أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قاسم أسعد - النفس في الذات الانسانية / رغبات وشهوات (1)














المزيد.....

النفس في الذات الانسانية / رغبات وشهوات (1)


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 8095 - 2024 / 9 / 9 - 00:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من المفترض أن كل ذات انسانية هي عالم قائم بذاته ، هي ذات مستقلة بأقانيمها التي تشكلها ، مستقلة بإدراكها وتفكيرها وانفعالاتها ، ولكنها بالضرورة ليست مستقلة عن المحيط الاجتماعي كونها ــ بالأصل ــ ذات انسانية اجتماعية لها استقلاليتها ( النسبية ) ضمن معايير المجتمع ، وما خضوعها لمعايير المجتمع التي تعيش فيه إلا من منطلق أنها ذات اجتماعية عليها ما على الجماعة ضمن سلوك متعارف عليه من العادات والتقاليد والأعراف والدين والقوانين ... الخ . إلا أن الذات بإمكانها التمرد على الاعراف والتقاليد من خلال تغير نمط السلوك شيئا فشيئا للوصل الى تغيير في الكثير من الاعراف والعادات والتقاليد وهو ما يحدث الآن في الكثير من القضايا الاجتماعية ــ وثقافة المجتمع ــ التي نعيشها مثل العلاقات مع الاسرة ، تفسخ النسيج الأسري ، عدم الخضوع لسلطة الأب أو كبير العائلة ، التمرد على القوانين من خلال ارتكاب مخالفات تضر بالمجتمع ، بروز ظواهر كثيرة من سرقة وعنف وقتل وتعاطي للمخدرات ... الخ . ولكن أستطيع أن أجزم أن أكثر ما يُقَيد الذات ويحد من حريتها المطلقة ومن استقلاليتها بعالمها الخاص هو المعتقد الديني الذي تؤمن به الذات وبالتالي فهي راضية عن مسألة خضوعها مستسلمة للأوامر والنواهي لإيمانها المطلق الراسخ بهذا المعتقد أو ذاك ، والذات هنا ومن منطلق المعتقد الديني ــ وكلما ازداد تقرب الذات من المعتقد الديني ورسوخه في وجدان وعقل الذات ــ كلما كانت الذات قادرة على كبح جماح الرغبات والنزاوات والشهوات وقادرة على كبح كافة مجالاتها إرضاء للمعتقد الديني الذي تؤمن به ، وعلى الرغم من قوة هذه النزوات والرغبات والشهوات وقوة الصراع الدائر في الذات الانسانية للسير وراء اشباع هذه الحاجات إلا أن قوة المعتقد تفقدها بريقها وتحد من انطلاقها ، وهذا واضح جدا من خلال الكثير من المعتقدات حيث تناولت رغبات وشهوات ونزوات الذات الانسانية وعملت على تهذيب بعضها وتقنين بعضها ومنع ممارسة بعضها .
الدين الاسلامي ناقش ذلك من خلال الكثير من الآيات في القران فقال الله تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ) النازعات آية 40 ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) القصص 50 ( إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) النجم 23 ( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما ) النساء 27 ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) مريم 59 وأيضا الكثير من الأحاديث النبوية التي تدعو إلى ترك الشوات والرغبات والحاجات التي لم يرد ذكرها بنص واضح في القرآن الكريم والتي من شأنها جلب المعاصي . وهذه الآيات وغيرها في مجملها أمر من الله للذات الانسانية بالابتعاد عن اتباع الشهوات وارتكاب المعاصي والذنوب وعدم اتباع النفس والانجرار وراء رغبات أقانيمها التي تجذبها لاتباع طريق الشهوات ، ان هذه الايات تحسم الصراع القائم بين أقانيم الذات بأمر إلهي واضح لا لبس فيه ، وعلى الذات ان تنصاع لأمر الله وهي بهذا الفعل تعمل على ارضاء الله ، أي ان الذات قادرة على زجر اقانيمها والابتعاد عن متاع الحياة الدنيا ـ الزائل ــ خوفا من الله ، والذات تدرك تماما ان هناك عقاب وعذاب ينتظرها في حال عصت أوامر الله وخضعت لاشباع رغباتها خارج اطار معتقد الدين الاسلامي . ولا شك أن الدين عالج الكثير من حاجات الذات الانسانية لاشباع رغباته فحلل لها الكثير من الشهوات والرغبات وقضاء الحاجات ضمن شروط معينة تحفظ الذات وتحفظ المجتمع وتؤدي الرسالة من خلال طاعة الله ، وأن الذات الانسانية عندما تنصاع لأوامر الله بالابتعاد عن تلبية رغباتها وكبح جماحها بطرق خارج اطار المعتقد فأنها بذلك تؤمن بوعد الله لها بأن جميع الشهوات والرغبات والحاجات سوف تكون تحت رغبة الذات في الجنة حيث لا محاذير ولا شروط ولا نواهي ولا أوامر ، في الجنة الحرية المطلقة والاشباع المطلق والرغبات المطلقة . لا حدود ولا قيود



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفس في الذات الانسانية /غاية الذات
- مهرجان انتخابي
- النفس في الذات الانسانية / الفطرة 2
- النفس في الذات الانسانية/ فهم الذات
- سِفر الكرسي
- النفس في الذات الانسانية / الفطرة
- كاميرا
- النفس في الذات الانسانية / الروح والعقل
- النفس في الذات الانسانية / فكرة الموت
- النفس في الذات الانسانية /المعايير ووعي الوجود
- وتقاعد الشيطان /مسرحية ج2
- وتقاعد الشيطان
- لا تليق بك إلا الشهادة
- النفس في الذات الانسانية / سلطة العقل
- النفس في الذات الانسانية / سلطة الضمير (2)
- النفس في الذات الانسانية / سلطة الضمير (1)
- النفس في الذات الإنسانية / من أنا ؟؟؟
- التوافق مع الذات / العلاقة بين الأقانيم (2)
- النفس في الذات الانسانية / العلاقة بين الأقانيم (1)
- النفس في الذات الانسانية / الذات والاستجابة للمثيرات (2)


المزيد.....




- آبل تكشف: السماعات الجديدة AirPods Pro تساعد على السمع وحماي ...
- سيلينا غوميز تكشف أنها لا تستطيع الحمل لكنها تسعى للأمومة
- البيت الأبيض: حماس عدلت -بعض شروط صفقة تبادل- الرهائن والسجن ...
- مقتل 16 شخصا على الأقل في المغرب والجزائر جراء فيضانات قوية ...
- زر جديد و-ذكاء اصطناعي-.. آبل تطلق -آيفون 16-
- هل هناك اهتمام بمناظرة ترامب وهاريس من قبل الناخب الأمريكي؟ ...
- مخاوف من ضياع جيل كامل - مدارس غزة مغلقة مع بدء العام الدراس ...
- محكمة هولندية تدين باكستانيين اثنين بتهمة التهديد بقتل نائب ...
- الباحثون بنجحون في عزل الخلايا العصبية المسؤولة عن إثارة الع ...
- لافروف: إسرائيل تعرقل مبادرات الوسطاء


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قاسم أسعد - النفس في الذات الانسانية / رغبات وشهوات (1)