أحمد الإبراهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 8091 - 2024 / 9 / 5 - 00:43
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الإرادة شكل من أشكال القوّة والعزيمة الإنسانية، ولولاهما لما كان الفعل يتمظهر بالإنجاز والإنتاج الإنساني، وهي ملكة فطرية قبلية صرفة وهبها وأودعها الخالق الكريم للإنسانية ككلّ، حيث يُكمل ويتخطّى الإنسان وظائفه وحاجاته الفعلية بناءً من منطلق الإرادة والقوّة، وبالتأكيد لا نتطرّق لشرح النصوص الفلسفية فيما يتعلّق الأمر بالإرادة والقوّة، وإنّما نتناولها بجانبٍ آخر، وبرؤية جديدة طبعا لتحليل ورصد ظاهرة الكسل والاتكالية..ففي عصر الرأسمالية، وطبيعته الاستهلاكية المادية، تتجلّى ظاهرة الكسل والاتكالية، وهو نمط جديد يسعى إليه شباب اليوم، نحو الاعتماد والاتكال على عوائلهم، إزاء وظيفة الإنسان الفعلية، الذي ينبَغي عليه مواجهة الحالة هذه، والحدُّ منها. تنتشر الظاهرة اليوم بين أواسط الشباب اليافع، بشكلٍ لا يوصف، وهنالك شواهد كثيرة إزاء ذلك، بالرغم إنّها طاقات ينبَغي استثمارها بعد مدّة من الوقت، ولأن وظيفة الإنسان الفعلية هو العمل بالتأكيد، لكي يملأ معناه الوجودي، ويضيف معنى العمل الذي يتلهّى فيه، باعتباره وسيلة تغني عن الفراغ والكسل، وتحقّق مراده كاملا، وحتى لا يقع بالفخّ، ألّا وهو الفراغ نتيجة الاتكالية والكسل المميتان، الإرادة والقوّة متلازمتان إلى حدّ لا يوصف، في القوانين والأحكام الفلسفية هناك قوّة ذاتية يمتلكها الإنسان، فمن الصعب جداً أن تكون ضحية الكسل والاتكالية المفرطة!. على الإنسان أن يعي واجبه ومهمته عاجلا أم آجلا، وإنّ لا يسرّف في مكوثه الفارغ، أمام اللاشيء، ومن السهل جدا أن يأكله الوقت ويداهمه مالم يستغله طبعاً. ظاهرة الكسل والاتكالية، جاءت من معتقدات اجتماعية مغلوطة، غير منطقية للوهلة الأوّلى، وعلى الشاب ذو الطاقة الجسمانية والنفسية، إدراك الوقت ونسبيته، والعمل بمختلف مجالات الحياة، هذا أفضل واجباً ينفذه الإنسان في حياته، كان أرسطو يوصي إلى الإنسان، بأنّ يشّغل نفسه، سواء كان عمل في الحياة الاجتماعية أم عمل معرفي، المهم أن لا يقع إزاء الكسل.
#أحمد_الإبراهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟