أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد الشمري - ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(1)














المزيد.....

ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(1)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 8088 - 2024 / 9 / 2 - 14:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"الموت هو الآم الحقيقية للآديان جميعا".أيفار لسنر....
."أنا خائف من الموت".جلجامش....

الموت..الموت..الموت!.تلك الكلمة البشعة،الرهيبة،المخيفة للغالبية العظمى من جحافل البشر،ان لم نقل جميعهم!.مؤمنون ولامومنين.لافرق هناك بين لاهوتيون وناسوتيين،مع خفة في درجة الخوف لدى الدنيويون الذين لايؤمنوا بدينونة او حياة آخرى بعد الموت.الموت..ذلك الوضع او الحالة الاخيرة للكائن الحي بكل دلالاته ورموزه وتداعياته المعبرة عنه:التوقف عن الحياة، السكون المطلق،النهاية البايولوجية للوجود الحيوي،التعفن والتحلل والتلاشي،العدم الازلي والعودة للاصل بلارجعة!.الموت..تلك الظاهرة الواقعية الحقيقية،والتي لاشك ابدا في حدوثها بعد نفاذ مدة الوجود الفردي للشخص.هي ظاهرة بسيطة من السهل رصدها لكونها أليفة وشديدة الحضور والقرب اليومي.وحدوثها مستمر بلا غياب،فهي زائر يومي ثقيل!.ظاهرة تحيق بمصير كل الحيوات البايولوجية من:نبات وحيوان وانسان على كوكينا النابض الفريد!.الموت.. لايشكل هما او عذابا او محنة او اشكالا سايكولوجيا للكائنات الآخرى بأستثناء الانسان،فهو الكائن الوحيد على الارض الذي يدرك موته،ويعي بحدة ان ساعة موته آتية لاريب فيها،وهي مسألة وقت،وحين يحين!.عندما نتعامل مع ظاهرة الموت فلسفيا وانطولوجيا فسنجد انها مأساة،وعقوبة،واهانة واذلال للانسان كمخلوق سامي ذو كرامة ورفعة،ويقف في قمة مراتب الاحياء،فكيف يهضم موته التافه،و كما تموت باقي الحيوانات؟!.الموت:مأساة لانه نهاية دموية للوجود انطولوجيا!.وعقوبة قاسية كحكم لاهوتي بالفناء بعد العصيان!.وأهانة لكرامة الانسان سايكولوجيا كقيمة ارفع واسمى من بقي الاحياء،ومع ذلك تموت مثلها بلا تفرد او تميز!.وليس من شيء نغص عيش،وأقض مضجع الانسان،وشكل كابوسه الدائم مثل الموت!.
الانسان البدائي الذي خشى الموت ومابعده من مجهول.وارتعد هلعا من ظواهر الطبيعة المدمرة والمتجبرة والمحيرة.فقرر عقلا وخيالا ان يخترع الدين بتدرج من البسيط الى المركب.وماتصوره من قوى وعناصر،و آلهة وكائنات غريبة خارقة،وطقوس،وتعاويذ حماية وابعاد الشر والاذى.تلك الصور الوهمية الجميلة والمخدرة ،وايضا المخيفة الرادعة لمن لايؤمن !.وسط كون جبار غامض ومبهم،ووجود فجائي مجهول الاصل والبداية!.فكيف لايسرح خيال الانسان،ويحلق بعيدا في الاعالي ليقطف ثمار الدين وطيباته؟!.ومن هنا كان الدين ملجأ وملاذ،وترياق فعال للآلام البشرية وحيرتها وقلقها!. يعيش الحيوان معتمدا على غرائزه ودوافعه الطبيعية الآلية آنية اللحظة،والسلوك الغريزي في حياته،بعكس الانسان الممزق بين البايولوجيا والسايكولوجيا،بين الادغال والمدن،بين السليقة والثقافة، بين الماضي والمستقبل،وبين الغريزة والوعي.وهنا يشكل الانتظار والامل الذي يقدمه الدين مستقبلا واعدا ولكنه مؤجلا لايتحقق الا في الحياة الآخرى بعد الموت!.و بهذا الحلم وبقطعه للعلاقة الواهية بكينونة عابرة وزائلة لاتشبع الرغبة ولاتطفيء الخوف.جند الانسان(الدين)ليقوم بهذه المهمة العسيرة،فهو تحرر من الخوف و النقص والزوال والهلع.فهو توق وشوق جسد الوهم كحقيقة:وجود آخر متخيل لاواقعي،ولكنه أصبح يقينا بفضل وفعل الايمان والتسليم العقدي لمن يعتقد به!.فليس من وسيلة فعالة و ناجعة تزيل الخوف والقلق،وتزرع السكينة والرضى،وتحفز الشغف بالخلود الابدي مثل فكرة الدين وأمتداداته في الخيال والعقل بعد الوجود العياني المؤقت والمنقضي بعد حفنة من السنين!.فالدين هو الأداة الفعالة والوحيدة التي تعبد طريق وردي من الآمال،ويقدم مدونة للايمان و للتفسير والتبرير والتأويل وتحقيق المصلحة النفسية والذهنية،وأيجاد الغاية والمعنى،وحل ماورائي يرضي الوجدان الانساني بتيسيرمعضلة الموت وعبورهامع الوعد الأخروي،والخلاص الابدي الالهي!.
قد يكون الموت واقعة بغيضة وسلبية ومنفرة الاانها هي ايضا من عكست تلك السليات للعدم،وخلقت منها موجبا جبارا وهو من خصب خيال الانسان،وفتح افقه على عوالم وشخوص مخترعة ،غير موجودة،ولكنه خلقها بخياله المنفلت من عقاله بحكم التوتر والخوف والامل!.الموت..ذلك الهيولي الكوني،والكيان المقتحم والفاتح لكل تضاريس الزمكان المقرر لمصير كل حي،سيد العدم وهادم الوجود!.الموت..تلك اللفظة الزاخرة بسيل لاينقطع وبحر متلاطم من المعاني والدلالات والاحالات والتداعيات المنشطة لدينامو المخيال البشري القابل لكل صورة في توليد وتراكم وانبثاق وخلق الصور والاخيلة والظلال الشبحية المتناسلة والمتزاحمة والملتهمة لكل البنى السايكولوجية والعقلية الصلبة بالمنطق والمعقول،فتنخرها بالرعب والهلع المتجدد بالصورة البانورامية للموت كسيف مسلط على رقاب الجميع وسيهوي حتما ويطيح بكل الرؤوس!.الموت..ذلك اللغز المبهم والمحير للطبيعة البشرية،ذلك السر الغامض والمجهول الذي يقف الانسان امامه عاجزا او مشلولا في مجابهته او الصراع معه.هذا الهلاك الماحق الذي يطيح ويدمر ويلغي كل معنى او مغزى من الوجود.تلك النهاية-لايمكن ان نطلق عليها كلمة تجربة-واذا مااعتبرناها تجربة فهي تجربة يتيمة واحدة لاتتكرر كما هو الأمر مع تجربة الوجود التي لاتتكرر ابدا!.ولكون الانسان هو الكائن الوحيد الذي يعي ويدرك حقيقة موته القادم هو وجميع بني جنسه لامحاله،هذا الوعي بحتمية الفناء هو وعيا تعسا يجلب العذاب والحزن لحياته.وهذا الميل للانسان لأسطرة وجوده المادي بدلا من الانفتاح والقبول بالمصير التراجيدي،والتسليم بالحقيقة الأنثروبولوجيا.بأن ليس هناك الا حياتنا الدنيوية المحض والموقتة وبعيدا عن كل تعقيد وتوتر ورتوش!.
...............................................................................................................................................
يتبع

وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقالة الاله..ودين بلا دينونة!.
- بيضة الديك!.
- تشرنيشفسكي..و.سؤال العمل!
- التفاحات الثلاثة!.
- الثور الرمادي!.
- السباراتاكوسية الخالدة روزا لوكسمبورغ..
- ماهية السياسة!.
- تحيا السيدورية!.
- -لو دامت لغيرك ماوصلت اليك-!.
- الإيروتيكا الشبقية بين الروح والجسد!.
- سيرورة باسلة!.
- الاشكال في السؤال؟
- لامخرج!
- مغادرة!
- اطلقوا النفير!
- صيرورة
- السياسة والاخلاق
- ديالوج السكين والقلم
- نظرة خاطفة على نص تراثي
- اغترابات خارج السور:اللاهوتي..الاقتصادي..السايكولوجي.


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي نقلا عن نتنياهو: إذا انسحبنا من ممر فيلادلفيا ...
- ليبيا.. توجيه عاجل من رئيس حكومة الوحدة الوطنية بعد مقتل -ال ...
- نتنياهو: حماس ستدفع ثمنا باهظا
- إيران وحزب الله.. محور يتحدى إسرائيل
- منظمة غير حكومية: الجزائر أبعدت نحو 20 ألف مهاجر إلى النيجر ...
- ملك الأردن يجدد رفض بلاده أي محاولات لتهجير الفلسطينيين
- غارات إسرائيلية دامية على جباليا والنصيرات
- روسيا على تخوم بوكروفسك الإستراتيجية.. ومغردون يرون الحل الس ...
- هل تهز الاحتجاجات الإسرائيلية قبضة نتنياهو على السلطة؟
- ما التكتيكات التي يستخدمها الاحتلال في توغله بجنين؟ الفلاحي ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد الشمري - ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(1)