أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - يوتوبيا الواقواق (قصة سريالية)















المزيد.....

يوتوبيا الواقواق (قصة سريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8089 - 2024 / 9 / 3 - 14:21
المحور: الادب والفن
    


يوتوبيا الواقواق هي قصة سريالية تأخذنا إلى عالم غريب وغير مألوف، حيث تتداخل الأحداث والأفكار بشكل غير تقليدي، في هذا العالم، يمكن أن تكون القوانين التي تحكم الواقع مختلفة تمامًا عن تلك التي نعرفها، كان هذا في حلمي الذي تجاوزت من خلاله ازمة لوحة كنت انوي ان ارسمها، في الحقيقة هي ازمة لوحة لا اكثر، ولولا حلمي لما ضحكت كثيرا لاني كنت أخيرا في سباق الرسم على القوارب الشراعية، مرتديا لباس البحارة ازرق ازرق ،طلبت من منظمي السباق ان يجلبوا معهم نبيذا احمر، سيجاري لايفارق فمي بدات ارسم بطريقتي الخاصة، هناك شخصيات فريدة في يوتوبيا الواقواق، مثل بائع الأحلام أو حارس الألوان،لا اعرف ان كانت تعكس جوانب مختلفة من نفسي ام هي وظائف غير طبيعية ،لاحظت ان الغابات التي تنمو فيها الأشجار بالعكس الأنهار تتدفق في الهواء أحداث غير متوقعة، حوار بين شخصيات غير حية ،تحولات زمنية مفاجئة ، هذا يعكس الأبعاد السريالية للحلم، هنا في يوتوبيا الواقواق تُعتبر المدينة تجسيدًا للواقع السريالي، حيث تنقسم إلى مناطق وفقًا لألوان الطيف والصبغات، مما يضيف عمقًا رمزيًا وتفاصيل فريدة، تساهم هذه التقسيمات في بناء عالم معقد مليء بالتحديات، حيث تعكس كل منطقة جانبًا من جوانب الحياة ا مما يجعل الحلم أكثر إثارة في يوتوبيا الواقواق، تلعب المقابر دورًا مهمًا في تشكيل هوية المدينة وبيئتها السريالية، وجود المقابر بين الأحياء السكنية يضيف عمقًا للمدينة، حيث تتداخل الحياة والموت، هذا التداخل يعكس كيف يؤثر الماضي على الحاضر، ويدعو الناس للتفكير في تجاربهم وقراراتهم، تساهم المقابر في إضافة بعد فلسفي للحلم، حيث تعكس صراعات الحياة والموت، وتطرح تساؤلات حول الهوية والمكانة في هذا العالم السريالي ،تؤثر المقابر في يوتوبيا الواقواق بشكل كبير على العلاقات بين الشخصيات، حيث تلعب دورًا مركزيًا في تشكيل الروابط والتفاعلات ،تجعل الناس تتفاعل بطرق معقدة، مما يخلق شبكة من الروابط والتوترات التي تعكس عمق تجربة الحياة والموت، تساهم هذه الديناميات في بناء حوارغني ومؤثر، يعكس الأسئلة الفلسفية حول الوجود والعلاقات الإنسانية ،الا ان اجمل واكبرمقبرة كانت في يوتوبيا الواقواق، هي مقبرة الابداع تزينها منحوتات هائلة بكروش تبتسم لزائري المقبرة،في يوتوبيا الواقواق تُعتبر المقبرة واحدة من أكثر المعالم سحرًا وتفردًا وتضفي على المدينة اليوتوبية طابعًا خاصًا،منحوتات ضخمة تمثل قامات وخطوط مختلفة تعكس مشاعر الفرح والإبداع، كل منحوتة تحمل قصة خاصة، مما يجعل الزوار يتفاعلون معها بطرق فريدة، تثير المنحوتات مشاعر الإلهام والأمل، مما يدفع الناس للتفكير في الإبداع كوسيلة للتعبير عن الذات،الابتسامات على الجباه تعكس الفرح والتقبل، مما يخلق جوًا من الإيجابية و تساهم هذه الابتسامات في تغيير نظرة الناس تجاه الموت، حيث يشعرون أن الإبداع والحياة يمكن أن تستمر حتى بعد الفراق، زيارة واحدة للمقبرة تتيح للناس فرصة للتفكير في إبداعهم وترك بصمتهم في العالم، قد يشارك البعض قصصهم الشخصية أو تجاربهم الفنية و يمكن أن تعزز هذه الزيارة الروابط بين الناس وبين المقبرة، حيث يتشاركون أفكارهم ومشاعرهم أمام المنحوتات في هذه المقبرة،لتكون فكرة أن الإبداع وسيلة للتغلب على الألم والفقدان، يمكن للناس العثور على الشغف في الفنون والمشاريع الجديدة وتعكس المقبرة كيف يمكن للإبداع أن يستمر عبر الأجيال، مما يترك أثرًا دائمًا في قلوب الناس، تعتبر مقبرة الإبداع رمزًا للأمل والتجديد، و تبرز أهمية الفن في مواجهة صعوبات الحياة و تساهم في خلق بيئة تفاعلية تعزز من التعاطف والتواصل بين الشخصيات، مما يجعل للمنحوتات دوراعميقًا في التدخل وإثارة المتاعب أثناء الزيارة لمقبرة الإبداع، يمكن أن يروي الناس مجموعة متنوعة من القصص التي تعكس تجاربهم الشخصية وتفاعلهم مع الفن والحياة، شخصية انثوية تتحدث عن فنان قديم لم يُقدَّر حق قدره، وكيف أثرت أعماله في حياتها، تحكي كيف وجدت إحدى لوحاته في مكان مهجور وكيف ألهمتها لتبدأ مسيرتها الفنية الشخصية تسترجع ذكريات طفولتها حين كانت ترسم وتبدع بلا حدود، تشيرالى كيف ساعدها الإبداع على التغلب على تحديات عائلية وصعوبات في المدرسة شخصية تتحدث عن لقاءها مع فنان مشهور ترك أثرًا عميقًا في حياتها، تروي كيف ألهمتها كلماته وأعماله كي تسعى لتحقيق أحلامها الشخصية ،روت من خلال تجربتها قصة حب لم يكتمل، وكيف استخدمت الفن والأدب كوسيلة للتعبير عن مشاعرها، تتحدث عن القصائد واللوحات التي أنشأتها كوسيلة للتعامل مع الفراق، شخصية انثوية اخرى تسرد رحلتها في البحث عن هويتها من خلال الفنون، تتحدث عن تجاربها المختلفة وكيف ساعدها الإبداع في اكتشاف من تكون حقًا، تشارك قصة مجتمعها الذي استخدم الفن كوسيلة للتعافي من الأزمات، تتحدث عن المشاريع الفنية التي أُقيمت لإعادة بناء الروابط بين الأفراد بعد فترة من الصعوبات، شخصية اخرى تروي كيف حولت معاناتها الشخصية إلى أعمال فنية، تتحدث عن كيفية استخدام الألم كقوة دافعة لإنتاج الفن الذي يعكس تجاربها، تساهم هذه القصص في تعزيز الروابط بين الشخصيات، وتخلق جوًا من التعاطف والتفاهم، كما تبرز أهمية الفن والإبداع كوسيلة للتعبير عن المشاعر والتغلب على التحديات، مما يزيد من عمق القصص ويعزز من رسالتها، تجتمع هذه الشخصيات في مقبرة الإبداع لتبادل الأفكارالتي تناول أهمية الفن كوسيلة للتواصل والتعبير عن الذات، تعكس كل شخصية جانبًا فريدًا من جوانب الإبداع والحياة، مما يثري الحوار في مقبرة الإبداع، تتواجد ايضا شخصيات متنوعة تمثل جوانب مظلمة من المجتمع، مما يخلق توازنًا بين الإبداع والفساد هناك تماثيل عابسة تمثل البيروقراطية والقيود المفروضة على الفن والإبداع، حيث تتجاهل هذه التماثيل أهمية الثقافة والفن و تجسد التحديات التي يواجهها الفنانون في الحصول على الدعم والتمويل وكيف يسعون لإخضاع الإبداع لأجنداتهم، مما يثير صراعات مع الشخصيات الإبداعية،هناك تماثيل لصحفيون يتطلعون للربح والشهرة، يسعون لاستغلال القصص لأغراضهم الخاصة يمثلون الإعلام السطحي الذي يركز على الإثارة بدلاً من القضايا العميقة يتلاعبون بالحقائق لتحقيق أهدافهم، انها تماثيل شخصيات اعلامية تتسم بالاستغلال، تتربص بالفرص وتتدخل في حياة الآخرين ويرمزون إلى الفوضى والفساد، حيث يسعون للاستفادة من الإبداع دون تقدير حقيقي له، جميع هذه الشخصيات طبع على جباهها اشكال طلسمية محددة مثل الحيوانات الاليفة وغير الاليفة، مما يجعلها تمثل جوانب معينة من المجتمع. هذه الأوسمة تعكس الفساد واللامبالاة، وتبرز الفجوة بين الإبداع والحياة اليومية، تخلق هذه الشخصيات توترًا ، حيث تتصارع قوى الفساد مع الإبداع في المقبرة. لكن حلمي في هذه النقطة يبرفع عصا التحدي، يسلط الضوء على الحاجة إلى التغيير والشفافية في المجتمع ،إذ كانت الحياة في يوتوبيا الواقواق يسودها نظام التفاهة، يفتقر الناس إلى الوعي والاهتمام بالأمور العميقة، فإن الإبداع يصبح ظاهرة سريالية وحبيس مقبرته، خاصة ان ثقافة "اليوتوبيات" والنظم التافهة هي السائدة ،التحدي غير مجدي كون الإبداع يشير إلى كيفية بناء الأفكار والابتكارات على بعضها، مما يؤدي إلى تطورات غير متوقعة، قد تكون غريبة أوسريالية،اليوتوبيات في حقيقتها، تعكس الرغبة في تحقيق عالم مثالي، ولكنها تصبح بعيدة عن الواقع عندما تتعارض مع القيم الإنسانية أو تتجاهل التعقيدات الاجتماعية وتنمو مثل بيت العنكبوت على شجرة التفاهة وتشير إلى هيمنة الثقافة السطحية، حيث يتم تقدير المحتوى السريع والسطحي بدلاً من العمق والإبداع الحقيقي، يؤدي إلى إغفال الإبداع في عالم يهتم بالمحتوى الذي ينسجم مع تطلعاته البدائية،و يفقد الفنانون والمبدعون حافزهم للتطوير والتجديد و الإبداع التراكمي ، يتداخل الواقع مع الخيال، مما ينتج عنه تجارب ثقافية وفنية هامشية تجعل الفن أداة غير فعالة للتغيير والتفكير، في الواقع مقابر اليوتوبيات غابات مزدهرة في عالمنا الحقيقي تترحل احلامنا اليها لتصبح ملهمة للعقل الباطن ، سقط على راسي تمثال ضخم جدا لاكبر فاسد في تاريخ مقبرة الابداع الا وهو الفاسد الثقافي المتلون كما يسمونه في المقبرة ا، لحسن الحظ كان فارغا ومصنوع من فلين منفوخ ،لم يؤذي راسي لكن ايقضني من حلمي وانا امسك بالريشة بين اسناني واغني للشاعر فائز يعقوب الكيلاني (كل صباح ومعلمنا..
يرسم في أوجهنا قهوته المره
يزرع فينا.. أعباء السنوات الخمسين
في درس الرسم يقول
يا ولدي.. القهوة لون مزاج
أسكبه على الأوراق فقد
تبصر حلماً..).



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقراط و زينوفيا ( قصة سريالية)
- ظفر أحمر متلاشي ( قصة سريالية)
- حمار بوريدان (قصة سريالية)
- صعود الهرمونات ( قصة سريالية)
- الهروب (قصة سريالية)
- طيران اسطوري ( قصة سريالية)
- حكاية دجاجة (قصة سريالية)
- طبيعة سريالية(قصة سريالية)
- ساعتي بعقرب واحد قلق (قصة سريالية)
- إعادة التدوير فلسفية (قصة سريالية)
- قمر مكعب واصابع مثلثة (قصة سريالية)
- حروب رمزية (قصة سريالية)
- بريكنك باد، ستيت كوم (قصة سريالية)
- بحث مكثف عن الجمهور(قصة سريالية)
- تحت ظلال شجرة الباوباب (قصة سريالية)
- مقهى المتقاعدين عن الادب (قصة سريالية)
- الهجرة الى سطح القمر (قصة سريالية)
- الموت قبل الموت ( قصة سريالية)
- حارة في مستنقع الأوراق الساقطة ( قصة سريالية)
- اغتصاب الزيتون واشجار أخرى(قصة سريالية)


المزيد.....




- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - يوتوبيا الواقواق (قصة سريالية)