أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - مشمعات المفوضية سبب الشكية!














المزيد.....

مشمعات المفوضية سبب الشكية!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 8092 - 2024 / 9 / 6 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحقيقة الماثلة ان اطلاق اسم الحرب العبثية علي الحرب الدائرة الان في السودان، تفتق به خيال القتلة قبل الضحايا، (الجميع خاسر في هذه الحرب العبثية) بحسب تصريح الجنرال البرهان، ويبلغ العبث منتهاه حين تخرج علي الملأ شكاوي وزارة الخارجية من (بورتكيزان) اذ لم تعد للسودان حكومة فتكون لها خارجية محترمة معترف بها، تخرج ببيان عبثي من نفس نسيج الحرب، يشتكون فيه صنيعتهم الدعم السريع، عبر بعثتهم (الدائمة) للسودان بجنيف، مستفسرين رئاسة مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين ولافتين نظرها حول استخدام قوات الدعم السريع لمواد إيواء ( مشمعات) تخص المفوضية وتحمل شعارها لتغطية مدرعاتها، والذي عدته انتهاكا صريحاً للقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومددت الخارجية شرحا في بيانها أهمية الشكوى بحجة (لفت نظرها لهذا الانتهاك الخطير للقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة) انتهي
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن هو: هل كانت هذه الشكوى من باب الحرص علي سمعة المفوضية، وحمايتها من انتهاك القانون الإنساني الدولي؟! ام أن الشكوى بسبب الذي تغطيه تلك المشمعات من مدرعات مدمرة سوف تنتهك حياة الأبرياء؟ وهل هؤلاء النفر حقاً يحترمون المجتمع الدولي، ويرضخون لقراراته وقوانينه؟ اذ لا يخفي علي أحد ان سياسة الخارجية في حكومة الاخوان المسلمين طوال حكمها لثلاث عقود، ذاك الهر الذي يحكي انتفاخاً صولة الأسد، كانت ترفع شعارات (أمريكا تحت مركوبي دا) (وامريكا وروسيا قد دنا عذابها) واوهام ان البلاد مستهدفه لان الحكومة تقيم شرع الله! اذ لم تنتفع البلاد من تلك البعثات وخارجيتها، الا انها كانت ولا تزال مصدر دخل لأرباب التمكين، وبقرة حلوب لأقزام السفراء الفاسدين المستثمرين في أموال الخارجية وحقائبها الدبلوماسية، وصعاليك الخارجية والمتحرشين بالنساء في بارات أمريكا.
ومن المعلوم ان اهمية البعثة السودانية بجنيف تكمن في صلتها المباشرة بالمنظمات الدولية الهامة كحقوق الانسان والأمم المتحدة، وكما تقوم برفع تقاريرها لمجلس حقوق الانسان حول انتهاكات حقوق الانسان الأساسية، وكذلك حقه في الصحة، والتعليم، ومواجهة الكوارث الطبيعية في السودان.. ومن بين اهم المنظمات التي تتعامل معها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، والذي يحذر في ظل هذه الحرب على سبيل المثال من ان هنالك 20 ألف شخص يواجهون خطر المجاعة في مورني بمحلية كرينك، بحسب راديو دبنقا، لذلك من سخرية الاقدار ان يتم تسخيرها لشكاوى المشمعات، بدفوعات انه لا يجوز استخدام كل ما يخص الأمم المتحدة في النزاعات المسلحة.. انهم يدعون الحرص علي مهنية الأمم المتحدة، في بلد فيها حرب ضحاياها بالآلاف، واللاجئين من نيرانها يقارب عددهم 10 مليون، والذين يواجهون خطر الموت جوعاً 25 ألف، وجميع السودانيون داخل البلاد وخارجها في الحدود يجابهون اسواء أنواع امتهان الكرامة والإنسانية على مرأي ومسمع من العالم.
أما مربط الفرس في قضية المشمعات، ان شكوى الخارجية عن طريق بعثتها ذات الاذرع العالمية الهامة، لم تشتكي غريمها الدعم السريع حول الانتهاكات والترويع والفظائع التي ترتكبها ميلشياتها حق المواطنين العزل الابرياء، من الذين تسلبهم الحياة، ولا تبقي للأحياء من المساكين حتى بليلة العدسية ليقتاتوا منها. فمن باب اولي يا قوم الخارجية إذا سألتم فأعظموا المسالة، ولكن كاد المريب ان يقول خذوني، اذ لا تقل فظائع وانتهاكات الجيش وميلشياته في السوء عن الجنجويد، يتبارون في هلاك المواطنين وتدمير المستشفيات والكباري ومصافي البترول وتدمير البنية التحتية، بعد أن فقدوا الأمل في الانتصار وفي استعادة السيطرة على هذه المنشآت.. فهم يقصفون بالطيران قصفا عشوائياً منازل المواطنين، وأسواقهم، ومساجدهم كما حدث في مدينة الضعين ومدينة سنجة وأحياء امبدة في الأسبوعين الماضيين.. بل لم تسلم حتى معسكرات اللجوء من القصف كما تم في معسكر خمسة دقائق بزالنجي..
وهؤلاء هم المواطنون الذين لا يملكون إمكانية السفر خارج مناطق النزاع خل عنك الخروج من البلاد، هؤلاء الذين يجابهون الانتهاكات الإنسانية الخطيرة والاحتياج الحقيقي للمشمعات محل الشكوي! لتقيهم من الامطار والفيضانات، وتغطية الاسقف المنهارة فوق رؤوسهم.. عجزت حكومة بورتكيزان عن توفير ابسط مقومات الحياة الادمية للناجين، والاسواء من ذلك استولت القطط السمان علي الاغاثات والاعانات والامدادات الانسانية من الأغذية والأدوية العلاجية والملابس وبيعها في الأسواق بلا ادني حياء. وهكذا يتشابهون، الخارجية وبعثتها الأممية يتبعون سياسة الفلول، ولا تسعفهم القيم الأخلاقية، ولا المؤهلات المهنية عن ان يمتنعوا عن هذه المفارقات السمجة في سبيل المصالح الذاتية الضيقة.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت الكنداكات وتنابلة السلطان!
- هواهم يجافي جنيف والجنينة!
- البرهان وساعتا التوهان!
- دبلوماسية (صرف البركاوي)!
- أم قرون ودواس الساسة الذكوريون!
- قلوب الاَثمين اَسنة من الظلم!
- قول عسكرية.. قول جاهزية!
- صناعة الموت! حرب المسيرات
- يا ضريح الشعب الحزين!
- الهيافة في الحرب المنسية!
- دواعش الجيش والرهان الخاسر!
- محمود جنا طه.. رجل السلام!
- أيها الجنرال هل للثعالب دينا؟
- الروبوبعاتي يهزم الفلول عسكرياً والشعب يريد السلام
- خنادق البرهان ورعونة الدعم السريع
- حاقت عليهم لعنة اللاعنين!
- بروف شيني.. وتشفٍ الاخوان المسلمين
- ورّاق، والمؤتمرون وعصا موسى!
- يا ويل النساء من الجيش والدعم السريع!
- (نزعة) برهانية وغزوة القماير!


المزيد.....




- ما رد البيت الأبيض على تصريحات بوتين عن كامالا هاريس؟
- هل يمكن لأمريكا إبرام صفقة أحادية مع -حماس- بشأن الرهائن؟.. ...
- بلينكن يعلن عن فحوى محادثاته مع الإسرائيليين والسعوديين بشأن ...
- ثلاثة أسباب لتوسعها.. جماعات متطرفة تهدد غرب أفريقيا
- دراسة: تراجع أعداد الخفافيش تكلفته مميتة على البشر
- بعد تسميته رئيسا جديدا للوزراء في فرنسا.. من هو ميشيل بارنيي ...
- مطلق النار في مدرسة بجورجيا.. تساؤلات بشأن -تحقيقات سابقة-
- بلينكن: هناك قضايا حرجة في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة
- مؤسس تليغرام: كان على فرنسا تقديم شكوى للشركة بدل اعتقالي
- محطة براكة للطاقة النووية.. تفاصيل المشروع الأول من نوعه بال ...


المزيد.....

- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - مشمعات المفوضية سبب الشكية!