أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - استهداف إلهام شاهين















المزيد.....

استهداف إلهام شاهين


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 8093 - 2024 / 9 / 7 - 08:03
المحور: كتابات ساخرة
    


حولت صحوة المؤمنين الاجواء العامة كافة لفضاء غيبي شمل كل أمور وسلوكيات الحياة، لدرجة تبرير تخلّفهم الحضاري، لكي لا يشرد الأتباع ويرتدوا إذا بدأوا يستعملون عقولهم، ويبدو انهم أعلنوا حرب ردة ضد استعمال العقل.
تبرير التخلف غيبياً ورد تحت تفسير ديني من مرقعين ثقات، هو أن الله سخّر الكافرين لمصلحة المؤمنين ورفاهيتهم، ولا ضرار أن يكون المسلم متخلفا ويستفيد من الكافر. هكذا عالج شيخ الأزهر عينيه في ألمانيا، وعاد وهو يقرأ كتاب "أفول حضارة الغرب" بعدما أنقذه الكافرون من العمى الكلي أو الجزئي.
سيطر الفضاء الغيبي على كل شيء، لدرجة تطفله على خصوصيات الناس، فأصبح ارتداء فستان فيه لمسة تحرر من ممثلة يزلزل ترندات النت، بينما لا تزلزل نسبة مشاهدات البورنو في بلاد المؤمنين (موّثقة الكترونيا؛ العراق الاول ومصر الثانية) ترندات تردع عن الفحشاء.
التربح من الدين
بعض الدعاة الخبثاء يعتمدون على ستراتيجية سلوكية مفادها أن من ينتقدهم فقد انتقد الإسلام، ومِن هؤلاء الدعاة مَنْ يعتبرهم معظم البسطاء والعامة والجهلة خطاً أحمرا يستحيل انتقاده، ومن يجرؤ فالنقمة الشعبوية في انتظاره، وتهمة ازدراء الأديان ستطارده، وأبواب جهنم ستُفتح له. بهذه الإستراتيجية قال هؤلاء الدعاة ما شاءوا هم، أو شاء السلطان أحياناً، وهم في أمان من النقد شعبياً وسياسياً.
من هؤلاء الدعاة داعية امرأة يبدو الانفصال عن الواقع واضحاً في بعض ما تقول ومنه: "خطيبك من حقه يشوف كل حاجة، حتى لو منقبة"، وكلمة كل حاجة بالعامية المصرية تشمل كل شيء في جسد المرأة.
يبدو واضحاً انها تستلهم أو تعيش في عصر عبد الله بن عمر بن الخطاب لأنه كان إذا أراد أن يشتري الجارية وضع يده على أليتيها أو بين فخذها وربما كشف عن ساقيها. كما حدثنا وكيع عن عبد الله بن حبيب عن أبي جعفر أنه ساوم بجارية فوضع يده على ثدييها وصدرها.
كما قالت الداعية نفسها: الكلام بين الرجل والأنثى عبر الميديا لا يعتبر زنا، وكلام الله واضح في هذا الشأن. هل كان هناك وسائل تواصل اجتماعي أيام كتابة القرآن؟
ومما قالته "مفتية النساء"، هكذا يُقال عنها، يجوز للرجل رؤية المرأة التي يرغب في الزواج منها أثناء الاستحمام حتى يدعوه ذلك للزواج منها.
كما وصلت معرفة مفتية النساء إلى قرارات الله "ربنا مش هيظلم الدكتور مجدي يعقوب".
وقت الناس
في هذا الفضاء الغيبي الذي يرفض الاعتراف بتغيّر العصور، وينفصل عن الواقع ليشد الناس إلى الخلف، تحولت انتقادات الفنانة إلهام شاهين لمخرج بسبب تعطيله العمل والتصوير بحجة أداء الصلاة خلال أوقات العمل، إلى أزمة دينية وأخلاقية عند مفتية النساء إياها، رغم أن الموضوع في نطاق محدد بين ممثلة ومخرج ولا علاقة له بالدين، بل بأخلاقيات العمل.
يبدو أن مفتية النساء تطمح إلى شهرة إقليمية وتسونامي ترندات يرضي غرورها، فأقحمت نفسها على خط انتقادات إلهام شاهين، وتجاوزت بوضوح قاعدة سلوكية قرآنية مهمة "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" وبدأت "وصلة ردح" ضد إلهام شاهين لا تليق بمن يُعلّمن القرآن والفقه المقارن.
كدأب الدعاة بشكل عام، وبثقة من يملك مفاتيح المعرفة ويعرف مصائر الناس، وبجبروت من يملك الأمر والنهي على الآخرين لأنهم وكلاء الله على الأرض قالت مفتية النساء: "أتعجب من هذا التصريح (إلهام شاهين لم تقل تصريحاً.. قالت انتقادات) كيف للإنسان حينما يبادر لطاعة الله والصلاة أن يكون موضوعا للسخرية والاستهزاء"، وأضافت "أقول لصاحبة هذا التصريح: كم عمركِ؟ وأنتِ ما تزالين بعيدة عن الآداب التي شرعها الله".
وتابعت في تصريحاتها "ليس من حق الفنانة أن تنتقد من يطع الله ورسوله، ويريد أن يعود للطريق الصحيح".
من قال للداعية زربة اللسان أن إلهام شاهين انتقدت المبادرين لطاعة الله وسخرت منهم؟ إلهام شاهين انتقدت فقط تعطيل العمل وعدم احترام أخلاقياته وأوقات الآخرين بحجة صلاة يمكن أن يؤديها المخرج لاحقا في منزله، تحت بند "صلاة الجمع"، والله غفور رحيم.
المخرج يريد العودة للطريق الصحيح كما قالت الداعية، والسؤال لمن تملك مفاتيح العلم وأمور الغيب والاجابات لكل المشاكل: هل الطريق الصحيح هو العمل على تخليد الصور التي حرمتها اليهودية أولا، والصور محرمة في الإسلام وكل الفقهاء أجمعوا على ذلك، فكيف غاب هذا الأمر عن أستاذة الفقه المقارن؟
بيت القصيد
الضغوط التي تُمارس في بلد المواطنة على الفنانات والفنانين للتوبة بدأت منذ أكثر من خمسين سنة، وهناك بعض الفنانات اللاتي أصرين على سفورهن ومنهن نجوى فؤاد وغيرها كثيرين، ولم تزل إلهام شاهين بعيدة عن لقب الفنانة التائبة، ولم تزل في عمرها الحالي جذّابة متألقة، ما يعني أن السنين لم تساعد الدعاة على توبتها.
من جهة أخرى هناك جوانب غير مقبولة في إلهام شاهين بالنسبة لحاملي التوكيل الإلهي، فالتسامح والتعايش مجرد كلمتين فارغتين من مضمونهما ترددان في الاعلام، لكن الواقع هو العكس، وما قالته إلهام شاهين، خلال لقائها مع "القاهرة 24" كان حقيقياً نابعاً من القلب وليس ترديداً لا معنى له: "أحب السيدة مريم العذراء بشكل كبير، لأن لها أهمية خاصة لدينا، لأنها الأنثى الوحيدة التي لها سورة في القرآن باسمها، ولذلك أشعر بالتعجب عندما يسألني شخص عن سبب حبي للسيدة مريم، وأشعر بأنه جاهل بالدين الإسلامي، ويعتقد أنها تخص المسيحيين فقط".
وواصلت إلهام شاهين وقالت: "سر حبي للكنائس هو روحانيتهم العالية، وارتباطي بها منذ الطفولة لأنني درست في مدرسة للراهبات وارتبطت الكنيسة معي بالفن، لأننا كنا نأخذ حصص الموسيقى في الكنيسة، ومن هنا بدأ حبي للفن، بجانب أنني أحب مشاركتهم المناسبات، وسماع الترانيم لأنني أؤمن بجميع الأديان."
هذه هرطقة غير مسموح بها، ونسف الكنائس أو تدنيسها شاهد على مكانتها في قلوب الآخرين، وأرقام هجرة المسيحيين من دولهم الأم تزداد، أما الأيمان بالرسل فمجرد زر للرماد في العيون، وكلام يُردد بدون أي قيمة في حوارات الأديان.
مسموح للمخرجين
أعود إلى ناريات الداعية قبل ختام المقال، فعند سؤالها حول عدم إمكانية ترك الطبيب للجراحة من أجل الصلاة، رقعّت الامر بعملية تجميل غيبية بدون مشرط لكن بتخدير العقول بكلام غير متناسق فيه فخامة لفظية: "إن الأمر هنا مختلف، حيث لا يمكن مقارنة الطبيب الجراح القائم على عمليات جراحية خطيرة تتوقف عليها حياة الإنسان، مع المخرج الذي يقوم على إخراج عمل فني ما ويوزع الأدوار على الممثلين، استنادا إلى قاعدة تطبق على الأحكام العامة والتي تقول لا ضرر ولا ضرار، لأن من أهم مقاصد الشريعة حفظ الدين، ثم يأتي بعدها حفظ النفس".
حفظ الدين وإشهار سلاحه جعل موظف القطاع الحكومي غير موجود في عمله لأنه يصلي، ولا يجرؤ أحد أن يحاسبه، فهل يمكن أن تتحمل مفتية النساء هذا الأمر وتنتظر ساعة حتى ينتهي موظف دائرة تسجيل السيارات من صلاته، ويشهر سيف حفظ الدين في وجهها إذا انتقدته لتعطيل مصالحها وإضاعة وقتها؟
الامتنان لموسى
ماذا عن الطالب أثناء الامتحان.. هل يقطعه ليؤدي الصلاة؟ وماذا عن لاعب الكرة في الملعب؟ والطيار وهو يهبط بالطائرة عند آذان العصر؟ والرئيس وهو يلقي خطابه؟ والمفاوضون وهم يتفاوضون؟ وماذا عن مفتية النساء شخصيا وهي في حوار على الهواء تعطي دروسا في الأخلاق لإلهام شاهين؟ وماذا وماذا وماذا؟
أشكر النبي موسى شخصيا لبعد نظره، فقد أوعز بجعل الصلوات خمسة للمسلمين في اليوم بدلا من خمسين.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات لبنان لتحيا ولاية الفقيه
- أقوى سياسي على الكوكب
- مبادئ مخفية في إنقلاب يوليو 1952
- الفرار من عدالة المؤمنين
- خدعة إرهابية وخدع بصرية
- فواجع الافراط في التسامح
- -حديث وتعليق- و-حقوق الحب-
- صكوك غفران سياسية
- إدارة الصراعات بالأدعية والغيبيات
- أسماء سقطت من لائحة المتصهينين العرب
- تجربة طوفان أستاذية العالم (2)
- تجربة طوفان أستاذية العالم
- صراع ديني أم تلاعب بالقرارات؟
- اليمين القومي ودور البابا
- موجة طلب اعتذارات من الغرب
- شيكات عربية بدون رصيد
- لماذا لم يفز زغلول النجار بنوبل؟
- تعقيب على كشف المستور في -الفكر الحر-
- بانوراما مختصرة لنكبة لبنان
- بروڤة انفصال عن الجمهورية


المزيد.....




- -أحد حراس الهوية المصرية-.. وفاة الفنان التشكيلي حلمي التوني ...
- وفاة حلمي التوني أحد أبرز الفنانين التشكيليين المصريين والعر ...
- حواء القمودي: اليوم الرتيب والممل يلهمني كتابة قصيدة
- بحضور نجوم كوريين.. عرض منحوتات الفنان فيليب كولبير الجديدة ...
- انطلاق مبادرة -أُوْل- للمكفوفين برعاية -أبجد-
- وزير الثقافة الإيطالي يستقيل بعد فضيحة مدوية هزت حكومة ميلون ...
- إرجاء الحكم على ترامب في قضية الممثلة ستورمي دانيالز
- محكمة نيويورك تؤجل النطق بالحكم على ترامب في قضية نجمة الأفل ...
- تأجيل الحكم على ترامب في قضية الممثلة الإباحية إلى ما بعد ال ...
- تأجيل الحكم على ترامب بقضية الممثلة الإباحية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - استهداف إلهام شاهين