوضع السلبي ، الذي توجد فيه الحركة الطلابية المغربية ، بدون وجود منظمة تمثلها .. الفصل السادس . تتمة فصل المؤتمر الوطني السابع عشرة : ان تاريخ منظمة " الاتحاد الوطني لطبلة المغرب " " ا و ط م " UNEM ، تاريخ صراعات سياسية وأيديولوجية ، وصراعات تنظيمية بين الفصائل الطلابية المتواجدة في الساحة الطلابية . كما انه تاريخ انسحابات وبالجملة ، لفصائل طلابية لم تحصل على الأصوات الانتخابية الكافية لتبوئها قيادة المنظمة الطلابية " اللجنة التنفيذية والمجلس الإداري . فكان اللجوء الى سلاح وخيار الانسحاب من المؤتمر ، الهدف منه ، ارباك المؤتمر ، وتوثير الجو بين المؤتمرين ، حتى الفشل النهائي للمؤتمر ، لتبقى المنظمة الطلابية كقواعد من دون قيادة . لكن رغم ذلك فالفصائل الوازنة والمسيطرة على الساحة ، وبنصرة القاعدة الطلابية ، كانت تجتهد في إيجاد آليات للاشتغال ، لمواجهة الوضع المتأزم عند انسحاب فصيل او فصائل من المؤتمرين ، بغية تفادي موت المنظمة " ا و ط م " .. فإذا كانت المنظمة الطلابية خلال المؤتمر الأول الذي انعقد في 26 دجنبر 1956 ، والمؤتمر الثاني الذي انعقد في شتنبر 1957 ، متماسكة ومتجانسة بسبب ارتباطها بحزب الاستقلال ، فان المؤتمر الوطني الثالث الذي انعقد بمدينة تطوان في 25 يوليوز 1958 ، شكل قطيعة المنظمة الطلابية مع حزب الاستقلال ، وجناحه المركانتلي المحافظ ، فانحازت المنظمة الطلابية بالكامل الى الحزب الشعبوي " الاتحاد الوطني للقوات الشعبية " ، " ا و ق ش " UNFP . فكانت اول بادرة انشقاق وتقسيم تعرضت له المنظمة الطلابية في اطارها ( العتيد ) سنة 1962 ، حين ظهر مشروع مشبوه " الاتحاد العام لطلبة المغرب " UGEM التابعة لحزب الاستقلال . اذا كانت " ا و ط م " في تاريخها النضالي ، قد سجلت اشعاعا نضاليا وطنيا ودوليا ، ونجحت في طبع الحياة الطلابية بمجموعة من الأعراف والعادات التي ميزت الحركة الطلابية المغربية ، من اكبر المنظمات الطلابية العالمية التي أعطت الكثير ، خاصة في ميدان الاعتقالات والمحاكمات السياسية ، لأنها شكلت معارضة حقيقية للنظام السلطاني المخزني ، فان منظمة " الاتحاد العام لطلبة المغرب " UGEM ، ظلت مجهولة عند القاعدة الطلابية ، سيما وانها تنظيميا تابعة لحزب الاستقلال . فباستثناء توزيع منشور هنا او هناك ، فان UGEM ظلت تتعرض للقمع ، كلما اقتربت من الساحة الطلابية التي كانت كلها يسارية . اذا كانت قيادة المنظمة منذ المؤتمر الوطني الثالث ، وحتى المؤتمر الوطني الثاني عشرة " المؤتمر 12 " ، تتشكل من اغلبية تنتمي عضويا وسياسيا ( لم تكن للأحزاب أيديولوجيا ) الى حزب الاتحاد الوطني / الاشتراكي لل ( قوات الشعبية ) ، مع وجود معارضة صغيرة تنتمي الى الحزب الشيوعي المغربي PCM ، حزب التحرر والاشتراكية PLS ، فان مجرى الصراع تطور نحو خط امامي منذ المؤتمر الوطني الثالث عشرة " المؤتمر 13 " ، وحتى المؤتمر الوطني السابع عشرة ( المؤتمر 17 ) الأخير الفاشل ، بفعل ظهور منظمات سياسية تنتمي لليسار الماركسي اللينيني ، والماوي Mao Tsé Tong ، وحتى الستاليني في صورته القمعية . وهذه المنظمات المحسوبة على اليسار الماركسي الجديد في الساحة ، شكلتها " منظمة 23 مارس " الماركسية القومية والستالينية ، ومنظمة " الى الامام " الماوية الستالينية ، وحركة " لنخدم الشعب " الماوية .. لقد وصلت هذه المنظمات خلال المؤتمر الوطني الثالث عشرة ( المؤتمر 13 ) ، الى تزكية أطروحة فاس ( مجموعة أنفاس ) ، والى تعزيز مبادئ " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب " ، التي تعني " الجماهيرية ، الديمقراطية ، الاستقلالية ، التقدمية " . فتمكنت خلال المؤتمر الوطني الخامس عشرة ( المؤتمر 15 ) الذي كان بحق مؤتمر هيئة اليسار الجديد ، من تشكيل قيادة طلابية ثورية سُميت ب " جبهة الطلبة التقدميين الثوريين " Les frontistes .. ان نفس السيناريو سيتكرر في المؤتمر الوطني السابع عشرة ( المؤتمر 17 ) ، بين فصيل " رفاق الشهداء / رفاق المهدي وعمر " ، وفصيل " القاعديين " الذي تشكل من شتات البقايا المتناثرة لليسار الماركسي اللينيني السبعيني . يلاحظ هنا ان الجبهويين Les frontistes " جبهة الطلبة التقدميين الثوريين " ، لم تحترم مبادئ " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب " ، لان الممارسات التي قامت بها في علاقاتها مع غيرها من الخصوم الايديولوجيين وحتى السياسيين ، من خلال محاولاتها ربط الحركة الطلابية ومنظمتها " ا و ط م " ، بالمنظمات السياسية الأيديولوجية التي ترتبط بها عضويا ، كانت بعيدة كل البعد عن مبدأي " الاستقلالية والجماهيرية " . واذا كان هذا هو جوهر الصراع الذي دار برحاب " ا و ط م " الذي عرفته الساحة الطلابية بين الفصائل المتصارعة ، فان الجماهير الطلابية ، ظلت تتفرج على هذه الصراعات ، لكن من دون المشاركة فيها .. وحتى الإضرابات التي عرفت بطول مدتها ، لم تكن الجماهير الطلابية تشارك فيها كقواعد طلابية ، الاّ تحت الضغط والترهيب والتخويف .. والقمع .. اذا كانت الصراعات التي عرفتها المنظمة الطلابية " ا و ط م " ، قد عكست تصورين مختلفين للأزمة وللعمل الطلابي النقابي ، وعلاقاته بالسياسي ... تصور اول كانت تمثله الأحزاب التي وُصِفتْ بالإصلاحية ، والتي اشتهرت بالكولسة وبالمفاوضات بدهاليز وزارة الداخلية ... وتصور ثاني اخر معارض مثلته المنظمات اليسارية الماركسية التي عُرِفت مرات بالاندفاع الاعمى الذي تسبب في قرار 24 يناير 1973 ( الحظر على ا و ط م ) ، فان عقد التسعينات تميز بكون الحركة الطلابية ، عرفت ظهور تيار جديد في الساحة ، هو تيار الإسلام السياسي ، الذي تقوى بفعل عدة عوامل داخلية وخارجية ، مكنته من السيطرة التامة على الساحة الطلابية ، والساحة السياسية الوطنية ، وذلك بفضل استفادته من أسباب الإفلاس الأيديولوجي والمادي السياسي ، لمنظمات اليسار الماركسي ، الذي تحول الى أرخبيل من النسيان عندما اصبح مجرد اطلال .. كما استفاد من الإفلاس التاريخي لأحزاب المعارضة البرلمانية ، وهو افلاس سجل تعريته بموت عبد الرحيم بوعبيد ، وعلي يعتة ، وتقزيم محمد بن سعيد ايت ادير الى اقصى الحدود .. ، وبفعل الصراعات التي نشبت داخل هذه الأحزاب ، وكانت وراءها وزارة الداخلية .. أي تعبير صريح عن حتمية الإفلاس التاريخي المدوي ، الذي تعرضت له أحزاب برجوازية الدولة في الوطن العربي ( الأحزاب القومية الماركسية ) والأحزاب الستالينية ، الأحزاب الشيوعية العربية . ان كل هذه العوامل مجتمعة ، مكنت التيار السياسي الإسلامي ، من احتلال اغلب مواقع اليسار المتراجع والمتهاوي ، ودفعت به الى البحث عن محاولات يائسة لجمع الصفوف المتلاشية ، في اطار أحزاب اخذت صبغة انتخابية كاليسار الاشتراكي الموحد ، او صبغة معارضة راديكالية ، كالتنسيق سابقا بين حزب الطليعة وحركة النهج الديمقراطي ، لمواجهة حركات الإسلام السياسي ، سواء كانت المواجهة في الساحة الطلابية التي تحول فيها اليسار الى اقلية قليلة ، او ذاك في الساحة السياسية عند التطرق لمواضيع الساعة مثل " خطة ادماج المرأة في التنمية " ، او تحديد الموقف من الدستور وشكل الدولة ، والامارة ... الخ . فأمام هذا الوضع تشير معظم التحليلات ، ان الصراع داخل الحركة الطلابية ، سيحتد بين مختلف الفصائل ، وذلك بسبب التطورات التي حصلت بالساحة ، وبالضبط على مستوى الخريطة الحزبية ، وهو ما سيكون له انعكاس مباشر على نوع الصراع في الساحة الطلابية . لقد اصبح الصراع والمنافسة واضحا الان ، وفي ( المستقبل ) بين طلبة الإسلام السياسي ، وبين اليسار الماركسي ، في حين انقرضت الفصائل التي كانت ترتبط عضويا ، بالاتحاد الاشتراكي ، وحزب التقدم والاشتراكية ، كما ان الضعف البيّن لليسار الماركساني الملكي الممثل في اليسار الاشتراكي لنبيلة منيب ، وطلبة حزب الطليعة ، انقرضوا من الساحة الطلابية ، وبقدر ما ابتعدوا عن الشعارات القديمة ، بقدر ما التحقوا بجوقة المخزن ، حين شاركوا في كل الاستحقاقات السياسية التي نظمها القصر ، لكن خرجوا بخفي حنين . فباستثناء دخول نبيلة منيب الى برلمان الملك ، ظل حزب الطليعة دون مستوى المبادرات السياسية التي طبعت العمل الحزبي ما قبل 3 مايو 1983 ، بل وبينما طلق الحزب الشعارات الراديكالية التي رددت في اكثر من مناسبة واكثر من واقعة ، يكون الحزب قد قطع مع الإرث النضالي منذ ستينات القرن الماضي ، ومن جهة فرغم ارتماءه في جب المخزن ظل في عرف المخزن بعيدا عن الحزب المخزني ، لان المخزن لن ينسى شعارات الستينات والسبعينات ضد الدولة . لذا وجد التغيير الجذري للحزب ليس تحولا سياسيا ، لكن وجده ضعف سياسي ، طبعا قاطعه النظام بالتجاهل وبعدم الاهتمام ، فحصل ان تعرت قوتهم المنخورة ، امام جمهور الناخبين حين لم يصوت عليهم احد في الاستحقاقات الملكية . واصبح السؤال . ماذا يجب على الحزب القيام به ليحظى برضى النظام ، ويسمح له بلعب دور الاتحاد الاشتراكي في ثمانينات القرن الماضي برلمانيا .. ونفس الشيء ملاحظ مع حزب المؤتمر الاتحادي ، والحزب الاشتراكي الموحد .. وهو ما يطرح تقييم الدور السلبي الذي اصبح يُلعب في أحزاب لها ( قيادات ) ومن هذه القيادات من شارك في رجم الشيطان في الحج ، لكن لا قواعد ولا مناضلين على شاكلة مناضلي الصف الأول والثاني وحتى الثالث ، الذي تم رسمه بالمؤتمر الاستثنائي في يناير 1975 .. فالمؤتمر الاستثنائي ليناير 1975 ، كان البداية التي فرشت للوضع التنظيمي والسياسي التي اصبح عليه حزب الطليعة ، واصبح عليه الاتحاد الاشتراكي ، وأصبحت عليه جميع التوابع التي خرجت من صلب الحزب الثاني ، كمجموعة " الوفاء للديمقراطية " .. لكن ، فحتى التنافس والصراع بين الإسلام السياسي وبين اليسار الماركسي ، لم يوليه احد أهمية ، لان التعارك وفي غياب القواعد ، يظل مشكلة تنظيمية مستفحلة عن المعالجة ، لان التنافس والصراع اضحى من داخل بيت الإسلام السياسي ، وبيت اليسار الماركسي ، حول مزايا ومصالح لا علاقة لها بالأيديولوجية ولا بالعقيدة ، وزاد في رسم هذه الصورة الجافة ، تخلي جماعة العدل والإحسان عن التنسيق الغير مكتوب ، مع حزب النهج الديمقراطي ابان حركة 20 فبراير المخزنية .. فرغم قوة الشعارات التي تم رفعها من قبل جماعة العدل والإحسان وحزب النهج ، بانهما لا يلتزمان بسقف محدد في المطالب ( الجمهورية ) ، وان الخيار في أرادة الشارع ، الذي كان يتظاهر بدون شعارات ثورية ، ومن دون تنظيمات ثورية طيلة هبة 20 فبراير ، فان خروج جماعة العدل والإحسان ، قد فضح وعرى قوة التنظيمات التي تظاهرت بقيادتها الانتفاضة ، انتفاضة 20 فبراير المتحكم فيها بقوة . وبخروج الجماعة تشتت الساحة ، ليس نحو تنظيمات جديدة واكثر ثورية ، بل تعرت عندما اصبح الجميع يرفل في قفطان النظام ، واصبح الجميع يتنافس في أي يكون العبد المطواع ، لتنزيل برنامج الملك الذي سقط من فوق ، ولم يشارك في الانتخابات ، ولم يصوت عليه احد .. في حين إعراب هذا اليسار الملكي باسم الماركسية ، رغبته في ان يصير موظفا ساميا بإدارة الملك ، واستعداده لرمي برنامجه الانتخابي في القمامة .. وهنا تطرح الإشكالية مع الناخبين الذين يكونوا قد صوتوا لتلك الأحزاب ( اليسارية الملكية ) ، أحزاب الفدرالية ، حول البرنامج الانتخابي ، الذي سيلفظه الحزب لصالح برنامج الملك ، الذي هو الدولة والدولة هي الملك .. والسؤال . الا يعتبر هذا التصرف بمثابة خيانة هذه الأحزاب للمصوتين لهم في الانتخابات ، لان التصويت كان من المفروض ان يكون لتنزيل برنامج الحزب الذي صوتت عليه الكتلة الناخبة ، لا تنزيل برنامج الملك الذي سقط من فوق .. ان انعكاس كل التحولات التي لعبت فيها وزارة الداخلية ، والبوليس السياسي دورا ، اكيد سيرتد على الوسط الطلابي ، السريع التأثير والتجاوب ، مع التغييرات المفاجئة للفاعل السياسي . لكن لم تكن مفاجئة للنظام المزاجي التائه الذي وحده يقف وراءها .. ومن ثم ستصبح القوى التي تستمر في النشاط السياسي الكلاسيكي " الإسلام السياسي / اليسار الماركسي " موجودة بالساحة ، لكن ليس بمقدورها حسم معركة ، ولن يكون بمقدورها التحكم في الساحة . فباستثناء اليسار الماركسي الذي يمثله " القاعديون / البرنامج المرحلي " ، فان الساحة الطلابية اصبحت شبه فارغة من البرامج الثورية ، واصبح التحرك في القطاع متحكم فيه من قبل الجهاز السلطوي ، والبوليس السياسي . والسؤال هنا . ما الفاعل المعطل لكي تعقد ( ا و ط م ) مؤتمرا استثنائيا يعيد ل ( ا و ط م ) زخمها السياسي والنضالي داخل الجامعة ، وخارج الجامعة ، لارتباطاتها التنظيمية .. ان هذا الوضع لم يأت من فراغ ، او حصل مفاجئا لمعطيات من خارج الجامعة . لكن لعبت فيه الدولة المزاجية التائهة ، دورا كبيرا منذ خمسة عشر سنة قبل وفاة الحسن الثاني . فالقطاع الوحيد الذي كان يشكل نوعا ما خطرا ، لانه غير متحكم به مائة بالمائة ، كان القطاع الطلابي ، وكان التركيز بالضبط على الفصائل المرتبطة أيديولوجيا او عقائديا بمنظمات وأحزاب قوية . وحيث ان حتى هذه التنظيمات السياسية الغير مرخص لها بقرار لوزارة الداخلية ، قد ضعفت وخرّت قوتها ، فأكيد سيحصل الانعكاس على الساحة الطلابية ، وبالضبط التنظيمات التي يمكن ان تخلق قلاقل لبداية محمد السادس في الحكم .. وهنا نطرح السؤال . رغم ان الغلاء في المغرب فاق الغلاء في فرنسا وفي اسبانية ، فلا احد احتج او ندد ، وكأن الرعايا المقتولة تبارك هذه الزيادات الخطيرة في الأسعار . وللإشارة فالزيادات كانت مع عبدالرحمان اليوسفي ، قبل عبدالاله بنكيران .. لكن لا احد اعلن الاضراب العام ، او دعا الى المواجهة مع الدولة ... والكل يتذكر ان الدولة عندما زادت عشرة سنتيمات في ثمن الخبز ( شهداء كوميرة ) ، احترقت مدينة الدارالبيضاء ( 1981 ) .. ونفس الشيء حصل في يناير 1984 ، وفي دجنبر 1990 .. بل لو اعلن تنظيم تقدمي او ثوري او إصلاحي الدعوة الى الاضراب في اوج زخم حركة 20 فبراير ، لأصبح للمغرب وجه اخر اليوم .. ان السبب هو خيانة أحزاب ومنظمات ونقابات للرعايا ، بالدرهم .. باعوهم بالجملة .. والسؤال : لماذا استقبل محمد السادس نوبير الاموي ، وكيف تحولت " ك د ش " CDT الى مناصرة للسلم الاجتماعي وللدولة .... ان هذا الوضع انعكس حتى على الساحة الطلابية . ولنا ان نتساءل عن : اين الفصيل الطلابي : --- الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية – انصار ك د ش / CDT .. --- اين فصيل PPS --- اين فصيل رفاق الشهداء --- القاعديون --- الطلبة الديمقراطيون OADP .. --- اين فصيل جماعة العدل والإحسان .. --- فصيل الطلبة التجديديون ... --- بل وباستثناء فاس . اين القاعديون – البرنامج المرحلي ... فهل ماتت ( ا و ط م ) وتم دفنها ... ( يتبع )
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( 6)
-
سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( 5 )
-
على هامش اللقاء بين الاتحاد الافريقي والصين
-
سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( 4 )
-
سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( 3 )
-
سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية . المؤتمر الوطني الرابع
...
-
سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية
-
أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي .
...
-
البيان الختامي لمؤتمر - تيكاد - بطوكيو – اليابان ، كان ضربة
...
-
أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي .
...
-
فشل الدولة المزاجية التائهة البوليسية في غزوة طوكيو باليابان
...
-
ما يجب على الدولة البوليسية ، المزاجية ، التائهة ، المارقة ،
...
-
أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي .
...
-
أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي .
...
-
أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي .
...
-
البوليس السياسي المدني اكثر من رديء
-
ماذا من وراء دعوة سفير النظام المخزني بالأمم المتحدة عمر هلا
...
-
أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي .
...
-
أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي .
...
-
هل تكون الگويرة سببا في اندلاع حرب بالمنطقة
المزيد.....
-
بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى
...
-
أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت
...
-
المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما
...
-
الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
-
ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
-
رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
-
ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ
...
-
لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول
...
-
الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
-
مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|