أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - قسوة المرأة في قصيدة -كيف أنسى- لقمان شطناوي














المزيد.....

قسوة المرأة في قصيدة -كيف أنسى- لقمان شطناوي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8093 - 2024 / 9 / 7 - 13:34
المحور: الادب والفن
    


قسوة المرأة في قصيدة
"كيف أنسى"
لقمان شطناوي
"كَيْفَ أَنْسَى
جُرْحَكِ الغَائِرَ فِي صَدْرِي
وَنَزْفَ الأَمْنِيَاتْ
كَيْفَ أَنْسَى
مَا مَضَى مِنْ لَذَّةِ الوُجْدِ
وَسِحْرِ الهَمَسَاتْ
هَا أَنَا بَعْدَ ثَلاثِينَ خَرِيفًا
بَعْدَمَا أَيْقَنْتُ أَنَّ الأَمْسَ وَلَّى
أَسْتَعِيدُ الذِّكْرَيَاتْ
كَمْ تَجَاوَزْتُكَ فِي عَقْلِي سِنِينا
كَمْ ظَنَنْتُ الذِّكْرَيَاتْ
قَدْ غَدَت شَيْئًا دَفِينًا
كَمْ مَضَى مِنْ حَادِثَاتٍ
وَلَيَالٍ بَائِسَاتْ
وَمَضَيْنَا
أَنْتَ جَاوَزْتَ الوُعُودَ وَأَخْلَفْتَ الظَّنُونَا
وَأَنَا وَارَيْتُ قَلْبِي
ثُمَّ وَدَّعْتُ الأَنِينَا
فَلِمَاذَا نَسْتَعِيدُ الذِّكْرَيَاتْ
وَلِمَاذَا جِئْتِ بِالأَشْوَاقِ
ذِكْرَى وَحَنِينا
كَيْفَ أَنْسَى
جُرْحَكَ الغَائِرَ فِي صَدْرِي وَأَحْيَا
إِنَّنِي يَا سَيِّدَتِي مَا عُدْتُ أَقْوَى
فَدَعِينِي أَتَوَارَى خَلْفَ حُزْنِي
وَاتْرُكِينِي مِنْ جَمُوحِ الذِّكْرَيَاتْ
مَاتَ ذَاكَ اللَّحْنُ فِي صَدْرِي
وَوَدَّعْتُ العُيُونَا
غَابَتِ الأقْمَارُ مِنْ لَيْلِي
وَغَاصَتْ كُلُّ أَلْوَانِي بِذَاتِي
وَهْوَاكِ
ذَٰلِكَ الوَحْيُ الَّذِي طَارَدَنِي عُمْرًا طَوِيلًا
ذَٰلِكَ النَّزْفُ الَّذِي آلَمَنِي
وَأَهْدَانِي الطَّعُونَا
لَمْ يَعُدْ شَيْئًا ثَمِينًا
لَمْ يَعُدْ شَيْئًا ثَمِينًا"

حال القصيدة كحال المكان، فعندما تكون الخضرة والماء والآفاق حاضرة يكون الهناء والفرح، وعندما تختفي يكون السواد والألم، وبما أن القصيدة جاءت (عتاب) الحبيبة، بمعنى (غياب المرأة) أهم عناصر التخفيف/الفرح التي يلجأ إليها الشعراء، فقد أنعكس هذا الألم/القسوة على مضمون وفكرة القصيدة، وعلى الألفاظ المستخدمة فيها.
سنحاول التوقف عند ألم الشاعر وكيف قدمه، بداية نشير إلى أن صيغة السؤال "كيف أنسى" تحمل معنى استمرار حالة الألم، وما وجود "جرحك الغائر" إلا تعبيرا عن استمرار الألم ووقعه الشديد والقاسي، وما تكراره "كيف أنسى" ثلاث مرات إلا تعبيرا عن استمرار وبقاء هذا الألم ووقعه القاسي.
وهنا يمكننا ربط "ثلاثين خريفا"، بتكرار "كيف أنسى" ثلاث مرات، فجاء السؤال: "كيف أنسى" يمثل عقدا كاملا، وكأن الشاعر بهذا الأمر أراد أن يبرر لنفسه وللقارئ موقفه (الرافض) لعودتها: "فدعيني/ واتركيني، غابت الأقمار، وغاصت ألواني" فالرقم ثلاثة ومضاعفاته يحمل معنى الاستمرار والكمال، من هنا نجد القارئ ينحاز لموقف الشاعر في عدم الاستجابة والقبول بعودتها.
ونلاحظ أثر الثلاثين خريفا وضياعها تلك السنوات فاعلا ومؤثرا من خلال: "ودعت العيونا، غابت الأقمار، وغاصت ألواني" فحجم الألم يجعل العقل الباطن للشاعر يهيج ويستفز ويكون حاضرا، فيتحدث عن قسوتها وما فعلته فيه، أليس أثرها القاسي في الصدر، وممتد لعقود ثلاث؟
وبما أن الشاعر حدد مكان الألم "في صدري" وهذا يشير إلى حجم الجرح وحساسية المكان الذي وقع فيه الجرح، كما أنه يشير إلى طبيعة القصيدة التي تتحدث عن مشاعر الشاعر تجاه علاقته بتلك المرأة التي آذاته شخصيا ونفسيا وعاطفيا، وسلبت منه الزمن ولمدة ثلاثين خريفا.
وإذا ما توقنا عن تكرار المقطعين: "جرحك الغائر في صدري، لم يعد شيئا ثمينا" سنجدها تخدم الفكرة التي القصيدة، (رفض عودة تلك المرأة) وسنصل إلى حالة القنوط التي وصل إليها الشاعر، بحيث لم يعد يقدر أو يقبل أو يقوى على مقابلتها أو مداراتها كما كان في الماضي، فقد أخذت منه الكثير، وأعطاها الأكثير.
هذا المدخل أساس القصيدة، فالقصيدة شخصية، متعلقة بامرأة قست على الشاعر مما جعله يكتب قصيدة شخصية، من هنا نجد غياب المكان، وتجاهل المحيط/الفضاء، وصب الاهتمام على المشاعر والأحاسيس وانفعالات والأثر الذي تركه تلك المرأة.
يدخلنا الشاعر إلى أفعال تلك المرأة من خلال تحول الجمال إلى قسوة:
"ونزيف الأمنيات" نلاحظ أن الشاعر يقدم القسوة/نزيف على الفرح/الأمنيات، وهذا ناتج عن حجم الألم الذي وقع عليه، مما جعله يقدم السواد على البياض، كما أنه ناتج عن ضياع الزمن الذي أنفقه/قضاه مع تلك المرأة، وما ذكرة ل"ثلاثين خريفا، سنيا، الأمس ولى، ليال بائسات، عمرا طويلا" إلا من باب فقدان الزمن الذي من المستحيل استعادته أو إعادته كما كان، وهذا ما يجعل ألمه شديد الوقع.
ونلاحظ قسوة المرأة من خلال: "وأنت جاوزت الوعود وأخلفت الظنونا" ونجد طيبة الشاعر من خلال: "وأنا واريت قلبي" ففي هذا المقطع يمكننا التأكد أن الشاعر كان (يداري المرأة) ويتسامح معها ويتجاهل مثالبها، من هنا نجده يتحدث عن استمراره ولمدة طويلة في مجاراتها وعدم إبداء أي تذمر أو امتعاض أمامها: "ثم ودعت الأنينا" وفي تحمله غيها وقسوتها، وهذا ما جعله ـ لاحقا وبعد ثلاثين خريفا ـ يتخلى عن سلوكه الطيب، (ويكفر) بها، فلم يعد يقدر على تحمل المزيد، ولم يعد لديه الوقت/الزمن ليعطيها كما كان، لهذا كرر وبصورة متتابعة ومتصلة:
"لم يعد شيئا ثمينا
لم يعد شيئا ثمينا" وهذا (الزهد) بها يمثل حسم أمرها ورفض عودتها بصورة قاطعة وواضحة وحاسمة.
القصيدة منشورة على موقع مجلة العهدة الثقافية على هذا الرابط
https://mokabadat.blogspot.com/2024/09/blog-post_3.html#



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقع الثقافي في كتاب -فتنة الحاسّة السادسة- تأمّلات حول ال ...
- المكان والمجتمع في المجموعة القصصية -ديكور شخصي
- أثر الحرب في مجموعة -قمر 14- أصيل عبد السلام سلامة
- المرأة والمجتمع الذكوري في رواية -غربة- فوزي نجاجرة
- الأم في كتاب -مدللة، أنا فقير وبدي أصير- أبو علاء منصور
- الشاعر والقصة في -أم ثكلى- علي البتيري
- السيرة في -للقضبان رواية أيضا- حسين حلمي شاكر
- الشعرية والمباشرة في قصيدة -الأفول- مأمون حسن
- لفلسطيني والمكان في رواية -اليركون- للكاتبة صفاء أبو خضرة:
- أثر المرأة في -أريد أن أقتل الحزن- جواد العقاد
- على هامش ملتقى فلسطين السابع للرواية العربية
- قسوة الشخصيات والأحداث، وفنية التقديم في رواية -ثنائي القطب- ...
- البعد الملحمة في كتاب -أشباح ديرتنا- هاشم غرايبة
- التداخل والتشابك في قصيدة -أكذب- مهدي نصير
- المكان وانسياح الشخصيات في رواية -ما لا نبوح به- ساندرا سراج
- الفلسطيني والاحتلال في مجموعة -على جسر النهر الحزين- محمد عل ...
- رواية ذاكرة في الحَجْر تفضح أنظمة الاستبداد كوثر الزين
- المثقف في رواية -موسم الهجرة إلى الشمال- الطيب صالح
- الصوفية والحرب في -أجيء إلى ذراعيك- جواد العقاد.
- الشاعر والوطن في ديوان -لا أكتب الشعر- جمال قاسم


المزيد.....




- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...
- -مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية ...
- NOOR PLAY .. المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقه 171 مترجمة HD ...
- بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص ...
- بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص ...
- حالا استقبل تردد قناة روتانا سينما Rotana Cinema الجديد 2024 ...
- ممثل أميركي يرفض كوب -ستاربكس- على المسرح ويدعو إلى المقاطعة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - قسوة المرأة في قصيدة -كيف أنسى- لقمان شطناوي