أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيثم بن محمد شطورو - النشوة الحارقة للذاتية المتعالية















المزيد.....

النشوة الحارقة للذاتية المتعالية


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 8092 - 2024 / 9 / 6 - 04:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما النشوة إلا أنين الإشتياق. الإشتياق إلى النشوة الأولى القابعة في خبايا الشعور، في خبايا الجسد، في خبايا الجسد المُروحن. الجسدي شبه المطلق في حركته ونشاطه اللعبي الممتع في المتعة المرجوة المطلوبة المُعاشة دون أي هدف آخر. المتعة في ذاتها. إنها المتعة الحرة المنسابة.. ما النشوة إلا أنين الإشتياق إلى الطفولة الفردوسية المنسية في تفاصيلها وزخم مشاعرها وروائحها اللذيذة. الطفولة البريئة وبراءتها في انعدام القصدية فيها سوى طلب اللذة. كأنها تقول أننا أتينا من عالم اللذة ونتدحرج شيئا فشيئا في عالم الألم. البريئة من هدف المصلحة، البريئة من أي هدف خارجها لإرضاء القيمة الإجتماعية. تلك المتعة شبه الملائكية، الملاك الطفل القابع في خبايا النفس، في مدافن الشعور ومدافن الجسد الذي غدا له تاريخ نمو، وما ذاك إلا تاريخ التـشوهات المتلاحقة للبراءة الأصلية. تاريخ الأبلسة المتـنامية شيئا فشيئا للملائكية فينا، حتى أنه يُقال، كلما كبر الإنسان كلما فسد. فساد الطبع حتى تغدو البراءة بلاهة في نظر الوعي الإجتماعي الذي نحمله ونبارك العقلانية والنضج المتـناميتين بتـنامي قـتل البراءة والانسيابية والصدق مع الذات وتنامي الخوف من الآخر ومن ذواتـنا، لنكون كائنات ممسوخة كاذبة غير حقيقية تعتاش حياة غير حقيقية ويُخيل لها أنها تؤمن بأشياء بينما لا تؤمن فعليا إلا بخوفها وارتعابها من كل شيء، فمن لا يملك ذاته لا يمكنه أن يتملك وجوده، وبالتالي لا يمكنه أن يؤمن فعليا بأي فكرة لأنه عمل على تجريد نفسه من ذاتيته الحرة، فكيف للقامع نفسه أن يؤمن فعليا بأي فكرة؟ إنه مجرد ترنيمة جنائزية حزينة تبعث صدى موت الذات يوميا منذ صحوه إلى غاية منامه.
الوعي الإجتماعي الذي يتمحور في النهاية حول مطلبين أساسيـين وهما حفظ الأمن وحفظ الأكل. كأننا نعيش لنأكل بمثل ما أننا نأكل لنعيش.تأمين الطعام وكل الآثام المترتبة عن مطلب حفظ البقاء على حساب الآخرين والحيوانات بل على حساب الطبيعة في ذاتها، في عصر الصناعة والرأسمالية، و التي أفسد الإنسان نظامها وها هي تهددنا بانتحارها وانقراض جميع من فيها بما فيه الإنسان.
المطلب الإجتماعي اليوم الذي يظهر أنه تـنامى تاريخيا نحو الحضارة الأرقى، غدا في عصر الرأسمالية التضحية بالذات لأجل الإستهلاك المتـنامي. غدت الحضارة ليست استجابة للحاجات بل اختلاقها أو تمثلها وفق الدعاية الاستهلاكية فتغدو كأنها مطلب تقف عنده الحياة برمتها بمثل ما كانت تقف أمام الجوع وطلب الأكل. تحول الاستهلاك إلى قيمة في ذاته وتحول تقييم النفس وفق ما تستهلك وما تملك من سلع وكل ذلك يسبح في محيط من الكلمات المموهة حول الرفاه والسعادة فتم ابتذال المشاعر وفق نمطية الاستهلاك. تحولت قيمة الإنسان إلى مجموع بطاقات فترتفع القيمة بمقدار تزايد قيمة البطاقات. البطاقة البنكية. السيارة ونوعها. البيت وقيمته وموقعه. السفريات ومواقعها. الرحلات السياحية. أي يتحول الإنسان برمته إلى خارجه. وهكذا تتكاثر جميع الصور الباهتة التي يغرق فيها إنسان اليوم في مهرجان غبي مجنون تضيع فيه الذات الإنسانية عن نفسها. يعيش ليأكل ويأكل ليعيش وانتحار يومي لذاتيته الروحانية الفردوسية الفعلية، وأمام رعب الموت يكون كأنه لم يعش ولو للحظة واحدة. وهنا يتقاطع النمو الفردي للجسدي الشعوري بحيث كلما كبر الإنسان كلما فسد، مع التقدم التاريخي فيكون التوصيف، كلما تقدمت الحضارة كلما فسد الإنسان، بل كلما بهت وغدا شبه إنسان..
ولكن، بعيدا عن منطق الحتمية التاريخية المغالي في السذاجة القدرية في كثير من جوانبه، فالإنسان له القدرة الأصلية دوما على الثورة على واقع محوه. تمرد الذاتية الإنسانية لإثبات وجودها، أو لعيش وجودها الروحي، أو بالأحرى تمردها لتكون هنا على الأرض بنورها الملائكي الجوهري. ثورة تلك البراءة الملائكية المتعية المطلقة على واقع يمحو تلك الذاتية. ربما يعود ذلك إلى ما عبر عنه الفيلسوف "برغسون"، في محاضرة ألقاها في "جمعية البحث النفساني" بلندن سنة 1913، حيث قال: " الكثير من الوقائع تبدو وكأنها تدل على أن الماضي يـبقى ويدوم حتى في أدق تـفاصيله، وأنه لا وجود للنسيان الحقيقي. لقد سمعتم ما ذُكر عن الغرقى وعن المشنوقين يقصون، بعد إنعاشهم وإحيائهم، كيف رأوا بشكل واسع وبخلال لحظة كل ماضيهم.. الأوالية الدماغية وظيفتها الدقيقة هنا أن تحجب عنا الماضي، وأن لا تُرينا منه، كل لحظة، إلا ما يمكنه أن ينير الوضع الحاضر، ويسهل علينا العمل،وبالتعتيم على كل ذكرياتنا باستـثـناء واحدة، باستـثـناء التي تهمنا والتي يرسمها جسدنا، بفعل المحاكاة- تستدعي الأوالية الدماغية هذه الذكرى المفيدة."
ويضيف برغسون استكمالا لسياق حديثه عن الوعي قائلا:" .. إذا كانت الوقائع المدروسة تقودنا إلى اعتبار الحياة العقلية أوسع بكثير من الحياة الدماغية، فإن البقاء بعد موت الجسد يصبح أكثر احتمالا... إن السبب الوحيد الذي يحمل على الاعتقاد بفناء الوعي بعد الموت، هو رؤيتـنا للجسد يتفكك، وتسقط قيمة هذا البرهان إذا كانت استقلالية الوعي بأكمله تقريـبا، عن الجسد، هي واقعة ملحوظة وثابتة".
فإذا كانت الذات وعيا بذاتها كحرية مطلقة، فهي كوعي أكبر بكثير من كل معطى فيزيائي مادي. إنها كوعي لا متناهية بما أنها غير محدودة بمقاييس فيزيائية وبالتالي فهي في اتصال بالمطلق.إنها كوعي إذن حرية مطلقة ومتعة مطلقة يرسم الجسد ويطبع الشعور بشيء من فردوسيتها في عهد البراءة الطفولية الأرضية، و بالتالي فالنشوة في عمقها هي أنين الإشتياق إلى الحرية المطلقة والمتعة المطلقة خارج هذا الحد الفيزيقي المحدود جدا والذي نسميه الحياة. وربما تكمن أحقية الذاتية المتعالية الحائزة على تشريف التاريخ الفكري الإنساني تكمن في معطى تحقيق الذات بما هي حرية حتى من هذه الحياة.
إننا هنا أمام الإنسان ككائن أخلاقي، روحاني في عمقه كوعي متسع جدا يكسر حدود الفيزيقي ومروحن كجسد. فربما نقارب التعبير عن ذلك بقول المفكر " ولتر ستيس" في كتابه " الدين والعقل الحديث" بقوله: " أعتقد أن برغسون كان على حق عندما ذهب أن للأخلاق مصدرين. أحدهما هو الضغط الإجتماعي للنظرة النفعية الخالصة، وهذا المصدر دنيوي طبيعي. أما المصدر الآخر فهو يكمن في التصوف الذي يتحد في نظرنا مع الدين في هوية واحدة. والغايات الأخلاقية التي تنبع من هذين المصدرين تناسب الواحدة منها الأخرى، وتنسجم وتـتـناغم معها، وتـنصهر تماما في المجتمع البشري، حتى أنها تصبح نتيجة لهذا الإنصهار لا يمكن التمييز بينها، وتظهر بوصفها مجموعة واحدة متجانسة في الغايات المثالية. أعني أخلاقا واحدة.".
شقاء الإنسان وروعته في نفس الوقت يتمثل في روحنة الطبيعة باعتباره هو في ذاته وحدة بين متناقضين.
تبدو لحظة إنبثاقة الذات في الواقع شبيهة بانفجار عين ماء من جوف الأرض. يبدو المشهد فجائيا. تحدي واقعي يهدد بمحو الذات. الذات الملائكية الروحانية متى ما تقاطعت مع واقع يهدد بانمحائها. إدراك ووعي للواقع كتهديد للذات فـتـنـفجر الذات فجأة. الإنسان الأخلاقي الصوفي في عمقه، الصوفي باعتباره السلام الذاتي العميق. السلام الفردوسي الذي تـنمحي فيه الأنا فتكون الذات العالم الكلي الفردوسي المتعي بإطلاق لانهائي مطلق شديد العذاب أو العذوبة. جسديا، تلك المتعية الطفولية تـنـفجر فجأة. ترى ماء عذبا متدفقا حرا. التدفق الحر يصرخ حرية بالحرية..
هكذا يمكننا أن نفهم حدث " آرون بوشنل" الجندي الأمريكي الذي أحرق نفسه وهو يصرخ بحرية بقوله "الحرية لفلسطين" أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأمريكية واشنطن. انفجر كعين ماء من جوف الأرض ليرتفع إلى مستوى الإنسانية برمتها. جندي في سلاح الطيران الأمريكي الذي يقتل الأبرياء حتما أو المدنيين حتما. السلاح الجبان الخالي تماما من كل معنى روحي سواء من شجاعة أو فروسية نبيلة أو تحدي في مقارعة عدو في نفس مستوى القوة أو أكثر قوة. إنه سلاح الجبناء الفتاك الذي يوهم بالقوة وما من قوة إلا في التدمير للأشياء أما روحيا فهو بما هو خال من كل روح فهو ضعيف جبان يقوم بتدمير نفسه لأنه يراكم أحقاد المظلومين القائمين للإنتقام من الجبناء. السلاح الجبان الذي أوغل في تراكم الوعي بالإثم الأخلاقي حتى انقلب من قذف نيران الجحيم من فيتنام إلى العراق إلى فلسطين ليتحول إلى إحراق نفسه أمام سفارة إسرائيل صارخا بألم السعير، بألم الجسد المروحن الحارق لواقع انمحاء الذات، لتنبثق ذاته الحرة الملائكية الكلية الفردوسية وسط لهيب واقع الحضارة الرأسمالية الطاغية ليصرخ "الحرية لفلسطين".. فلسطين الحرة أصبحت عنوان لحرية الذات الإنسانية في العالم. فلسطين الحرة هي الإنسان الحر المنبثق كذاتية ملائكية فردوسية متعية كلية. تلك السعادة العارمة في القلب. سعادة أن تكون حرا فعليا هي ما يعيشه اليوم الطلبة في الجامعات الأمريكية وجميع الصارخين المفتكين للفضاءات العامة في الغرب الرأسمالي صارخين بالحرية لفلسطين. صرخة الحرية تلك هي صرخة حريتهم وقد تماهت وتوحدت مع مطلب فلسطين الحرة، بما أن فلسطين الحرة هي عنوان سقوط عبادة المال لأجل الاستهلاك وانبثاق عبادة الله كحرية كلية مطلقة تبعث جوهر الإنسان من جديد في العالم. إنها صرخة الحرية من واقع المنظومة الرأسمالية التي خلقت واقع محو الذات الإنسانية كروحانية ملائكية متعالية. إنها ثورة الإنسانية المتعالية بذاتيتها الحرة المطلقة في الأعماق...
إنها نشوة الذاتية المتعالية في قوتها عند مجاهدة نفسها لرفع كتل المادة التي أثـقـلتها وغطتها تماما. إنها انبثاق السيلان اللذيذ الحارق الحر كحمم البركان المنفجر المفجر لأثـقال الصخور التي كانت جاثمة عليه. "آرون بوشنل" الفرد الملائكي الذي فجر ذاته الحرة والتي هي كلية في نفس الوقت، فجر كبركان أثـقال الآثام الغربية الرأسمالية المتوحشة الأنانية المادوية التي مات في أفق تفكيرها الإله وفق تعبير نيتشه، فغرقت في اللهاث المتدحرج دوما في التقدم المستمر في النهب والغطرسة والقتل في عملية تناسي الكينونة وفق تعبير هيدجر. لكن الغرب الإنساني في لحظة انكشاف الوعي بمحو الذات الإنسانية في دعم أنظمتها لإسرائيل التي تقوم بحرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني، انبثـقت عندها حقيقة واقع محو ذاتيتها وراء جميع مظاهر العالم الرأسمالي المبهر بالزيف.. ربما هي لحظة انبثاق الإنسان الأرقى وفق الرؤية النيتشوية..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الغربين
- طوفان الأقصى
- خرافية - اسحاق نيوتن-
- المُثقف المقيت
- جمالية القوة السياسية
- لماذا خُـلق الإنـسـان في القرآن؟
- الإنسان المتحول صرصارا
- في الثورة الإيرانية
- مشروع دسترة الثورة التونسية
- في تهنئة رئيس الجمهورية - قيس سعيد- بعيد الفطر
- في تأصيل فكرة الإشتراكية
- أي اشتراكية نريد؟
- الشمس
- البوط
- الصورة
- الفراشة
- آه يا عراق
- الإنهيار
- -يوم النفير- الغنوشي في تونس
- جانب من حقيقة الوضع السياسي الحالي في تونس


المزيد.....




- مطمور منذ أكثر من ألف عام.. رجل يكتشف خاتمًا مدفونًا بمحيط ق ...
- تسلل إلى الفناء الخلفي.. أسد جبلي يفاجئ رجلًا في منزله وهذا ...
- كاشفا استراتيجية التوغل في كورسك داخل روسيا.. قائد الجيش الأ ...
- السودان.. الكوليرا تودي بحياة 156 شخصا والإصابات بالآلاف
- واشنطن تدعو طاجيكستان للانضمام إلى طريق تجاري لا يمر بروسيا ...
- ملك الماوري الذي دعا إلى الوحدة في نيوزيلندا يوارى الثرى.. غ ...
- -هل ضحى الرهائن الإسرائيليون بحياتهم لبقاء نتنياهو في منصبه؟ ...
- تيم والز: ندعم إسرائيل ولا يمكننا السماح باستمرار ما يحدث في ...
- بعد ترؤسه قداسا حاشدا في إندونيسيا.. البابا فرنسيس يتوجه إلى ...
- -حاملات طائراتنا لن تبقى في المنطقة للأبد-.. تقرير يكشف عن ت ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيثم بن محمد شطورو - النشوة الحارقة للذاتية المتعالية