أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 3 )















المزيد.....

سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 3 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8089 - 2024 / 9 / 3 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من خلال دراسة اجندات و اهداف الأطراف التي شاركت في تنفيذ المرحلة الأولى من مؤامرة سقوط مدينة الموصل العراقية التي كان هدفها عمل حاجز نفسي و طائفي بين الجيش العراقي و سكان المدن و المناطق ذات الغالبية السنية نجد أن هنالك اختلافات كبيرة في هذه الأجندات و الاهداف , فكل طرف له اجندته و اهدافه الخاصة , حتى أن ما يوحدهم من مشتركات كان اقل بكثير مما يفرقهم و كأن جميع الأطراف جعلت من تكتيكها السياسي يطغى على استراتيجيتها العامة , و هذه الأطراف هي :
اولا : تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام ( داعش ) , لقد وجد هذا التنظيم في تلك المرحلة الصعبة التي يمر بها العراق الفرصة الكبيرة و المناسبة للانقضاض على الدولة العراقية و سحقها و إقامة دولة الخلافة الإسلامية وفق منظوره الفقهي و العقائدي التكفيري .
ثانيا : بقايا حزب البعث الصدامي الذي كان يسعى لاستغلال أية فرصة تخرجه من حالة الانهيار و اليأس و الهزيمة التي يعيشها , كان ظهوره في ساحات الاعتصام في المرحلة الأولى من تنفيذ المؤامرة محدود جدا و مقتصر على رفع علم جمهورية العراق السابق و المميز بنجومها الثلاثة .
ثالثا : الفصائل السنية العراقية المسلحة , من خلال متابعة ما ظهر من اعلام في ساحات الاعتصام يتضح أن معظم الفصائل المسلحة العراقية السنية كانت مشاركة كطرف مهم في تنفيذ المرحلة الأولى من تلك المؤامرة الكبرى , من هذه الفصائل كتائب ثورة العشرين و الجيش الإسلامي .
لا شك أن هدف الفصائل السنية العراقية هو اسقاط النظام الذي تَشَكَلَ بعد الاحتلال الأمريكي للعراق و إعادة طبيعة الحكم الى ما كانت عليه و ذلك بعودة حكم العرب السنة و إنهاء النفوذ الإيراني في العراق الذي صاحب سيطرة الأحزاب الشيعية العراقية على مقاليد السلطة العراقية , و لقد اعتمدت هذه الفصائل تكتيك مؤذي لها و يتعارض بشكل كبير مع المصالح الوطنية العراقية العليا بتحالفها بشكل غير معلن مع داعش و الأحزاب الكوردية الانفصالية على اساس مبدأ الغاية تبرر الوسيلة .
رابعا : قيادة إقليم كوردستان الممثلة برئيس الإقليم مسعود البرزاني , لقد كانت مشاركة قيادة إقليم كوردستان في المرحلة الأولى من المؤامرة محدودة جدا حيث ظهرت اعلام اقليم كوردستان في ساحات الاعتصام في فترات متباعدة و كأنها مشاركة رمزية لدعم العرب السنة في تحقيق مطالبهم , لكن دور اقليم كوردستان كان اساسيا و مهما في المرحلة الثانية من المؤامرة التي تَحَقَقَ فيها اجتياح مدينة الموصل في 10 حزيران 2014 .
أما الأطراف الداعمة و الراعية أو المراقبة لمؤامرة سقوط مدينة الموصل فهي بعض الدول الإقليمية و المحتل الأمريكي .
في المرحلة الثانية من المؤامرة اعتمدت داعش خطة و تكتيك محكم لتصفية شركائها في تنفيذ المؤامرة , و كانت اهم خطوات تلك الخطة ما يلي :
اولا : اعتماد حالة التعايش و تقاسم الغنائم من اسلحة و معدات و أليات الجيش و الشرطة العراقية مع إقليم كوردستان و أن تكون حصة الإقليم جميع المدن و المناطق التي يعتبرها قادة الأحزاب الكوردية مناطق متنازع عليها مع الحكومة الاتحادية , و فعلا تمكنت البيشمركة الكوردية من السيطرة على كركوك و سهل نينوى و كل المناطق التي كانت تعتبرها الأحزاب الكوردية جزءا من اقليم كوردستان , حينها اعلن رئيس الإقليم السيد مسعود البرزاني : انه تم استعادة المناطق الكوردية المستقطعة من الإقليم و تم رسم حدود جديدة للإقليم و اطلقَ على تلك الحدود (( حدود الدم )) ... !
ثانيا : عدم اندفاع قواته باتجاه العاصمة العراقية بغداد أو باتجاه المدن و المناطق ذات الغالبية الشيعية كي يتمكن من تثبيت اركان سيطرته على مدينة الموصل و مدن و مناطق أخرى ذات الغالبية من العرب السنة .
ثالثا : البدء بتصفية بقايا حزب البعث و كل الفصائل السنية العراقية المسلحة التي لها وجود ضمن حدود دولة الخلافة الإسلامية الداعشية التي اسسها و الانفراد في حكم المدن و المناطق التي بسط سيطرته عليها .
لم تعزل داعش الفصائل المسلحة الاخرى التي اشتركت معها في تنفيذ المرحلتين الأولى و الثانية من مؤامرة سقوط الموصل فقط بل قررت ايضا انهاء وجودهم ضمن حدود دولة الخلافة الداعشيىة , حيث أمرت داعش تلك الفصائل بتسليم اسلحتها و معداتها العسكرية لمؤسسات دولة الخلافة الإسلامية الداعشية الجديدة و طالبتهم بمبايعة امير مؤمنين دولتهم الداعشية على السمع و الطاعة و اعلامهم بأن عقوبة الموت ستنفذ على كل من يرفض مبايعته , و فعلا تم بكل قسوة اعدام اعداد من عناصر تلك الفصائل المسلحة و عدد من عناصر حزب البعث .
أما حالة التعايش بين داعش و البيشمركة الكوردية فقد استمرت من 10 حزيران 2014 لغاية يوم 2 اب 2014 حيث قرر أمير مؤمنين الدولة الداعشية نقض تلك الحالة من التعايش التكتيكي و باغت البيشمركة الكوردية باجتياح الدواعش للمناطق التي سيطرت عليها البيشمركة , و كانت بداية هذا الهجوم المفاجئ من مدينة سنجار حيث هربت قوات البيشمركة مذعورة من امام تقدم الدواعش و تركت سكان مدينة سنجار و خصوصا الأيزيديين منهم يواجهون مصيرهم المأساوي .
الأيزيديون في الفقه و الشرع الداعشي البغيض هم من المشركين و ان اقامة الحدود وفق هذا الشرع هي كالتالي :
امام الرجال من الأيزيديين خياران لا ثالث لهما , اما الدخول في الإسلام الداعشي او الموت , اما النساء الأيزيديات فيتم سبيهم و اعتبارهم جواري يباعون في أسواق النخاسة التي تشكلت في مدن دولة الخلافة الداعشية .
أن استباحة حرمة الفتيات و النساء الأيزيديات هي وصمة عار و خزي في جبين كل من شارك في مؤامرة سقوط مدينة الموصل العراقية فقد فاقت مأساة العراقيات الأيزيديات كل تصور و اكبر من كل ما يمكن ان يتحمله الضمير الإنساني , إن مأساتهم كانت بحق هي مأساة هذا العصر .
بالنسبة لمن كان يعرف شيء و لو بسيط عن الفقه الداعشي فإن سبي الأيزيديات كان امرا متوقعا , لذا فإن كان السيد مسعود البرزاني يعلم شيء عن الفقه الداعش فتلك مصيبة و إن لم يكن يعلم شيء عن الفقه الداعشي و هو قائد قومي كبير فالمصيبة اعظم ... !
المأساة لم تحل على الأيزيديين فقط بل شملت أيضا مكونات اساسية اخرى من مكونات الشعب العراقي و منهم المسيحين الذين هم من السكان الأصليين للعراق فبسيطرة داعش على حوالي ثلث مساحة العراق طبقت داعش احكامها الشرعية على المسيحين حيث وضعوا أمام المسيحيين اربعة خيارات لا خامس لهما و هذه الخيارات :
الخيار الأول : ترك دينهم و اعلان اسلامهم .
الخيار الثاني : دفع الجزية التي يقرر قيمتها الدواعش .
الخيار الثالث : إن لم يعلنوا اسلامهم و رفضوا دفع الجزيرة فعليهم ترك ارض دولة الخلافة الإسلامية الداعشية دون أن يأخذوا أي شيء من ممتلكاتهم .
الخيار الرابع : إن لم يعلنوا اسلامهم و رفضوا دفع الجزيرة و لم يتركوا ارض دولة الخلافة الداعشية فسيكون مصيرهم الموت لذلك اختار غالبية المسيحين ترك ديارهم و كل ما يملكون و اللجوء الى المدن و المناطق الغير خاضعة لسيطرة داعش , إنها بحق مأساة كبرى حلت على المسيحيين العراقيين و أمر يصعب تصديقه خصوصا و ان هذه المأساة حدثت في القرن الواحد و العشرين ...!
من المؤكد أن القيادة الكوردية و معهم المحتل الأمريكي للعراق كانوا يتوقعون أنه بعد ان يبسط الدواعش سيطرتهم على مدينة الموصل و تأسيس دولتهم على المناطق التي سيطروا عليها ستكون هجماتهم في المراحل القادمة هي باتجاه المدن و المناطق الشيعية و ليس بإتجاه اقليم كوردستان , حتى أن الحكومة الاتحادية عززت من دفاعاتها لمدن محافظتي كربلاء و النجف المحاذيتين للدولة الداعشية باعتبارها الجبهة المرشحة للمواجه القادمة مع ارهابي داعش , لكن قيادة داعش اختارت المسار الآخر , أي باتجاه مناطق سيطرة البيشمركة الكوردية لأنها وجدت ان جبهة المواجهة الأسهل هي اقليم كوردستان و أجلت المواجهة المباشرة مع العرب الشيعة الذين جهزوا انفسهم من خلال الحشود الشعبية و العشائرية و بالاعتماد على القوات المسلحة العراقية التي استعادت شيء من توازنها .
لو حللنا رد السيد مسعود البرزاني على طلب السيد نوري المالكي بتوحيد الجهود الوطنية العراقية لمواجهة خطر داعش و الذي نقله الدكتور سعدون الدليمي وزير الدفاع السابق قبل بدء نكسة 10 حزيران ببضعة أسابيع و الذي اوضح فيه موقفه من إن الحرب ضد داعش هي ليست حرب الأحزاب الكوردية لوجدنا تطابق هذا الرد مع ما جرى خلال تنفيذ المرحلة الثانية من مؤامرة سقوط الموصل التي تأكد فيها ان البيشمركة الكوردية لم تكن يوما جزءا من منظومة القوات المسلحة العراقية و الدليل الأكبر و الأهم على ذلك هو ما جرى خلال فترة التعايش و تقاسم الغنائم بينها و بين داعش و التي استمرت حوالي الشهرين , حيث تمكنت ميليشيا البيشمركة الكوردية خلال هذه الفترة من السيطرة على المدن و المناطق التي كانت تعتبرها مناطق متنازع عليها , هذه السيطرة التي شجعت مسعود البرزاني على إطلاق تصريحاته النارية بأنه قد تم رسم حدود جديدة لإقليم كوردستان بالدم مستغلا حالة الضعف التي كانت تعاني منها القوات المسلحة العراقية في تلك المرحلة الخطرة التي مر بها العراق بالإضافة الى انه اعتقد يأن هجمات داعش القادمة ستكون باتجاه المدن الشيعية و ليس باتجاه قوات البيشمركة .
لقد ضن السيد مسعود البرزاني ان ذلك التعايش المخزي ممكن ان يستمر طويلا إلا أن ضنه كان خطأ كبيرا و سقطت قواته في شباك داعش فسارع بطلب النجدة من الحكومة الاتحادية و من ايران و من القوات الأمريكية .

" يتبع "



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 2 )
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 1 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 3 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 2 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 1 )
- ظهور الدواعش عبر التاريخ
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 4 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 3 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 2 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 1 )
- التجاوز على السيادة الوطنية العراقية ... حقيقة أم وهَمْ ...؟
- حق تقرير المصير لأكراد العراق .... بين الحقيقة و الوهم (2)
- حق تقرير المصير لأكراد العراق .... بين الحقيقة و الوهم (1)
- هل لنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في تايوان مستجدات ج ...
- الاتصالات السلكية و اللاسلكية في العراق و العداء للقطاع الحك ...
- الفساد المالي و الإداري في العراق ... الأسباب و النتائج ( 2 ...
- الفساد المالي و الإداري في العراق ... الأسباب و النتائج ( 1 ...
- هل ستحمل الانتخابات الرئاسية القادمة في تايوان مستجدات جيوسي ...
- هل تَتَشَكَلْ حاليا حضارة عالمية جديدة ...؟
- الأرجنتين تحت رحمة الفوضى الاقتصادية القادمة


المزيد.....




- شاهد متسابقًا يتناول 83 شطيرة نقانق في 10 دقائق محطمًا الرقم ...
- لبنان: محافظ المصرف المركزي السابق سلامة سيبقى قيد الاحتجاز ...
- هروب جماعي للقوات الأوكرانية
- القوات الروسية تقضي على 80 مسلحا أوكرانيا وتدمر معدات وآليات ...
- قوات أسطول البحر الأسود تدمر 4 زوارق مسيرة أوكرانية
- -مرحبا عسكر-.. السيسي يوجه التحية خلال استقباله في تركيا لأو ...
- بعد 7 سنوات.. تقرير يكشف المسؤولين عن مأساة حريق برج غرينفيل ...
- أطقم -غراد- تدمر مركز التحكم الأوكراني
- تعليق بريطانيا تصدير أسلحة لإسرائيل قرار رمزي أم مراجعة جدية ...
- معاريف: المقترح الأميركي الجديد سيكون بصيغة -خذها أو اتركها- ...


المزيد.....

- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 3 )