أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مالك ابوعليا - الطبيعة والمُجتمع البدائي















المزيد.....



الطبيعة والمُجتمع البدائي


مالك ابوعليا
(Malik Abu Alia)


الحوار المتمدن-العدد: 8093 - 2024 / 9 / 7 - 04:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مؤلف الموضوع: فلاديمير رافائيلوفيتش كابو*

ترجمة مالك أبوعليا

يوجد في الأدب الحديث ثلاثة آراء حول العلاقة المُتبادلة بين المُجتمع البدائي والطبيعة.
وفقاً لإحداها، عاشَ البشر البدائيون، في ظل المُجتمع المشاعي البدائي، بانسجامٍ تامٍّ مع الطبيعة، ولم يُدخلوا عليها أي تغييراتٍ تدميرية. ومن المُفترض أن المُجتمعات البدائية، في علاقتها مع الطبيعة، تختلف عن المُجتمعات الأكثر تطوراً.
في الواقع، هذا ليس صحيحاً. بدأ الانسان بإحداث تأثيرٍ مُدمّرٍ على الطبيعة في زمنٍ باكرٍ جداً. وأصبَحَ هذا التأثير أكثر تنوعاً وعُمقاً مع تحسّن وسائل الانتاج وتطورها. في العصر الحجري القديم الأعلى، ساهَم الانسان في ابادة عددٍ من الحيوانات الكبيرة، مثل الماموث (الذي يرجع انقراضه الى الصيد الانساني المُنتظم، وليس الى التغيرات المناخية). أدّى ازداياد عمليات الصيد وتحسّن تكنيكاته ونمو عدد السكان، الى ابادة الفرائس. على سبيل المثال، يصف ميخائيل ايفانوفيتش بوديكو Mikhail Ivanovich Budyko العصر الحجري القديم الأعلى بأنه عصر "أزمةٍ ايكولوجية"(1).
تُقدّم لنا دراسات المُجتمعات القديمة مواداً واسعة تؤكد دور النشاط الانساني في انقراض الحيوانات خلال أواخر العصر الحديث الأقرب (البليستوسين 2.6 مليون سنة- 11700 سنة) في أوراسيا وشمال وجنوب أمريكا واستراليا.
كانت المرحلة الأخيرة من العصر البليستوسيني، في نظر العالِم الانجليزي كارل بوتزر Karl W. Butzer، مُنطلقاً للتغير المتزايد للبيئة بتأثير الانسان (2).
كان الانتقال من العصر الحجري القديم الى العصر الحجري الوسيط، مصحوباً بتغيرات عميقة في الاقتصاد وأُسلوب الحياة والعلاقات الاجتماعية، والتي ارتبطت، في كثيرٍ من النواحي، بانتهاء عهد الصيد الجماعي للحيوانات العاشبة الكبيرة. واضطر الانسان الى البحث عن وسائل جديدة للعيش. وكان البحث النشط عن طُرُق جديدة للسيطرة على البيئة الايكولوجية، مصحوباً في كثيرٍ من الأحيان، بمحاولات لخلق ظروف أكثر مُلائمة للحياة والصيد. كان سكان تازمانيا الأصليون، الذين وجدهم الاستعماريون الأوروبيون في مرحلةٍ من التطور تتوافق مع العصر الحجري القديم العلوي، والذين انقرضَ مُجتمعهم بحلول نهاية القرن التاسع عشر، يحرقون الغابات والغطاء النباتي بانتظام في مناطق واسعة من الجزيرة. وكان التأثير السلبي لهذه الحرائق على مدار آلاف السنين، كبيراً للغاية، وذو آثارٍ أبدية لا رجعةً عنها: فقد تغيّرت طبيعة نمو النباتات، وتغيّرَت طبيعة التربة السطحية في مناطق واسعة، وحلّت الشجيرات الصغيرة والسافانا محل الغابات الرطبة، وتغيّر المناخ. وأزالت الحرائق الغابات صعبة التوغّل، من مناطق كاملة، كانت هامةً بالنسبة لصيادي تازمانيا، ولكن في الوقت ذاته انهار الغطاء النباتي وتآكلت التُربة.
إن سكان استراليا الأصليين، الذين كانوا في القرن التاسع عشر في مرحلةٍ من التطور تُشبه العصر الحجري الوسيط، بينما كانت بعض القبائل تتوافق مع العصر الحجري الحديث الأعلى من التطور، لم يكتفوا بابادة الحيوانات الجرابية الضخمة في قارةٍ بأكملها، بل كانوا، مثل سكان تازمانيا، يحرقون بانتظام الشجيرات والأعشاب على مساحاتٍ شاسعة. أدّى هذا، في رأي بعض العلماء، الى زوال الغابات وبروز نتائج مُدمِّرَة.
ويزعم أنصار وجهة نظرٍ أُخرى، راسخة من أمدٍ بعيد، أن البدائيين كانوا يعيشون حياةً بائسة أقرب الى حالة المجاعة في مواجهةٍ دائمة للطبيعة، وبحثٍ متواصلٍ لا ينقطع عن الطعام. لقد واجَه السير جورج غري Sir George Grey أحد مُستكشفي استراليا هذه النظرة. فقد سَخِرَ من آرائهم ووصفها بالسُخف، وأثبَتَ أن العكس هو الصحيح تماماً. فقد كَتَب: "في منطقته، يعرف السُكّان الأصليين ما الذي يُنتجونه بالضبط، والوقت المُناسب لفعل ذلك، وأفضل السُبل لتحصيل عيشهم. وتبعاً لهذه الظروف، فهُم يطرقون مناطق صيدهم حسب معارفهم حولها، وأستطيع أن اؤكّد أنني وجدت وفرةً غذائية في أكواخهم"(3). وباستثناء فترتين قصيرتين نسبياً من العام، أي الفترتين الأكثر حرارةً والأكثر غزارةً في الأمطار، حيث يكون هناك نقص غذائي حقيقي، يكون السكان الاصليين في أوقاتٍ أُخرى قادرين على "تحصيل إمداداتٍ كافيةٍ من الغذاء ليومٍ واحدٍ في غضون ساعتين أو ثلاث ساعات من العمل"(4).
ولا تُوجد حاجة الى مزيدٍ من الوقت في البحث عن الطعام، لأنهم لا يعرفون شيئاً تقريباً عن عملية حفظه. وما كتبه غراي يتفق تماماً مع تقارير مُستكشفين آخرين في القرن التاسع عشر حول حياة السكان البدائيين في أجزاء أُخرى من القارة. وينطبق نفس الشيء على سكان استراليا الاصليين اليوم في اسلوب حياتهم التقليدي في الصيد واللقاط باستخدام أدوات عملٍ بدائية. وعلى هذا، فقد كان البالغين في المُجتمعين الذين أُجرِيَت عليهما الدراسة عام 1948، يعملون من حيث المتوسط، 4-5 ساعات في اليوم. وكان هذا الوقت كافياً لتوفير الغذاء الكافي لكل عضوٍ في المجموعة.
ووفقاً لريتشارد لي Richard Borshay Lee الذي دَرَسَ شعب البوشمن كونغ Kung Bushmen، وهم مُمثلي سكان جنوب افريقيا الأصليين، كان على الشخص البالغ، عام 1964، أن يعمل حوالي ساعتين ونصف في اليوم لمدة 6 أيام لتوفير الغذاء لكافي لجميع أفراد المجموعة. وهذا يعني 15 ساعة في الأُسبوع، أو او ساعتين و9 دقائق في اليوم. وقد جرى تسجيل المُلاحظات في شهري تمّوز وآب، أي في فترة في العام، والتي يكون فيها حظ الصيد واللقاط قليلاً بسبب ظروف الحرّ، وبالتالي هذه الملاحظات كافية من حيث تمثيلها البحثي(5).
يجب أن نتذكر أن شعب البوشمن، مثل سكان استراليا الأصليين في غرب ووسط استراليا، يعيشون في ظروفٍ طبيعية قاسية. ووفقاً لجيمس وودبرن James Woodburn، فإن الصيادين وجامعي الثمار من قبيل هادزا Hadza في شرق افريقيا يقضون في المتوسط ما لا يزيد عن ساعتين يومياً في تحصيل طعامهم(6).
ان العديد من الصيادين وجامعي الثمار الذين يقطنون المناطق ذات الظروف البيئية القاسية يُعانون من الجوع بشكلٍ مُنتظم. ومع ذلك، فإن الوضع المعروض أعلاه هو في مُجمله، نموذجيٌّ لمُعظم المُجتمعات ما قبل الزراعة (العصر الحجري الحديث). كانت الظروف التي عاشت فيها مُجتمعات العصر الحجري القديم، مُتباينة أيضاً، ولكنها كانت في مُجملها أكثر ملائمةً من تلك التي يعيشها الصيادون وجامعو الثمار المُعاصرون. لقد تم اكتشاف كميات هائلة من عظام الحيوانات في بعض مُخيمات العصر الحجري القديم، وهذا يدل على النطاق الواسع لصيد الطرائد والظروف الطبيعية المواتية التي عاشها الصيادون البدائيون. ويُشير سيرجي نيكولايفيتش زامياتنين Sergei Nikolaevich Zamyatnin أن البدائيين قتلوا حيواناتٍ أكثر مما يُمكنهم استهلاكه، وأن الابادة غير المقصودة لأعداد هائلة من الحيوانات أثناء صيد الطرائد، كانت أكبر بكثير مما يُمكن الاستفادة منه عقلانياً(7).
وتبعاً للرأي الثالث السائد، هو أن الصيادين وجامعي الثمار البدائيين لم يُضيفوا شيئاً الى العمليات التي تجري في الطبيعة، بحيث أنهم تكيّفوا معها بشكلٍ سلبي. فلم يُثروا الطبيعة ولم يستخدموا سُوى ما تُقدمه لهم. إن الحقائق تدحض هذه الفكرة أيضاً. إذ تُشير الحقائق الى أن الصيادين وجامعي الثمار لم يتطفلوا على الطبيعة وحسب، وأن فعلهم عليها لم يكن ذو طابعٍ تدميري Destructive (عكس عملية الإثراء على الطبيعة والاضافة عليها). لقد سَبَقَ وأن أُعيرَ الانتباه منذ زمنٍ طويل الى حقيقة مفادها أن ثقافة الانسان البدائي تتميّز بخصائص يُمكن اعتبارها مُقدماتٍ للاقتصاد المُنتِج، أي للزراعة. إن سكان استراليا الاصليين لم يعرفوا فقط كيفية العناية بالنباتات البرية، بل حاولوا زراعة بعضها كذلك. وحتى قبل الاستعمار، كانت المُجتمعات المعزولة عن تأثير الثقافات الزراعية تعرف أساليب ري بدائية، وبناء سدود بسيطة ومسطحات مائية، مَنَعَت جفاف الأرض في المواسم الجافة. هذا مثال على الفعل المُتعمّد والهادف على الطبيعة. قام السيمانغ Semang والسينويس Senois وهم السكان الأصليون في شبه جزيرة مالاكا Malakka بزراعة نباتاتٍ بريةٍ من حينٍ الى آخر.
الزراعة لم تكن "اختراعاً"، بل كان حصيلةً لتطورٍ سابقٍ لها: فقد بدأ الانسان بزراعة النباتات وهو لا يزال في مرحلة اللقاط. ويُمكننا أن نقول نفس الشيء حول تدجين بعض أنواع الحيوانات. كنا في وقتٍ سابق، قد ذكرنا الحرائق التي استخدمها الاستراليون والتزمانيون كمثالٍ على العمل تدميري على الطبيعة. ولكن لماذا كانوا يحرقون العشب القديم في مناطق الصيد الخاصة بهم؟ لكي ينبت عُشبٌ جديد طازج ليكون مرعىً يجذب قطعان الكنغر وبالتالي يزيد من أعدادها. وهذا مظهر من مظاهر الاهتمام المقصود من جانب الصيادين للحفاظ على المصدر الرئيسي للحوم عند المُستوى الأمثل. إن هذا الفهم العفوي حول قوانين الطبيعة وفهم رابطة السبب والنتيجة التي تمتد على فترات زمنية طويلة، لهو أمرٌ مُلفتٌ للانتباه. ويُطلق ريس جونز Rhys Jones على هذا الوضع "زراعة العصا المُشتعلة" fire-stick farming(8). بالتأكيد، هذه ليست زراعة، بل يُمكن أن نُطلِقَ عليها "التدجين البدائي للحيوانات"، ولكنه من حيث تأثيره على الطبيعة، يُمكننا أن نُقارنه بالزراعة الى حدٍّ ما. فقد خَلَقَ الانسان بيئةً اصطناعيةً جديدة بطريقةٍ مقصودة. حَدَثَ هذا قبل وقت طويل من حلول العصر الحجري الحديث وظهور الزراعة، التي اعتدنا أن نربط بينها وبين ظهور العالَم الطبيعي المؤنسن. كَتَبَ السير توماس ميتشيل Sir Thomas Mitchell، أحد أوائل المُستكشفين لأستراليا، أن النار والعشب والكنغر والبشر، كلهم يعتمدون على بعضهم البعض. لو اختفى أحدها فلن يكون بوسع الأُخرى أن تبقى(9).
لقد لاحَظَ ميتشيل وجود نوعٍ من التوازن الايكولوجي، حيث كان الصياد البدائي هو العُنصر الفاعل فيه. وباعتباره جُزءاً من النظام الايكولوجي، كان في الوقت نفسه يُنظم تفاعل الأجزاء الأُخرى لصالحه. ولكن، نتيجةً لتدخل الانسان البدائي، هذا التدخل المُنتظم في النظام الايكولوجي، فإن هذا التوازن يضطرب عاجلاً أم آجلاً، وتحدُثُ تغيراتٌ بعيدة المدى لا يستطيع الانسان البدائي أن يتوقّع حدوثها. وهذا يُشير الى أنه في تلك المرحلة الباكرة من التطور الاجتماعي-الاقتصادي والثقافي، لا يتكيّف الناس مع البيئة فحسب، بل ويسعون الى التأثير عليها بنشاط. وهُم لا يفعلون ذلك بوصفهم مُجرد جُزءٍ من ذلك النظام الايكولوجي، بل يفعلون ذلك عن قصد، في كثيرٍ من الأحيان.
إنني أُطلق على هذه العملية تسمية "التكيّف النَشِط". فبفضل آليات التكيّف النَشِط، صار المُجتمع الانساني، على النقيض من الأنواع البيولوجية الأُخرى، قادراً بالفعل، في مرحلة اللقاط، على التكيّف مع الحياة في جميع البيئات وأن يعيش في جميع أنحاء الكوكب تقريباً. وتستند قُدرة المُجتمع البشري هذه على آليات التكيّف الاجتماعي-الثقافي النشِط. ومن هُنا، فإن نظام التكيّف النَشِط مع الظروف البيئية، في المُجتمع البدائي، ينبغي أن يُسمّى التكيّف الاجتماعي-الثقافي. إنه يتضمن عناصر مثل، التنظيم الاجتماعي، أدوات العمل والملابس والطعام والطقوس الدينية السحرية، الخ.
في المراحل الباكرة من التطور الاتماعي-الثقافي، تحتل المؤسسات الاجتماعية مكانةً رائدةً في هذا النظام. فكُلما كان مُستوى تطور القُوى المُنتجة ضعيفاً، كلما ازداد دور التنظيم الاجتماعي في عملية التكيّف مع الظروف البيئية. يتم التكيّف النَشِط في المقام الأول من خلال الآليات الاجتماعية، وخاصةً تلك التي تتحدد أهميتها من خلال وظيفتها الاقتصادية. في المُجتمع البدائي، تُشكّل بُنية التكيّف الاجتماعي، العُنصر الأساسي للتكيف الاجتماعي-الثقافي ككُل.
فلنتأمل هُنا، بُنية التكيف الاجتماعي، من خلال مثال نموذجي، الا وهو تنظيم الانتاج الاجتماعي للسكان الأصليين في تازمانيا. قُلنا سابقاً، أن التازمانيين كانوا في مرحلةٍ تتوافق فيه مع العصر الحجري القديم الأعلى في الوقت الذي وَصَلَ فيه الاوروبيون هُناك. ولهذا السبب، فإن الاثنوغرافيا التازمانية هامة للغاية في إعادة البناء النظري لأُسس البُنية الاجتماعية للعصر الحجري القديم.

***

كانت الحياة الاجتماعية في تازمانيا، مثلها مثل حياة الصيادين وجامعي الثمار الآخرين، تتمحور حول المُجتمع Community، وهو الوحدة الاجتماعية-الاقتصادية الأساسية للمُجتمع البدائي. وباعتبار هذا المُجتمع الجماعة الانتاجية الرئيسية والرائدة، فإنه، هو، الوحدة Unit الاجتماعية البنيوية الأساسية. تتكون هذه الوحدة من عدّة عائلات، وتُسيطر على منطقةٍ مُعينة تُعتَبَرُ مصدراً للعيش. وتتمثل السمات الرئيسية للمُجتمع Community التازماني، مثله مثل أي مُجتمع صيدٍ ولقاطٍ آخر، بأنها مُستقرّة نسبياً، وإقليمية territoriality، أي أنها ترتبط بروابط اقتصادية مع منطقةٍ مُحددة.
هُناك كيانات اجتماعية-اقتصادية أُخرى: الجماعة الاقتصادية، الجماعة ذات الهدف، والتحالف المؤقت بين المُجتمعات Communities. إن الجماعة الاقتصادية، هي جُزءٌ من المُجتمع Community تتألف من عدة عائلات. وفي سياق التطوير الاقتصادي للاقليم، وفي مواسم مُحددة (عندما يكون من الصعب أو المُستحيل على المُجتمع Community ككل الانخراط في الصيد واللقاط)، ينقسم المُجتمع الى جماعات اقتصادية ديناميكية، مُستقلة اقتصادياً تختلف في التركيب والعدد، والتي تنقسم أحياناً الى عائلات فردية. وعندما تتغير ظروف تحصيل الغذاء، قد تتجمّع هذه الجماعات لتصير مُجتمعاً Community مرةً أُخرى. إن مجموع الجماعات الاقتصادية، هو المُجتمع Community نفسه في خِضّم عملية تطوير اقليمه. وهذا شكل من أشكال التكيّف النَشِط للمُجتمع مع الظروف البيئية ومُتطلبات النشاط الاقتصادي. إن اختلاف عدد الجماعات الاقتصادية وطبيعة تحركاتها عبر الاقليم تُمليها المصالح الاقتصادية، والتي تعتمد، في هذا المُستوى من التطور، على الظروف الطبيعية. إن الطبيعة الدورية المُتكررة لهذه التغيرات والتحركات، ترتبط بالصيد أو اللقاط أو صيد الأسماك، بالتغيرات في الطبيعة (ازدياد أو نقصان المخزون الغذائي، التغيرات الموسمية والنباتية، دورة السُكّان، هجرة الحيوانات، وما الى ذلك).وفي الوقت ذاته،، يعتمد حجم الجماعات الاقتصادية على استقرار الظروف الطبيعية المحلية. ففي الظروف المُلائمة، تكون الجماعات أكبر، وفي الظروف الأقل مُلائمة، تكون الجماعات أصغر. والجماعة الاقتصادية هي تمظهر واضح لحقيقة ديناميكية ومُرونة المُجتمع البدائي، وقابليته للتكيّف مع الظروف المُتغيرة.
تتشكّل الجماعة ذات الهدف، كقاعدةٍ عامة، وفقاً للتقسم الطبيعي للعمل حسب الجنس والعُمر لأداء مهمة اقتصادية أو اجتماعية واحدة مُحددة (على سبيل المثال، جماعات الصيادين، أو النساء اللواتي يجمع الثمار، أو أحياناً المُقاتلين، أو المُشاركين في بعض الطقوس). قد تشمل الجماعة ذات الهدف، جميع رجال الجماعة الاقتصادية الذين اصطادوا معاً طريدةً كبيرة، أو جميع نسائها، غالباً مع الأطفال، الذين جمعوا معاً النباتات أو الرخويات أو الذين اصطادوا طرائد صغيرة.
كانت الروابط المؤقتة لمُجتمعات Communities قبيلةٍ واحدة، وأحياناً قبائل مُجاورة، تتركز عادةً في أماكان ومواسم مُحددة لأجل القيام بأنشطةٍ اقتصاديةٍ أو اجتماعية تتطلب عدداً كبيراً من المُشاركين، مثل الصيد أو مُمارسة الطقوس، وما الى ذلك. ظَهَرَت هذه الجماعات أيضاً في الأماكن التي تكثُر فيها الأطعمة الحيوانية أو النباتية في مواسم مُعينةٍ من العام.
تِبعاً للظروف المحلية، كان عدد أفراد المُجتمعات Communities التازمانية يتراوح من 30 الى 160 شخصاً. وكانت الجماعات الاقتصادية تتألف عادةً من 20-50 فرداً. وكانت الجماعات ذات الأهداف الخاصة تتألف عادةً من 10-20 فرداً أو أكثر، تِبعاً لحجم الجماعة الاقتصادية. وكانت الوحدات المُؤقتة للمُجتمعات تتألف من 200-600 فرد.
إن انقسام مُجتمعات الصيد واللقاط الى عائلات، وتوحّدها مرةً أُخرى لأغراضٍ مُختلفة، يتسم بطابعٍ عَرَضيّ. وينطبق الشيء نفسه على الجماعات ذات الهدف. وبما أن جميع الظروف الديموغرافية مُتساوية (النمو السكاني، الكثافة السكانية، وما الى ذلك)، فإن حجم المُجتمع والجماعة الاقتصادية، كان يعتمد على البيئة الجُغرافية الطبيعية.
كانت الخلية الأساسية للبُنية الاجتماعية التازمانية، مثلها مثلما كان الأمر عند الصيادين وجامعي الثمار الآخرين الذين يُمكن مراقبتهم ودراستهم اثنوغرافياً بشكلٍ مُباشر، هي العائلة التي تتألف من الوالدين والأبناء، وأحياناً الأقارب المُباشرين. وعلى القُطب الآخر من البُنية الاجتماعية توجد القبيلة كجماعة مُستقرة تتكون من عدة مُجتمعات Communities تشترك في لغةٍ مُشتركة. ومثلما هو الأمر عند المُجتمع Community، ترتبط القبيلة بإقليمٍ مُحدد، لكنها كانت كياناً فضفاضاً وغير واضحٍ نسبياً، مما أسفَرَ عن كون وظائفها الاقتصادية لا تُذكَر. لقد كان المُجتمع Community، كما ذكرنا آنفاً، هو الوحدة الاقتصادية الأساسية للمُجتمع.
كانت البُنية التنظيمية والبُنيوية للانتاج الاجتماعي، برغم استقرارها العام، تختلف تبعاً لاختلاف المناطق الجُغرافية المُتنوعة في تازمانيا، حسب نوع النشاط الاقتصادي. لقد عاشَ التازمانيون حياةً بدوية على أراضٍ اقليمية قَبَلية واسعة، الأمر الذي مكَّنَهم من إدارة اقتصادٍ متوازنٍ قائمٍ على مُخيماتٍ موسمية، سواءً على الساحل، أو في الأراضي الداخلية (البعيدة عن الساحل). لقد عاشَ سُكّان غرب تازمانيا حياةً شبه مُستقرّة، وكانوا يعتمدون، بالدرجة الأُولى، على صيد الأسماك. وكانت أراضيهم القَبَلية تمتد على طول الساحل (حيث كانت الظروف الجُغرافية غير المُواتية تحرمهم من إمكانية مُمارسة النشاط الاقتصادي في الأراضي الداخلية). ورُغم ذلك، ظلّت البُنية التكيفية التي ذكرنهاها آنفاً، هي نفسها تقريباً في مُختلف أنحاء الجزيرة الكبيرة. إنطَبَق الشيء ذاته على مُجتمعات أُخرى من الصيادين وجامعي الثمار، أياً كانت المناطق الجُغرافية التي كانوا يقطنونها في العالَم. إن بُنية التكيّف الاجتماعي، بفضل مرونتها التي تشكّلَت على مدار آلاف السنين-مع بقائها على حالها في جوهرها-، مكّنَت مُجتمعات الصيادين وجامعي الثمار من القُدرة على العيش والبقاء في ظل أكثر الظروف الطبيعية تنوعاً. هذا هو الأساس المتين الذي تمكَّنَت المُجتمعات البدائية بفضله، من التواجد في جميع أنحاء الكوكب تقريباً، والبقاء على قيد الحياة في ظل أشد الظروف قسوةً. يعكس هذا النموذج المُقتَرَح هُنا، البُنية العالمية الأساسية والأولية للتكيف الاجتماعي التي اعتمَدَ عليها المُجتمع البدائي منذ أقدَم العصور.
إن مبادئ تنظيم البُنيات الاجتماعية البدائية مُتشابهة بشكلٍ ملحوظ وذات طابعٍ عالمي. ما يختلف، هو العلاقة بين العناصر البُنيوية الفردية، ولكن ليس البُنية نفسها. في كُل مكان، نجد المٌجتمع Community باعتباره الجماعة الاجتماعية-الاقتصادية الأساسية للمُجتمع البدائي بمرونته وديناميكيته وقُدرته على التكيّف مع الظروف المُتغيّرة والانقسام بشكلٍ دوري الى جماعاتٍ اقتصادية أو ذات هدف، بالاضافة الى اقليميته واستقراره. إن سرّ الطابع العالمي للمشاعية البدائية يكمن في مزيج استقرار المُجتمع، ومرونته، وقُدرته على التكيّف.
وهكذا، فإن نمط حياة سُكان استراليا الذين سكنوا منطقة سيدني في أواخر القرن الثامن عشر، كان موسمي الطابع، حيث كان المُجتمع Community بمثابة وسيلة للتكيّف الاجتماعي مع الظروف المُتغيّرة. في الربيع وأوائل الصيف، عندما كانت أسراب كبيرة من السمك تظهر، يجتمع السُكّان الأصليون في مُجتمعات Communities. عندما تُصبح الأسماك نادرة، تتوزع المُجتمعات على طول الساحل، ويذهب العديد من الرجال للصيد في المناطق الداخلية.
يُلاحظ الاثنوغرافيون الذين يُراقبون سُكّان شمال استراليا الأصليين أن نمط حياتهم وأشغالهم تختلف باختلاف فصول السنة. فعلى مدار عدة أشهر، يصطاد الرجال الحيوانات البرية ويتجوّلون في جماعات اقتصادية صغيرة، وفي الوقت المُتبقي من السنة، يعيشون في المُجتمعات Communities، في مُخيمات موسمية على الساحل، حيث يصطادون الأسماك والكائنات البحرية الأُخرى. إن تعاقب فترات التجمّع (الحياة الكوميونية) وفترات التوزّع أو الانتشار (الحياة في مجموعات اقتصادية أو عائلات صغيرة مُنفصلة) يتحدد بتعاقب المواسم الماطرة والجافة.
إن نفس مبادئ التكيّف الاجتماعي يُمكن أن نجدها في أمريكا الجنوبية والشمالية وافريقيا وجنوب شرق آسيا وفي القُطب الشمالي. والبيانات المُتوفرة في هذا الشأن كثيرةٌ الى الحد الذي يجعل قائمةً بسيطةً من المصادر والمراجع، قادرةً أن تملأ مُجلداً ضخماً من قائمة المراجع. وسأذكرُ هنا بعض الأمثلة المُتعلقة بمناطق جُغرافية مُختلفة. يكتب نيكولاس غوبسر Nicholas J. Gubser أن مُجتمع الاسكيمو في نوناميوت Nunamiut هو عبارة عن تحالف مرن ومتُغيّر من العائلات التي تعمل على توفير أفضل الظروف لصيد حيوانات الرنّة. وفي الخريف والربيع تجتمع العائلات في جماعاتٍ كبيرة لصيد حيوانات الرنّة(10)، وفي بقية العام تخرج هذه العائلات للبحث عن الطعام بشكلٍ فردي. وتعيش مجموعات أُخرى من الأسكيمو في ظروف ايكولوجية مُختلفة، وتختلف أنشطتها الاقتصادية،، ولكن نظام التكيّف الاجتماعي هو نفسه. يكتب ديفيد داماس David Damas أن صيد الفقمة هو المصدر الوحيد الموثوق لجلب الرزق في فصل الشتاء، والوحيد وراء تجمّع الأسكيمو في مجموعات شتوية كبيرة. وتنقسم هذه الجماعات الى مجموعات أصغر في فترات أُخرى من السنة، لكي تكون أكثر قُدرةً على صيد الحيوانات الأُخرى(11).
في ظل ظروف الغابات الاستوائية في جُزُر اندامان، يتحرك الصيادون وجامعو الثمار من قبيلة اونجي Onge، مثل الاستراليين والأسكيمو، في مجموعاتٍ صغيرة، عبر مناطق الصيد واللقاط الخاصة بهم، مُستفيدين من مصادر الغذاء النباتي أو الحيواني التي تهبها لهم الطبيعة طوال السنة. ولكن خلال موسم الأمطار، تتجمّع هذه المجموعات وتنضم في كوميونات كبيرة(12).
في غياب التواصل مع المُجتمعات الأكثر تطوراً، فإن الوحدة الأساسية للتنظيم الاجتماعي لشعب البوشمن Bushmen الذين يقطنون صحاري جنوب افريقيا، هي المُجتمع Community، والذي يعتمد وجوده وبُنيته وديناميكيته بالكامل على العوامل البيئية ومُتطلبات الانتاج. ويُشكّل المُجتمع Community الأساس لتشكيل مجموعات اقتصادية مُتنقلة يتغيّر حجمها وتكوينها باستمرار(13).
إن القبائل التي لا تعرف الزراعة، في أمريكا الجنوبية، نادرة للغاية. نجد، في مُعظم الحالات، أشكالاً بدائية للزراعة، ومع ذلك لم تحل محل اللقاط بشكلٍ كامل. إحدى هذه القبائل، هي قبيلة نامبيكوارا Nambikwara في البرازيل. يعتمد النامبيكوارا على المواسم، حيث يُمارسون إما اللقاط أو الصيد أو الزراعة. وفي موسم الأمطار، يعيشون حياةً مُستقرة في مُجتمعات Communities على ضفاف الأنهار، ويزرعون الأرض. وفي موسم الجفاف، يتجولون مثل الصيادين وجامعي الثمار النموذجيين، في مجموعاتٍ اقتصاديةٍ صغيرة تضم العديد من العائلات ويُمارسون اللقاط والصيد حصرياً. والنامبيكوارا، هُم في الأساس صيادون وجامعو ثمار شبه مُستقرين، وتُعتَبَر الزراعة البدائية أمراً مؤقتاً بالنسبة لهم(14).
إن التغيرات الموسمية، تؤثر بشكلٍ كبيرٍ على النشاط الاقتصادي وأُسلوب الحياة والتتابع المُنتَظَم لفترات التجمع والتوزّع التي يخضع لها مُجتمعات الصيد واللقاط في مُعظم المناطق المناخية الطبيعية في العالَم.
إن مصدر الاقتصاد المُنتج، ينبُعُ من عملية اللقاط. والشروط المُسبقة للاقتصاد المُنتج (الزراعة)، هي: الاستقرار النسبي للبُنية الاجتماعية البدائية، الى جانب القُدرة المتأصلة على التطور، والمُلكية الجماعية للأرض، وهي وسيلة الانتاج الأساسية، والروابط الاقتصادية للمُجتمع مع اقليمٍ مُعيّن، والتعاقب الصحيح للنشاط الاقتصادي وفقاً للدورة السنوية الطبيعية. وهذه الخصائص لمُجتمع الصيد واللقاط، وغيرها، وتُشكّل القاعدة الاقتصادية الاجتماعية لنشوء الاقتصاد المُنتِج. والقوة الدافعة الرئيسية لتحوّل اللقاط الى الاقتصاد المُنتِج هي منظومة العلاقات الاجتماعية الاقتصادية نفسه.
وهكذا، فإن اعتماد مُجتمع الصيد واللقاط على الظروف الطبيعية، لا يكاد يكون أكبر من اعتماد المُجتمع القائم على الاقتصاد المُنتِج عليها. إن السمات المُميزة للأول، بما أنه أقل تطوراً من الناحية التكنيكية، يعتمد بشكل أساسي آليات التكيّف الاجتماعية التي تطوَّرَت على مدار آلاف السنين لمُقاومة ضغط البيئة الطبيعية الجُغرافية. وعلى حد تعبير كارل ماركس، فإن المُجتمع Community البدائي بوحدته النموذجية مع الظروف الموضوعية المُتكونة موضوعياً كان "أول قوة انتاجية عظيمة"(15). إن المُجتمع Community نفسه، يتوسط العلاقة بين البشر البدائيين مع الطبيعة.
إن علاقة المُجتمع البدائي بالطبيعة، لها جانبان: الجانب الاقتصادي الموضوعي، والجانب الايديولوجي الذاتي. ويتجلّى الجانب الأول في مُلكية المُجتمع لأرضٍ مُحددة (مصدر العيش)، والتطوير الاقتصادي لتلك الأرض. أما الجانب الثاني، فهو انعكاس للموقف الاقتصادي تجاه الأرض في شكل ايديولوجي. وعلى هذا، فإن الموقف الايديولوجي الذاتي لسُكّان استراليا الأصليين تجاه الأرض يتجلّى في الصلات التي تربط القبيلة بالمزار الطوطمي على أرض القبيلة.
وفي الوقت نفسه، يتضمن موقف الانسان البدائي من الطبيعة أيضاً المجال المعرفي، وهو المجال الواسع لإدراك الانسان للعالَم المُحيط، من أرضٍ وكون. إن منظومة الأفكار هذه تُنظّم التجربة الاجتماعية وتُنسّق فوضى الظواهر في الذهن الانساني، وتُساعد المُجتمع على استيعاب العالَم عملياً. بدأ الانسان في جمع المعارف المنهجية حول عالمي النباتات والحيوانات منذ العصر الحجري القديم: قبل 15 ألف عام، إن لم يكن قبل ذلك، كان الانسان البدائي على دراية بالطابع الدوري للحياة الطبيعية، ولاحَظَ مراحل الدورة القمرية وعَرَفَ كيف يُسجّل كُل هذا، وكان لديه معرفة بأساسيات الكتابة والعدّ(16). وتشهد الاثنوغرافيا أيضاً على معرفة الانسان البدائي ببعض قوانين الطبيعة، كما أشرنا سابقاً.
يستحيل أن نتصور تقدّم المُجتمع والثقافة البدائيين وكأنهما لم يتمتعان بموقفٍ واعٍ تجاه الطبيعة والعمليات التي تجري فيها، وتجاه دورة الحياة الأبدية. لقد تطوَّرَ الاقتصاد المُنتج وفي حوزة الانسان منظومة من المعارف حول العالم المُحيط، منظومة تعكس آلاف السنين من المُلاحظة والخبرة والمُمارسة.

* فلاديمير رافائيلوفيتش كابو 1925-2009 اثنوغرافي وعالم ثقافة ومؤرخ أديان ماركسي سوفييتي. التحَقَ عام 1941 بكلية التاريخ في معهد موسكو الحكومي التربوي الذي كان يحمل اسم لينين حتى عام 1943، التحَقَ كابو بالجبهة وشارَكَ عام 1945 في معركة برلين، وحَصَلَ على وسام النجمة الحمراء. قامَ بين عامي 1945-1949 بالتدريس في كلية التاريخ في جامعة موسكو في قسم تاريخ الاتحاد السوفييتي. انتَقَلَ كابو عام 1954 الى قسم الاثنوغرافيا التابع الى جامعة موسكو. وصارَ منذ عام 1957 باحثاً في معهد الاثنوغرافيا التابع لأكاديمية العلوم السوفييتي في لينينغراد، ودافَعَ عام 1962 عن اطروحته للدكتوراة في التاريخ في معهد الاركيولوجيا في أكاديمية العلوم، بعنوان: (أدوات العمل الحجرية عند الاستراليين الأصليين). وفي عام 1970 دافَعَ عن اطروحته للدكتوراة في معهد الاثنوغرافيا التابع لأكاديمية العلوم بعنوان: (أصل وتاريخ السكان الأصليين في استراليا). عادَ عام 1977 الى موسكو وعَمِلَ في معهد الاثنوغرافيا هناك. من كُتبه: (أصول الاستراليين الاصليين وتاريخهم البدائي) 1969، (المُجتمع البدائي ما قبل الزراعي) 1986، ومن مقالاته: (بعض المسائل حول ثقافة الاستراليين الأصليين) 1959، (الفن القديم في اوقيانوسيا) 1961، (الأدوات الحجرية عن الاستراليين القدامى) 1962، (تشكّل المُجتمع الطبقي عند شعوب اوقيانوسيا) 1966، (أصول سكان استراليا الأصليين في ضوء المُكتشفات الجديدة) 1968، (الفن البدائي والدور الاجتماعي) 1969، (تاريخ المُجتمع البدائي والاثنوغرافيا) 1972، (ما قبل تاريخ الاقتصاد المُنتِج) 1974، (أصول سكان استراليا الأصليين في ضوء المُكتشفات الجديدة) 1974، (الاركيولوجيا والاثنوغرافيا: حول مسألة اعادة بناء ما قبل التاريخ) 1976، (حول مسائل اقتصاد مُجتمعات الصيد واللقاط) 1978، (بعض سمات الوعي الاجتماعي البدائي) 1980، (أصول الاقتصاد الانتاجي) 1980، (الاركيولوجيا والايكولوجيا: حول اصول ادارة الطبيعة في العصر الحجري الحديث) 1983، (الأشكال البدائية للدين) 1987، وعشرات غيرها من المقالات.


1- M. I. Budyko, Global Ecology, Moscow. 1977, pp. 239-254 (in Russian)
2- K. W. Butzer, Environment and Archaeology. An Ecological Approach to Prehistory, London, 1972, p. 484
3- G. Grey, Journals of Two Expeditions of Discovery in North-West and Western Australia, London, 1841, Vol. 2, pp. 262-263
4- Ibid
5- R. B. Lee, ‘ What Hunters Do for a Living", Man the Hunter, Chicago, 1969 “Kung Bushman Subsistence: an Input-Output Analysis", Environment and Cultural Behaviour, New York, 1969
6- J. Woodburn, “An Introduction to Hadza Ecology", Man the Hunter, Chicago, 1969, p. 54.
7- S. N. Zamyatnin, “Some Questions of Studying the Economy in the Palaeolithic”, Proceedings of the Institute of Ethnography, IV, Moscow-Leningrad, 1969 (in Russian)
8- R. Jones, “Fire-Stick Farming”, Australian Natural History, 1969, Vol. 16
9- T. L. Mitchell, Journal of an Expedition into the Interior of Tropical Australia, London, 1848, pp. 306, 412-413
10- N. J. Gubser, The Nunamiut Eskimos, New Haven, 1965, p. 61
11- D. Damas, “Environment, History and Central Eskimo Society", National Museum of Canada, Bulletin No. 230, 1969, pp. 283-284
12- Randhir Kumar De, “The Onge of Little Andaman", Vanyajati, 1957, Vol. 5, No. 1, pp. 14-17
13- Kalahari Hunter-Gatherers: Studies of the Kurg San and Their Neighbors, Cambridge, 1976 E. Marshall, The Kung of Nyae, Cambridge, 1977
14- C. Levi-Strauss, Structural Anthropology, New York, 1963, pp. 109-110, 113 L. Boglar, "The Nambikwara—a Marginal Group in Brazil”, Sovietskaya elnografia, No. 3, 1972
15- K. Marx and F. Engels, Works, Vol. 46, Part I, p. 485 (in Russian)
16- A. Marshack, The Roots of Civilisation, New York, 1972 B. A. Frolov, Numbers in Palaeolithic Graphics, Novosibirsk, 1974 (in Russian) B. A. Frolov, “The Sources of Primitive Astronomy”, Priroda, No. 8, 1977

ترجمة لمقال:
Nature and Primitive Society, Vladimir Kabo, journal of social sciences, USSR Academy of Science, 1980



#مالك_ابوعليا (هاشتاغ)       Malik_Abu_Alia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشكيلة الاجتماعية-الاقتصادية العبودية
- تعليق ايغور دياكونوف على مقال هنري كلايسِن (الديناميكيات الد ...
- المشاعات الزراعية في الشرق الأدنى القديم
- الدراسات الاستشراقية الكلاسيكية والمسائل الجديدة
- الدفن الانساني الطقوسي الواعي: العصر الحجري القديم الأوسط، ب ...
- حول مسألة دراسة تاريخ المُجتمعات البدائية انطلاقاً من الاثنو ...
- مسألة المُلكية الخاصة البدائية في الاثنوغرافيا الأمريكية الم ...
- المراكز المدينية في المُجتمع الطبقي الباكر
- تاريخ الري الزراعي في جنوب تركمانستان
- الشروط الايكولوجية لنشوء الزراعة في جنوب تركمانستان
- سوسيولوجيا الدين الانجلو أمريكية المُعاصرة: مُشكلاتها واتجاه ...
- الرد الثاني لسيرجي توكاريف على ستيفن دَن
- بعض الأفكار في طُرُق دراسة الدين البدائي- رد على سيرجي توكار ...
- الرد الأول لسيرجي توكاريف الأول على مُراجعة ستيفن دن لكتابيه ...
- مراجعة ستيفن بورتر دن لكُتب سيرجي توكاريف
- مبادئ تصنيف الأديان 2
- مسألة أصل ثقافة العصر البرونزي الباكر في جنوب تركمانستان
- مبادئ تصنيف الأديان 1
- تاريخ انتاج المعادن عند القبائل الزراعية في جنوب تركمانستان
- ردّاً على نُقادي فيما يخص مقالة -حول الدين كظاهرةٍ اجتماعية ...


المزيد.....




- شاهد ما عثر عليه حرس حدود داخل حجرة مخفية في شاحنة مقطورة
- في أستراليا.. إشراك السياح بالحفاظ على الحاجز المرجاني العظي ...
- هبوط اضطراري لمروحية في منتصف طريق سريع ليلًا.. وكاميرا توثق ...
- تناقص حظوظ إحراز اتفاق بخصوص حرب غزة وإسرائيل تتحضر للتصعيد ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- سوريا عن مصادرة الولايات المتحدة طائرة الرئيس الفنزويلي: اعت ...
- وزير الخارجية المصري يتوجه إلى الإمارات للتباحث حول أمن المن ...
- ميلوني: دعم الغرب لأوكرانيا يخلق طريقا مسدودا لتنظيم مفاوضات ...
- مشاهد مروعة.. جرافة إسرائيلية تنكل بفتى فلسطيني وتنتزع أحشاء ...
- منظمة معاهدة الأمن الجماعي تدعو لإيلاء اهتمام خاص لاستخدام ا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مالك ابوعليا - الطبيعة والمُجتمع البدائي