أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - الصهيونية المسيحية.. أمريكا هي -إسرائيل- و-إسرائيل- هي أمريكا..!















المزيد.....

الصهيونية المسيحية.. أمريكا هي -إسرائيل- و-إسرائيل- هي أمريكا..!


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8091 - 2024 / 9 / 5 - 08:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما يغيب عن الكثيرين أن الصهيونية المسيحية كانت هي السباقة في التأسيس لمشروع الحركة الصهيونية الذي انطلق في بازل عام 1897على يد العراب الصهيوني هرتزل، كون الصهيونية المسيحية تنطلق في العمل على عودة اليهود إلى ما تسميه صهيون كونها تعتبر أن ذلك هو تكليف رباني، ومن ثم فهي كانت وما زالت الخطر الدائم على القضية الفلسطينية..
ذلك أن هناك ثمة عوامل إيديولوجية وعقائدية، وظفت فيها رؤى توراتية ونصوصا مجتزأة من الكتاب المقدس، باستغلال اللاهوت المسيحي فى تأييد الخرافات الصهيونية عن ما يسمى "أرض الميعاد" والحق فى فلسطين، استنادًا إلى تفاسير آيات الكتاب المقدس، اعتمادًا على أسطورة «هرمجدون»، التي وردت في الكتاب المقدس، التي تقول بأن معركة ستنشب في فلسطين وهي الإشارة الكبرى على نهاية الزمان، ولذا يلزم تجميع يهود العالم في منطقة واحدة، يعتقد أنها «أرض الميعاد» كخطوة ضرورية قبل "تنصيرهم" لعودة المسيح وإنشاء مملكته التي تستمر لألف عام، على حد المعتقد.
وكان لذلك المتغير الذي تبنته الصهيونية المسيحية من أتباع الكنيسة البروتستنتية أن باتت التصورات والمفاهيم والتقاليد التوراتية اليهودية تطغى على الجانب المسيحي لدى أتباع المذهب البروتستانتي، حتى كادت تمس الثوابت العقدية المعروفة في المسيحية، مما اعتبر "غزوا عبرانيا" داخل المسيحية البروتستانتية، خاصة داخل نحلتها "البيوريتانية" أو التطهيرية التي لعب مفكروها في إنجلترا أدوارا واضحة للضغط على السلطة السياسية لتبني المشروع الصهيوني ..، فكان أن شكلوا رأس حربة في استهداف فلسطين أرضا وشعبا.(1) وانطلاقا من الوقائع الملموسة فإننا عندما نقول الصهيونية المسيحية، فهذا يعني الولايات المتحدة الأمريكية شكلا ومضمونا.
وإنه لمن التبسيط والحال هذه القول إن العلاقة بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية هي علاقة وظيفية أو علاقة الأداة بمشغلها، لأن النظر إلى محددات الصهيونية المسيحية، يمكن أن تكشف أبعادا مختلفة عما نعرفه، ظاهريا على الأقل، لتلك العلاقة. التي تكشف أن الصهيونية المسيحية تلقي بظلالها على التوجهات الأمريكية وسياساتها نحو الكيان الصهيوني، ليظهر أن هناك دوافعً دينية تلعب دورًا حيويًا في تشكيل العلاقة بين البلدين.(2)
ويجري ذلك في سياق هوس المسيحية الصهيونية بما يسمى الألفية خلق تيارا واسعا تشرب بوعي مزيف لا أساس له، ولذلك جرى الاستثمار الديني ثم السياسي في اليهود لتحقيق خرافات التوراة التي كُتبت بعد قرون من نفيهم إلى بابل محملا بكل الأوهام والخرافات، لكن هناك مع ذلك من يتاجر بتلك الأوهام، حتى لو كان بعض محتواة مجرد خرافات.(3).
هذه الصهيونية المسيحية بكل هوسها الديني تمارس تأثيرا كبيرا عبر تغلغلها في الدوائر السياسية والإعلامية والمؤسسات التعليمية والدينية الأمريكية بشكل منظم. كما أن العقيدة البروتستانتية الأصولية، التي اعتنقها غالبية المهاجرين الأوروبيين إلى أمريكا التي تأثرت كثيرًا بالديانة اليهودية، شكلت بيئة مناسبة لنمو هذا الفكر وانتشاره. هذا علاوة على طبيعة الشعب الأمريكي المتدينة. (4)
وفي مجرى الصراع مع الشعب الفلسطيني حقق الكيان الصهيوني استفادة من دعم الصهيونية المسيحية على مستويين، الأول هو الدعم المالي والثاني عدم الالتزام بالقانون بالدولي والتهرب من تبعاته. فقد حظي الكيان الغاصب بدعم مالي كبير من الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من أي دولة أخرى. وقد يعتقد البعض بأن هذا بسبب تأثير اللوبي اليهودي القوي في أمريكا فقط، إلا أن المسيحيين الصهيونيين هم من يشكلون غالبية قاعدة قوة هذا اللوبي،(5)
وربما يوضح تصريح رئيس مجلس النواب الأميركي المنتخب المسيحي الإنجيلي مايك جونسون بان “الله سيبارك الأمم التي تدعم إسرائيل”(6) أي أن المسألة بالنسبة للسياسة الأمريكية دينية قبل أن تكون سياسية.
وقد بلغَ النفوذ السياسي الصهيوني المسيحي المتنامي منذ عقود ذروته في العام 2016 عند انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، حيث أمسى اصطفاف البيت الأبيض مع اليمين المتطرف من الصهاينة والعنصريين البيض متناغمًا وجليًا. وبالإضافة إلى بنس وبومبيو، عيَّن ترامب ستيف بانون كبيرًا للمخططين الاستراتيجيين، وهو الذي وصف نفسه بأنه صهيونيٌ مسيحي، ووصف موقعه الإخباري بريتبارت بأنه “منصة اليمين البديل،” وكان محط احتفاء القوميين البيض. أمّا ديفيد فريدمان، سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل في عهد ترامب والمموِّل والمؤيد المعروف للمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية، فله علاقات وطيدة بالقيادة الصهيونية المسيحية.(7)
وعلى ضوء هذا الاستعراض فإنه من البحث عن فوارق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ذلك أنه كان هناك إجماعا بين الحزبين على التأييد المطلق لإسرائيل في العقود الخمسة الماضية، ويمكن الاستنتاج بأن دور اللوبي الصهيوني المسيحي ربما تخطى دور اللوبي اليهودي وخاصة في سياسات الحزب الجمهوري وذلك لعدد الصهيونيين المسيحيين الذي يبلغ خمسة أضعاف عدد اليهود (30 مليون مقابل 6 مليون) وكثافة تصويتهم في الانتخابات ونفوذهم الإعلامي والمالي.(8)
حتى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يفاخر بصهيونيتة، عندما قال أنا صهيوني، وأنه ليس شرطا أن تكون يهوديا لتكون صهيونيا. وقد أكد هذه الصهيونية بامتياز في دوره في حرب الإبادة التي شنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة طوال أحد عشر شهرا.. وهنا مه يصح القول إن "إسرائيل" هي أمريكا، وأمريكا هي "إسرائيل".

الهوامش
1) سليم يونس الزريعي، الصهيونية المسيحية .. ودوافع تبني أسطورة عودة اليهود.https://www.ahewar.org/
2) هشام عوض، الصهيونية المسيحية، 15 مارس، 2024، https://nvdeg.org/
3) هشام عوض، الصهيونية المسيحية، 15 مارس، 2024، https://nvdeg.org/
4) سليم يونس الزريعي، الصهيونية المسيحية .. ودوافع تبني أسطورة عودة اليهود. https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=801023
5) هشام عوض، الصهيونية المسيحية، 15 مارس، 2024، https://nvdeg.org/
6) راجي سعد راجي سعد، الصهيونيّة المسيحيّة وإسرائيل..ونهاية الزمان!، 5يناير 2024، https://sergil.net/
7) ميمي كيرك، مبادئ الصهيونية المسيحية، 3/10/2023، https://al-shabaka.org/briefs/
8) راجي سعد راجي سعد، الصهيونيّة المسيحيّة وإسرائيل..ونهاية الزمان!، 5يناير 2024، https://sergil.net/



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (الأخيرة)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (11)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (10)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (9)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (8)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (7)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (6)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (5)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (4)
- زيارة عباس.. نحو تطويق تعنت نتنياهو وفشل بايدن
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية.. (3)
- مفاوضات الفرصة الأخيرة..على وقع رفض حماس وقبول الكيان المقتر ...
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية ..(2)
- طوفان حماس.. مقاربة مختلفة
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (1)
- المقاومة محاولة للفهم بعيدا عن التصنيم
- هتاف.. هتاف
- أمريكا وأوروبا.. هل تجدي سياسة العصا والجزرة مع خامنئي؟
- طهران.. الرد على اغتيال هنية بين حسابات الربح والخسارة..!
- عرب التطبيع يدافعون عن مرتكبي محرقة غزة..!


المزيد.....




- مطمور منذ أكثر من ألف عام.. رجل يكتشف خاتمًا مدفونًا بمحيط ق ...
- تسلل إلى الفناء الخلفي.. أسد جبلي يفاجئ رجلًا في منزله وهذا ...
- كاشفا استراتيجية التوغل في كورسك داخل روسيا.. قائد الجيش الأ ...
- السودان.. الكوليرا تودي بحياة 156 شخصا والإصابات بالآلاف
- واشنطن تدعو طاجيكستان للانضمام إلى طريق تجاري لا يمر بروسيا ...
- ملك الماوري الذي دعا إلى الوحدة في نيوزيلندا يوارى الثرى.. غ ...
- -هل ضحى الرهائن الإسرائيليون بحياتهم لبقاء نتنياهو في منصبه؟ ...
- تيم والز: ندعم إسرائيل ولا يمكننا السماح باستمرار ما يحدث في ...
- بعد ترؤسه قداسا حاشدا في إندونيسيا.. البابا فرنسيس يتوجه إلى ...
- -حاملات طائراتنا لن تبقى في المنطقة للأبد-.. تقرير يكشف عن ت ...


المزيد.....

- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - الصهيونية المسيحية.. أمريكا هي -إسرائيل- و-إسرائيل- هي أمريكا..!