أكد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 8092 - 2024 / 9 / 6 - 00:27
المحور:
الادب والفن
اختيار وإعداد الغزالي الجبوري - ت: من الإيطالية أكد الجبوري
"الزعيم، الحزب، هل هم عناصر من الطبقة العاملة، هل هم جزء من الطبقة العاملة، هل يمثلون مصالحها وتطلعاتها العميقة والأكثر حيوية، أم أنهم مجرد فائض عنها، مجرد تركيب عنيف؟ " (أنطونيو غرامشي)
مقال للسياسي وعالم الاجتماع والصحفي الإيطالي أنطونيو غرامشي (1891 - 1937). نُشر في (نصوص من دفاتر الملاحظات لعام 1929 و1930 و1931).
النص؛
كل دولة هي دولة دكتاتورية. لا يمكن لأي دولة أن تفتقر إلى حكومة مكونة من عدد صغير من الرجال الذين ينظمون بدورهم حول حكومة تتمتع بقدرة أكبر وبصيرة أكبر. وما دامت الدولة ضرورية، وما دام من الضروري تاريخياً حكم الناس، أياً كانت الطبقة الحاكمة، فإن مشكلة وجود رؤساء، أو وجود "رئيس" سوف تنشأ.
أن بعض الاشتراكيين الذين يواصلون تسمية أنفسهم بالماركسيين والثوريين يقولون إنهم يريدون دكتاتورية البروليتاريا، ولكن ليس دكتاتورية "الرؤساء"، والفردية، وشخصنة القيادة؛ إن قولهم، أي أنهم يريدون الديكتاتورية، ولكن ليس بالطريقة الوحيدة الممكنة تاريخيًا، يكفي للكشف عن توجه سياسي كامل، وإعداد نظري "ثوري" كامل.
في مسألة دكتاتورية البروليتاريا، المشكلة الأساسية ليست مشكلة التخصيص الجسدي لوظيفة القيادة. وتتكون المشكلة الأساسية من طبيعة العلاقات التي تربط القادة أو الرؤساء بحزب الطبقة العاملة، والعلاقات القائمة بين ذلك الحزب والطبقة العاملة. هل هي علاقات هرمية عسكرية بحتة، أم أنها تاريخية وعضوية بطبيعتها؟ الرئيس، الحزب، هل هم عناصر من الطبقة العاملة، هل هم جزء من الطبقة العاملة، هل يمثلون مصالحها وتطلعاتها العميقة والأكثر حيوية، أم أنهم مجرد فائض عنها، مجرد تركيب عنيف؟ كيف تم تشكيل هذا الحزب، وكيف تطور، وبأي عملية تم اختيار الرجال الذين يقودونه؟ ولماذا أصبح حزب الطبقة العاملة؟ فهل حدث ذلك بالصدفة؟ المشكلة إذن هي مجمل التطور التاريخي للطبقة العاملة، التي تتشكل ببطء في النضال ضد البرجوازية، وتحقق بعض الانتصارات وتتكبد العديد من الهزائم؛ وليس فقط الطبقة العاملة في بلد واحد، بل الطبقة العاملة في العالم بأسره، باختلافاتها السطحية ولكن المهمة للغاية في كل لحظة معزولة، وبوحدتها وتجانسها الجوهريين.
وتصبح المشكلة مشكلة حيوية الماركسية، كونها أو عدم كونها التفسير الأكثر أمانًا والأكثر عمقًا للطبيعة والتاريخ، وإمكانية أنها تمنح الحدس اللامع للرجل السياسي طريقة معصومة من الخطأ، وأداة بالغة الدقة لتحليل الطبيعة والتاريخ. استكشاف المستقبل، والتنبؤ بالأحداث الجماهيرية، وتوجيهها والسيطرة عليها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2024
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 9/06/24
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).
#أكد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟