أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - هل تغير صدمة الفشل نهج الدولة الصهيونية؟















المزيد.....


هل تغير صدمة الفشل نهج الدولة الصهيونية؟


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8089 - 2024 / 9 / 3 - 20:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


نتنياهو يتجنب المفاوضات لأنه، وعدد من أسلافه بالمنصب، يفهمون التفاوض إملاء شروط الإذعان بعد انتصار عسكري؛ في ظروف الهزيمة والضعف تم قبول الطرف الفلسطيني مفاوضا مورست عليه الضغوط الأميركية لصالح إسرائيل. والآن يكثر الحديث حول انهيار المفاوضات .
الاتفاقات في السابق تمت بمثابة تنازلا ت من الجانب الفلسطيني ، الطرف الأضعف، مقابل مكاسب شكلية ، كما ورد في اتفاق أوسلو.كسب اعترافا بكيان تمثله منظمة التحرير الفلسطينية التي تحكم فتح السيطرة عليها ، مقابل الاعتراف بدولة استعمار استيطاني توسعية ؛ بموجبه تم التخلي عن الحق الفلسطيني بالأرض وتركها موضع خلاف وتفاوض لاحق، حيث أمعنت الدولة الصهيونية في اغتصاب الأراضي وتهويدها بتشبيد المستعمرات الجديدة او توسيع المستعمرات القائمة.
المفاوضات السابقة تمت في ظروف اختلال توازن القوى؛ كان الطرف الفلسطيني في موقف الضعف المطلق؛ فعادت عليه المفاوضات بالخسارة؛ بينما المفاوضات الراهنة تجري في ظرف تعادل القوى ، حيث صمدت المقاومة الفلسطينية رغم همجية حرب الإبادة ، وأبقت بيديها ما تدافع به عن حق الحياة الحرة . طرفان يشتبكان في حرب دامية ، كل منهما يمثل قوة على المسرح الدولي، المقاومة الفلسطينية تصارع الهيمنة الامبريالية، تتشبث بسيطرة غير مشروعة، تقاوم مثل التحرر والعدالة في العلاقات الدولية والعيش في سلم دائم.

عنصرية إقصاء- أبارتهايد، إبادة جماعية
الحركة الصهيونية وفدت الى المنطقة عامل اضطراب وبؤرة عدوان. قدمت الى المنطقة محمولة على الجيوش الامبربالية الطامعة في ثروات المنطقة ومركزها الاستراتيجي، متعهدة بتكريس وجودها وقواها، خاصة قوة الحافز الديني التوراتي، للحفاظ على السيطرة الامبريالية بالمنطقة . دفعت الصهيونية المغرر بهم من اليهود للقدوم الى فلسطين برسم إحياء وطن الآباء مشروع استعمار استيطاني، يحيلونه ضمن ملابسات المرحلة دولة وظيفبية و قاعدة امامية للامبريالية. لم يأت اليهود كمهاجرين؛ فالاستعمار الاستيطاني يفد ومعه مصالحه الخاصة وقوانينه وعلاقاته، أشعلت الحروب ضد الشعب الفلسطيني الطالع من رحم العصر الوسيط ، تحكم حياته ثقافة متخلفة ويتلاعب باموره نظام أبوي يتبع نهجا مخاتلا منافقا للدين وللعلم وللسياسة . من شروط الدولة الوظيفية فرض علاقة استعداء مزمن مع أهل البلاد الأصليين، مشروعًا لا يهادن ويرفض التعايش وحسن الجوار؛ مارس بالوظيفة استيطانا اقتلاعيا. لكي تعبئ ضحاياها اليهود في مشروعها الاستعماري وتنفذ الإجراءات المحتمة بقصد الترويع والتهجير، كان من الضروري إخماد وتعطيل المشاعر الإنسانية لدى رعاياها اليهود، لحرفهم عن إرادة العيش المشترك والتعاطف وحسن الجوار والتضامن. إقصاء مطلق لعرب انتهجته الحركة الصهيونية منذ البداية؛ حتى أن هيرتسل تحدث في كتابه "الدولة اليهودية " عن إقصاء اهل البلاد التي سوف تستوطنها الدولة، ولم يكن التوافق قد رسا على فلسطين بعد. تطور الإقصاء الى استعداء، مع التحريض على التفوق العرقي والكراهية . نجحت الصهيونية في تشويه الوعي الجمعي بمبادئ ومعايير اجتماعية وسياسية تعود الى العصور القديمة وتحمل تخلفها وتناقضها مع قيم الحضارة المعاصرة.
في حضن الامبريالية نمت العنصرية الصهيونية، وتغذت على نهج العمل العبري، إذ حال دون تشغيل العرب في المشاريع اليهودية وتحريم النقابات المشتركة مع العرب، وتعززت حملاتها لإشاعة العداء للعرب ، سيما بعد ان قدم لها الانتداب البريطاني كيان الوكالة اليهودية ، حكومة ذات استقلال ذاتي تشرف على التعليم العام ، ألى جانب بناء جيش باسم "الدفاع العبري- هاجاناه"وتنمية الملكية الاقتصادية العبرية والعمل العبري. في نهاية عهد الانتداب قام الجيش المنظم والمدرب ، تدعمه منظمات إرهابية تدين بالولاء لتيار جابوتينسكي داعية الاقتلاع. نفذت المنظمات الإرهابية الصهيونية حملات اغتيال فردية وجماعية ضد المواطنين العرب ، بهدف دفع المجتمع الفلسطيني بأجمعه للدخول في صدامات مسلحة. محاولات العنف بدأت في العشرينات بطرد المزارعين من اراض افتلحوها وراثة عن الآباء والأجداد؛ في تلك الأثناء طالب قادة الحركة بتهجير العرب العاطلين عن العمل. الهجمات العدوانية المباشرة بدات ضد عمال حيفا عام 1938 ردا على صدور الكتاب الأبيض البريطاني. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية توفر للحركة الصهيونية جيش مدرب على القتال في الحرب يفوق عددا وكفاءة قتالية الجيوش العربية مجتمعة، شرع في عمليات اغتيال للعرب ولجنود الانتداب وكذلك اليهود المعارضين لنهج الصهيونية، تمهيدا لإنشاء نظام شمولي مموه بليبرالية النظم البرجوازية في الغرب.
ثم أردفت الصهيونية نهج الصدامات المسلحة بوسم المقاومة الفلسطينية ردا على الإرهاب الصهيوني ودفاعا عن الوجود ب"الإرهاب" وأطلقت على المناضلين من أجل الحرية صفة " مخربين " و "إرهابيين". الإرهابي بطبيعته مقاتل غير شرعي لا يدافع عن حقوق أو قضية إنسانية، يعتبر بذلك خارجا على القانون تستباح حريته ودمه وحياته بلا رحمة . في الحقيقة جميع انظمة الاستعمار والسيطرة الأجنبية أطلقت هذه الصفات او مرادفاتها على المتاضلين من اجل الحرية كي تشكمهم؛ لكن الدولة الصهيونية عممت التوصيف ليشمل الشعب الفلسطيني، وليس في الأفق تقديم تنازلات، نظرا لما تضمره استراتيجيتها من طرد الشعب الأصيل من وطنه. اعتمدت الصهيونية مسلسل الاضطهادات التي الحقها الأوروبيون باليهود وكذلك المحرقة النازية كي يحصنوا جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني، ويحصنوا معها مبررات الجريمة، ويقلبوا عدوانهم الآثم دفاعا عن النفس استصدرت لممارساتها العدوانية حصانة من المحاسبة او الإدانة لجرائمها المتلاحقة ضد الشعب الفلسطيني، حيث اعتبرت كل انتقاد للصهيونية ودولتها عداءً لليهود. وهذا ما يجري في غزة والضفة في الوقت الراهن..
خلال أكثر من قرن أسفرت الحروب العدوانية المتلاحقة عن انتصارات حققت مكاسب للحركة الصهيونية على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، انحطت الصهيوينة ودولتها بسببها الى الهمجية :
- إقامة دولة الأبارتهايد إرضاءً لعقيدة أيديولوجية عنصرية مبنية على ادعاء التفوق العرقي،. للمفارقة، اهدرت حقوق الإنسان الفلسطيني في زمن طرح فيه ميثاق حقوق الإنسان يؤكد المساواة بين البشر!
- إبادة سياسية ، إذ أُشغِلت قيادة العمل الفلسطيني يالصدامات العسكرية اداتها في الاستعمار الاستيطاني؛ فوتت الفرص لتشكيل حركة شعبية ديموقراطية تتنامى باضطراد ؛ أعقبها إبادة مدرسية كانت مدرجة على جدول الأعمال بانتظار الزمن الملائم. الإبادة المدرسية تتخذ أيضًا تعبيرًا أكثر شراسة ومباشرة يمكن تسميته "العنف البنيوي الشرس للإبادة المدرسية" يستهدف هذا الصنف من الإبادة المدرسية تدمير المدارس والجامعات والمتاحف، وفي نفس الوقت يمارس الاضطهاد المنهجي للعلماء والطلاب وغيرهم من المعارضين. الإبادة المدرسية تنطوي على أسلحة حقيقية للدمارالشامل؛ توجه هجماتها للأجساد وللعقول ، وكذلك للمؤسسات التي تصون الحياة الفكرية. صنفان من الإبادة المدرسية – إيديولوجي وبنيوي – متشابكان في العمق؛ الهجوم الأيديولوجي على حرية التعبير والحرية الأكاديمية يرسي القاعدة للتدمير الفيزيقي للمؤسسات ذات الضرورة الحيوية للتفكير النقدي، وأساسه التعليم النقدي بوصفه ممارسة للحرية والتحرر وطلب المعرفة العلمية باستمرار للاسترشاد بها. بهذه الوسيلة تفعل القوى الإيديولوجية للإبأدة المدرسية مقدمةً وشرطًا مسبقا للتدمير النهائي لأسس تعليم التحرر والتفدم.
-التدمير الممنهج لأغلب البنى التحتية اللازمة لاستدامة الحياة البشرية في قطاع غزة، تتبعها بعمليات تخريب البنى الأساسية بمدن الضفة ومخيماتها وبلداتها..
- ارتكاب إبادة جماعية في غزة، رافقها إبادة طبية واخرى مدنية رافقها عمليات إعدام جماعية في مستشفيات غزة، من بين أماكن أخر، و إصدار أوامر بإطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين العزل، وتعذيب وقتل المعتقلين الفلسطينيين.
- إحداث مجاعة مصطنعة في غزة، و منع المساعدات الإنسانية.
- ارتكاب أعداد متزايدة من المذابح ضد القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربي، على أيدي الجيش والمستوطنين.
في كل الجرائم السالفة حظيت الدولة الصهيونية بدعم وحماية دول الامبريالية؛ تضع الملح على الجرح حين تتجاهل التحريض والمساندة الحكومية للمستوطنين وتصدرضد أفراد ما تدعيه "عقوبات" لا أحد يدري كنهها، والأحرى لو كانت صادقة ان تعاقب حكومة نتنياهو على جرائم المستوطنين، وتأمرها باحترام حقوق الشعب الفلسطيني.
أخر موقف قانوني متين ينصف الشعب الفلسطيني قدمه مفصّلًا الراي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في 19 نموز /يوليو؛ فبعد شهادات وتدخلات خبراء من 52 دولة على الأقل ، قررت محكمة العدل الدولية ان " الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة والضفة الغربية ، بما في ذلك القدس الشرقية ، غير قانوني وكذلك ما ارتبط به من مستعمرات وضم واستهلاك الموارد الطبيعية".
في كل جيوش الدول برامج غسل دماغ تبرر القتل و شراسة العدوان بضرورة الانتصار. في الحرب تنتهك القيم والقوانين الدولية ، والمنتصر هو الذي يضع محددات الجريمة ، يحقق ويعاقب وفق ما يرتأيه "قيم عدالة"، في الوقت الراهن تنطاق الدعوات بالإبادة الجماعية ، وكسر إرادة المقاومين مع الإمعان في عمليات الضم والسلب والتهويد وتضييق الخناق على الجماهير الفلسطينية لحملها على الرحيل الطوعي.

الرواية الصهيونية مجرداختلاقات وهمية
أثبت التنقيب في الأرض الفلسطينية اختلاق حكايات التوراة التي تستند إليها دولة الصهاينة ومؤيدوها . مكتشفات التنقيب الأثري زعزعت الأساطير المؤسسة ليس فقط لدولة إسرائيل بل للتاريخ اليهودي برمته. لم يحفظ التاريخ في طياته احتلال بلاد "كنعان" وإبادة سكانها حسب سفر "يوشع"، والتي تعد أول مجزرة في تاريخ البشرية، عليها يبني الصهاينة حقهم في الإبادة الجماعية؛ والمنطقة موضع اهتمام المؤرخين والباحثين منذ أقدم العصور. إبادة السكان الأصليين هي إحدى الأساطير التي دحضتها الأركيولوجيا كلياً، كما أن الرواية التوراتية الأخرى حول مملكة داوود وسليمان التي يفترض أنها عاشت في القرن العاشر قبل الميلاد، والتي يعدها جميع المؤرخين الإسرائيليين حجر الزاوية في الذاكرة الوطنية، والمرحلة الأكثر إشراقاً والأكثر تأثيراً في التاريخ اليهودي، دحضتها أيضاً الاكتشافات الأثرية طيلة سبعين عاماً على أرض فلسطين ، حيث إن الحفريات التي جرت منذ العام 1867 ، خاصة منذ العام 1970 الى يومنا الحاضر وما بعد ذلك في محيط المسجد الأقصى وتحته لم تثبت وجود أي أثر للهيكل الأول أو الثاني ولا للمملكة العظيمة المتخيلة .
كذلك حكاية العماليق التي يستحضرها نتنياهو لتبرير حرب الإبادة الجماعية التي يشنها بضمير خرب في غزة.
يقول المؤرخ الإسرائيلي ، شلومو ساند: "إن القدس قبل ميلاد المسيح لم تكن سوى قرية صغيرة فأين لها أن تتسع لقصر سليمان و تتسع لزوجاته السبعمائة ولثلاثمائة خادم من حاشيته" أين ذلك الصرح العظيم الذي عجزت الحفريات الأثرية طيلة عقود باستعمال أحدث الأجهزة والمعدات والمجسات والميزانيات الضخمة عن إثبات وجوده في مدينة القدس؟
كما يؤكد البروفيسور كيث وايتلام في كتابه "اختلاق إسرائيل القديمة شطب التاريخ الفلسطيني" أن إسرائيل لم تكن سوى لحظة عابرة في مسيرة التاريخ الحضاري لفلسطين القديمة".
تغفل الدولة الصهيوينة وجميع حلفائها معطيات البحوث العلمية ، وتبني سياساتها وإجراءاتها على ما تزعمه حكايات التوراة الملفققة لدى التدوين في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد ..
لم تذكر كتب التاريخ القديم هجرة لليهود من فلسطين الى اليمن ؛ فقد قامت مملكة تدين باليهودية على الساحل الغربي من اليمن، منها ارتحلت في زمن لاحق الجموع اليهودية- وجميعها من أصل عربي- الى فلسطين والأقطار المجاورة .
انطلاقا من حكايات التوراة الملفقة دعا وزير خارجية الدولة الصهيونية ، إسرائيل كاتس، لإخلاء مخيم جنين وبقية المخيمات؛ وتوعد وزير الزراعة الفلسطينيين ب "نكبة ثانية".
هذه الدعوات المتوحشة تستند الى خطاب توراتي يروج مزاعم تفوق المستوطن وأحقيته بالأرض مقابل دونية الشعب الأصيل وضرورة إقصائه عن المكان. المقولات التوراتية لا يجوز مجادلتها او الطعن بها ، تهب الاستيطان رسالة سامية وأخلاقية، تعيد تسمية المكان وفق الرواية التوراتية.
تروج أوريت مالكا ستروك، وزيرة المستعمرات في حكومة نتنياهو الحالية، أن الهجوم الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة هو “آلام ولادة المسيح ومجيء الفداء”.
الحرب في غزة بالنسبة لأوريت مالكا ستروك هي الحرب المروعة التي اختارها الله ضد يأجوج ومأجوج، قوى الشر الموصوفة في حزقيال ثم في سفر الرؤيا. هذه هي الأيام الأخيرة في علم الكونيات لأوريت مالكا ستروك معجزة"، كما قال أميت فارشيزكي في مقال مهم للغاية نشر في صحيفة هآرتس أوائل شهر آب / أعسطس الماضي .
كتبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن "الأعداد المتزايدة في الدوائر اليمينية انضمت مؤخرًا إلى ستروك [هكذا] في ربط الحرب في غزة بحرب يأجوج ومأجوج". وهم يؤيدون، أو يؤيد بعضهم، ... التفوق العنصري اليهودي –كناب هتلر "كفاحي" معكوسا - المتأصل في الأيديولوجيا الصهيونية. ومن ثم فإن ما يطمح إليه [سموتريتش] في الواقع – في أقرب وقت ممكن – هو خوض حرب كبيرة. حرب يأجوج ومأجوج." تلك هي أفكار سموتريش المشوشة والجريئة في عنصريتها المنشورة بمجلة هشيلواح كذلك.
هذا الاعتقاد المنافي للتفكير العقلاني يخدم استراتيجية نتنياهو الموروثة عن جابوتينسكي ، وهو يسخر الصهاينة المتطرفين مثل بن غفير وسموترتش وستروك من أجل بقائه السياسي لإنجاز وصية جابوتينسكي.
كان بوش الابن قد اعتمد على حكاية يأجوج ومأجوج لدى غزو العراق. ذُكِر عنه انه تحادث قبل تنفيذ الغزو بأيام ، مع الرئيس الفرنسي شيراك ، وقدم له حكاية ياجوج وماجوج كي يغريه بالمشاركة بالجريمة. ويقال ان المحادثة اتسمت بالحدة .
الكاتب الأميركي ، باتريك لورنس ، نشر مقالا سخر من خرافة "أيام النهاية " والسياسات اللاعقلانية التي تسرب عبر ضبابها نهج العدوان والسيطرة. "اولئك الذين يبنون آراءهم على المعتقد ، وليس التفكير العقلاني يستحيل الحوار المثمر معهم؛ فهم يحيون ويتصرفون خلف الجدار السميك الواقي لإيمان عقائدي متزمت. قد يتظاهرون بالاصغاء للآخرين، لكنهم لا يسمعون . لا شيء يقال لهم يمكن أن يغير قناعاتهم ؛ ملابسات بالغة الأهمية، نظرا لما يتمتعون به من قوة ونفوذ، ويترتب على قناعاتهم خسائر فادحة ؛ سياسة الولايات المتحدة ، بالتأكيد منذ كوارث 11 سبتمبر، قامت على حسابات عقلانيتها دون المستوى ـ ناهيك عن استخفافها بمصالح العالم ، معتقدات يائسة سادت لدى مواجهة وقائع القرن الحادي والعشرين".
يضيف: "والأمر نفسه يندرج على الإسرائيليين، حيث يتواصل القتل يومياً في غزة، ويتزايد بالضفة الغربية؛ وربما يمتد ليشمل لبنان وإيران - هو معركة نهاية المطاف ضد يأجوج ومأجوج، فكيف يمكن للصالحين أن يكفوا، أو يصنعوا السلام، أو يتفاوضوا على تسوية دائمة؟
"هذا هو مأزقنا المروع – مروع لأن الطريق إلى الأمام، فيما بعد هؤلاء الأشخاص، لا يمكن أن يكون إلا طويلا وشاقا. وهنا نصل إلى نتيجة نهائية من نوع ما".
ينتهي الى القول :" الفشل وحده هو الذي يحمل أي وعد بإجبار إسرائيل أو الولايات المتحدة على تغيير المسار. إنني أشيد دون خجل بكل إخفاقات السياسة الخارجية الباهظة التكلفة لكليهما لهذا السبب، على الرغم من أنني يجب أن أضيف بسرعة أن الفشل في كثير من الأحيان مخيب للآمال لأن الزمر السياسية في واشنطن وتل أبيب تبدو ملتزمة بالانتقال من فشل إلى آخر دون تغيير أي شيء.
"وإذا كان ثمة شيء، فهو أن الدولة الصهيونية تبدو أكثر تفانياً حتى من الولايات المتحدة."

جبهة الامبريالية وجبهة تحرر الشعوب
المجتمع الإسرائيلي، نظرا لعوامل لا مجال لتفصيلها، ملتف حول نهج العدوان، وجميع القوى السياسية تصطف خلف الحكومة كلما احتدم العراك؛ فلا حاجة للحديث عن انقسام وانشقاقات وتفسخ في الدولة الصهيونية . ما تتصرف كمعارضة لا تضمر ادنى تغيير على النهج الصهيوني المتبع على مدى قرن مضى ؛ كذلك حلفاء الدولة الصهيونية يتصرفون حسب المثل الدارج، "عنزة ولو طارت". مهما ارتكبت إسرائيل فإنها سياسات مشروعة باعتبارها "حق الدفاع عن النفس"؛ بهذه الحجة تنهمر المساعدات العسكرية وتتكرر بلا انقطاع مواقف دعم انتهاكات الدولة الصهيونية للقانون الدولير الإنساني. وللأسف الشديد تتواصل في عالم العروبة ، حتى ضمن جبهة المقاومة ، مظاهر تعليق الآمال على الغرب الامبريلي ، خاصة الولايات المتحدة. نظرية السادات حوراق الحل لم تزل مرشد سياسي!!
الجبهة الموحدة لدول الامبريالية لن تكف عن العداء للحقوق الفلسطينية ولحققوق شعوب الدول النامية ؛ ومواقفها تستوجب قيام الجبهة العالمية للتحرر الوطني، وتصفية العنصرية وادعاء التفوق العرقي للبيض وغياب الديمقراطية والمساواة في العلاقات الدولية. قوام الجبهة المناهضة للامبريالية جماهير شعبية محصنة بالوعي والتنظيم داخل كل قطر تتعاون على مستوى الإقليم. وتنسق على مستوى عالمي . في فلسطين أحوج ما نكون الى استنهاض الجماهير الشعبية ، لأنها مهددة بالتهجير. تنقصنا في العالم العربي ثقافة الائتلاف والنقد من موقف التحالف، حيث تهيمن ثقافة التأييد المطلق والرفض المطلق. . الذهنية الأبوية تسيطر على فصائل المقاومة وفي مجال السياسة العامة؛ لا قبول بالمشاركة ناهيك عن عدم احترام الرأي الآخر، مع غياب المراجعة النقدية وممارسة النقد والنقد الذاتي.

العودة الى الجماهير المغيبة إحدى ضرورات إفشال مخطط التهجير. بالنظر لمرامي التهجير والتضييق على الجماهير الفلسطينية والتخريب الجاري للبنى التحتية ينبغي نشر ثقافة الرفض والتمرد على الإكراه والتتبيع . إسرائيل تستغل الصدامات المسلحة لتخريب البنية التحتية في التجمعات السكنية وتضييق سبل العيش، وتحقيق متعة صيد الشباب الفلسطيني. نتنياهو يعمل على إشعال حرب إقليمية ليس لتقويض النظام الإيراني ، بل لخلق ظروف تنفيذ مذابح وفتن داخل فلسطين المحتلة وإشاعة الرعب والتلاهيب لحمل المواطنين على الرحيل.
تنجح العمليات المسلحة في لبنان وإيران واليمن في التصدي للحملاتِ العدوانيةِ من جانب الدولة الصهيونية؛ فهذه البلدان مفتوحة على مصادر الدعم، وتصنيع أسلحة التقاني المتقدمة؛ حتى في غزة امكن بفضل الأنفاق تحت الأرض تدريب وتأهيل مقاتلين يتقنون فنون التملص من العدو ومقارعته وإنزال الضربات الموجعة به، الى جانب تربية كوادر علمية منتجة. كشف حزب الله عن انفاق تستوعب قواعد عسكرية ضخمة ؛ لكن بالضفة الغربية يستحيل ذلك. أرض مكشوفة لا توفر المجال لتأهيل الكوادر المقاتلة عبر الممارسة والخطا وتقويم الأخطاء. مثال واحد يلح على ضرورة التفكير وإعادة النظر. ربما كانت عملية الأول من ايلول في ترقوميا بمحافظة الخليل هي الاقتحام الأول والأخير لرجل شجاع لدائرة الموت، حيث بات خلال ساعات في مرمى سلاح أعدائه. توضح الملابسات ان الرجل عمل بمفرده رغم تبني فصيل مسلح للعملية. ومثل مهند العشرات من الشباب الذين تقحموا دائرة الموت بدافع الغيرة الوطنية والسخط على الاحتلال وربما السخط على صمت الأنظمة المحيطة وفقدان البديل الشعبي للمقاومة الوطنية. قد تجلب هذه التضحيات التضامن العالمي لأنها تبدو للقاصي والداني تضحيات من أجل قضية وطنية تحررية عادلة؛غيران هذه العمليات لا تراكم الضغوط على إسرائيل بحيث تضطرها لإعادة حساب المكسب والخسارة.
تحريك المقاومة الشعبية في فلسطين المحتلة مدرسة للتعبئة والتثقيف والتربية السياسية للجماهير ضرورة ملحة وعاجلة.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبادة سياسية ، إبادة بشر ، إبادة مدرسية وثقافية وهوية وطنية، ...
- منظومة الامبريالية الدولية وذيولها إجماع على الكيد للشعب الف ...
- وصلت إسرائيل نهاية الشوط
- استراتيجيا الامبراطورية في الشرق الأوسط
- مجازر اليوم والجدار الحديدي قبل مائة عام وعام
- لا صمت بعد الذي جرى
- قرصنة بالأرض ..قرصنة بالمياه .
- تصدع بمصداقية اللوبي الصهيوني وتعرية البروباعاندا في دعايته
- نهاية الوهم الصهيوني
- ركائز للأبارتهايد والإبادة الجماعية والتطهير العرقي
- ما يحدث في غزة فاشية تعمم على صضعيد عالمي
- إسرائيل تسعى لتبديل قوانين الحرب
- قمة الناتو بواشنطون هل تخدم السلام ام الحرب
- علينا مقاربة إسرائيل دولة استعمار استيطاني
- جدار جابوتينسكي تطهير عرقي عقيدة الليكود
- جدار جابوتينسكي يتصدع
- عودة الى المتهاة .. تفاوض بوساطة أميركية !!
- همجية إسرائيل بشهادة شعوب الأرض
- جوع وصدمات غزة وصحة أجيال المستقبل
- بالجهد الشعبي المنظم والمعبأ ـُكسَر موجة التهجير


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - هل تغير صدمة الفشل نهج الدولة الصهيونية؟