أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة للامام الجزء الثاني 5














المزيد.....

نظرة للامام الجزء الثاني 5


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 8088 - 2024 / 9 / 2 - 19:08
المحور: الادب والفن
    


لقد مضت ثلاثون عاما منذ ان غادر صديقي د العراق ونصحته عبر مواقع التواصل بان سوريا التي يقيم فيها قد تعرض للاطاحة والانجى ان يعود فاجابني ( بكل البلدين موت فهي موتة واحدة ).
وقالت عجوز معتكفة بان صاحبك د متزوج من سورية وحين عودته هنا لحينا اخذت صغارها وعادت .
مضت اسابيع منذ عودته ولم اره وحين التقينا قال ( مشتاق اليك ) اجبته ليس حقيقيا لانك لم تزر ولم تسأل ورايت الدهشة في عينيه فبررت له ( يقال من يتغرب طويلا يميل للعزلة ).
في نفس الجلسة ذكّرته مستفسرا بقول العجوز فاكد الخبر لكنه قال روته بتصحف .
القصة اني تزوجت حقا من فتاة سورية ومن طباعهن لا يروضهن رجل وانجبت لي صغيرين لكن اخاها العقيد هدد واستهدف مرات فتنقلوا من محافظة لاخرى وفجأة تلفنت لي بانهم استقروا بتركيا ومن هناك سيهربون لسوريا.
لم اتمكن من منعهم فغرق زورقهم بعرض البحر واقتربت من حافة الجنون .
وبعد اسابيع اتفقنا على رحلة صيد في الليل وكان لي منزل قريب من الشط مكثت فيه ثلاث سنوات خلالها ابكر قبيل الشروق للصيد واعود ضحى ثم اعود له عصرا وامكث بالصيد حتى الليل .
كنت على عجل فاخذت ادوات صيد شحيحة فصحبني بعجلته التي اشتراها مؤخرا لهناك .
وفاجاني بانه مستعد لرحلة الصيد تماما فكان في عجلته بساط للجلوس ونركيله وطباخ صغير انيق يعمل بالغاز وفحم .
ومعه ادوات صيد تكفي لعشرة صيادين وثلج ومنعشات الروح بعلبة بلون نفطي والوان المكسرات والطعام .
وكان علينا ان نغطس في ارض يرتفع فيها الماء اعلى من الركبة لعشرة امتار فكان ينقل الاشياء من سيارته ويناولني ثم يعود لينقل ما تبقى , فيما كنت اتناول منه على سطح الدوبة وكان الظلام وسطيا لان بناية صغيرة خلفنا ثبتت مصباحا ضخما .
ولم اتوقع احدا يتواجد بعد الغروب بثلاثة ساعات لكن فوجئت بثلاثة اشخاص على مرتفع من سطح الدوبة يدخنون الناركيلة فانتظرناهم يغادرون اذا باحدهم يطلب من صاحبهم ان يمضي بعيدا ليجلب الفحم فقال صاحبي( هؤلاء سيطول بهم الجلوس وعلي ان اعمّر الجلسة ).
وضع الفحم على الطباخ ونصب ناركيلته وقال ساعمل (مميات) فضحكت فافرغ المصفر في قنينة ماء بلاستيكية صغيرة وخلطها بسائل اخر ومكسّر الزجاج وبدات حفلة الغطس بعالم اخر .
فجاة اتى صيادان يعرفانني لكن الظلام ستر الامر فلقمت الصنارة بالعجين ورميت البلد .
هناعدنا لايام السبعينيات ومطلع الثمانينيات وهنا كشف لي المستور في الزقاق الضيق خاصة النساء وابعادهن السيكولوجية وعلاقاتهم الحميمية .
كان شابا مقتحما للخدور بصمت انيقا متمرسا وربما زرقة عينيه وبياض بشرته وطوله اللافت وراء ذلك .
ومن كانت تبدو عصية علي او على الاخرين لم تصمد امامه , فتلك الصلبة السمراء وجدها في ظهيرة صيف مسعرة قربه في فراشه وهو نائم كانت بلا جمال لكنها رغم صغارها الاربعة تميل للصغار عمرا من الشبان .
اخرى بيضاء لعبت فعفت فمالت للانتقاء بعمر الثلاثين انها تختلط بمن تنتقي كهواية , لون من الاستمتاع , يقول دخلت منزلها ورايتها بملابس نوم فتمنعت فقلت لها انت متزوجة فما مبرر علاقتنا سوى الفراش واضاف لم اترك لها فسحة للتفكير فقد تفرست بانها ميّالة لمن ياخذها عنوة فدخلت فيها .
كانت امراة تضجر منا نحن الاثنين وتتضايق لكنها كانت تقاوم رغبة بصاحبي فقد ارسل لها قميصه لتخيطه وحين سلّمته لاخيه الصغير كانت تقبل القميص فوصلت الرسالة لصاحبي .
وذكرني كيف بات صديق معي وثملنا وحين غادر فجرا للثكنة لم يصحني , وتفاجات باني صحوت عاريا تماما وضحكنا ! .
وكشف لي العشرات من اسرارهن التي احتفظ بها ومغامراته معهن .
كانت وراء الظاهر من ذلك الزقاق الضيق الصاخب حياة اخرى زاخرة بالاسرار.
وحدثني انه بعد اعتقالنا عرض على محكمة وافرج عنه .
حدثني عن العميق من التركيبة الاجتماعية باليمن التي قصدها والاردن وسوريا التي مكث فيها سنوات.
هكذا بين صيد ومرح وتألق روحي وفتح الصندوق الاسود عدنا بعد المنتصف بساعتين وتلك كانت اجواؤنا قبل مجزرة الخلد التي اجهز الرئيس العراقي فيها على ثلث القيادة وتفرد بالسلطة ليبدأ عصر الحروب.
الان اراه متوترا فقد عقد املا على مؤسسة السجناء السياسيين لينال حقوقه من مرتب ومكافأة مليونية لكن طلبه رفض فشعر بقسوة الظلم ومرت به تلك الايام المتوترة التي دفعته لترك البلاد لاكثر من ربع قرن .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة للامام الجزء الثاني 4
- نظرة للامام الجزء الثاني 3
- نظرة للامام الجزء الثاني مذكرات 2
- نظرة للامام الجزء الثاني مذكرات 1
- الهوسة والهوسة المضادة لها في العراق :صراع سياسي مرير.
- رواية شيطانات الطفلة الخبيثة لبارغاس
- روايات داكوستا الفرنسية الاكثر مبيعا
- (السخرية) 2
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة
- كتاب رنين المعول رؤى نقدية ج6 الجزء الاخير
- رنين المعول رؤى نقدية ج5
- رنين المعول رؤى نقدية ج4
- رنين المعول رؤى نقدية ج3
- رنين المعول رؤى نقدية ج2 كتاب كامل
- رنين المعول رؤى نقدية لافاق متنوعة ج1 كتاب كامل
- حي سليطة رواية كتاب كامل
- شاشة الارواح كتاب كامل
- وفاة عبوسي الذي خلده مسلسل تحت موسى الحلاق
- تسجيل لحكايا برقية ج2 الخباز والمراة البدينة
- ديوان (البصيلة الزجاجية) كتاب كامل


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة للامام الجزء الثاني 5