أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (الأخيرة)















المزيد.....

التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (الأخيرة)


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8088 - 2024 / 9 / 2 - 07:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خاتمة
إن ما تؤكده هذه الدراسة أن كيان المستجلبين، الذي بني مشروعه في أرض الغير بناء على مقولات توراتية أكد علم الآثار والتاريخ لعلماء يهود أنها كانت أساطير من نسج الخيالـ، وأن هذا الكيان لم يكن سوى كيان كولنيالي استعماري عنصري، جمع خليطا بشريا من عشرات الإثنيات والثقافات والخلفيات الدينية والفكرية يفتقدون إلى الرابط الذي يجمعهم ببعضهم البعض وبالأرض ، فكان أن فشلت على مدى 76 عاما ما سميت بعملية "الصهر"، ثم الشعور بالانتماء إلى هذا الحيز الجغرافي، وهاهم يؤكدون بعد كل تلك السنين أن المظهر العام الذي يحكم كيانهم هو الانقسام وعدم الانتماء للكيان وغياب اليقين في استمرار وجودهم.
وكان من الطبيعي أن يعيش هذا التجمع المستجلب حالة تفكك نتيجة أزماته الراهنة، التي تأتي في سياق أزمته البنيوية العميقة والشاملة في تجلياتها المختلفة من العنصرية والكراهية والانقسام والفوضى السياسية، وهشاشة الحياة الحزبية بين قبائله وأعراقه وثقافاته وعاداته وانتمائه الحضاري ، والفساد الذي هو أحد عناوينه بين مستجلبي هذا الكيان.
هذه الحالة ليست بالطبع وليدة اللحظة وإنما هي تتعلق بطبيعة هذا التكوين البشري أو ما يسمى "إسرائيل" التي تعاني من أزمة بنيوية لها علاقة بإنشاء هذا الكيان الذي كانت نواته مجموعة من العصابات المسلحة دون وجود كتلة بشرية تمثل الشعب ضمن إقليم خاص به، إذا ما عرفنا أن الشرط القانوني لوجود الدولة هو الإقليم، والشعب، والسلطة، وهي العناصر الثلاثة التي لم تكن متوفرة أبدا في هذا الكيان المسمى "إسرائيل" ، ولا يمكن بحال الاعتداد بخرافات توراتهم عن الحق الإلهي في فلسطين ..
ومن ثم فإنه لن يكون مستغربا انطلاقا من طبيعة تكوين هذا الكيان، ومن مادته البشرية التي استجلبت من مائة إثنية أن يعاني من جملة أمراض، التي هي في مجموعها تشكل عناصر الأزمة البنيوية التي يعيشها الكيان منذ عام 1948. ولذلك ليس مستهجنا أن يجري تداول تعبير الحرب الأهلية بين مكوناته في ظل وجود هذه الحدود الفاصلة بين فقاعات هؤلاء المستجلبين من أربعة أرجاء الدنيا..
ومن ثم لا يبدو غير واقعي ما قاله زعيم المعارضة يائير لبيد عندما اتهم وزراء ونواب من تحالف نتنياهو الحكومي مع ميليشيات خاصة بهن أنهم يفككون دولة إسرائيل، ويقضون على أسس قوتها من الداخل. بعد اقتحامهم لمعسكر للجيش ومقر محكمة عسكرية للإفراج عن متهمين من جنود الاحتياط تعدوا على أسير فلسطيني من غزة جنسيا.
هذه الواقعة جعلت صحيفة ه‍آرتس تؤكد ما ذهب إليه زعيم المعارضة لتقول في مقال لهيئة التحرير إن "إسرائيل تمر بمرحلة متقدمة من التفكك" تحت حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، مشيرة إلى أن اقتحام أنصار اليمين المتطرف لمعتقل سدي تيمان في صحراء النقب ثم قاعدة عسكرية، بدعم من أعضاء الكنيست وحتى وزراء، يعكس تعفنا مستمرا ينخر جسد الدولة. هذا التعفن كما تقول الصحيفة الذي هو أحد تجليات أزمة الكيان البنيوية، قد يؤدي إلى انهيار الدولة،.
وقالت الصحيفة. إن أولى حلقات التعفن بدأت بامتناع عدد من هؤلاء الجنود الاستجابة لأوامر التسليم، بأن تحصنوا في المكان ورشوا وحدة التحقيق الجنائي العسكري بغاز الفلفل، وذلك يشير إلى اختلال النظم العسكرية.
وأضافت الصحيفة إن الفشل لم يتوقف عند هذا الحد، فقد وصل عشرات المتظاهرين إلى السجن واقتحموا بوابته، وكان بينهم عضو في الكنيست ووزير التراث عميحاي إلياهو الذي سُمع وهو يردد "الموت للإرهابيين"، مما يعكس تصرف أعضاء اليمين المتطرف كأفراد مليشيا.
وتابعت الصحيفة إن التعفن وصل إلى حد أن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتاين أعلن عن فتح نقاش بخصوص اعتقال جنود الاحتياط وسلوك المدعية العامة العسكرية، مما أدى إلى انقلاب الأمور رأسا على عقب، إذ بات مكتب المدعية العامة العسكرية مطالبا بتقديم توضيحات.
وأشار المقال أيضا إلى أنه كان يجب على الكنيست أن يتطرق إلى قضية جنود الاحتياط المشتبه بهم الذين رفضوا التعاون مع الشرطة العسكرية، أو النواب الذين اقتحموا السجن مع المتظاهرين، أو حتى الوزراء الذين عبروا عن دعمهم مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي صرخ في وجه الشرطة "اتركوا مقاتلينا الأبطال!"
ونتيجة لذلك، تصاعد الشعور بأن إسرائيل بلا قانون أو عدالة، ليندفع نحو 200 شخص إلى التظاهر عند مدخل قاعدة بيت لبيد أثناء نقل الجنود التسعة.
ولفتت الصحيفة إلى أن عشرات المحتجين اقتحموا القاعدة عند وصول عضو الكنيست يتسحاق كروزر الذي هدد المدعية العامة، قائلا "ارفعي يدك عن مقاتلينا".
ووصفت الصحيفة المشرعين الإسرائيليين بأنهم يتصرفون مثل الملثمين الذين يشبهون المجرمين الحقيرين.
وخلصت هآرتس إلى أن "دولة نتنياهو فقدت السيطرة على اليمين المتطرف، ومن يزرع الفوضى يجنيها. وإن لم يوقف هؤلاء عند حدهم فإن الأمر سينتهي بتفكك إسرائيل ”
ونحن نقول إن خلاصة ما ذهبت إليه الصحيفة من أن الأمر سينتهي بالتفكك، كان وما يزال مدار نقاش بين نخب الكيان السياسية والعسكرية منذ فترة، وربما أبرز عناوينها هو ما يسمى خراب الهيكل الثالث الذي يقيس ما يعيشه الكيان الآن ، بما لحق بالتجربتين السابقتين للوجود اليهودي في فلسطين وانتهت كل تجربة منها بخراب الهيكل.
وتأتي واقعة اقتحام مقر المحكمة ومعسكر للجيش وغياب الانضباط العسكري كأحد تجليات الأزمة البنيوية في جانب صغير منها، في حين ان الكيان متخم بالأزمات التي تسعر التناقضات الداخلية وتضع علامة استفهام على استمرار وجوده في المدى المنظور. ارتباطا بوجود المستجلبين الهش في فلسطين وربما أفضل من عبر ذلك هو الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في إسرائيل (طائفة اليهود الشرقيين) يتسحاق يوسف عندما هدد أنه في حال أُجبر المتدينون على الخدمة العسكرية فإنهم سيسافرون جميعا إلى الخارج..
وربما يكشف تهديد كبير الحاخامات السفارديم، يتسحاق يوسف، من أنَّ اليهود الأرثوذكس المتشددين سيغادرون "إسرائيل" بشكل جماعي إذا ألغت الحكومة إعفاءهم من التجنيد الإلزامي. هشاشة المشروع الصهيوني الذي تأسس على مجموعة من الأكاذيب دحضها علميا مؤرخون وعلماء آثار يهود من داخل الكيان.
لكن التهديد بالسفر، وعودة الحريديم إلى بلدانهم السابقة هو اعتراف بأن وجودهم في فلسطين كان وجود مصلحة، وانهم لا ينتمون لهذه الجغرافيا التي تشكل إقليم فلسطين.
وهذا يكشف بجلاء طبيعة المشروع الذي قامت به الحركة الصهيونية الذي بشرت به ورعته المسيحية الصهيونية والغرب الاستعماري من بريطانيا إلى الولايات المتحدة وما بينهما.
فيما تكشف عبارة على لافتة رفعها الحريديم تقول "نفضل الموت كيهود على أن نعيش كصهاينة". أبعاد حالة الكراهية بين مكونات هذا التجمع، في غياب القيم المشتركة أو الشعور بالانتماء لدولة اسمها “ إسرائيل”، وأن هناك عقدا اجتماعيا يربط هؤلاء المتشددين بغيرهم من اليهود وبالكيان، وهذا يعكس مدى هشاشة هذا التكوين وصفته المؤقتة.
إن انفجار فقاعة الحريديم التي رافقت الكيان منذ البداية، إلى جانب فقاعات أخرى تؤكد أن طبيعة هذا التجمع المستجلب تفتقر إلى التجانس، فيما يعيش الكيان حالة شك فردي وجمعي في استمراره على ضوء أزمته البنيوية في تجلياتها المختلفة، التي تمظهرت في جانب منها في أزمة تجنيد الحريديم، فيما التحدي الوجودي يمثله الفلسطينيون أصحاب الأرض الذين يعززون في كل يوم في ذهن الصهاينة مقولة خراب الهيكل الثالث كحقيقة موضوعية سيأتي وقتها ولن يكون بعيدا.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (11)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (10)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (9)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (8)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (7)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (6)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (5)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (4)
- زيارة عباس.. نحو تطويق تعنت نتنياهو وفشل بايدن
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية.. (3)
- مفاوضات الفرصة الأخيرة..على وقع رفض حماس وقبول الكيان المقتر ...
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية ..(2)
- طوفان حماس.. مقاربة مختلفة
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (1)
- المقاومة محاولة للفهم بعيدا عن التصنيم
- هتاف.. هتاف
- أمريكا وأوروبا.. هل تجدي سياسة العصا والجزرة مع خامنئي؟
- طهران.. الرد على اغتيال هنية بين حسابات الربح والخسارة..!
- عرب التطبيع يدافعون عن مرتكبي محرقة غزة..!
- في انتظار رد طهران..واشنطن تحرك قواتها وشويجو بطهران


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي نقلا عن نتنياهو: إذا انسحبنا من ممر فيلادلفيا ...
- ليبيا.. توجيه عاجل من رئيس حكومة الوحدة الوطنية بعد مقتل -ال ...
- نتنياهو: حماس ستدفع ثمنا باهظا
- إيران وحزب الله.. محور يتحدى إسرائيل
- منظمة غير حكومية: الجزائر أبعدت نحو 20 ألف مهاجر إلى النيجر ...
- ملك الأردن يجدد رفض بلاده أي محاولات لتهجير الفلسطينيين
- غارات إسرائيلية دامية على جباليا والنصيرات
- روسيا على تخوم بوكروفسك الإستراتيجية.. ومغردون يرون الحل الس ...
- هل تهز الاحتجاجات الإسرائيلية قبضة نتنياهو على السلطة؟
- ما التكتيكات التي يستخدمها الاحتلال في توغله بجنين؟ الفلاحي ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (الأخيرة)