آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8092 - 2024 / 9 / 6 - 13:29
المحور:
الادب والفن
اعتقد أن السوق بدأ يبتلع الدولة والمجتمع والديمقراطية والحريات في الزمن الليبرالي المتوحش أو الحداثة ما بعد بعد الحداثة.
وصلت الحداثة إلى مرحلة تتسول الحروب والأمراض لإخراجها من أزمتها، وصلت لدرجة التناقض العمودي والأفقي ما بين الدولة ومنجزاتها السابقة والليبرالية المتوحشة التي لديها نهم شديد بانهاء الدولة ومؤسساتها. المجتمع الغربي أصبح دون سند، دون ثقافة، دون مرجع يستند عليه ويحميه، انه ينحدر نحو الفقر بسرعة هائلة، ولا فاعلية للبرلمان، بل أنه مجرد واجهة، شاهد زور، يبارك السوق وحروبه وإنتاج أمراضه الجسدية والسياسية والاجتماعية.
نحن على مفترق طرق.
التوحش يأتي إلى المجتمع من جوانب كثيرة، من الدولة، من البنوك المركزية، من الفوائد العالية التي سحبت الأموال من جيوب الطبقات المتوسطة والفقيرة.
هل كان التنوير يستطيع الوقوف على قدميه لولا الحداثة؟
الكتابة عالم مفتوح على كل الاحتمالات، عالم واسع واسع، وعميق جدًا جدًا، الكلمات ترقص وتغني في السماء والأرض، بحرية مطلقة، وعلى ضفاف الانهار وعلى أغصان الأشجار وقمم الجبال، تسرح وتمرح وتقدم نفسها لهذا الكون الواسع دون منة أو هدف، بكل رقة وسعادة وفرح.
يلجأ الكاتب على أخذ هذه الكلمات المنتقاة بدقة، يقطعها إلى قطع صغيرة، يحنط ما يراه مناسبًا، يضعها على الورق بعد أن يأخذها من السياق العام ويضعها ضمن قوالب محدده، كما يراها ويرغبه، يأخذها من عالمها الواسع، يمارس عليها الهيمنة مرة والسيطرة مرة ثانية، يعزل كل كلمة عن المجال العام، يقيده في حبسه، يرسمه وفق رؤياه، يعبث فيه وفق رغباته، ثم يطلقه.
الكاتب أناني، نرجسي، يمتطي الكلمات ليعوم عليهم ويطير.
في الدول الديمقراطية لا يحق لك أن تعارض من خارج المؤسسة، يجب أن تكون داخلها، أن تقبل شروط وأدوات السلطة وممارساتها كلها.
نفذ واعترض، كأي مأسور أو سجين.
يجب أن تخضع للدستور والقوانين والمؤسسات، بسلبياتها وايجابياتها.
وأي خروج عليها يعتبر تمردًا يحاسب عليه القانون.
ليس للمستلب من سبيل للتمرد إلا عبر الكتابة، الذي يعتبر تمردًا على هيكلية السلطة، والنظام كله، عبر أدوات ومفاهيم خارج عن الإطار العام.
الديمقراطية هي هيكلة النظام العام للدولة، إعادة إنتاج لها، لتفريغ أي تمرد ضدها.
الانقلاب على مفهوم السلطة هو المدخل لتغيير عالم الإنسان.
ما دمنا ندور حول المفهوم القديم للسلطة، سيبقى عالمنا ماسورًا، قلقًا، مستلبًا، مملوءا بالكره والحروب والقتل والسرقة.
والأهم سيبقى الإنسان مغتربًا.
هناك تدوير للثقافة كما تدور النفايات، يعيدون إنتاج المنتج ذاته، مثل لأعبي الكشتبان الذي يعمل على تحريك هذا الأخير في خنصره.
ترى أسماء كبيرة مزدانة بالنجوم في السماء الصافية كالنجوم المتلألئة، بيد أن المنتج مجرد واجهة لا غير.
الإبداع هو الزبدة، هو الدسم، بيد أن استخراجه يتم في الخفاء أو في السر أو بعيدًا عن الأعين العادية لا يراها إلا الخبير المتذوق.
في زمن الحداثة غاب الدسم أو الزبدة أو الطعام اللذيذ لهذا فإن المنتج هو خواء.
عالم التفاهة والخواء يزدان بكثرة في عالمنا الحديث.
إن الخروج عن المألوف والرتابة والترديد الببغائي هو الثورة الحقيقية.
أغلبنا يخاف الخروج عن إيقاع القطيع، عن المألوف.
النمطية استرخاء، لا جهد فيها ولا تعب، ولا وجع رأس. ولا يوجد من يوجه لك ملاحظة قاسية أو يذمك، أو يعاتبك، أنت مثلهم، وهم مثلك.
الذين خرجوا عن عقل القطيع، تحملوا الويلات والعذاب، من أجل بناء عالم جديد، ينقل الناس إلى حياة أفضل، إلى فضاء الحرية.
العشائر والطوائف والأديان، ليس لهم مصلحة في بناء الدولة الحديثة.
عندما حاول السلطان محمود الثاني، في فترة التنظيمات، في محاولة بناء الدولة الحديثة، أي تحويل جميع رعايا السلطنة إلى مواطنين على قدم المساواة، لم يقبل المسلمين أن يتساووا بالمسيحيين، أجندتهم تقول: نحن قاتلنا بدماءنا حتى بنينا هذه الدولة، ليأتي المسيحي ويتساوى معنا، لا والله لا نقبل.
نأتي إلى الجهة الأخرى، لم يكن بناء دولة المساواة في مصلحة الطوائف أو القوميات في ظل السلطنة. لم يكن في مصلحتهم أن يتنازلوا عن امتيازاتهم، فقد كانوا سلطة أو دولة داخل دولة، لهم قوانينهم الخاصة بهم، يمارسوا الفوقية والتنمر على أبناء جلدتهم في الدين أو الطائفة أو العشيرة.
بالإضافة إلى أن علاقات زعماء الطوائف أو القوميات، كانت مع أعلى سلطة في الدولة، يتولون تسيير شؤون جماعتهم، يحلون ويربطون كل شيء بالتعاون مع الدولة.
الدولة تؤكل البطريرك بأن يكون رأس السلطة الزمنية والمدنية، على طائفته، وهذا الأخير يشكل رجاله، أعضاء طائفته، المقربين منه، زلمه، لنقل أنها حلقة مصالح وامتيازات.
مهمة التغيير يقع على العلمانيين، لأن الاديان والطوائف والعشائر بنية محكمة الترابط، بنية فات زمانها، تقليدية، معاقة، عائق في طريق التقدم والحرية والتغيير.
الأبنية القديمة مآلها السقوط مهما طال الزمن، ويجب أن يبقوا خلف المفكرين الحداثيين الغيورين على بلادهم.
ذهبت إلى الدير ودخلته، رأيت عددًا من الرهبان في خلوة وفي تأمل. جائني صوت الموج وزمجرة الحجارة والريح يدفعان ماء البحر جانبًا. كانوا في حالة صمت مطلق. راكعين على ركبهم يتعبدون. لم يهتموا بوجودي وربما نسوا أنفسهم.
وربما أن ذهن كل واحد منهم لم يكن معه في هذه اللحظة. ففي لحظة التأمل القصوى ينفصل الإنسان عن نفسه ويحلق بعيدًا.
ثم نظرت إلى الحجارة الصلبة، إلى البحر الذي يحتضن الجزيرة الصغيرة المعزولة، يقبلها من كل الجهات، سألت نفسي:
لماذا فكر هذا الفنان في نحت هذا الصخر الصلب ثم تركه في العراء بعد أن أبقاءه تحت سر الضوء والشمس ومضى؟
أي كائن زاره في منامه وأيقظه من نومه ودفعه دفعًا أن يرسم هذه اللوحات ويزين التماثيل نحتًا على الجدران الغرانيتية في مكان معزول.
هل هو للبقاء في العزلة؟ للتحدث مع الإله؟
شعرت أن هذا المبنى يتحدى الزمن ويدافع عنه. كل نقطة فيه هندسة وفن في انسجام متداخل. وتداخل بين بقايا الوثنية والزمن.
ثم قلت إنه الفن.
سألت نفسي، لماذا فكر هذا الفنان في نحت هذا الصخر الصلب ثم تركه في العراء بعد أن أبقاءه تحت سر الضوء والشمس ومضى؟
أي كائن زاره في منامه ويقظته دفعه دفعًا أن يرسم هذه اللوحات ويزين التماثيل نحتًا على الجدران الغرانيتية في مكان معزول. هل هو للبقاء في العزلة؟ للتحدث مع الإله؟
شعرت أن هذا المبنى يتحدى الزمن ويدافع عنه. كل نقطة فيه هندسة وفن في انسجام متداخل. وتداخل بين بقايا الوثنية والزمن.
ثم قلت إنه الفن.
ذهبت إلى الدير ودخلته، رأيت عددًا من الرهبان في خلوة وفي تأمل. جائني صوت الموج وزمجرة الحجارة والريح يدفعان ماء البحر جانبًا. كانوا في حالة صمت مطلق. راكعين على ركبهم يتعبدون. لم يهتموا بوجودي وربما نسوا أنفسهم.
وربما أن ذهن كل واحد منهم لم يكن معه في هذه اللحظة. ففي لحظة التأمل القصوى ينفصل الإنسان عن نفسه ويحلق بعيدًا.
لماذا كان الأكراد قبائل رحل في فترة السلطنة العثمانية كلها إلى حين انهيارها؟
لماذا كانوا يرفضون التوطين والاستقرار في أماكن تواجدهم؟
ولماذا كانوا أداة طيعة في يد السلطان ينفذون مآربه السياسية دون شروط مسبقة؟
كما هو معلوم أنهم جزء من النسيج الاجتماعي للمنطقة لهم موسيقاهم ولغتهم وفنونهم وغناءهم الحلو الشجي.
وكان هناك عشائر كردية وأرمنية مشتركة يتكلمون اللغة الكردية كرشكوتا وسينكا وراما وغيرها، وعاشوا معًا.
قسم منهم شارك في الإبادة والقسم الآخر أنقذهم.
وهذه المعلومات عرفتها منذ خمس سنوات. وكانت مفاجئة لي.
كيف تراهن على النظام الدولي، وتطالبه أن يتدخل في بلدك، وشعبك نازل إلى الشارع، مطالبًا بحقه في الحرية والديمقراطية، ويطرح نفسه رقمًا سياسيًا واجتماعيًا وإنسانيًا.
أليست هذه جريمة، بحق المجتمع السوري، الذي دفع الغالي والثمين، ثمن هذه الرعونة السياسية الذي كلفه الموت والخراب والدمار والتشرد والفقر والجوع واللجوء؟
من يتحالف مع الفاشية، فاشي. ومن يحارب الفاشية بالأساليب الفاشية، فاشي.
إن الثورة السلمية، تحتاج إلى قوى اجتماعية وسياسية على مستواها الحضاري والاجتماعي والإنساني.
إن السلمية إن لم تنتصر اليوم، ستنتصر للمستقبل، سترسخ قيم عليا، الاعتدال، التوازن الاجتماعي والنفسي، الانتصار للذات الوطنية والشخصية والمجتمع.
كان يجب ان تبقى سلمية حتى لو هزم المجتمع. هزيمة المجتمع في هذه الحالة انتصار له. المجتمع لا يهزم إلا من داخله. كما حدث قبل ستة أعوام ونصف. فكر في الموضوع معي وسترى كيف كنا سنبني قيم اجتماعية وسياسية بناء على هذه التظاهرات التي قام بها الناس. حمل السلاح كانت رغبة النظام، والنظام الدولي
الذين راهنوا على التسليح والتدخل الخارجي، عليكم أن تخجلوا من أنفسكم.
إذا لم يكن لديكم القدرة على الانتحار خجلًا وخسة، على الأقل، ننتظر منكم أن تقدموا استقالتكم، أن تنقلعوا من السياسة، وتعتذروا للتاريخ.
وإن تخرجوا من الساحة السياسية، وإلى الأبد، لتفسحوا المجال للأجيال الجديدة أن تأخذ دورها، لربما تقدم جديدًا.
كنتم وما زلتم، شركاء الأسد في الجريمة المنظمة التي وقعت على المجتمع السوري منذ العام 1970 وإلى الأن
أنتم الوجه الآخر للاستبداد والهزيمة وضياع البلد.
حاجتنا اليوم هي الثقافة التنويرية الجريئة، بعيدًا عن الدين، والطائفية والعنصرية.
هناك بعض الصغار يعملون في الحديقة الخلفية للثقافة، في السوق السوداء برعاية قطر، الأمارات والسعودية، تركيا، ايران وغيرها، يروجون لدين فات زمانه، ولدين جديد مسخ، علينا تعريتهم ورميهم في الزبالة
هل كانت الأوطان مجرد ظاهرة عابرة ولدت في زمن افتراضي, فرضته الظروف الموضوعية لصراع القوى على المستوى العالمي؟
أو يبدو أن الزمن الافتراضي للأوطان أنتهى, وهو في طريقه للتمزق إلى اشلاء.
أو أن الاحتكارات الدولية, ضاق بها وعليها هذا القيد الذي اسمه وطن, وتريد أن تمزقه وتفككه إلى قطع متناثرة.
يبدو أن التناقض بين السياسة والحاجات الوطنية من جهة, والاقتصاد المابعد وطني من جهة اخرى, سيفرض شروطه على المناطق الهشة حاليًا, وسيستمر ليأخذ في طريقه أوروبا وآسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية.
هل ستبقى الولايات المتحدة الدولة, الوطن, الوحيدة المستيدة هذا العالم في القرن الواحد والعشرين لتدير الاحتكارات والسياسات العالمية, وتصبح دولة فوق الحدود والأوطان كلها؟
هي أسئلة مطروحة ومشروعة وممكن مثارة؟
أخشى ان تتحول مهمة البعثة العربية في سوريا الى مجرد عامل فصل بين الشارع, والنظام لإطالة أمد السلطة.
أغلبنا, يريد أن يأكل من وليمة الدم الطافح الأن. آه, كم كريه هو الإنسان.
الديمقراطية, هي مؤسسات فاعلة, رقابة, قوانين فاعلة, إدارة الدولة دون محسوبيات طائفية أو قومية او دينية. الديمقراطية تهيء الانسان لتدخله للحداثة والعصرنة. فصل السلطات, السلطة القضائية, والتشريعية مستقلان وفاعلان. بالتأكيد أعداء الديمقراطية أكثر من اصدقائها سواء من الداخل أو الخارج.
دائمًا أقول أن الغرب احتكر الديمقراطية لنفسه وهمش باقي البلدان. ولن تكون فاعلة وحقيقية إذا بقيت في شقها السياسي فقط.
الرأسمالية نظام قلق, غير مستقر, لو يقدر يخلق الحروب في العالم كله, يشعلها عن بكرة أبيها, لفعل. المهم أن يحقق مصالح نخبه.
لو يقدر يخلق الفوضى في العالم كله, ليس هناك مشكلة, لو يقدر يتحكم بها, فسيفعل.
إن نظام النخب لن يتورع عن فعل كل شيء, حرق, ذبح, تدمير كيانات اجتماعية كاملة, وإعادة إنتاجها بما يحقق مصالحه, فإنه لن يتورع عن فعل ذلك.
الحروب ستستمر, ما أن تتوقف في بلد ما سرعان ما ستشتعل في مكان أخر. لهذا علينا كمجتمعات إنسانية أن نحضر أنفسنا لتلقي الضربات.
وهذه النخب, لا يهمهم تاريخ, آثار, بيئة, إنسان, حيوان أو شجر. إنهم وحوش بثياب أنيقة وربطة عنق.
ومشكلتنا, إننا نحلل, ونكتب, دون قدرة فكرية وموضوعية في الخروج من النفق.
القضية الارمنية مثل أية قضية إنسانية, وسياسية, دخلت البازار السياسي الدولي, شد ورخي, لمصلحة هذه الدولة أو تلك.
يمكن في المستقبل تتحول الى قضية نبيلة بامتياز ويمكن حرقها بالكامل. وتتحول إلى منفضة سجائر . هناك صهاينة يعملون على اعلاء قضيتهم, وطمس بقية القضايا.
اتمنى أن أرى أنف اليهودية المسيسة يمرغ في الوسخ
جميع الثورات عبر التاريخ تمحورت حول السلطة, المال والنفوذ والسيطرة.
جميع الثورات فاشلة, وستبقى فاشلة, لانها ستعيد انتاج ذات الفئات الفاسدة, النهمة للمال وشبق حب السيطرة بوجوه أخرى
بوجود السلطة, لا إنسان, لا استقرار, لا حب, لا انتماء, لا أخلاق, لا قيم ومبادئ. اغتراب ما بعده اغتراب, غربة عن الوجود والوجود. وركض دائم, وراء السراب, كصخرة سيزيف المملة.
السلطة منتجة للقلق والانقسام الاجتماعي, فقير غني, امرأة رجل, فوق تحت, اعلى اسفل. حتى مدلولات اللغة تخدم هذا التوجه.
إننا ندور حول المفهوم ذاته, السلطة, التي تنتج دائمًا, فئات اجتماعية على مقاسها. نقاوم, نثور, نتمرد, لنقع في ذات الحفرة, نعيد انتاج وتشكيل فئات اجتماعية جديدة, على مقاس الفئات الاجتماعية القديمة بوجوه أخرى.
لتغيير رحى الطاحون, علينا الشغل على مفهوم السلطة, كيف يمكن تغييره, ليتم الانتقال النوعي إلى عالم الإنسان
بغير هيك, هو جنس دون حبل, عقر ما بعده عقر.
من يريد أن يكتب, يجب أن يقرأ كثيرًا. يجب أن يقرأ التاريخ المحلي والعالمي, الكتب الفكرية والسياسية, الدين, الأدب, الفنون. إن يكون لديه اطلاع شامل على كل ما يتعلق بالنهر الإنساني العام
تغيير مفهوم السلطة هو المدخل لتغيير عالم الإنسان. ما دمنا ندور حول المفهوم القديم للسلطة, سيبقى عالمنا ماسورًا, قلقًا, مملوءا بالكره والحروب والقتل والسرقة. والأهم سيبقى الإنسان مغتربًا.
المشروع العنصري الأمريكي لمحاربة الارهاب, زرع في داخل كل إنسان على هذه المعمورة الكره والعنصرية والحقد والتطرف. أكاد أقول, لا يوجد إنسان لم يتلوث بهذا المرض الخطير.
إننا ذاهبون إلى الخراب والدمار والموت المجاني برحابة صدر, لمصلحة فئات نافذة, حقيرة, ساقطة ووسخة, في هذا العالم. يضحكون علينا, على عقولنا الصغيرة, ويدفعوننا إلى خراب أنفسنا وعقولنا وبلداننا.
مشكلتنا ليست في الإنسان الآخر, المختلف عنا, سياسيا, دينيًا, فكريًا. مشكلتنا في السياسات التي ترسم لنا من فوق, فوق أحجار الشطرنج العالمية, التي تقسمنا في العمق والسطح.
سكب لها نبيذًا وقدمه لها بكل رقة. ووقف ينتظر وقوفها إلى جانبه. أصبح الليل سعداًنا اخرس, نبيلًا ينثر الرشاقة على الزمن.
أمل أن يعي شعبنا في سورية أن الممارسة الطائفية في السياسة, كسند لها في تدعيم موقفها لن يجلب لها ولنا الا الخراب.
الانتماء إلى وطن جامع, وطن ينتمي إلى السياسة في الممارسة السياسية كبديل عن الحمولات الفارغة, دينية أو مذهبية أو طائفية أو قومية. هذه القضايا ولى زمانها. وهذا الزمن صعب جدًا. الجميع يحتاجون إلى الجميع, إلى النقاء السياسي في الفكر والممارسة.
تغيير بنية المجتمع يستدعي تغيير المفاهيم السائدة. بنية مفهومية كاملة تحتاج إلى نفضها وتغييرها بالعمق, على المستوى الافقي والعمودي, هذا التغيير سيتناول الدين, الثروة الاجتماعية, العقل السياسي, بنية الدولة كلها. ما يحدث في عالمنا الان, الانتفاضات العربية الكريمة خطير للغاية, مقلق, لانه يدق اسفينا من الجمر في شرايين المنظومة السياسية الكونية التي جرى السهر عليها وترتيبها, ويدخل في الاماكن الخطرة للدول النافذة فيه
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟