أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رائد الحواري - تألق اللغة وأهمية المضمون في -ذكريات الزمن الآتي- كميل أبو حنيش














المزيد.....

تألق اللغة وأهمية المضمون في -ذكريات الزمن الآتي- كميل أبو حنيش


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8095 - 2024 / 9 / 9 - 01:05
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


في الحرب نفقد المعنويات، ويضعف الأمل، وينتشر الاضطراب، ونمسى في دوامة من الصراع النفسي، ونشعر بالضيق ومعاناة، حتى القراءة تفقد بريقها ومتعتها، فبعد ما يقارب العام على عدوان الاحتلال على أهلنا غزة، فقدنا الاتصال والتواصل مع العديد الأصدقاء الأسرى في سجون الاحتلال، ولم نعد نقرأ لهم أو نسمع صوتهم، لكن ها هو "كميل أبو حنيش" يأتي بسُحب الخير لينزل المطر على الجفاف الذي أصابنا، فينعشنا ويخرجنا من الجذب والقحط، ويروي ظمئنا، ويغسل ما بنا من درن وما وأصابنا.
اللافت في هذه الرسالة الصيغة الأدبية العالية والجميلة والممتعة التي جاء به: "وأنت
ترقب الزمن الماضي وتتأمل الحاضر وترنو من وسط ضباب الزمن الآتي لعلك ترى دربا قد يفضي بك إلى عالم ما وراء السديم، فالماضي، بات أشبه بالفردوس المفقود الذي لطالما أعدت اجترار، لحظاته الغابرة" فالقارئ يستمتع باللغة المستخدمة، والطريقة التي قدمت بها، فالشكل الأدبي متألق، وهذا يكفي لنصل إلى أن الأسير بخير، بمعنى أن العدوان على غزة، وحالة الأسر لم تؤثر على لغة "كميل أبو حنيش" وأبقتها متألقة، كما أن حجم الأمل الذي يحمله الأسير مؤشر على المعنويات العالية التي يحتفظ بها: "لن يكون بوسع حارس بوابات جهنم منعك من التسلل في لحظة حلم إلى الفردوس. أنت حر في عالمك الأسطوري الحالم فلترسم ذكريات قد تأتي وستزداد ألقا وجمالا كلما طال زمنها في رحم الحلم وإن لم تأت يكفيك شرف مزاولة مهنة المتفائلين .
تتذكر ماذا رأيت في حلم الآتي: تحلم في البحر ..... بفتاه ترقص فوق الشاطئ ... طرقات لا عساكر فيها ... ومروج من الأزهار... وغابات خضراء تصبح بالبلابل والحساسين" وهذا يمدنا/يمنحنا/يعلمنا نحن (الأحرار) الاحتماء بالأمل والمحافظة عليه والتمسك به، فالحياة دونه تمسى محبطة وبائسة.
اللافت في هذا المقطع أننا نجد فيه كل عناصر الفرح التي يستند عليها الشعراء والأدباء، فنجد المرأة في: "بفتاة ترقص" ونجد الطبيعة في: "البحر، الشاطئ، مروج، أزهار، غابات، بلابل، حساسين" ونجد الكتابة في: "عالمك الأسطوري، الحالم، فترسم" ونجد التمرد في مضمون المقطع والثورية التي جاءت في المعنى: أنت حرا وستزداد ألقا وجمالا، يكفيك شرف مزاولة مهنة المتفائلين" وإذا ما توقفنا عند جمالية اللغة نصل إلى أن الأسير يتمتع بإيمان مطلق بالخير والحرية القادمة، وهذا ما يثلج صدورنا، ويخلصنا من غم الاحتلال وما يفعله من جرائم بحق أهلنا.
بعد أن (تذوق) الأسير طعم (الحرية)، واستمتع بمشاهدة المرأة الراقصة، وشعر بنشوة التمرد، وأهمية الكتابة، يتقدم أكثر من هذا الفرح/السعادة: "أن تقبل امرأة في ساعة متأخرة من الحب ... وتشم عبير الطفولة ... أن تغتسل تحت سياط المطر ... وأن تستلقي على العشب وتحدق في سماء نيسان الصافية ... وأن وأن ... توضأ بالحلم ... وذاكرة، قد تجيء ... وتهيأ أن تكتب ذكريات الزمن الآتي ... فما ستكتبه سيدون في سجل الوجود، كوديعه لك" في هذا المقطع نجد الأسير يتقدم إلى الأمام من خلال تناوله عناصر الفرح، فهو يركز على النواحي الجمالية من هنا استخدم في بداية المقطع: "أن تقبل امرأة في ساعة متأخرة من الحب" فنلاحظ أنه يُلغي/يتجاهل مفاتن الجسد الجنسية، ويهتم بالنواحي الجمالية/العاطفية، وما استخدامه "عبير الطفولة" إلا تأكيد لهذا الميل العاطفي والجمالي والإنساني.
ونلاحظ أنه يحيا بحرية مطلقة، فهناك اغتسال بالمطر، واستلقى على العشب، وحدق بجمال السماء، وعندما حدد زمن التأمل "سماء نيسان" أكد أنه تحرر كليا مما هو فيه من أسر، وها هو يحيا حياة أخرى، بمعنى انه تجاوز الجدران والحيطان والأبواب المؤصدة.
ونلاحظ أنه يمارس دوره ككاتب وكأديب من خلال: "وتهيأ أن تكتب ذكريات الزمن الآتي، فما ستكتبه سيدون" فالكتابة وأهميتها ودورها كوسيلة إيصال أفكار ومشاعر وأدب ولغة "كميل أبو حنيش" للآخرين تعد إكمال لدوره في الحياة، فدوره لا يقتصر على كونه مناضل ومقاوم للاحتلال فحسب، بل أيضا ككاتب وكناقد كروائي وكشاعر وكأديب، من هنا ركز على هذا الجانب الذي يؤكد مسيرة "كميل" في الحياة التي لم تتوقف، فهناك عمل وفعل أدبي كثير وكبير في انتظاره، وبحاجة ليقوم به.
في خاتمة الرسالة، يتجاوز "كميل" ذاته كأسير، حتى أن القارئ المحبط ـ مثلنا نحن في فلسطين وحتى في المنطقة العربية ـ نشعر أن الخطاب موجه لنا: " تسلح بالأنفة، والكبرياء.
لا لا تنحني أمام سطوة القيد، وقف على قدميك دائما. وتذكر بأنك لك حياة أخرى لم تعيشها بعد خارج الأبواب الموصدة. حيث لا أبد، ولا أزل، سينتهي زمن ويبدأ آخر، وما عليك سوى رسم الزمن الآتي إلى أن يبزغ كالفجر من وسط ملكه الظلام"
مثل هذا الخطاب، الرؤية، الأفكار، الإيمان، والإصرار على ممارسة الحياة، هي من تمدنا بالأمل، بالإيمان بأن الحياة لن تبقى بائسة/راكدة، هذا ما تركته رسالة كميل فينا، وعلينا أن نستمد القوة والإيمان والأمل منه رغم أسره. فيا له من إنسان عظيم هذا الذي يمدنا بالأمل رغم الأسر ووحشية المحتل.
الرسالة منشورة على صفحة الأسير وصفحة شقيقه "كمال أبو حنيش"



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قسوة المرأة في قصيدة -كيف أنسى- لقمان شطناوي
- الواقع الثقافي في كتاب -فتنة الحاسّة السادسة- تأمّلات حول ال ...
- المكان والمجتمع في المجموعة القصصية -ديكور شخصي
- أثر الحرب في مجموعة -قمر 14- أصيل عبد السلام سلامة
- المرأة والمجتمع الذكوري في رواية -غربة- فوزي نجاجرة
- الأم في كتاب -مدللة، أنا فقير وبدي أصير- أبو علاء منصور
- الشاعر والقصة في -أم ثكلى- علي البتيري
- السيرة في -للقضبان رواية أيضا- حسين حلمي شاكر
- الشعرية والمباشرة في قصيدة -الأفول- مأمون حسن
- لفلسطيني والمكان في رواية -اليركون- للكاتبة صفاء أبو خضرة:
- أثر المرأة في -أريد أن أقتل الحزن- جواد العقاد
- على هامش ملتقى فلسطين السابع للرواية العربية
- قسوة الشخصيات والأحداث، وفنية التقديم في رواية -ثنائي القطب- ...
- البعد الملحمة في كتاب -أشباح ديرتنا- هاشم غرايبة
- التداخل والتشابك في قصيدة -أكذب- مهدي نصير
- المكان وانسياح الشخصيات في رواية -ما لا نبوح به- ساندرا سراج
- الفلسطيني والاحتلال في مجموعة -على جسر النهر الحزين- محمد عل ...
- رواية ذاكرة في الحَجْر تفضح أنظمة الاستبداد كوثر الزين
- المثقف في رواية -موسم الهجرة إلى الشمال- الطيب صالح
- الصوفية والحرب في -أجيء إلى ذراعيك- جواد العقاد.


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رائد الحواري - تألق اللغة وأهمية المضمون في -ذكريات الزمن الآتي- كميل أبو حنيش