أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - انيس الرحمن - بنغلاديش: بلد مسالم يتعرض للهجوم














المزيد.....

بنغلاديش: بلد مسالم يتعرض للهجوم


انيس الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 8092 - 2024 / 9 / 6 - 00:26
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بقلم أنيس الرحمن ‏

لا تنقل تقارير وسائل الإعلام الإخبارية صورًا حقيقية من بنغلاديش خلال هذه الاضطرابات ‏السياسية. فالبلاد تشهد ‏ ديمقراطية الغوغاء والاستبداد. بعد السقوط المروع للشيخة حسينة، دخلت ‏بنغلاديش حقبة جديدة بحكومة غير حزبية يرأسها رجل الأعمال الحائز على جائزة نوبل والمدعوم من ‏الولايات المتحدة، المصرفي محمد يونس‎.‎

سقط نظام حسينة في انتفاضة ضخمة قادها الطلاب. وبعد نهاية حكمها، شهدت البلاد ‏تدميرًا واسع النطاق للمنحوتات والأكاديميات والمتاحف والمكتبات. وشمل الدمار تماثيل الرئيس ‏المؤسس للبلاد، بانجاباندو الشيخ مجيب الرحمن، والشاعر البنغالي الحائز على جائزة نوبل رابندراناث ‏طاغور، والفنانة البنغالية الحديثة الرائدة شيلباتشاريا زين العابدين، والكاتبة النسوية الرائدة بيجوم ‏رقية، وأبطال حرب التحرير في البلاد عام 1971. لقد نهب الجناة البنوك وحدائق الحيوان والمحلات ‏التجارية والمنازل‎.‎
كما اغتصب الجناة العديد من الفتيات والنساء. وأحرقوا الفنادق حيث قُتل العديد من ‏الأشخاص، بما في ذلك الأجانب. وخربوا المعابد الهندوسية، وقتلوا وطردوا العديد من عائلات الأقليات ‏العرقية، وخاصة الهندوس والبوذيين. كما تعرضت العائلات المسلمة ذات التوجه العلماني للهجوم. ‏وقتل المئات من الأطفال والنساء والرجال. وأحرقوا استوديوهات الموسيقى والمسارح والأعمال الفنية ‏والآلات الموسيقية. ودمروا المزارات (الأضرحة) على غرار ما فعلته داعش في العراق وسوريا. وعلاوة على ‏ذلك، هدموا حتى مركز أنديرا غاندي الثقافي الدولي والأكاديمية الوطنية للأطفال‎.‎

ودمروا وسائل النقل والمدارس والمستشفيات. ليس هذا فحسب، بل خربوا السجون ‏وساعدوا العديد من السجناء على الهرب. فمن هم؟ هل يبدو أنهم متعصبون إسلاميون يحملون إرث ‏طالبان أو داعش أو القاعدة؟ إن ما يحدث في هذه الدولة العلمانية ذات الأغلبية المسلمة أمر مثير ‏للقلق. ألا تشبه هذا الأحداث ما وقع في أفغانستان وليبيا والعراق وسوريا في العقد الأول من القرن ‏الحادي والعشرين؟ إن ما نشهده في بنغلاديش اليوم يصعب وصفه بالكلمات. فعلى الرغم من ظهورها ‏كدولة علمانية وتقدمية واشتراكية بعد حرب التحرير عام 1971 تحت قيادة بانجاباندو الشيخ مجيب ‏الرحمن، فقد تآكلت المبادئ الأساسية للبلاد على يد الأنظمة المتعاقبة، العسكرية والمدنية، على مدى ‏العقود الخمسة الماضية‎.‎
وقد نُسب إلى نظام الشيخة حسينة الفضل في تحقيق تطور كبير، لكنه تعرض أيضًا لانتقادات ‏بسبب فشله في السيطرة على الفساد وكونه "استبداديًا". فقد حاولت تحقيق التوازن بين العلمانية ‏والقوى الإسلامية في دولة يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة 91٪ منهم مسلمون. وفي هذا السياق، ‏يرغب أكثر من 80% من السكان المسلمين في تطبيق الشريعة الإسلامية في بنغلاديش، على غرار ‏أفغانستان والمغرب والنيجر وباكستان والعراق، وفقًا لتحليل أجراه مركز بيو للأبحاث ومقره واشنطن‎.‎

وإدراكًا منها لهذا، وبدلًا من إيجاد طرق أخرى لكبح جماح التعصب المتزايد، أعطت حسينة ‏الأولوية للتسوية مع الجماعات الإسلامية للحفاظ على السيطرة وإدارة البلاد في ظل نظام رأسمالي ‏ليبرالي شبه تقدمي. وعلى الرغم من الصورة العلمانية لحزبها، رابطة عوامي، فقد قبلت القيادة العديد من ‏المطالب من الجماعات الإسلامية التي تناقضت مع بيان الحزب ومبادئ أول دستور للبلاد. في ‏الثمانينيات، فرض حاكم عسكري الإسلام كدين للدولة، متجاهلًا دستور البلاد لعام 1972، الذي ‏تأسس على أربعة مبادئ: الديمقراطية والاشتراكية والقومية والعلمانية. لقد بدأت العلمانية والاشتراكية ‏في البلاد بالتدهور في أواخر سبعينيات القرن العشرين بعد اغتيال قادتها المؤسسين، ولم تتعاف ‏بنجلاديش بالكامل بعد‎.‎
لقد وصل الوضع الآن إلى أسوأ نقطة له فيما يتعلق بالثقافة العلمانية والتقدمية‎.‎فبعد سقوط ‏حكومة الشيخة حسينة، تعرضت الأسر الهندوسية في حوالي 30 من المقاطعات الـ 64 للهجوم. حاول ‏العديد منهم الفرار. وترك الأجانب والدبلوماسيون مناصبهم. وفي خضم هذا التعصب، فشلت ‏السلطات في فرض السيطرة. وفي بعض الحالات، شوهد الجنود واقفين متفرجين فقط. حتى أنه شوهد ‏أفراد عسكريون يشاركون في تدمير تمثال الأب المؤسس‎.‎

بعد سقوط نظام الشيخة حسينة مباشرة، عقد قائد الجيش اجتماعًا مع زعماء الحزب ‏الإسلامي المحظور، الجماعة الإسلامية، من بين آخرين. كان زعيم الحكومة غير الحزبية المدعومة من ‏الجيش في بنجلاديش، محمد يونس، صديقاً لكل من الجماعات الإسلامية والقومية في بنجلاديش ‏والدول الغربية. ومع ذلك، لم يكن صديقاً للمجموعة السياسية التي تدعم ثورة 1971. ويتهمه كثيرون ‏بأنه مصرفي "مصاص دماء" يستغل الفقراء و"مفضل لدى الغرب" ويدافع عن الخصخصة. وقد يعيق ‏هذا في نهاية المطاف عودة البلاد إلى جذورها كدولة رفاه ذات ثقافة علمانية وديمقراطية. فالظروف ‏الحالية تشير إلى أن نظام يونس "الإسلامي" المدعوم من الجيش قد يكون نسخة طبق الأصل من نظام ‏حامد كرزاي في أفغانستان. وإذا ثبت خطأ هذه التكهنات، فسوف يكون ذلك مريحا للجميع‎.‎

أنيس الرحمن، شاعر وكاتب مسرحي سويدي بنغالي، هو رئيس تحرير‎ upplittmagasin.se
ترجمة: مأمون الزائدي



#انيس_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سبعة عمال من «وبريات سمنود» على الأسفلت.. والاضراب يدخل يومه ...
- تجديد حبس عبد الدايم والانصاري 45 يومًا.. على خلفية «بانر فل ...
- مواجهات بين الشرطة الاسرائيلية والمتظاهرين في تل ابيب+فيديو ...
- تحضيرات لاشهار مكون سياسي جنوبي لتصحيح اوضاع ابناء الجنوب ال ...
- الاعلام العبري: مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين حاولوا قطع احدى ...
- الاعلام العبري: مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين حاولوا قطع احد ...
- الاعلام العبري: اعتداء الشرطة الاسرائيلية على المتظاهرين في ...
- أحزاب يسارية فرنسية تعتزم طرح تصويت لحجب الثقة عن رئيس الوزر ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تثمن النضالات الجارية لعموم ا ...
- الاستخبارات التركية: تحييد قيادي في حزب العمال الكردستاني شم ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - انيس الرحمن - بنغلاديش: بلد مسالم يتعرض للهجوم