ريان علوش
(Rayan Alloush)
الحوار المتمدن-العدد: 8088 - 2024 / 9 / 2 - 02:25
المحور:
كتابات ساخرة
في القاهرة تكثر الكلاب الشاردة الأليفة خصوصا في المناطق الشعبية
وأمر عادي جدا ان تصادف كلبا في الشارع، فتضطر حينها لتبادل ابتسامة مودة معه، أو تحيتة إن كان من كلاب الحتة.
يوجد هناك أيضا نوعا من الجرادين الأليفة، لكن كنت أتعامل معها بحذر شديد ، أي لا كلام ولا تحية ولا حتى ابتسام، الأمر الذي جعل التوتر مسيطرا على العلاقة فيما بيننا.
تلك الجرادين كنت أراها على الجدران والأساطيح، على بوابات المطاعم، وعلى فوهات المجاري، ورغم أني كنت أقطن في الدور السابع إلا إنها لم تكن تتوانى عن زيارتي الدورية، الأمر الذي دفعني لإغلاق باب البرندا ليلا نهارا رغم الحر القاتل.
ذات يوم و ما إن فتحت باب الشقة حتى وجدت روحي وجها لوجه مع واحد من تلك الجرادين التي يصل حجمها لحجم ارنب متوسط الحجم.
لم يخشاني يومها، بل بالعكس تعامل معي، وكأنه صاحب الشقة، وأنا من اقتحم خلوته بدون وجه حق.
بعد عراك قصير وصل الأمر حد التشابك بالأيدي، فعاجلته بضربة جودو، فطرحته أرضا، ثم بقدمي اليمنى سددته بركلة مارادونية الأسلوب ، فهوى نحو الأسفل بصرخة مكتومة:ماااااامي.
على الرصيف كان تجمعا كبيرا قد تشكل امام محل لبيع الفول والطعمية، وكان يتوسط ذلك الحشد جردونا ممددا، بدا لونه أقرب الى لون فروج البروستد، وبدا الفوال يومها كالثور الهائج، وكان يرعد ويزبد مشيراً بكلتا يديه نحو البناية التي كنت أقطن فيها مهددا متوعدا، فبدٌلت اتجاهي على الفور .
كان آخر ما سمعته منه، والذي جعلني أحث الخطى خوفا من ان يكشف امري:
انا عاوز اعرف مين الخول اللي حدف الجردون على زيت الطعمية!!
#ريان_علوش (هاشتاغ)
Rayan_Alloush#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟