مهران موشيخ
كاتب و باحث
(Muhran Muhran Dr.)
الحوار المتمدن-العدد: 8095 - 2024 / 9 / 9 - 10:45
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
ان اطلالة نور زهير في قناة الشرقية جاء بمثابة القش الذي قصم ظهرالبعير، تصريحاته في المقابلة اربكت وزعزعت مواقع كل الاطراف الذين ساهموا في كابينة الحكومات المتتالية من ابراهيم جعفري الى محمد السوداني، المدنيين منهم والعسكريين ومعهم القسم الاعظم من نواب كل الدورات، الى جانب كبار القضاة المتنفذين في العملية السياسية، وليس اخرا حيتان المعممين الفاسدين . ان التصريحات الجريئة لنور زهيرهزت مظاجع قادة الاحزاب الاسلاموية وقيادات ميليشياتهم وكل المتنفذين فيما يسمى بالعملية السياسية منذ 2003 ، من ايام مجلس الحكم الى يومنا هذا
منذ الدقائق الاولى لظهور نور زهير في الشرقية كان واضحا من انه يمثل ... قمة جبل الثليج، وان المخفي اعظم واعظم. تصريحات نور زهير اصابت جميع الكيانات المافيوية العاملة على الساحة العراقية بالذهول، لم يكن احد ينتظرها او يتوقعها، ولهذا السبب لم تستطع الحيتان الفاسدة تدارك الامربسرعة وحاولوا تجاهل الامر او استضغاره كسبا للوقت علهم يفلحون في طي صفحة فضيحة سرقة القرن. ولهذا الغرض قاموا بشن هجوم مضاد على فريق نور زهير انطلاقا من قاعدة الهجوم خير وسيلة للدفاع و فتحوا ملفا ضد فريق انصار السوداني عرف بشبكة جوحي للتنصت، ثم وجهوا الاعلام في تسليط الضوء على موضوعة تعديل قانون الاحوال الشخصية. هذه المحاولات من كلا الطرفين المافيويين الرئيسيين المعاديين احدهما للاخر كانت تتصارع فيما بينها بشدة في دهاليزمعتمة على تقاسم الكعكة، ولم يكن الشارع ولا الاعلام يعلم ما يجري خلف الكواليس. الى ان جائت كرة الجليد تتدحرج من اربيل بصوت القاضي حنون، وهنا سقطت قطع الدومينو و انكشفت عورة الجميع في الرئاسات الثلاث والقضاء وغيرهم من الشمال الى الجنوب.
المؤتمر الصحفي لقاضي هيئة النزاهة جمع بين الخوف والتردد من جهة ، ومن جهة اخرى طلب الرحمة والحماية لاننا مستضعفين وفي نفس الوقت اتهم القضاء وهدد المجلس الاعلى للقضاء بكشف السراق وكشف الفاسدين في مجلس القضاء الاعلى. لقد حاول حنون في مؤتمره الصحفي ان يتغذى باعداءه قبل ان يتعشوا به
القاضي حنون لم يفلح في تمريرالسيناريو المعد لاسقاط الجبهة المعادية بل اسقط هو ورقة التوت عن نفسه ووضع نفسه في موقع الاتهام خاصة بعدة صراخه بشكل مخل باداب المؤتمرات الصحفية، إذ لم تكن هذه الصرخة متلائمة اطلاقا مع شخصية قاض له باع طويل في القضاء. لقد كانت رسالة القاضي حنون في مؤتمره الصحفي رسالة تضامن وتطابق في المضمون مع رسالة نور زهير عبر الشرقية، فحوى الرسالة التي اراد حنون ايصالها الى اللجنة العليا للقضاء تقول...اذا متت ظمآن فلا نزل القطر.
موقف الاب الروحي للتيار التنسيقي - المالكي من فضائح نجوم الفساد
المالكي كان السباق في التعقيب على المؤتمرالصحفي للقاضي حنون محاولة منه تهدئة الامور تمهيدا لطمطمة الامور وترك الملف جانبا وثم اسدال الستار عنه، لماذا، لان المالكي نفسه عليه جبل من الاتهامات بالفساد الاداري والمالي ويخشى ان تتطور الامورهذه المرة الى كشف ملفاته امام الجماهير من قبل القضاء.
المالكي انتابه الخوف والرعب وسارع بالظهور على شاشة التلفزيون وهو يذرف دموع التماسيح على مستقبل العملية السياسية في العراق وعلى مستقبل العراق عموما، متناسيا تسليمه ثلث مساحة العراق الى حفنة من عناصر داعش وتسبب في مقتل وتهجير عشرات الآلآف. المالكي يخشى الان ان تهب الرياح بما لا تشتهيه سفن الاطار التنسيقي.
المالكي ملتزم جانب الصمت المطلق تجاه توسيع رقعة القواعد العسكرية لتركيا في العراق وخرقها المتكرر لسيادة العراق برا وجوا، وساكت عن توسيع وتكريس التحالف الستراتيجي مع امريكا وحلف الناتو، وساكت عن مسالة توقف صادرات نفط الاقليم منذ سنة ونصف والذي يسبب الدولة خسارة مقداره مليار دولار شهريا، ولم يهتم باشكالات الحكومة المحلية في كركوك ، ولا تعليق عن تعديل قانون الاحوال الشخصية، ولا يصرح عن موقفه من فضائح الفساد والسرقات في موانئ البصرة والمنافذ الحدودية في كامل تراب الوطن، وغير مهتم بتفشي تجارة المخدرات بين كل الفئات العمرية للمجتمع العراقي (المسلم الشيعي) ذكورا واناث، المالكي لم يعترض على اطلاق سراح قاتل العشرات في الناصرية الضابط عمر نزار، المالكي ساكت عن ضرب المتظاهرين السلميين ذوي المهن الطبية في بغداد، و يتجاهل حرب ابادة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية و..و..و
.
لكي نطلع على مسيرة استشراء الفساد في العراق بحلتة الجديدة بعد سقوط الصنم نقول، ان الفساد الاداري والمالي ولد في زمن الجعفري، عندما كان نائب المالكي في قيادة حزب الدعوة الاسلامية، ثم انتعش الفساد بوتائر سريعة حلزونية في زمن المالكي ليصبح الهوية السياسية لحزب الدعوة وثقافة احزاب العملية السياسية. لقد اجتهد المالكي ومعه كل الذين تبعوه في الرئاسات الثلاث واعوانهم في غرس نبتة الفساد، وبشكل خاص تجارة المخدرات في اعماق المجتمع في كامل مساحة جمهورية العراق. لم ولن يغفرهم لا الشعب ولا التاريخ من هذه الجريمة النكراء، وهم يسعون الان الى تكريس وشرعنة الفساد
الاخلاقي عبر سن قانون المتاجرة بجسد الصبية
المالكي شكل لجنة مركزية للعشائر عندما كان رئيسا للوزراء وقام بتسليحهم وبذلك زرع البذور الاولى للجريمة المنظمة في مختلف قطاعات الادارة والعقارات والاراضي والمالية في المحافظات والاقضية والنواحي، وقام بتعزيز قدرات الفاسدين بالسلاح وجند مرتزقة من الجهلة والعاطلين عن العمل وهكذا نشاة تنظيمات مافيوية مسلحة تحمل اسماء وعناوين حزبية. ثم جاء الحشد الشعبي ليعزز تقسيمات ومراكز السلطة بين الاحزاب السنية والشيعية وهكذا اكتملت اسس بناء منظومة الجريمة المنظمة.
المالكي بظهوره الماراثوني في التلفزيون وتعقيبه على المؤتمر الصحفي للقاضي حنون كان محاولة لاستباق الزمن ليثبت للشارع العراقي بانه حمامة سلام!.
اتسائل هنا، لماذا المالكي ونظرائه في الاطار التنسيقي، وكذلك مقتضى الصدر والاقليم مختفين خلف عدسات التلفزيون ولم يحددوا موقفهم ولم يصرحوا لما جرى ويجري في العراق منذ ّ15-20 سنة من فضائح سياسية وجنائية من قبيل نور زهير ومحمد جوحي وهيثم الجبوري وحيدر حنون واغتيال هاشم الهاشمي واطلاق سراح الضابط عمر نزار الخ. .
ان المعركة بين هؤلاء الفاسدين الذين يتحكمون بمصير العراق ما هي الا معركة بيوتات مافيا لا تتميز اطلاقا عن تشكيلات المافيا الايطالية. عشرات المليارديرية ومئات المليونيرية جلهم تحصيلهم الدراسي متواضع اعمارهم صغيرة، خبرتهم العملية المدنية او العسكرية او المخابراتية دون المناصب التي يحتلونها ومع ذلك يشغلون مناصب وزارية ونواب وسفراء وهم يحملون جنسيات اجنبية وعلى الغالب امريكية وبريطانية وكندية بل وحتى اسرائيلية !!!،. انهم نماذج كلاسيكية لحيتان المافيا
المالكي نفسه عندما كان رئيسا للحكومة لدورتين تشريعيتين جرى استدعائه مرات ومرات من قبل نواب البرلمان لمسائلته وهو رفض الحضور دائما مبررا ذلك بان الاستدعاء مسيس وفيه شخصنة
رائد جوحي واربعين جاسوس متنصت
التنصت من قبل رئاسة الحكومة بدافع المراقبة لمجريات الامور السياسية والاقتصادية والامنية في البلد هو جزء مهم من واجبات الاجهزة الامنية الخاصة التي لا تخضع للسلطة التنفيذية . اما التجسس فهو استحصال معلومات سرية وايصالها الى جهة اجنبية ، والمعلومات هنا ترتكز بالاساس اسرار المركبات الفضائية او طائرات ومروحيات حربية ومحطات نووية وصواريخ و دبابات حربية ومعلومات عن الثروة الباطنية من نفط وغاز وذهب والمآس او زرع جواسيس خارج الوطن للحصول على اسرار الصناعات الحربية والتجسس على حركة كبار رجالات الدولة ولقاءاتهم السرية مع زعماء دول اخرى، واحيانا يتحايل الجاسوس على الطرفين ويصبح .جاسوسا مزدوجا وينتهي مصيره بالاعدام او ملاحقته حتى في الخارج واغتياله
هناك منحى اخرللتجسس يهدف الى معرفة حيثيات ومجريات الحالة السياسية في البلاد. التجسس هو الوظيفة الاولى لكل سفارات الدول في العالم، خير مثال على ذلك اختفاء خاشقجي في السفارة السعودية في تركيا، وفضيحة واتير كأيت وفضيحة ايران كأيت وكذلك تصنت ادارة اوباما على التلفون الشخصي للمستشارة السابقة لالمانيا انجيلا ميركل ومقتل رئيس حكومة ايران، ومقتل رئيس حركة حماس ابراهيم هنية في ايران وعشرات اخرى من هذا القبيل تجري في العالم في كل ساعة. ترى ما هي ميزة وخصوصية الشاب رائد جوحي في التجسس والتنصيت وما هي كفائاته وامكانياته وقدراته ومؤهلاته التقنية للقيام بادارة شبكة تنصت على النواب من داخل مكتب رئيس الوزراء وباسم سعد بزاز
الجوحي باعتقادي هو عميل لجهة استخباراتية خارجية، ووجوده ضمن ثوار تشرين كان بدفع من اجهزة امنية استخباراتية لمراقبة بوصلة حركة انتفاضة الشباب من الداخل . شاب بمؤهلات جوحي ومتهم كغيره من ثوار تشرين بانه من ابناء السفارات..و...و، وفي نهاية الامر يتعين في رئاسة الجمهورية !، اتسائل كيف حدث هذا الاختيار ومن الذي اختاره وما هي مؤهلاته التي تفوق مؤهلات عشرات الالاف من العاطلين عن العمل لاشغال هذه الوظيفة؟. رفاقه من ثوار تشرين اسكتت اصواتهم بكاتم صوت وجوحي يرتقي الى وظيفة في رئاسة الحمهورية . الرجل اخل بقوانين العمل في رئاسة الجمهورية و"عوقب" بالتعيين في مكتب رئيس الوزراء بمركز امني رفيع وحساس.
كل ما اثير عليه من اتهامات بخصوص التنصيت والتجسس على النواب وارساله تهديدات للبعض باسم مستعار هي تغطية لامور مخفية نجهلها نحن، اليقين انه يمثل خيطا من خيوط عالم فساد نور زهير وهيثم الجبوري والقاضي حنون وآخرين كبارستنكشف اسمائهم ان اجلا ام عاجلا. بتقديري لهذا السبب تحديدا اودع السجن لكي يقطعوا طريق ظهوره في الاعلام وكشف بعض الاسرار كما فعل زميليه في الفساد نور زهير والقاضي جوحي .املي الا يجري اعداد سيناريو لاخفاءه عن الانظار، اما تهريبه الى الخارج او وفاته منتحرا
الاعلام تناول باسهاب سرقة القرن، وكذلك سلط الاضواء الكاشفة على المؤتمر الصحفي للقاضي حنون ، وتوافد المغررين مسرعين في الدفاع عن القضاة ، وعن مجلس القضاء الاعلى مؤكدين بان القضاء العراقي مشهود بنزاهته ولا يتاثر بالضغوطات الخ من مديح مدفوع الثمن.. واقع الحال هذا المديح بحد ذاته يدخل في خانة الفساد، لان نزاهة او عدم نزاهة اللجنة العليا للنزاهة واللجنة العليا للقضاء لا يحتاج الى مديح من هذا الطرف او ذاك لان الفيصل في الامر هو المواقف المبدائية في تطبيق القانون، ويعلم الجميع من ان الذين حوكموا بجرائم الفساد وسرقة اموال الدولة على امتداد 20 سنة هم موظفون من الدرجة الرابعة او ادنى وصدر القرارعن غالبيتهم غيابيا لكونهم هربوا، (عادوا الى الوطن) في امريكا وبريطانيا وكندا ودول اخرى اوربية وعربية.
الجريمة المنظمة في العراق سواء اختصت بسرقة المال العام او تجارة المخدرات او عمليات التصفية الجسدية والاغتيالات تدار من قبل بيوتات مافيا يديرها … طرف ثالث، وما ادراك من هو الطرف الثالث.
كلمة السوداني اليوم ارجعتني الى سنين الطفولة عندما كنا نقرا قصص الف ليلة وليلة. والحليم تكفيه الاشارة
#مهران_موشيخ (هاشتاغ)
Muhran_Muhran_Dr.#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟