أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - الفصل الثاني من كتاب كيف نفهم اللبرالية الصادر عام 2019















المزيد.....

الفصل الثاني من كتاب كيف نفهم اللبرالية الصادر عام 2019


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8090 - 2024 / 9 / 4 - 12:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اللبرالية وعلاقتها بالديمقراطية :
كان وما يزال مفهوم الديمقراطية من أكبر المفاهيم إشكالية في التاريخ , يبدو الإشكال صغيرا جدا عندما نستعمل المفهوم على المستوى الفردي , فإذا أردنا وصف شخص ما بأنه ديمقراطي , فهذا يعني انه يقبل الرأي الآخر ولا يفرض آراؤه على أسرته وأصدقائه ورفاقه بالقوة , بل عبر الحوار وبالحجة والمنطق . أي انه عكس الشخص الديكتاتوري الذي يتفرد برأيه ويفرضه بالقوة على من يريد , لكن الأمر يختلف كثيرا عندما نريد استعماله سياسيا لوصف نظام حكم ما , فهنا سيكون الاختلاف كبيرا لدرجة التضاد , اذ يجادل البعض بان كثيرا من الأنظمة التي توصف بأنها ديمقراطية , ارتكبت موبقات كبيرة بحق شعوبها تزيد عن موبقات الأنظمة التي توصف بانها ديكتاتورية . فأيهما في هذه الحالة أكثر ديمقراطية ؟
ان أسباب الخلاف في التقييم واضح , فقد دخل عنصر جديد في مفهوم الديمقراطية وهو تحميله حداً أدنى من العدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس , لكن هل كان هذا العنصر شرط للديمقراطية في قديم الزمان ؟ الجواب بالتأكيد لا , فالديمقراطية نشأت في اليونان , وكان المقصود فيها وصف أسلوب الحكم والآلية المتبعة فيه , ولم تكن معنية أبدا بالعدالة الاجتماعية بدليل أن الديمقراطية الأثينية كانت حكرا على الطبقة الحاكمة وكان العبيد محرومون من حقهم الانتخابي فيها .
ان الديمقراطية هي أداة للحكم ,وليست نظام فلسفي او سياسي , في حين تًعّد اللبرالية نظام فلسفي وسياسي متكامل تقوم على الحرية بجانبيها السياسي والاقتصادي ولها نظرتها للديمقراطية كأسلوب في الحكم له سلبياته وايجابياته , وان كانت ايجابياته أكثر من سلبياته , وقد عرض فلاسفة قرن الأنوار نظام اللبرالية بدقة وشرحوا باستفاضة وجوب ان تقوم اللبرالية على دعامتين أساسيتين من اجل الحرية المبتغاة لها هما الاصلاح والأخلاق او القيم , اللبرالية تدعو الى الإصلاح وليس الى الثورة , اللبرالية ترى ان الثورة هدم وبناء في حين يتفوق عليها الاصلاح كونه بناء على البناء , اللبرالية ضد العنف بما فيه الثوري, اما الأخلاق والقيم فهي لازمة للبرالية نفس لزوم الاصلاح , لقد شرح عميد اللبرالية جون ستيوارت ميل الخطوط لعريضة لهذا المذهب الفلسفي في كتيب صغير عنوانه - بحث في الحرية – ترجمته وزارة الثقافة عام 2004جاء فيه حرفيا

(لا يزال استبداد العادة في كل مكان العقبة الرئيسية في سبيل التقدم البشري , ولا غرو فان العادة منافية بطبيعتها لتلك النزعة التي تطمح الى الارتقاء عن المألوف والتي تسمى بحسب الظروف تارة روح الحرية وتارة روح الاصلاح , وجدير بالملاحظة في هذا المقام ان روح الاصلاح ليست على الدوام روح الحرية , فإنها قد ترمي الى إكراه شعب على قبول ضروب من الاصلاح بالرغم من أرادته , كما ان روح الحرية عند مقاومتها أمثال هذه المجهودات قد تكون منافية لروح الاصلاح .... على أن مبدأ التقدم سواء تجّلى في صورة حب الحرية ام في صورة حب الاصلاح , لا يفتأ منابذا لسلطان العادة او على الأقل مطالبا بخلع نيرها وصدع أغلالها , ولا يزال النزاع القائم بين هاتين القوتين مصدر الفائدة وبيت القصيد في تاريخ الإنسانية بأجمعه . ) ص 109
اللبرالية اذن يهمها التقدم الاجتماعي عبر الاصلاح بالدرجة الأولى وقد تقف الديمقراطية أحيانا عائق أمام ذلك . مما دعى الفيلسوف ميل الى اقتراح حق الاقتراع المتغير تدريجيا الذي يمنح أصواتا إضافية لأولئك الذين يحملون ثقافة ومعرفة رفيعة أكثر من العامة التي تستهويها استبداد العادة من اجل تغليب كفة الرأي التنويري في المجتمع. لقد قرأ ميل بعيني نبي المستقبل ,هكذا وصل هتلر في ألمانيا والاخوان المسلمون في مصر وترامب في أمريكا عبر الديمقراطية . ومع ان اقتراح الفيلسوف غير واقعي وغير عملي وصعب التطبيق . لكنه يشير إلى عبقرية تلك الشخصية التي حيرتها اشكالية الديمقراطية وعلاقتها باللبرالية . والآن يتبين لنا أن تلك الإشكالية هي ضريبة يدفعها الجنس البشري في مسيرته على هذا الكوكب لن يخفف من وطأتها سوى تقدم حضارته ورفع سوية وعي عامة أفراده لكي يصبحوا قادرين على ممارسة الديمقراطية ممارسة صحيحة .
اما القيم والأخلاق التي اهتمت بها اللبرالية فيمكن ان نراها بوضوح في كتيب ميل وفي حديثه عن الصين تحديدا ص 111 ( الصين أمة ذات مواهب كثيرة أسعدها الحظ في سالف الزمن بمجموعة من العادات الصالحة يرجع بعض الفضل في وضعها الى رجال لهم مكانتهم الرفيعة بين الفلاسفة والحكماء . وقد برعت هذه الأمة أيضا في طريقة تلقينها كل فرد من أبنائها ما أحرزته من تعاليم الحكماء وفي طريقة اختيارها أكثرهم لهذه التعاليم استيعابا وتنصيبهم دون سواهم في وظائف الشرف (.
لم تتنكر الصين لقيم فلاسفتها ومصلحيها يوما ما .
ان تجربة الصين جديرة بالتفكير والتأمل , مع ان قادتها يرفعون شعار الصين اولا مثلهم مثل ترامب الذي يرفع شعار أمريكا اولا , الا ان الفارق كبير بين الجهتين ,فقادة الصين لم يتنكروا يوما لفلاسفة مصلحيهم وما دعوا عبرها من قيم واخلاق , وهو ما يجعل من نهضتهم الحالية مفيدة ليس للصين وحدها بل لكافة أبناء قريتا الكونية الجديدة , في حين لاتعني الأخلاق والقيم شيئا لترامب وأمثاله من راس المال المتوحش في امريكا واوروبا . من يقرأ مذكرات كلينتون - خيارات صعبة - سيلمس ذلك البعد عند قادة الصين عرضته بشكل عفوي وربما دون ان تدري بعدا كثر من زيارة لها للصين ( أخرجت الصين مئات الملايين من شعبها من دائرة الفقر, منذ أن شرّع ابوابها دينغ زياو بينغ على العالم عام 1978, ولكن بحلول العام 2009 كان لا يزال مائة مليون شخص يعانون مستوى معيشيا قُدر بأقل من دولار واحد للفرد يوميا. ارتكز التزام الحزب الشيوعي على زيادة المداخيل وخفض حدة الفقر وعلى زيادة الانتاج الصناعي). قادة الصين ليسوا أبدا مثل قادة روسيا فهم يحاولون غزو العالم عبر الاقتصاد وممرهم الى التقدم الاجتماعي هو تاريخ الصين ذو التعاليم الكونفوشيوسية الأخلاقية , في حين يسلك قادة روسيا التي كان يرأسها سابقا حزب شيوعي مثل الصين سلوك لا أخلاقي بالمرة عنوانه الحديد والنار مع مجتمعهم ومع العالم ايضا .
نرجو الا يفهمنا احد بأننا نروج للحزب الشيوعي الصيني مع انه حزب ذو بنية شمولية بعيدة عن روح اللبرالية .
هيئة العمل اللبرالي في اللاذقية
............................
تعليق من الهيئة عام 2024
لايصح هذا الفهم على أنظمة الغرب التي يلقبها العالم بما فيه الماركسيين أنها أنظمة اللبرالية الديمقراطية حاليا وهي بعيدة كل البعد عن روح اللبرالية بل يفسر لنا الضجة الكبيرة حول انتخابات الجزائر حاليا والمتوقع ان ينجح فيهاخليفة بو تفليقا تبون
هذا يفسر لنا لماذا كانت وما زالت الهيئة ترى أن الأنظمة الجمهورية مثل نظام الجزائر ومصر وسويا تبقى متقدمة بالمحصلة على أنظمة الملكيات المدعومة من الغرب مثل النظام الملكي في المغرب والنظام الملكي في الأردن عداك عن تقدمهما على أنظمة السلطنات والإمارات والمشيخات في الخليج المدعومة من الغرب أيضا



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقابة متعددة على المطبوعات الجديدة في سوريا
- نحو حل للنزاع اليهودي الفلسطيني
- عن الثورة والثورة الجنسية في مدينتي
- ملاحظات حول الصراع الدائر بين العلمانيين والاسلاميين على صفح ...
- جهد ضائع
- معجزة الصباح بين اليوغا والأبراج
- هيئة العمل اللبرالي في اللاذقية والنظام السوري
- حّل القضية الفلسطينية يحتاج الى نظام عالمي جديد
- الموسيقى بين الإنساني والطبقي
- سيرة وانفتحت أواخر أيار 2024
- سيرة وانفتحت : حزيران 2024
- التوظيف السياسي للعلويين وأي مستقبل ينتظرهم ؟
- سيرة وانفتحت ايار 2024
- قراءة ثانية في كتاب غليون ( 2)غليون والعلمانية
- قراءة ثانية في كتاب غليون القسم الأول من الكتاب حول الثورة ا ...
- قراءة ثانية في كتاب غليون – نقد السياسة , الدولة والدين –
- خاطرة
- في الذكرى الثالثة عشرة للثورة السورية
- استشراق أدوار سعيد تنبأ بأحداث غزة قبل أن تقع
- سيرة وانفتحت في عام2024


المزيد.....




- شاهد متسابقًا يتناول 83 شطيرة نقانق في 10 دقائق محطمًا الرقم ...
- لبنان: محافظ المصرف المركزي السابق سلامة سيبقى قيد الاحتجاز ...
- هروب جماعي للقوات الأوكرانية
- القوات الروسية تقضي على 80 مسلحا أوكرانيا وتدمر معدات وآليات ...
- قوات أسطول البحر الأسود تدمر 4 زوارق مسيرة أوكرانية
- -مرحبا عسكر-.. السيسي يوجه التحية خلال استقباله في تركيا لأو ...
- بعد 7 سنوات.. تقرير يكشف المسؤولين عن مأساة حريق برج غرينفيل ...
- أطقم -غراد- تدمر مركز التحكم الأوكراني
- تعليق بريطانيا تصدير أسلحة لإسرائيل قرار رمزي أم مراجعة جدية ...
- معاريف: المقترح الأميركي الجديد سيكون بصيغة -خذها أو اتركها- ...


المزيد.....

- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - الفصل الثاني من كتاب كيف نفهم اللبرالية الصادر عام 2019