أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 1 )















المزيد.....

سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8088 - 2024 / 9 / 2 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت نكسة 10 حزيران 2014 , التي سقطت فيها مدينة الموصل العراقية و اصبحت في ذلك اليوم المؤلم في قبضة تنظيم داعش , ذكرى حزينة بالنسبة لغالبية العراقيين .
كان يوم 10 حزيران من تلك السنة التي مرت على العراقيين بصعوبة يوما قاسيا بعد أن امتد تخلف و همجية الدواعش الظلاميين ليعبث بمهد الحضارة الأشورية العظيمة , نينوى .
لقد تمكنت الهمجية القادمة من مدن الصحراء العروبية من التعبير عن حقد البداوة على الحضارة بتهشيم أجزاء من أثار تلك الحضارة الرافدينية , و كأن التاريخ يعيد نفسه حين حكم البدو القادمين من الصحراء العروبية العراق اثناء الحكم الأموي و ما تلاه من تدمير للإرث الحضاري العراقي , كانت الهجمة الداعشية على العراق تجسيدا للصراع الأزلي بين البداوة و الحضارة .
بعد أن تمكنت جحافل الدواعش و أنصارهم من السيطرة على مدينة الموصل انطلقت هذه الجحافل الظلامية الى مدن عراقية اخرى حتى صار ثلت ارض العراق تحت رحمة سيوف الفكر التكفيري البغيض .
من اجل أن تكون صورة أحداث نكسة 10 حزيران واضحة لابد من الإشارة اولا الى أنه في يوم النكسة لم تحصل اية معركة بين الجيش العراقي و ارهابي داعش أو مع مَنْ تحالف معهم , انهيار الجيش العراق في الموصل كان يشبه الى حد كبير انهيار هيكل من الرمل مشيد بدون اساس على ارض هشة , كان ذلك الانهيار المدوي بالنسبة للذين يراقبون المشهد العراقي من الخارج حدثا مفاجئا غير مفهوما و غير متوقعا , لكن بالنسبة لأبطال تلك المؤامرة فأن ما حصل في ذلك اليوم هو مجرد تنفيذ لإحدى مراحل مؤامرة مكتملة الاركان , مؤامرة لها ممهدات و لها قادة تنفيذيين و اطراف داعمة , لكل مرحلة من مراحل تلك المؤامرة برنامج زمني و خطوات مقررة مسبقا للتنفيذ في أوقاتها المحددة .
لا شك أن دوائر المخابراتية الأمريكية كانت المراقب الأساسي لتنفيذ تلك المؤامرة , أما الداعمون و المراقبون الآخرون فهم في الغالب عناصر من دول الإقليم المحيط بالعراق و من بعض اطراف العملية السياسية الأساسيين التي كانت جارية في العراق في تلك الفترة .
يمكن تقسيم مسلسل احداث مؤامرة سقوط الموصل الى المراحل التالية :
المرحلة التمهيدية للمؤامرة :
استغرق تنفيذ مهام المرحلة التمهيدية قرابة السنة الكاملة , كان هدفها الأساسي هو تهشيم بقايا العلاقة بين الجيش العراقي الجديد , الذي تشكل بعد الاحتلال الأمريكي للعراق , و مدن و مناطق العرب السنة في العراق التي تمتد من غرب بغداد وصولا الى الموصل في الشمال العراقي , حيث تمت عملية التهشيم من خلال وصف هذا الجيش بجيش المالكي , المقصود هنا هو رئيس وزراء العراق في تلك الفترة نوري المالكي , و بالجيش الصفوي و الجيش المجوسي كي تنتزع عن الجيش العراقي صفة الوطنية و صبغه بصبغة طائفية موالية لإيران و كأن هذا الجيش يعمل لمصلحة إيران على حساب المصالح الوطنية العراقية و رافق هذا المشهد تصعيد خطير للطائفية بين مكونين أساسين من مكونات الشعب العراقي , العرب الشيعة و العرب السنة حيث رُفِعَتْ في ساحات الاعتصام التي تم التأكيد على طائفيتها و التي انتشرت في معظم مدن و مناطق العرب السنة خلال هذه المرحلة التمهيدية لمؤامرة سقوط الموصل شعارات خطيرة اهمها :
** (( قادمون يا بغداد )) , المقصود هنا هو زحف العرب السنة نحو بغداد لإسقاط النظام الحاكم للعراق و إعادة الأمور الى نصابها و وضعها الطبيعي و ذلك بعودة حكم العرب السنة للعراق من جديد .
** (( نحن القاعدة نقطع الرؤوس و نقيم الحدود )) , لقد صعد ممثلي تنظيم القاعدة بشكل علني في العديد من منصات تلك الاعتصامات الطائفية و هتفوا و هددوا على مرئ و مسمع قوات الاحتلال الأمريكي للعراق من خلال العديد من شاشات وسائل الأعلام العربية .
أعلام عديدة رُفِعَتْ في ساحات الاعتصام . علم العراق قبل الاحتلال الأمريكي للعراق و المعروف بنجماته الثلاثة حيث يرمز هذا العلم الى تنظيم حزب البعث الصدامي الذي نشط في ساحات الاعتصام خلال هذه الصفحة التمهيدية لمؤامرة سقوط الموصل , علم تنظيم القاعدة , أعلام لمجموعات مسلحة عراقية منها كتائب ثورة العشرين و الجيش الإسلامي و غيرهم من الجماعات المسلحة السنية , علم اقليم كوردستان حيث كان رفعه في ساحات الاعتصام تعبيرا عن تضامن قادة اقليم كوردستان لمطالب العرب السنة في العراق .
لقد نجحت تلك الاعتصامات في إحداثْ خلل كبير في العلاقة بين الجيش العراقي و سكان مدن و مناطق العرب السنة و منها مدينة الموصل , حيث خَلَقَ هذا الخلل تغيرا في ميزان القوى المتصارعة في الساحة العراقية لصالح القوى الإرهابية التي استفادت من رفض سكان تلك المدن وجود الجيش العراقي في مدنهم , فقد اعتبروه و كأنه جيش اجنبي يحتل أراضيهم و بذلك اصبح سكان تلك المناطق في مواجهة قوى ارهابية شرسة و هم معزولين دون وجود جيش يحميهم من بطش الإرهابيين فوقعوا فريسة سهلة في يد تنظيم داعش و حصل ذلك الاستسلام المذل للمدن العراقية ذات الغالبية من العرب السنة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام حيث اعلِنَتْ الخلافة الإسلامية الداعشية و عاصمتها الموصل و تم تسمية اميرا للمؤمنين لهذه الخلافة من احد المساجد الكبرى في الموصل .
كان من بين قادة تلك المؤامرة اطراف اساسيين في العملية السياسية التي كانت جارية في العراق قبل نكسة 10 حزيران 2014 و الذين كانوا يستعينون و يتلقون الدعم من دول اقليمية و دولية لتنفيذ تلك المؤامرة الخبيثة ... !
إن رمي التهمة بالتسبب في نجاح تلك المؤامرة على قادة عسكريين في الجيش العراقي أو على إداء رئيس الوزراء نوري المالكي ما هي إلا محاولة فاشلة لإنقاذ السياسيين المتآمرين الذين اشتركوا في التخطيط لتلك المؤامرة و نجحوا في تنفيذ بعض مراحل تلك المؤامرة الكبرى على العراقيين و خصوصا في تنفيذ المرحلتين الأولى التمهيدية و الثانية التي ادت الى إسقاط سلطة الجيش العراقي و الدولة العراقية على معظم مدن و مناطق العرب السنة في العراق .
من الأمثلة على تآمر و تخاذل بعض القوى الأساسية المشتركة في العملية السياسية في العراق هو رد رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود البرزاني على طلب رئيس الوزراء نوري المالكي بتوحيد كافة الجهود الوطنية العراقية لمواجهة خطر داعش و الذي نقل هذا الطلب قبل نكسة 10 حزيران 2014 ببضعة أسابيع الدكتور سعدون الدليمي وزير الدفاع العراقي في تلك الفترة حيث كان رد السيد مسعود البرزاني مختصرا :
إن الحرب ضد داعش ليست حربنا .... !!
واضح جدا أن السيد مسعود البرزاني كان يقصد في هذا الرد هو أن مواجهة داعش ليست حرب أقاليم كوردستان أو حرب أكراد العراق و إنما هي حرب حكومة بغداد مع أعدائها ...!! لقد كان ذلك الرد صادما للحكومة العراقية و الدولة العراقية , ردا تأمريا بامتياز حيث كان وراء هذا الرد اهداف اقليمية و مخططات امريكية , بالنسبة للذين يعرفون السيد مسعود البرزاني و تاريخه و ارتباطاته بدوائر المخابرات الغربية و خصوصا المخابرات الامريكية و الموساد الإسرائيلي يدركون جيدا أن رد السيد مسعود البرزاني هو تجسيد لإرادة هذه الدوائر المخابراتية في تنفيذ مؤامرة سقوط الموصل .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 3 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 2 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 1 )
- ظهور الدواعش عبر التاريخ
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 4 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 3 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 2 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 1 )
- التجاوز على السيادة الوطنية العراقية ... حقيقة أم وهَمْ ...؟
- حق تقرير المصير لأكراد العراق .... بين الحقيقة و الوهم (2)
- حق تقرير المصير لأكراد العراق .... بين الحقيقة و الوهم (1)
- هل لنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في تايوان مستجدات ج ...
- الاتصالات السلكية و اللاسلكية في العراق و العداء للقطاع الحك ...
- الفساد المالي و الإداري في العراق ... الأسباب و النتائج ( 2 ...
- الفساد المالي و الإداري في العراق ... الأسباب و النتائج ( 1 ...
- هل ستحمل الانتخابات الرئاسية القادمة في تايوان مستجدات جيوسي ...
- هل تَتَشَكَلْ حاليا حضارة عالمية جديدة ...؟
- الأرجنتين تحت رحمة الفوضى الاقتصادية القادمة
- الاستعمار الحديث و نظامه النقدي
- إبادة الجيش العراقي اثناء انسحابه من الكويت


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي نقلا عن نتنياهو: إذا انسحبنا من ممر فيلادلفيا ...
- ليبيا.. توجيه عاجل من رئيس حكومة الوحدة الوطنية بعد مقتل -ال ...
- نتنياهو: حماس ستدفع ثمنا باهظا
- إيران وحزب الله.. محور يتحدى إسرائيل
- منظمة غير حكومية: الجزائر أبعدت نحو 20 ألف مهاجر إلى النيجر ...
- ملك الأردن يجدد رفض بلاده أي محاولات لتهجير الفلسطينيين
- غارات إسرائيلية دامية على جباليا والنصيرات
- روسيا على تخوم بوكروفسك الإستراتيجية.. ومغردون يرون الحل الس ...
- هل تهز الاحتجاجات الإسرائيلية قبضة نتنياهو على السلطة؟
- ما التكتيكات التي يستخدمها الاحتلال في توغله بجنين؟ الفلاحي ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 1 )