كوسلا ابشن
الحوار المتمدن-العدد: 8088 - 2024 / 9 / 2 - 21:36
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
النشاط الإسلامي في ألمانيا
تنامى النشاط الإسلامي في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية, بقيادة الحركة الإسلامية التركية و التي لم يمنعها النظام العلماني بألمانيا من نشاطها الدعوي و فتح و بناء المساجد, و تأسيس منظمات إسلامية. رغم إختلاف هذه الجماعات في الأسماء, لكنها لها هدف واحد, هو نشر الإسلام في ألمانيا, و نقل الصراع الإسلاموي الى الأراضي الألمانية. ظلت أغلبية الجماعات الإسلامية التركية مرتبطة بالدولة التركية عبر القنصليات و السفارات, تنفذ الأجندة السياسية للدولة التركية. منذ الثمانينات من القرن الماضي ظهر الصراع الاسلامي بين التابعين للدولة التركية و المعارضين لها, خاصة (العلويين),و تم الصراع على الإستحواذ على المساجد و المنظمات التابعة لها و الإستلاء على الأنشطة الإقتصادية. نشطت آلة بروباغندا للمتصارعين الى المساجد و عبر وسائل الإعلام الورقية و السمعية لكلا الطرفين. بقي الصراع الإسلامي التركي سلمي و لم يهدد المجتمع الألماني. خارج الملعب التركي نشط الإسلام العربي في شتى المدن و أقدمه مركز مونيخ الذي أسسه سعيد رمضان حفيد حسن البنا, و هو مركز للإخوان المسلمين, و معه مركز أخن (مسجد بلال) أسسه السوري إسام الدين العتار, التابع كذلك للإخوان المسلمين. ظلت المساجد الى اليوم مراكز دعوية, تحريضية, إعلامية, تربوية, تكوينية و مراكز إقتصادية تسير من خلال موظفيها الأبناك الإسلامية و رخص الحلال و متاجر المواد الغذائية و المطاعم و ... . تنامي أنشطة الإسلام في مختلف المجالات, حتى سار في طريق إنتاج الإقتصاد الموازي في المجتمع الألماني, و بسط ثقافة معارضة للثقافة الألمانية. تشكلت من المساجد لجان التمثيلية للمسلمين في ألمانيا, لكن السؤال المطروح, على أي أساس يتم الإعتراف الرسمي بالمكون الإسلامي, الممجد للإرهاب و عدم التسامح مع الآخر, و الغير المعترف بالتعددية و الإختلاف الديني و حقوق الإنسان, في مجتمع الدموقراطية و التعددية و حرية الإعتقاد و المساواة بين الجنسين و التعايش السلمي.
الأصولية الدينية لا تؤمن بكل ما هو خارج البنية الإسلامية, تؤمن فقط بأن الإسلام هو دين الحق, و الإسلام هو الحل الوحيد لكل القضايا المجتمعية في كل العالم, و ذلك بتنفيذ الشريعة الإسلامية بحقوقها و قيمها المستمدة من القرآن و السنة. مثالية الحركة الإسلامية تحلم بالرجوع الى العصر الذهبي للإسلام, بما حمل من مأساة و كوارث للبشرية نتيجة الآبادة الجماعية و النهب الخيرات و سبي النساء و الأطفال. بهذه القاعدة تعتبر الجماعات الإسلامية عنصر تهديد للعالم عامة و لألمانيا خاصة, و ترى هذه الجماعات في الإرهاب الفكري و المادي, هو الوسيلة القادرة على تنفيذها لإضعاف الدول, و تقوية دور الإسلام و إرجاعه الى موقعه القديم في العالم. أصبحت الوهابية ( محمد - ابن تيمية- محمد ابن عبد الوهاب), المصدر و المرجع للجماعات الإرهابية الإسلامية المتفرقة في العالم المتحضر. الغرب العلماني الذي ظل تحت النقد النظري الإسلامي طيلة عقود و قرون من الزمن, كما ظل الى حد ما في مأمن من العمليات الإرهابية للجماعات الإسلامية الى حدود أواخر القرن20, و بداية عولمة الفكر الإرهابي الإسلامي, لينتقل من حالة النقد النظري الى المستوى المادي التطبيقي, ليصبح الغرب هدف الإرهاب الإسلامي.
أكبر تهديد إرهابي في ألمانيا, يكمن في تواجد الجماعات الإرهابية و نشاطها الدعوي و فعلها الإجرامي المخطط. القائم في الكثير من الحالات على التصرف و التنفيذ الفردي, أكثر من التخطيط و التنفيذ الجماعي.
أشهر الجماعات الإرهابية الإسلامية النشيطة في ألمانيا:
داعش ( الدولة الإسلامية في العراق و الشام).
هو تنظيم إرهابي "جهادي" تأسس في الأردن و العراق كان في البداية تابع لتنظيم القاعدة في المنطقة, لكنه إستقل عن تنظيم القاعدة في عام 2014. هدفه إقامة نظام الخلافة الإسلامية في العالم على منهج الأولين ( المجرمون الراشدون, برابرة القرن السابع الميلادي). بالإرهاب و العنف و أبادة الشعوب و محو الثقافات و الأديان الغير الإسلامية, لهدف إمكانية إستعادة مكانة الإسلام في العالم. و على منهج العصر الذهبي إستولى داعش على أجزاء من العراق و سوريا (2014), و أسس دولة الخلافة على جمامجم المسيحيين و الأيزيديين. قد جعلت داعش العالم, يتعرف و يعيش العصر الذهبي, عهد الخلافة الإسلامية الصحيحة ( الخلفاء البرابرة), لقد نفذ داعش تعاليم الإسلام الصحيحة بقطع رؤوس المسيحيين و الأيزيديين من رفض الإسلام ( إسلم تسلم) أمام الكميرات, كما عرفت داعش العالم على أسواق النخاسة الإسلامية, و أثمنة السبي الداعشي في الموصل, بنفس أسلوب السبي الإسلامي الصحيح و أثمنته في مكة و المدينة و دمشق و البصرة,كما كان عليه في عهد العصر الذهبي. لقد إرتكب داعش أكبر جريمة بتحطيم الآثار التاريخية الآشورية الكلدانية لبلاد ما بين النهرين, لطمس آثار الحضارة في هذه المنطقة, التي ترجع الى آلاف السنين, و التي تعد . هزم داعش 2017, بفضل التحالف الدولي, لكنه ما زال ينشط في السر و العلن , و ما زال يرهب البشرية بعملياته الإرهابية.
داعش الإرهابية تنشط حاليا في ألمانيا, و تهدد الحياة و الإستقرار في هذا البلد. أغلب العمليات الإرهابية الإسلامية, إرتكبها عناصر داعش وقد إستعمل فيها السلاح الأبيض في الذبح و الطعن, للإعلان الرمزي بالإنتماء الى السنة المحمدية بأدواتها الحربية. داعش حاليا يعد أخطر تنظيم إرهابي في العالم عامة و في ألمانيا خاصة, بتجنيده لكثير من الأتباع, و ما يقلق هو تصرف أتباعه الإنفرادي, و هو ما يحصل حاليا في ألمانيا, في أغلب الهجمات الإرهابية المنفذة بالسلاح الأبيض.
تنظيم القاعدة
القاعدة هي جماعة من المقاتلين السابقين في افغانستان ضد الوجود السوفياتي (عرب افغانستان), استقروا في بيشاور في باكستان, أغلبيتهم سعوديون, و إلتحق بهم, بعد تأسيس القاعدة, من رجع الى بلدانهم الأصلية. بقيادة بن لادن و منظر الجماعة عبد الله عزام (فلسطيني), تأسس تنظيم القاعدة بشعار طرد الكفار من بلاد الاسلام, ليصبح التنظيم الإرهابي أممي ( منظمة متعددة الجنسيات), يتبنى ضرب مصالح الغرب (الكفار) في كل العالم. إنضم الى القاعدة أيمن الظواهري مع الجماعة الإسلامية " الجهادية" المصرية, لتصبح القاعدة قوة إرهابية تهدد البشرية, وتعلن الحرب الإرهابية ضد الكفار ( الصليبيون, اليهود و المجتمعات الخارج عن الإسلام الصحيح), بقيام بعمليتين إرهابيتين ضد أمريكا, بتفجير السفارة الأمريكية في دار السلام و نيروبي 1998. أكبر عملية إرهابية قام بها تنظيم القاعدة, هي قتل ثلاثة آلاف أمريكي في التفجير الارهابي لمركز التجارة العالمي بنيويورك و البانتغون في واشنطون, سنة 2001. منفذي العملية البربرية, كانوا طلاب عرب في ألمانيا, ينتمون الى تنظيم القاعدة الإرهابي, وهو كذلك المسؤول عن تفجيرات مدريد و لندن. لقد خمدت حاليا الأنشطة الميدانية للتنظيم على المستوى الأوروبي, في حظور نشاط داعش الواسع الإنتشار, لكن كل الإحتمالات واردة.
حزب الله
تأسس حزب الله في الثمانينات, بعد الثورة الإيرانية, و في إطار تمديد الثورة الخمينية الى خارج إيران. تنظيم إسلامي متطرف إرهابي, هدفه إقامة دولة إسلامية شيعية, ويعتبر المسؤول عن الإغتيالات السياسية في لبنان خاصة ضد المسيحيين و الشيوعيين. للحزب أتباع في ألمانيا, لكن نشاطه ضئيل يرتكز خاصة داخل المساجد لإستقطاب المؤيدين و كذا يتم تركيزه أكثر على التمويل المالي للحزب و غالبا مصدره تجارة الممنوعات. يعتبر حزب الله في ألمانيا تنظيما إرهابيا.
حماس
حماس هي منظمة "جهادية" تأسست في غزة 1987, أهدافها تنبع من إيديولوجيتها الإسلامية الإرهابية و المعادية لليهود, تطمح الى رمي اليهود في البحر و إقامة دولة إسلامية على منهج الأولين. لها أتباع في ألمانيا, مهامهم الأساسية دعوية وجمع التبرعات لصالح حماس. تعتبر حماس منظمة محظورة في ألمانيا.
إضافة الى هذين التنظيمين, هناك تنظيم الإخوان المسلمون, أسسه حسن البنا 1928, يعد التنظيم الأب الروحي لكل الجماعة الإسلامية الإرهابية. قيل عنه أنه أسسه الإنجليز و كذا أنه الفرع المصري للماسونية, و أن حسن إستمد لقبه البنا من إخوة البنائين الأحرار (الماسونية العالمية). في ألمانيا التنظيم خاضع لمراقبة الجهات الآمنية, نشاطه دعوي و سري, و لا يصنف في ألمانيا, بأنه تنظيم إرهابي.
#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟