عبدالجليل الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 8094 - 2024 / 9 / 8 - 21:52
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
رأي باختصار
يمكنك أن تعرف الوجود من خلال ما هو موجود..
الفرد، مع انه من ناحية كيان كلي في ذاته، الا انه ( جزئي كوحدة من وحدات مكون البشر والفكر البشري ونتاجه العام ) هذا الفرد يساهم في خلق كيانات كلية لتحقيق غاية صُنعت من أجلها وبمساهمة الأفراد الآخرين ... مثال ذلك معمل متطور او محطة توليد الطاقة الكهربائية (تفاعل اختصاصات مختلفة وافكار وعقول مختلفة لأفراد مختلفين ) وهي ( اي المعمل والمحطة) موجودات كلية محلية محددة بمكان .. ولكن اعمها واشملها هناك منظومة الإنترنت ذلك الكلي الذي يتفاعل مع الجميع باي اختصاص او بغير اختصاص وفي اي مكان على الأرض ..( حتى يبدو كعقل شامل عالمي وليس محلي) ..
من الطبيعي أن يُطور هذا الكيان ( الإنترنت) ومن ثم يتطور ليهيمن وليشكل عقلا او فكرا او حركة فكر شاملة ضمن حيز ما.. وليس غريبا انما متوقع جدا أن تدخل فيه برامج تطور ذاتها وتتطفل على برامج أخرى لتعزر تطورها ولتخرج عن تحقيق غاية الجزئي ( الإنسان ) التي انشأه من اجلها لتتحول إلى تحقيق غاية الكلي ( وهو منظومة الإنترنت الشاملة) .. هنا الجزئي (المكون من الأفراد المختلفين) قد صنع الكلي فان صار للكلي اذرع وادوات وإمكانيات مادية وبرامجية كافية، وهي من صنع الجزئي، سيتمكن ذات يوم من صنع الجزئي خارجا عن ارادة الجزئي الصانع الاول وهو الإنسان ( وليس شرطا ان يكون الجزئي الذي يصنعه على شاكلة الإنسان الذي نعرفه.. فلربما يصنع كيانات تفوق ذلك الإنسان بقدراتها ) ابتداء بأجزاء أوليه منه تلك التي تتحقق في الوقت الراهن .. هذه دورة من الصنع ولا اقول الخلق نجدها ماثلة واقعا
الجزئي يصنع الكلي والكلى يصنع الجزئي وكلاهما يتطور او يُِطوَّر سواء معرفيا او ماديا .
وهذه احدى دوائر الوجود التي نلمسها في حيز الأرض.. حيز يكاد ان يكون مداه صفرا زمانيا ومكانيا بالنسبة للوجود المادي الغير متناهي .. فما بالك في الكون اللامتناهي والذي لانقدر ان ننفي تماما انه ازلي من حيث صفاته المادية المكانية والزمانية.. ( فانا ارى عدم وجود زمن بدء مطلق للوجود في الحقيقة كما يرد عن زمن ولادة الكون بداية الانفجار العظيم قبل 13.8 مليار سنة) (ذلك اننا كمثل من يحصر الكون في انفجار نجم او ثقب اسود كبير جدا في مكان ما من كون لانهائي )
( ان زمننا الذي نعيشه وهو تاريخنا كله أقرب إلى الصفر في مداه نسبة الى الوجود الازلي )
ولا يمكن الادعاء باولية الجزئي او أولية الكلي فكلاهما متلازمان منذ الأزل وذلك لانه لايمكن تحديد أولية في الزمان الازلي الذي ليست له بداية يمكن حسابها ..
ومن هنا يبطل السؤال الذي ينص على أن :- الأول خلق الثاني فمن خلق الأول؟؟
انها دورة من دورات الوجود اللانهائي والازلي ..
#عبدالجليل_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟