|
قراءة في كتاب الأستاذة مالكة عسال- الكتابة النسائية بين التحدي والتردي
محمد محضار
كاتب وأديب
(Mhammed Mahdar)
الحوار المتمدن-العدد: 8092 - 2024 / 9 / 6 - 00:27
المحور:
الادب والفن
الوقوف أمام التجربة الإبداعية والنقدية للكاتبة المغربية مالكة عسال يستدعي أولا التعريف بهذه القامة الأدبية التي لم تنل نصيبها من التقدير والاهتمام: مالكة عسال من مواليد 13/6/54 بمدينة ابن أحمد إقليم سطات، مارست مهنة التعليم، وهي قاصة وشاعرة وناقدة، اقتحمت عالم الكتابة متأخرة وبدلت مجهودا جبارا لتعوض السنوات المنفلتة من عمرها بعيدا عن سحر الإبداع وهوس الكتابة، وفي فترة وجيزة استطاعت أن تحقق ذاتها بل تتفوق عليها لتكسب حب العديد من القراء والمهتمين بالشأن الثقافي وأنا واحد من متتبعي مسارها الإبداعي عبر منتدى مطر وكذلك منتدى من المحيط إلى الخليج، حيث سجلت حضورا متوهجا سواء على مستوى الكتابة الإبداعية أو النقدية. من مؤلفات الأستاذة مالكة عسال نذكر: “مدن تحت المجهر ” مجموعة قصصية ــ” فراديس منفلتة ” مجموعة قصصية ــ لطيف المقال في الأدب والترحال ــ الكتابة النسائية المغربية بين التحدي والتردي ـــ الترميز في الشعر العربي الحداثي ـــالشعر الحداثي وإشكالية التنظير وسنركز في هذه القراءة الموجزة على منجزها النقدي: " الكتابة النسائية بين التحدي والتردي، الصادر سنة 2020م بالدر البيضاء مطبعة القرويين، يقع هذا الكتاب في حوالي تسعين صفحة، ويتضمن مدخلا هو عبارة عن سؤال: " ما هو الإبداع وما هي الكتابة كتعبير إبداعي ؟؟ " ثم لائحة بأسماء عدد من الكاتبات المغربية، في حين تم تخصيص الحيز الأكبر من الكتاب لنماذج إبداعية نسائية، تهم على التوالي: -الأستاذة مريم بن بخثة -الأديبة ثريا لهراري الوزاني -الأديبة زينب سعيد -الأديبة خديجة رتنان قبل الولوج لمتن الكتاب لابد من المرور عبر عتبته أو عتباته، والغلاف هو أول ما يجذب انتباهنا في هذه العتبات، حيث تتوسطه لوحة فنية تشكيلية لمحمد لعروصي، تتضمن أشكالا متداخلة تمتزج فيها ألوان حارة (الأحمر والأصفر والبرتقالي) وألوان باردة (الأخضر والأزرق والبنفسجي) والأكيد أن لكل لون دلالة نفسية معينة، وتنكشف هذه الأشكال عن وجوه نسائية ثلاثة، بعيون تختلف زوايا النظر عندها في إشارة لاختلاف وجهات النظر وتعدد الرؤى، الأكيد أن لكل لون دلالة نفسية معينة، وتدل على معنى واضح، فاللون الأحمر يرتبط بلون الدم وهو من الألوان الجريئة التي تعبر عن التضحية، أما الأصفر فهو لون الشمس ويرمز للدفء والطاقة والحيوية ومزيج من التميز والقوة، و يرمز اللون الأزرق إلى السقم بسبب تلون الكدمات بلونه، ولكنه أيضا لون السماء الجميل الصافي ولون البحر، وهو يدل على الهدوء والرقة والطمأنينة. أما البنفسجي فينسب إلى زهرة البنفسج وهو ناتج عن خلط اللونين الأحمر والأزرق، وهو لون يشعر بالخيال والرومانسية وتدفق الأفكار . أعطى علم السيميولوجيا أهمية كبرى للعنوان إذ اعتبرته أساسيا في مقاربة النص الأدبي، وبوابة لِدخول أغوار النص، واستنطاقه. واعتبره شولز:”خالق النص الأدبي ومانحه الهوية" ، إن العناوين تكون دائما مخاتلة وحمالة أوجه، وعنوان الكتاب الموسوم ب " الكتابة النسائية بين التحدي والتردي" يجبرنا على التوقف لحظة أمام دلالته ومحاولة استنطاقها لفهم الحمولة العميقة التي تواجهنا من خلال ثنائية التحدي/التردي باعتبارها بمثابة سؤال يرفع في وجه الكتابة النسائية، وقبل الإجابة على هذا السؤال لا بد من طرح سؤال قبلي وهو هل هناك كتابة نسائية وأخرى رجالية؟ هذا ما أجابت عنه الكاتبة في مدخل" ما هو الأبداع وماهي الكتابة كتعبير إبداعي" تقول مالكة عسال :"والإبداع حكر على الجنسين معا ذكورا وإناثا دون استثناء بمفهوم آخر هو قوة أو موهبة يبزغ لهيبها في أفق التجربة انطلاقا من أوضاع القلق والمعاناة التي يعيشها المبدع أو المبدعة، ترتكز على تشابه المشاعر والخبرة الفنية والجمالية، وتشغيل المخيلة كعناصر مشتركة بين الجنسين، خلافا لما يلهج به البعض في أن الكتابة النسائية لها خصوصيات تميزها عن الكتابة الذكورية ، تعود إلى إفراط الحساسية لدى المرأة وتأجج عاطفتها ورهافة حسها" وتخلص فيما بعد الكاتبة مالكة عسال، إلى أن هناك قواسم مشتركة بين الرجل والمرأة على مستوى التفكير و الإحساس والتخييل يتم توظيفها من طرف الرجل والمرأة معا في إبداعاتهما من مختلف الأجناس، وبالتالي ترى أنّ الجوانب الفيزيولوجية و نوعية الجنس لا تأثير له على المنتوج الأدبي والفني. كما أن الكاتبة عملت على تقديم أنطولوجيا خاصة بالمبدعات المغربيات سواء كن رائدات أو من الأجيال اللاحقة وقد حرصت على أن تكون لائحة المبدعات شافية ضافية، فهي تضم أسماء لكاتبات بصمن على مسارات إبداعية وأكاديمية مميزة كمليكة الفاسي وخناثة بنونة ومالكة العاصمي ورفيقة الطبيعة وفاطمة المرنيسي، وأيضا أسماء لكاتبات لم ينلن حظهن من الانتشار كمريم بن بخثة وصفية أكطاي وخديجة رتنان، نبيلة حماني والسعدية حسمي. واختارت الكاتبة في الجزء الثاني من كتابها أن تختص أربع كاتبات هن على التوالي: -الأستاذة مريم بن بخثة -الأديبة ثريا لهراري الوزاني -الأديبة زينب سعيد -الأديبة خديجة رتنان بقراءات قيمة، كشفت من خلالها الأستاذة مالكة عسال عن علو كعبها في مجال النقد الأدبي إذ كانت دراساتها لتجربة الكاتبات الأربع مبنية على أسس نقدية توظف مناهج تعتمد على التحليل والتفسير ثم التقييم، ومتسلحة بأدوات نقدية لمقاربة الخطاب الأدبي للكشف عن العلاقات الدلالية التي تجمع أطراف النص ومتوالياته، ( الأضداد، التقابل، التفصيل ...) وكذلك لاستكشاف مدى التزام الكاتب بالعناصر الواجب توفرها في أي منجز إبداعي وهي: العاطفة والخيال والأسلوب والمعنى، علما بأن الأجناس الأدبية قد تختلف في حدود توظيف العناصر المومأ إليه سابقا، فالشعر يركز على الخيال متوسلا بالصور الشعرية سواء مفردة أو مركبة، أو كلية، وبالاعتماد على أدوات هي: الاستعارة التشبيه والكناية. في حين نجد أن الجنس السردي يركز على السياق اللغوي والبلاغي، وهذا راعته الكاتبة وهي تقارب كِتابات الأديبات المشار إليهن سابقا. وقد اعتمدت الكاتبة في بحثها على مجموعة من المراجع القيمة وهي كالتالي: المرأة ضد المرأة مجلة إبداع العدد5مايو 1995م بقلم نعمات البحراوي المرأة والإبداع التشكلات الدلالية للحرية والاحتجاج في نصوص مغربية قديمة للناقد المغربي عبد الرحمن التمارة كتاب المرأة والجنس للدكتورة نوال السعداوي المرأة والإبداع موقع الحوار المتمدن بقلم الدكتور محمد برادة
#محمد_محضار (هاشتاغ)
Mhammed_Mahdar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في ديوان الشاعرة ميادة مهنا سليمان -قصير فستان صبري-
-
تجربة حياة
-
قيود الحلم
-
الأحلام لا تشيخ
-
كلمات الميتة
-
رفح سيدة المراثي
-
شغف الانبعاث
-
أسوار التاريخ
-
ليلة العيد
-
فريضة الاجتراح والخطيئة
-
أمّ البنات
-
غزة .. صوت المجهول
-
غزة تستغيث
-
ملحمة انبعاث وانبثاق
-
ارتدادات وجدانية على هامش الزلزال
-
حبيبتي
-
قراءة نقدية في ديوان قيظ الهجير للشاعرة المغربية الطاهرة حجا
...
-
قراءة نقدية في مجموعة قل لهم أن يتمسكوا بأحلامهم لخديجة برعو
-
سقوط غير حرّ
-
التباس
المزيد.....
-
وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث
...
-
وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه
...
-
تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل
...
-
تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون
...
-
محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا
...
-
الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا
...
-
روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم
...
-
كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا
...
-
مركز -بريماكوف- يشدد على ضرورة توسيع علاقات روسيا الثقافية م
...
-
“نزلها حالا بدون تشويش” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2025 Ma
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|