أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - لماذا تطيع ألمانيا أمريكا وهي مرغمة.. وبدون كلمة اعتراض؟!!















المزيد.....

لماذا تطيع ألمانيا أمريكا وهي مرغمة.. وبدون كلمة اعتراض؟!!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8094 - 2024 / 9 / 8 - 20:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا تسمع المانيا كلام امريكا دون نقاش، مع ان المانيا دولة صناعية متقدمة وكذلك دولة ديموقراطية ؟!!
لماذا لا تصل الي السلطة في المانيا احزاب مناوئة للسياسة الامريكية او رافضة للدور الذي تلعبه امريكا داخل المانيا ؟!

لماذا وافقت المانيا دون نقاش علي تزويد اسرائيل بالسلاح في يناير ١٩٦٥ عندما امرتها امريكا بذلك، واستحقت المانيا غضب العرب، وثم قطع اغلب الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية معها ؟!
ما هي الفائدة التي عادت عليها وقتها ؟!

لماذا توافق المانيا اليوم علي الدخول في صراع ــ وصدام ــ مع روسيا وهي مرغمة علي ذلك ، عندما طلبت منها امريكا، وهو ضد المصالح الالمانية المباشرة... السياسية والاقتصادية والاستراتيجية ...

ماذا بالضبط في يد الولايات المتحدة تضغط به علي المانيا فإذا هي تسمع الكلام دون نقاش ، وكيف تستطيع امريكا اصدار الاوامر لألمانيا ــ ضد المصلحة الألمانية الذاتية ــ وتطيع المانيا دون تذمر ؟!!

اسئلة فعلا محيرة ...
ولكن فلنحاول الاجابة علي تلك الاسئلة المحيرة ...

اولا الجيش الامريكي موجود بكثافة في المانيا ... عشرات الألاف من جنود الجيش الامريكي، بالاضافة الي قواعد برية وجوية ومخازن هائلة للسلاح ...
بما يمكن القول ــ كما قال فلاديمير بوتين وقوله صحيح ــ ان امريكا تحتل ألمانيا ...

ولكن ــ مع هذا ــ لا يكفي ذلك لسيطرة امريكا بهذا الشكل الغريب علي القرار السياسي والاقتصادي والاستراتيجي الالماني .. وتقريبا بدون مقاومة ...

فكم من جيوش تحتل دول ، ولكن الدول الواقعة تحت الاحتلال ترفض وتضغط وتلجأ الي الوسائل السلمية لمقاومة المحتل ( مظاهرات ــ اضرابات ــ عصيان المدني.... الي آخره ) وكذلك الي الوسائل العنيفة ( حركات مقاومة ــ حرب عصابات ــ اغتيالات فردية لجنود الجيش المحتل )..

ولكن يجب الاعتراف ان اي من كل ذلك ــ لا وسائل المقاومة السلمية المدنية ولا وسائل المقاومة العنيفة ــ لا يحدث في ألمانيا.. التي تحتلها الجيوش الأمريكية ؟!!

فلنبحث اذن عن سبب أخر ...

هل يمكن ان نجد ذلك السبب في... الديموقراطية ؟!!

ان الديموقراطية تقدم بوسائل اغراء وجاذبية ــ واحيانا أكاذيب ــ تجعلها هي الدواء لكل داء والحل لكل مشكلة ، ومن هنا لا أحد تقريبا يفكر في مشاكلها ...

ومشاكل الديموقراطية كثيرة.. وقد تكلم عنها اساتذة علوم السياسة واستفاضوا فيها...
ولكن المشكلة التي نادرا ما القي الضوء عليها هي.. علاقة أمريكا بالديموقراطية ...

لقد اصبحت امريكا اليوم أكبر مشكلة تواجه الديموقراطية في اي دولة في العالم .. وقبلهم في داخل أمريكا ذاتها ...

وهو حديث طويل ومستفيض.. سنركز منه اليوم علي ما يخص ألمانيا ...

لقد احتلت امريكا ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية ، والاحتلال الامريكي لبلد ما ــ او النفوذ الامريكي حتي بدون احتلال ــ يتميز بسمات تختلف تماما عن الامبراطوريات الاستعمارية السابقة.. البرتغال واسبانيا اولا في اول موجة للاستعمار ، ثم بريطانيا وفرنسا في الموجة الثانية للاستعمار ، ثم الامبراطورية الأمريكية... وهي الموجة الثالثة للاستعمار ...

وهو الاستعمار بدون جيوش ــ واحيانا بجيوش ــ ولكن صفته الأساسية احتلال القرار الوطني في البلد التي يختارها الامريكان لوضع نفوذهم عليها ...

ولكن كيف يتأتي ذلك؟!
كيف تسيطر امريكا علي القرار الوطني في بلد ما ؟!
ما هي الوسيلة لفعل ذلك ؟!
وكيف تحتل أمريكا الدول بدون جيوش؟!

والجواب... بالديموقراطية ...

واذا اخذنا ألمانيا كمثال ــ وليس مجرد دولة من دولة العالم الثالث ــ فسوف نجد الأتي ...

لقد هندست أمريكا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية الحياة السياسية في ألمانيا بحيث يكون هناك اتجاهات سياسية محددة ، وكلها ـ مع اختلاف الطيف السياسي ــ متفقة في الخطوط العريضة مع السياسة الأمريكية ...

وحتي لو بان ان اتجاها سياسيا ما يناوئ السياسية الأمريكية فإن ذلك هو ما يبدو للمراقب المتعجل ، اما المراقب المدقق فسوف يجد انه حتي التيارات السياسية التي تنتقد السياسية الأمريكية هي في النهاية تعمل في اطار المصالح الامريكية ...

وابرز مثال علي ذلك بعض الاتجاهات الاشتراكية في أوربا في الاربعينات وحتي اليوم ، وبعضه يسمي باليسار الجديد ، وهي تيارات حتي وان انتقدت السياسة الأمريكية لفظا وكلاما الا ان حربها الاساسية كانت علي الاتجاهات الاكبر جذرية والاكثر اخلاصا وحقيقية في محاربة السياسية والنفوذ الامريكي حول العالم ...

وطالما اتهمت تلك الاتجاهات الاشتراكية المزيفة الاتجاهات الاشتراكية الاصيلة بكل تهم الدنيا حتي توهن من قوتها وحتي ينصرف الناس عنها الي الاتجاهات الاشتراكية المزيفة ...

ونجحت امريكا في ذلك نجاحا كبيرا ...
خلق تيارات سياسية مزيفة ، واقعة بالكامل تحت النفوذ الامريكي وان ظهر من خطابها الدعائي لجماهيرها خلاف ذلك ...

وليس ذلك فقط هو كل ما في جعبة الامبراطورية الأمريكية ...

فالراسمالية الأمريكية ــ وهي الرأسمالية الاقوي في العالم ــ قادرة عند دخولها في أي بلد علي خلق تيارات سياسية معينة، بل وهدم تيارات سياسية مناهضة لها ...

وامداد الرأسمالية الأمريكية للأحزاب والاتجاهات السياسية في العالم المتقدم ــ في المانيا وفرنسا وايطاليا وكل دول اوربا ــ وكذلك في اليابان وكوريا الجنوبية واغلب بلدان امريكا اللاتينية والشرق الأوسط بالوسائل المادية للحركة قصة متكررة ووقائعها تملأ مجلدات ...

من اول سعي رأس المال الأمريكي ــ والبريطاني ــ لإيصال هتلر الي السلطة في المانيا بداية الثلاثينات تحت لواء ورايات الاشتراكية الوطنية ، وبتمويل هائل لهتلر وحزبه وقواته.. وقد أطلق عليها قوات العاصفة.. وكان عددها مائة ألف لتخويف وارهاب خصومه السياسيين ...

وكان الهدف ايصال شخص متعصب لديه تصورات مبهمة عن عظمة المانيا ويريد اعادة بعثها من جديد لحكم المانيا ، ومن ثم يدخل هذا الرجل المتعصب حربا ضد روسيا ــ الاتحاد السوفييتي وقتها ــ ويحطم روسيا الشيوعية خصم امريكا وبريطانيا الاكبر وقتها ...

ومع ان الرجل المتعصب ــ الذي لا يشبع نهمه ــ احتل اغلب فرنسا ، وضربت طائراته بريطانيا بالقنابل شهورا متصلة الا انه في النهاية حقق المطلوب منه ، ودخل حربا طاحنة مع روسيا، وبرغم هزيمته فيها فإنه ترك روسيا شبه مدمرة.. في الصناعة وفي البنية الاساسية وفي الزراعة ، ومعهم أكثر منه ٢٠ مليون قتيل من جيشها وشعبها ...

ومع فعلته السياسة الأمريكية ورأس المال الامريكي في المانيا في الثلاثينات استمرت تفعله حتي اليوم ...

فكما ساعدت الحزب الوطني الاشتراكي ــ الحزب النازي ــ قديما وأمدته بالاموال فهي تساعد اليوم الأحزاب الرئيسية علي الساحة الألمانية.. وفي مقدمتها حزب الخضر الحاكم وغيره ...

حيث صنع تيارات سياسية مسيطر عليها بواسطة راس المال الامريكي الهائل والمستثمر في الصناعة والتكنولوجيا والاعلام الألماني ...

وحتي رأس المال الألماني الوطني فإن مصالحه مع الولايات المتحدة اكبر من يتحداها ...

فالسوق الامريكي مازلت أكبر سوق استهلاكية في العالم ومن الصعب جدا علي شركة متوسطة او كبيرة في اوربا ان تتجاهل السوق الأمريكية ...

اضف الي ذلك فإن لأمريكا السيطرة الاكبر علي سوق البترول العالمي وفي يدها التحكم في اقتصاد اي دولة متقدمة ــ قبل النامية ــ بالتحكم في امداداته وفي أسعاره ...

لكل ذلك فإن السياسة الأمريكية تتحكم في الحياة السياسية في اغلب دول العالم.. بواسطة تلك الألة المسماة الديموقراطية ...

فالديموقراطية تحتاح الي كميات هائلة من المال والي وسائل الدعاية المتصلة ...
وكلاهما ــ المال والاعلام ــ تحت سيطرة الرأسمالية الأمريكية والرأسماليات المحلية المتحالفة معها في دول العالم المختلفة ...

من هنا نفهم لماذا تسير المانيا ــ وهي الدولة الصناعية الكبري ــ مغمضة العينين وراء السياسة الأمريكية ، حتي ضد مصالح المانيا الذاتية ...

ومن نفهم لماذا تعتبر امريكا أكبر خطر على الديموقراطية ــ الحقيقية ــ في زماننا ...



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن ضد من يقاوم الاحتلال الإسرائيلي؟!!
- وضع غريب آن له أن ينتهي ؟!
- كورسك ... لماذا وكيف غزا الجيش الأوكراني الاراضي الروسية ؟!
- ساعات مع أسمهان ...
- جارية القصر ...
- العصر الامريكي ...
- هنيئا لكم ...
- هل كان ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 حكما مدنيا ؟! وهل كان في مص ...
- هل كانت هناك ديموقراطية في مصر قبل 23 يوليو 1952 ؟!
- لماذا يتعرض ترامب للاغتيال؟!
- انتخابات فرنسا وبريطانيا ... وانتخابات مصر
- العالم المرعب الذي نوشك ان ندخل اليه ...
- لماذا ايدنا عبد الفتاح السيسي بالامس ... ولماذا نؤيده حتي ال ...
- هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه ...
- هل مصر بلد يحارب الكفاءات ؟!!
- التكتيك الذى لا يخيب أبدا !!
- التيارات المغامرة في السياسة العربية
- هل مصر تتراجع ولا تتقدم ؟!
- عمرو موسي ..
- كيف تم صنع وترتيب الثورة في ايران ..


المزيد.....




- آبل تكشف: السماعات الجديدة AirPods Pro تساعد على السمع وحماي ...
- سيلينا غوميز تكشف أنها لا تستطيع الحمل لكنها تسعى للأمومة
- البيت الأبيض: حماس عدلت -بعض شروط صفقة تبادل- الرهائن والسجن ...
- مقتل 16 شخصا على الأقل في المغرب والجزائر جراء فيضانات قوية ...
- زر جديد و-ذكاء اصطناعي-.. آبل تطلق -آيفون 16-
- هل هناك اهتمام بمناظرة ترامب وهاريس من قبل الناخب الأمريكي؟ ...
- مخاوف من ضياع جيل كامل - مدارس غزة مغلقة مع بدء العام الدراس ...
- محكمة هولندية تدين باكستانيين اثنين بتهمة التهديد بقتل نائب ...
- الباحثون بنجحون في عزل الخلايا العصبية المسؤولة عن إثارة الع ...
- لافروف: إسرائيل تعرقل مبادرات الوسطاء


المزيد.....

- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - لماذا تطيع ألمانيا أمريكا وهي مرغمة.. وبدون كلمة اعتراض؟!!