أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير جمعة المالكي - خرافات المتأسلمين 67 – خرافة صلاة الجمعة















المزيد.....



خرافات المتأسلمين 67 – خرافة صلاة الجمعة


زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)


الحوار المتمدن-العدد: 8087 - 2024 / 9 / 1 - 22:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(صلاة الجمعة) هي من الصلوات التي يكون فيها تجمعٌ للمسلمين،فالتجمع عند المسلمين يكون يوم الجمعة، ويكون يوم العيد، ويكون يوم عرفة . ولكن بالرغم من ان الملايين يصلونها كل أسبوع بل ويحرصون عليها ويغيرون فيها جدولهم المعتاد من ان تكون صلاة الظهر أربعة ركعات ويجعلونها ركعتين فقط ولكن لو سألت أي منهم مالذي يجعل هذه الصلاة لها هذه الخصوصية ولماذا الجمعة بالذات ؟ لوجدت الإجابات تتعدد وتتضارب ولكن العامل المشترك فيها ان (هذه الصلاة ذكرت في القران ) فهل صحيح انها ذكرت في القران ؟ وهل هي فريضة ام سنة ؟ وان كانت فريضة فهل هي فرض عين ام فرض كفاية ؟ وان كانت سنة فهل هي سنة مؤكدة عن الرسول ام سنة من جاء بعد الرسول ؟ هل يجوز التغيير فيها او الإضافة عليها ؟ وما اصلها ؟ سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة .
ونبداء بالسؤال الأساس هل ذكرت هذه الصلاة في القران ؟ الجواب بكل بساطة هو كلا لم يرد هذا المصطلح في القران . اما بالنسبة لسورة (الجمعة ) فترتيبها 62 حسب المصحف العثماني ، وهي سورة مدنية، آياتها 11، وترتيبها في المصحف 62، في الجزء الثامن والعشرين، وهي رابعة السور «المُسبِّحات» التي تبدأ بتسبيح الله، نزلت بعد سورة الصف، ولكن ترتيبها حسب التسلسل للتنزيل هو 110، تليها أربع سور فقط، هي “الفتح” و”المائدة” و”التوبة” و”النصر”. وهذا يؤشر إلى أن الخوض في أهمية “الجمعة” وطبيعة هذه الأهمية كان قد حدث في أواخر حياة الرسول . ووردت كلمة (الجمعة) في القران مرة واحدة في الاية رقم 9 من سورة الجمعة .
بالنسبة لقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” الاية الكريمة واضحة جدا فلا يوجد فيها ذكر لصلاة محددة بل هي تتحدث عن صلاة بصورة عامة وهذا يتيبن سياق الاية وتفسيرها وكما يلي :
أ‌. (يا ايها الذين امنوا ) المخاطبين بهذه الاية هم جميع المؤمنين فلا استثناء فيها (أي ان ما قاله اهل العنعنات من استثناء المراءة والعبد والقاصر والمسافر هو اختراع من تميم الداري النصراني ) .
ب‌. (اذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ ) وذلك هو النداء المعتاد للصلاة . أي اذا تمت دعوة المؤمنين بالله الى الصلاة ورد «النداء» في القرآن «للذين آمنوا» حيث ورد في تسعة وثمانين موضعا فسبب التكليف هنا هو الإيمان. فالله لا يكلّف غير مؤمن
ت‌. (من يوم الجمعة ) (من) للتبعيض أي بعض وقت من يوم (الجمعة ) قد تكون فجرا او ضحى او ظهر او عصر او غروب او الليل . أي ليست صلاة محددة بوقت محدد . الآية تذكر (للصلاة من يوم الجمعة ) وليس (صلاة الجمعة ) والفرق واضح لاي صاحب عينين فالأولى تعني أي صلاة في يوم الجمعة والثانية تعني صلاة معينة في يوم (الجمعة) . قال القرطبي في تفسيره « الجامع لأحكام القرآن» في معنى كلمة «الجمعة» «... قرأ عبد الله بن الزبير والأعمش وغيرهما «الجُمْعة» بإسكان الميم على التخفيف. وهما لغتان. وجمعهما جُمَع وجُمُعات. قال الفرّاء: يقال الْجُمعة بسكون الميم والجُمُعة بضم الميم والجُمَعة بفتح الميم فيكون صفة اليوم أي تجمع الناس. كما يقال: ضُحَكة للذي يضحك. وقال ابن عباس: نزل القرآن بالتثقيل والتفخيم فأقرأوها جُمُعه، يعني بضم الميم. وقال الفراء وأبو عبيد: والتخفيف أقْيَس وأحسن نحو غُرْفة وغُرَف، وطُرْفة وطُرَف، وحُجرْة وحُجَر. وفتحُ الميم لغة بني عقيل. وقيل: إنها لغة النبيّ صلى الله عليه وسلم. وعن سَلْمان أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: « إنما سُمّيت جمعة لأنّ الله جمع فيها من خلق آدم « وقيل: لأنّ الله تعالى فرغ فيها خلق كلّ شيء فاجتمعت فيها المخلوقات. وقيل: لتجتمع الجماعات فيها. وقيل: لاجتماع الناس فيها للصلاة...»
ث‌. (الجمعة ) العرب كانت تسمي اليوم السادس من الأسبوع يوم (عروبة ) وليس (العروبة) و“عروبة” تعني باللغة السريانية (الآرامية) الغروب، لذلك يربطها (جواد علي ) بغروب شمس ذلك اليوم الذي يسبق يوم الراحة والعبادة عند اليهود. اما الباحث (خالد درويش ) فيقول ان اصلها الكلمة الارامية (عَروبا) التي تعني لفيف، حشد، تجمّع.
في هذ اليوم الذي يسبق يوم السبات (سبت ) والراحة تُعقد الأسواق التي تستقطب الناس للبيع والشراء، استعداداً لاستقبال السبت. في “مختار الصحاح” قولاً للطبري يفسّر فيه مقام ومعنى يوم الجمعة: “إِنَّمَا سُمِّيَتْ الْجُمُعَة جُمْعَة لِأَنَّهَا مُشْتَقَّة مِنْ الْجَمْع فَإِنَّ أَهْل الْإِسْلَام يَجْتَمِعُونَ فِيهِ فِي كُلّ أُسْبُوع مَرَّة بِالْمَعَابِدِ الْكِبَار”. وفي قواميس المعاني العربية فإن “الجمعة” مشتقة من التجمع والالتئام. ينقل البخاري عن الفراء، والزجّاج، وأبي عبيد، وأبي عمر، إجماعهم على أن “أول من نقل “العَروبَة” إلى يوم “الجَمْعة” كعب بن لؤي، ثم لفظ الجمعة بفتح الجيم وتسكين الميم”. واختلفوا في قرأة (الجمعة ) فبعضهم قرأ (الجُمُعَة بضمتين) وقرأ عبد الله بن الزبير وزيد بن علي والأعمش وأبو حيوة وأبو عمرو في رواية بسكون الميم فقيل: هي لغة في الأولى وسكنت تخفيفاً وهي لغة تميم.وقيل: هو مصدر بمعنى الاجتماع.
ج‌. (َفاسْعَوْا ) ولفظ (السعي) ورد في القرآن في ثلاثين موضعاً، ورد في عشرين موضعاً بصيغة الفعل، من ذلك قوله تعالى (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها} (الإسراء:19)، وورد في عشرة مواضع بصيغة الاسم، من ذلك قوله تعالى (فلما بلغ معه السعي) ويعني الجد في قصد الشيء .
ح‌. لفظ (الذكر) ورد هذا اللفظ في مائيتين وثمانية وستين (268) موضع، جاء في مائة وأربعة وخمسين موضع بصيغة الفعل بتصريفاته المتنوعة، من ذلك قوله سبحانه: {وذكر الله كثيرا}، وجاءت أكثر صيغ الأفعال وروداً في القرآن صيغة الأمر، نحو قوله سبحانه: {واذكروا الله} ، حيث وردت هذه الصيغة في واحد وثلاثين موضعاً ، وهذه الصيغة الفعلية تشمل كل الصلوات والتحميد والتهليل والتسبيح وما شابهها من أفعال . وورد لفظ (الذكر) بصيغة الاسم وبتصريفات متنوعة في مئة وأربعة عشر موضعاً، من ذلك قوله تعالى: {ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم} . والذكر هنا الصيغة اللغوية المنطوقة والمتعبَّد بها لكل آيات الكتاب بغضّ النظر عن فهم محتواها، وهي الصيغة التي تعهّد الله بحفظها لقوله تعالى(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ). من ذلك قوله سبحانه: {وهذا ذكر مبارك أنزلناه} (الأنعام:50)، أي: هذا القرآن الذي أنزلناه إلى محمد صلى الله عليه وسلم ذكر لمن تذكر به، وموعظة لمن اتعظ به. ومن هذا القبيل قوله سبحانه: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون} (الأنبياء:2)، فالمراد بـ (الذكر) هنا: القرآن. والذكر في سورة الجمعة تعني الصلاة الاعتيادية وليس صلاة خاصة .
خ‌. ذكر القرآن يوم الجمعة مرة واحدة ضمن خطاب إخباري يروي واقعة حدثت للمسلمين وكان حدوثها يوم الجمعة: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ){11}. والآيات تؤكد أن الرسول كان قائماً يصلي بالناس وليس قائماً يخطب بهم. مثلما كان زكريا قائماً يصلي عندما بشر بيحيى: فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ {39} آل عمران.والرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يخطب في الناس اثناء الصلاة ولهذا لا يوجد للرسول خطب في الجمعة . فخطبة الجمعة أوجدت لخدمة الحاكم، والتشدد في ضرورة الاستماع اليها انما كان زمن عمر عندما سمح لتميم الداري بائع الخمر النصراني بان يروي القصص في المسجد قبل صلاة الظهر ولكون هذا الشيء لم يعهده المسلمون زمن الرسول فقد تم وضع الاحاديث للحث على الاستماع لقصص تميم وشددوا على وجوب الاستماع لها، دون أن يعيروا اهتمامهم للصلاة. لذا اختصرت الصلاة في الجمعة من أربع ركعات إلى ركعتين وخطبة. ولما جاء دور رجال دين فيما بعد، وفرضوا أن من يدرك ركعة فقد أدرك الصلاة، لم يستطيعوا استثناء صلاة الجمعة. فبقي الحكام يشددون على الخطبة أكثر من الصلاة .
هنا تأتي محاولة المفسرين ربط تلك الصلاة بالسوق وان العرب كانوا يتسوقون في هذا اليوم ومنطلقهم في هذا ما ورد في الاية (وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) . ولكن فاتهم ان العرب لم يكن لهم أسواق أسبوعية بل اسواقهم موسمية ختلف أهل الأخبار في عدد هذه الأسواق، فهي عند ابن حبيب 12 سوقا، وعند اليعقوبي 10 أسواق، أما الهمذاني فيرى أنها كانت احدى عشر سوقا واهم اسواقهم (سوق دومة الجندل ، سوق المشقر، سوق هجر،سوق عمان ،سوق حباشة ، سوق صحار،سوق دبى ، سوق الشحر، سوق عدن أبين ،سوق صنعاء،سوق حضر موت ،سوق عكاظ ،سوق مجنة ،سوق ذي المجاز،سوق نطاة خيبر،سوق حجر، سوق دير أيوب ،سوق بصرى ، سوق أذرعات ، سوق الحيرة . وتلك الأسواق كانت تقوم في الأشهر الحرم، وهي أشهر كان يشيع فيها الأمن… ولأنها أسواق آمنة، فقد كان يأوي إليها من يطلب من يجيره، ومن يود أن يفدي أسيره. الأسواق هذه لم تفد التجار الشعراء وحسب، إنما أيضا البدو الذين كانوا يأخذون مقابلا نظير خدمات الحماية والعمل في القوافل الوافدة إليها. بل ان كتب التفاسير عندما أرادوا ربط الصلاة التي اسموها صلاة الجمعة بالقران قالوا في تفسير سورة الجمعة ، انه بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس، إذ قدم المدينة، عير تحمل تجارة، فلما سمع الناس بها، وهم في المسجد، انفضوا من المسجد، وتركوا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب استعجالًا لما لا ينبغي أن يستعجل له، وترك أدب . أي لم يكن هناك سوق بل وصول قافلة قالوا انها تابعة لمن اسموه (دحية الكلبي ).
بالنسبة ليوم (الجمعة ) فالعرب لم تكن تعرفه بهذا الاسم ولم يكن لهم يوم عطلة او عبادة خاصة يقول البيروني" لم تكن العرب تسمي أيامهم بأسماء مفردة غير أنهم أفردوا لكل ثلاث ليال من كل شهر من شهورهم اسما على حدة مستخرجاً من حال القمر وأطواره فيها، فإذ ابتدءوا من أول الشهر، كانت أول ثلاث ليال عندهم تسمى (غرر) جمع غرة، وغرة كل شيء أوله ثم ثلاث ليال نفل من قولهم تنفل إذا ابتدأ بالعطية من غير وجوب ، ثم ثلاث تُسَع: لأن آخر ليلة منها هي التاسعة ، ثم ثلاث عُشر: لأن أولها العاشرة ، ثم ثلاث بيض: لأنها تَبْيَضُّ بطلوع القمر من أولها إلى آخرها ، ثم ثلاث درع: لاسوداد أوائلها تشبيها بالشاة الدرعاء ، ثم ثلاث حنادس لسوادها ، ثم ثلاث دآدئ لأنها بقايا ، ثم ثلاث محاق . فالشهر العربي القديم كان مؤلفاً من عشر مجموعات، كل مجموعة تتكون من ثلاثة أيام فقط . ثم جاءت المرحلة الثانية عند العرب، وجاروا بقية الشعوب في تبنيهم الأسبوع المتألف من سبعة أيام. فكانت أسماء أيام الأسبوع هي (أوَّل) ويقابل يوم الاحد و و(أهون ) و(جبار) و(دبار) و (مؤنس) و (عروبة) ويقابل الجمعة و(شيار). العروبة: بفتح العين اسم عندهم ليوم الجمعة وكان السريان يتخذون مساء الجمعة (عروبتا) وقتا للصلاة والتقديس استعدادا ليوم السبت الذي كان عندهم مقدساً أيضاً ثم أطلق(عروبتا) على كل يوم الجمعة بعد أن كان مقصورا على (الغروب) أي (عروبة) وبمعنى المساء ويدل على هذا الجذر (ع ر ب) في اللغة العبرية يعني الغياب والغروب وقد بقي يوم (العروبة) على اسمه في صدر الإسلام وذكره بعض الشعراء في شعرهم كالأعشى (أعشى همدان) الذي توفى في 83هـ. يقول الباحث خالد درويش "يقول الباحث جواد علي في كتابه الموسوعي “المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام” أن تسمية العرب قبل الاسلام يوم الجمعة بيوم العروبة، فذلك، لأن “عروبة” تعني باللغة السريانية (الآرامية) الغروب، ويربطها بغروب شمس ذلك اليوم الذي يسبق يوم الراحة والعبادة. وهذا تفسير خاطئ وملتبس مردّه إلى التشابه بين الكلمتين الآراميتين “ܥܪܳܒܐ” (عَرُبا) التي تعني غروب الشمس، و”ܥܪܘܒܐ” (عَروبا) التي تعني لفيف، حشد، تجمّع. وهكذا، فإن تسمية اليوم السادس بيوم “عَروبة” إنما استقاه العرب من التسمية الآرامية ܥܪܘܒܐ عَروبا (بالواو بعد الراء)، والتي تعني التجمع، وليس من المفردة الآرامية ܥܪܳܒܐ عَرُبا (بالراء المضمومة) والتي تعني غروب الشمس".
وقد نسب اهل الروايات تسمية يوم (الجمعة ) الى كعب ابن لؤي باعتباره اول من جمع العرب وخطب فيهم فسموا اليوم يوم الجمعة . ولكن ان صدقت قصة كعب ابن لؤي فهو حدث مرة واحدة فلم يسجل التاريخ ان الخطبة استمرت في أسواق مكة او المدينة او الطائف كل يوم جمعة ولم يسجل التاريخ تجمع اسبوعي للعرب قبل الإسلام .
اول تنبيه لموضوع (الجمعة) وتقديسه كان من اسرائيليات كعب الاحبار فد جاء في موطأ مالك الحديث 5272 " عن أبي هريرة أنه قال: خرجت إلى الطور، فلقيت كعب الأحبار فجلست معه، فحدثني عن التوراة، وحدثته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان فيما حدثته أن قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت عليه الشمس، يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أُهبِط، وفيه تِيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مُصِيخَة يوم الجمعة، من حين تُصبح حتى تطلع الشمس، شَفَقا من الساعة، إلا الجن والإنس، وفيها ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي، يسأل الله شيئا، إلا أعطاه الله إياه». قال كعب: ذلك في كل سنة يوم. فقلت: بل في كل جمعة. فقرأ كعب التوراة، فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو هريرة: فلقيت بَصْرة بن أبي بَصْرة الغفاري، فقال: من أين أقبلت؟ فقلت: من الطور، فقال: لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجتَ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « لا تُعمَل المَطيّ إلا إلى ثلاثة مساجد، إلى المسجد الحرام، أو إلى مسجدي هذا، أو إلى مسجد إيلياء أو بيت المقدس»، يشك، قال أبو هريرة: ثم لقيت عبد الله بن سلام، فحدثته بمجلسي مع كعب الأحبار، وما حدثته به في يوم الجمعة، فقلت: قال كعب ذلك في كل سنة يوم، قال: قال عبد الله بن سلام: كذب كعب. فقلت: ثم قرأ كعب التوراة، فقال: بل هي في كل جمعة. فقال عبد الله بن سلام: صدق كعب، ثم قال عبد الله بن سلام: قد علمت أية ساعة هي. قال أبو هريرة: فقلت له أخبرني بها ولا تَضِنّ علَي، فقال عبد الله بن سلام: هي آخر ساعة في يوم الجمعة، قال أبو هريرة: فقلت: وكيف تكون آخر ساعة في يوم الجمعة؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي» وتلك ساعة لا يصلى فيها؟ فقال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جلس مجلسا ينتظر الصلاة، فهو في صلاة حتى يصلي». قال أبو هريرة فقلت: بلى، قال: فهو ذلك."
بعد ان بينا ان ماورد في القران لا علاقة له بما اسموه (صلاة الجمعة ) فهل هناك اثر او مصدر اخر يبين لنا هل ما اسموه (صلاة الجمعة) فرض ام سنة ؟ ان الذين اخترعوا صلاة الجمعة وفي كافة مصادرهم الفقهية لم يتفقوا على التوصيف الفقهي لهذه الصلاة مما يؤيد عدم وجود اصل شرعي لها بنص الهي او حديث وضعي . كتب الفقهاء تتناقض فيما بينها من قاطع بوجوبيتها كفرض يقتتل بسببها إلى من جعلها سنة كفائية، اختلفوا في كون صلاة الجمعة فرض عين او فرض كفاية او سنة مؤكدة. الحنابلة اعتبروها واجب على كل محتلم وكتبوا حديثا أخرجه أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبى عن طارق بن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الجمعة حق واجب على كل مسلم فى جماعة إلا أربعة: مملوك، وامرأة، وصبى، ومريض “. عند لشافعية هي فرض كفاية كما يقول القاضى ابن كَج (المتوفى 405 هـ)، وهو من أصحاب الوجوه عند الشافعية، وجها يرى أن صلاة الجمعة فرض كفاية كما نقله النووى فى «روضة الطالبين». اما بالنسبة للمالكية فهي (سنة ) مؤكدة وكان مالك لا يشهد مع الناس لا جمعة ولا جماعة وفي تصريح لأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الأربعاء: "بعض الفقهاء قالوا إنها فرض عين، والبعض الآخر قال إنها فرض كفاية وتابع: " اتفق جمهور الفقهاء على أن صلاة الجماعة سنة مؤكدة، فمن لا يصليها فلا ذنب أو وزر عليه، فإذا صلى الإنسان في جماعة أخذ ثوابا كبيرا، وإذا صلى منفردا صلاته صحيحة ولكن حرم نفسه من الأجر الكبير إلا إذا كان به عذر". وقد ذكر محمد الأمين الشنقيطي - محمد الأمين بن محمد بن المختار الجنكي الشنقيطي في كتابه أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن سورة الجمعة -حكم صلاة الجمعة عند الفقهاء الجزء الثامن الصفحة 287 " عند المالكية حكاية ابن وهب عن مالك أن شهودها سنة .وعند الشافعية قال الخطابي : فيها الخلاف هل هي من فروض الأعيان أو من فروض الكفاية ؟ وعند الأحناف قال في شرح الهداية : وقد نسب إلى مذهب أبي حنيفة أنها ليست بفرض"
والسؤال الذي يبرز هو متى فرضت (صلاة الجمعة)؟ اختلفوا الى عدة اقوال منها ان الجمعة فرضت في المدينة يروي ابن رجب في باب فرض الجمعة من شرحه لصحيح البخاري (فتح الباري 6/327-334): أخرج ابن ماجه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم ، فقال في خطبته : (( إن الله فرض عليكم الجمعة في مقامي هذا ، في يومي هذا ، في شهري هذا ، من عامي هذا إلى يوم القيامة ، فمن تركها في حياتي أو بعدي ، وله إمام عادل أو جائرٌ ، استخفافاً بها أو جحودا لها فلا جمع الله شمله ، ولا بارك له في أمره ، ألا ولا صلاة له ، ولا زكاة له ، ولا حج له، ولا صوم له، ولا بركة حتى يتوب ، فمن تاب تاب الله عليه )) .وفيه : دليلٌ على أن الجمعة إنما فرضت بالمدينة ؛ لأن جابراً إنما صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد خطبته بالمدينة ، وهذا قول جمهور العلماء . يقول عبد الرحيم السلمي في كتابه (تأصيل علم العقيدة) الجزء الرابع الصفحة 8 مايلي " والجهاد فرض بعد الهجرة، والأذان وصلاة الجمعة أيضاً فرضا بعد الهجرة في السنة الثانية" . قال الحافظ ابن حجر: “فالأكثر على أنها فرضت بالمدينة، وهو مقتضى ما تقدم أن فرضيتها بالآية المذكورة، وهي مدنية" . في حين يروي أحمد ابن حنبل على أن أول جمعةٍ جمعت في الإسلام هي التي جمعت بالمدينة مع مصعب بن عميرٍ .وكذا قال عطاء والأوزاعي وغيرهما. وذهب اخرون الى ان الجمعة فرضت بمكة قبل الهجرة ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها بمكة قبل أن يهاجر . وذكر ابن حنبل وأبو داود ان أول جمعة جمعت بالمدينة بمبادرة من اسعد ابن زرارة النجاري في نقيع الخضمات ، قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، وقبل أن يبني مسجده . يدل على ذلك : حديث كعب بن مالكٍ ، أنه كان كلما سمع أذان الجمعة استغفر لأسعد بن زرارة، فسأله ابنه عن ذلك ، فقال : كان أول من صلى بنا صلاة الجمعة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة في نقيع الخضمات ، في هزم النبيت ، من حرة بني بياضة ، قيل له : كم كنتم يومئذ ؟ قال : أربعين رجلاً . خرَّجه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه . وروى أبو إسحاق الفزاري في (( كتاب السير )) له ، عن الأوزاعي ، عمن حدثه ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير القرشي إلى المدينة، قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: (( أجمع من بها من المسلمين ، ثم انظر اليوم الذي تجمر فيه اليهود لسبتها ، فإذا مال النهار عن شطره فقم فيهم ، ثم تزلفوا إلى الله بركعتين)) . وقد خرّج الدارقطني من رواية أحمد بن محمد بن غالب الباهلي : نا محمد بن عبد الله أبو زيد المدني : ثنا المغيرة بن عبد الرحمن : ثنا مالكٌ ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباسٍ ، قال : أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجمعة قبل أن يهاجر، ولم يستطع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمع بمكة ولا يبين لهم ، وكتب إلى مصعب بن عمير : (( أما بعد ، فانظر اليوم الذي تجمر فيه اليهود لسبتهم ، فاجمعوا نساءكم وأبناءكم ، فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة فتقربوا إلى الله بركعتين )).قال : فهو أول من جمع مصعب بن عمير ، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فجمع عند الزوال من الظهر، وأظهر ذلك .وخرج البيهقي من رواية يونس ، عن الزهري ، قال : بلغنا أن أول ما جمعت الجمعة بالمدينة قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجمع بالمسلمين مصعب بن عميرٍ . وروى عبد الرزاق في (( كتابه )) عن معمر ، عن الزهري ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير إلى أهل المدينة ليقرئهم القرآن ، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمع بهم ، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس يومئذٍ بأميرٍ ، ولكنه انطلق يعلم أهل المدينة .وذكر عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : من أول من جمع؟ قال : رجلٌ من بني عبد الدار - زعموا - ، قلت : أفبأمر النبي صلى الله عليه وسلم قال : فمه . وخرَّجه الأثرم من رواية ابن عيينة ، عن ابن جريج ، وعنده : قال : نعم، فمه . قال ابن عيينة : سمعت من يقول : هو مصعب بن عميرٍ . وكذلك نص الإمام أحمد في - رواية أبي طالب - على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أمر مصعب بن عمير أن يجمع بهم بالمدينة .ونص أحمد - أيضاً - على أن أول جمعة جمعت في الإسلام هي الجمعة التي جمعت بالمدينة مع مصعب بن عمير . وقد تقدم مثله عن عطاء والأوزاعي . فتبين بهذا : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإقامة الجمعة بالمدينة ، ولم يقمها بمكة ، وهذا يدل على أنه كان قد فرضت عليه الجمعة بمكة .
وكما اختلفوا في اول من صلى الجمعة فقد اختلفوا في العديد من اركان الصلاة يوم الجمعة . فقد اختلفوا في خطبتي يوم الجمعة يشترط لصحة صلاة الجمعة أن يتقدمها خطبتان يجلس بينهما الإمام، وذلك عند جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة؛ وذلك لخبر الصحيحين: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ يَقْعُدُ بَيْنَهُمَا) . عند الحنفية أن الخطبة الثانية سنة وتركها لا يبطل الصلاة . كذلك اختلفوا هل من ضمن شروط صحة صلاة الجمعة توحيدها فى المصر الواحد كما يقول أبو حنيفة والمالكية والشافعية والحنابلة، أي لايجوز الصلاة في اكثر من مسجد في المدينة الواحدة وهناك بعض الحنفية منهم الكرخى والطحاوى وبعض المالكية وبعض الشافعية يجيزون الصلاة في عدة مساجد في المدينة الواحدة . كما اختلفوا فيما يدرك به المأموم صلاة الجمعة أهل العلم لهم في المسألة ثلاثةُ أقوال؛ قولٌ تُدرَك بالخطبة، وتدرك بإدراك ركعة وهو مذهب المالكية والشافعية، والحنابلة وكتبوا حديثا عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من ‌أدرك ‌من ‌الجمعة ‌ركعةً، ‌أضاف ‌إليها ‌أخرى، ‌وإن ‌أدركهم ‌جلوسًا ‌صلى ‌أربعًا) . وقالوا تدرك بإدراك التشهد قال به أبو حنيفة وكتبوا حديثا نسبوه للرسول ((إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا)) .
عند المالكية يمتد وقت الصلاة إلى غروب الشمس ، وقالوا هذا فيما لو قُّدر أن إماماً لم يصل بالناس الجمعة حتى دخل وقت العصر ، فقال ابن القاسم يصلي بهم الجمعة ما لم تغب الشمس .ففي المدونة (1/160): "قلت: أرأيت لو أن إماماً لم يصل بالناس الجمعة حتى دخل وقت العصر؟ قال ـ يعني ابن القاسم ـ : يصلي بهم الجمعة ما لم تغب الشمس، وإن كان لا يدرك بعض العصر إلا بعد الغروب" . في حين قال الاخرون ان انتهاء وقتها بانتهاء الظهر قال ابن أبي عمر في "الشرح الكبير" (5/186) : "ولا خلاف فيما علمنا أن آخر وقتها آخر وقت صلاة الظهر" .عبد الله السلمي صلى خلف النبي محمد الجمعة ، فكانت خطبة النبي وصلاة قبل نصف النهار وصلى خلف عمر فكانت خطبته وصلاته قبل نصف النهار وصلى خلف عثمان ، فكانت خطبته وصلاته قبل الزوال (ابن سعد 7/2/150) أى أن عثمان بن عفان – طبقا لهذه الرواية- بدأ بتأخير صلاة الجمعة .
امتنع (كبار ) الفقهاء فقد امتنع مالك ابن انس عن صلاة الجمعة خمسة وعشرين سنة فقد ذكر الذهبيُّ عن إسماعيل القاضي: "سمعتُ أبا مصعب يقول: لم يشهد مالك الجماعة خمسًا وعشرين سنة، فقيل له: ما يمنعك؟ قال: مخافة أن أرى منكرًا، فأحتاج أن أغيِّره" ما ذكره الذهبي في (السير: 8/ 114) وفيه: "كَانَ مَالِكٌ بَعْدَ تَخَلُّفِهِ عَنِ المَسْجِدِ يُصَلِّي فِي مَنْزِلِهِ فِي جَمَاعَةٍ يُصَلُّونَ بِصَلاَتِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي صَلاَةَ الجُمُعَةِ فِي مَنْزِلِهِ وَحْدَه". الذهبي لما نقلها في سير أعلام النبلاء (8/ 114) وفي تاريخ الإسلام (4/719) : تحقيق بشار عواد . نقلها معلقة بدون إسناد هكذا: وقال الحسين بن الحسن بن مهاجر الْحَافِظُ: سَمِعْتُ أَبَا مُصْعَبٍ يَقُولُ: كَانَ مَالِكٌ بَعْدَ تَخَلُّفِهِ عَنِ الْمَسْجِدِ يُصَلِّي فِي مَنْزِلِهِ في جَمَاعَةً يُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ. وكَانَ يُصَلِّي صَلاةَ الْجُمُعَةِ فِي مَنْزِلِهِ وَحْدَهُ".
وحيث انهم لم يتفقوا على كونها فرض ام سنة ولم يتفقوا على زمن فرضها ولا من هو اول من أم المسلمين . يأتي السؤال هل يجوز إضافة او انقاص الصلاة سواء كانت فرضا او سنة ؟
1. قال عبد الله بن الصديق الغماري: “يجب أن تعلم أن الأئمة الأربعة مجتمعين ومنفردين شرطوا في الجمعة شروطا لم يقم عليها دليل، كاشتراطهم عددا معينا، وكونها في بنيان، وعدم تعددها، وعدم إعادتها لمن فاتته”، وقال أيضا: “إن الأئمة اشترطوا في الجمعة شروطا لم يقم عليها دليل، منها العدد، وهل يكفي أربعون أو ثلاثون أو اثنا عشر أو أربعة؟ ومنها أن تكون في بناء، وأن لا تتعدد، فإن تعددت فأيها يصح؟، قال المالكية: تصح جمعة المسجد القديم وإن تأخرت، وقال الشافعية: تصح الجمعة السابقة بتكبيرة الإحرام، وبنوا على ذلك قولهم: الجمعة لمن سبق، وظنه الناس حديثا وليس بحديث ومنها عند الحنفية أن تكون في بلد كبير فيه حاكم وقاضي، ومنها عندهم أن يأذن في إقامتها الخليفة، والمقصود أن الأئمة أحاطوا الجمعة بشروط لم يقم على أكثرها دليل، اجتهادا منهم لا يلامون عليه، بل هم مثابون، بل اللوم على من عرف الدليل ثم استمر في التقليد“.
2. أضاف عمر لصلاة الجمعة القصص بناء على طلب تميم الداري " يروي أسامة بن زيد ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن : أن تميما استأذن عمر في القصص سنين ، ويأبى عليه فلما أكثر عليه ، قال : ما تقول ؟ قال : أقرأ عليهم القرآن ، وآمرهم بالخير ، وأنهاهم عن الشر . قال عمر : ذاك الربح . ثم قال : عظ قبل أن أخرج للجمعة " الذهبي ، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، الجزء الثاني ، ص 448 .
3. أضاف عثمان الاذان الثالث لصلاة الجمعة يروي ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب الجمعة ، باب الأذان يوم الجمعة "870 -حدثنا آدم قال حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن السائب بن يزيد قال كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء قال أبو عبد الله الزوراء موضع بالسوق بالمدينة". وفي لفظ آخر: «فلما كان في خلافة عثمان وكثروا، أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث، فأذن على الزوراء، فثبت الأمر على ذلك" . وقد رفض هذه الزيادة عدد من (الصحابه ) فقد روى ابن أبي شيبة في "المصنف" عن ابن عمر أنه قال: "الأذَانُ الأَوْلُ يَوم الجُمعةِ بِدعةٌ" . وروى عبدالرزاق بسند صحيح عن عبدالله بن الزبير أنه لا يؤذن لهن حتى يجلس على المنبر، ولا يؤذن له إلا أذاناً واحداً يوم الجمعة .
4. حديث جابر بن سمرة "أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ يَخْطُبُ قَائِمًا، ثُمَّ يَجْلِسُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ قَائِمًا، فمَن نَبَّأَكَ أنَّهُ كانَ يَخْطُبُ جَالِسًا فقَدْ كَذَبَ؛ فقَدْ -وَاللَّهِ- صَلَّيْتُ معهُ أَكْثَرَ مِن أَلْفَيْ صَلَاةٍ". الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم ، الصفحة أو الرقم: 862 | خلاصة حكم المحدث (صحيح) ، احدث معاوية الخطبة جالسا كما يروي ابن ابي شيبه في المصنف - كتاب الأوائل - أول من خطب جالسا ، الجزء الثامن الصفحة 325 " 5088 - حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال أول من خطب جالسا معاوية حين كبر وكثر شحمه وعظم بطنه ".
5. أضاف معاوية لصلاة الجمعة سب علي ابن ابي طالب وبقي هذا في صلاة الجمعة طيلة حكم بني امية عدا الفترة التي اوقفها فيه عمر ابن عبد العزيز. فقد روى أحمد ومسلم والترمذي من طريق بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال: أما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن أسبه. لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له، خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله! خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى. إلا أنه لا نبوة بعدي”. وسمعته يقول يوم خيبر “لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله” قال فتطاولنا لها فقال “ادعوا لي عليا” فأتي به أرمد. فبصق في عينه ودفع الراية إليه. ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية: فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال “اللهم! هؤلاء أهلي”.
6. قال البخاري رحمه الله في “صحيحه ” بَابُ الخُرُوجِ إِلَى المُصَلَّى بِغَيْرِ مِنْبَرٍ ” ثم روى عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ، قَالَ: ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَوْمَ الفِطْرِ وَالأَضْحَى إِلَى المُصَلَّى ، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاَةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ ، وَيُوصِيهِمْ ، وَيَأْمُرُهُمْ ، فَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا : قَطَعَهُ ، أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءٍ : أَمَرَ بِهِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ ” قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: ” فَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى خَرَجْتُ مَعَ مَرْوَانَ – وَهُوَ أَمِيرُ المَدِينَةِ – فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ، فَلَمَّا أَتَيْنَا المُصَلَّى إِذَا مِنْبَرٌ بَنَاهُ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ، فَإِذَا مَرْوَانُ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَقِيَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ ، فَجَبَذْتُ بِثَوْبِهِ ، فَجَبَذَنِي ، فَارْتَفَعَ ، فَخَطَبَ قَبْلَ الصَّلاَةِ ، فَقُلْتُ لَهُ : غَيَّرْتُمْ وَاللَّهِ، فَقَالَ أَبَا سَعِيدٍ: قَدْ ذَهَبَ مَا تَعْلَمُ ، فَقُلْتُ : مَا أَعْلَمُ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا لاَ أَعْلَمُ ، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَجْلِسُونَ لَنَا بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَجَعَلْتُهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ ) .وعند مسلم ( فقام إليه رجل فقال : الصلاة قبل الخطبة ومد بها صوته ).
7. روى البخاري من حديث سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ حِينَ أَصَابَهُ سِنَانُ الرُّمْحِ فِي أَخْمَصِ قَدَمِهِ، فَلَزِقَتْ قَدَمُهُ بِالرِّكَابِ، فَنَزَلْتُ، فَنَزَعْتُهَا وَذَلِكَ بِمِنًى، فَبَلَغَ الحَجَّاجَ فَجَعَلَ يَعُودُهُ، فَقَالَ الحَجَّاجُ: لَوْ نَعْلَمُ مَنْ أَصَابَكَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «أَنْتَ أَصَبْتَنِي» قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: «حَمَلْتَ السِّلاَحَ فِي يَوْمٍ لَمْ يَكُنْ يُحْمَلُ فِيهِ، وَأَدْخَلْتَ السِّلاَحَ الحَرَمَ وَلَمْ يَكُنِ السِّلاَحُ يُدْخَلُ الحَرَمَ» .
8. ومن ذلك إنكار الصحابة على من خطب جالسا من بني أمية ، فعن كعب بن عجرة :أنه دخل المسجد وعبدالرحمن بن أم الحكم – والي معاوية على الكوفة – يخطب قاعدًا ، فقال :”انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدًا وقال الله تعالي {وإذا رأوْا تجارة أو لهوا انفضّوا إليها وتركوك قائما }) رواه مسلم .وإنكار عمارة بن رويبة على بشر بن مروان لما رَآه على المنبر رافعا يديه في الدعاء وقال “قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيديه هكذا ويشير بأصبعه السبابة “رواه مسلم .
9. أورد أبو يُعلى الموصلي المتوفى عام 307هـ في مسنده، أن الحكم بن أيوب الثقفي، والي البصرة المُعيّن من قِبل الأمويين، كان يطيل في خطبة الجمعة كثيراً، ولما اعترض عليه الصحابي يزيد بن نعامة الضبي، وقال له "الصلاة رحمك الله"، حبسه وبقي في سجنه نحو عشرة أعوام كاملة. وذكر الحافظ جمال الدين المزي المتوفى عام 742هـ، في كتابه "تهذيب الكمال"، أن الصحابي زياد بن جارية دخل مسجد دمشق في عهد الوليد بن عبد الملك، فوجد أن خطيب الجمعة أطال في خطبته حتى اقترب وقت العصر، فاعترض قائلاً "والله ما بعث الله نبياً بعد محمد يأمركم بهذه الصلاة"، فقام إليه بعض الجند وقتلوه.
10. اختلف متأخرو المالكية حول شرط المسجد، هل يكون مسقفا أم لا؟ وهل من شرطه أن تكون الجمعة راتبة فيه أم لا؟ وعلق ابن رشد على هذه الأقوال بعبارته الواضحة الصريحة الفصيحة: “وهذا كله لعله تعمق في هذا الباب، ودين الله يسر، ولقائل أن يقول: إن هذه لو كانت شروطا في صحة الصلاة، لما جاز أن يسكت عنها عليه الصلاة والسلام،
11. استبدل الوليد ابن يزيد ابن عبد الملك خطبة الجمعة بالشعر فيروي أبو الفرج الاصفهاني ، كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني رحمه الله، طبعة دار صادر بتحقيق د. إحسان عباس ود. إبراهيم السعافين والأستاذ بكر عباس ، الجزء السابع الصفحة 46 "خرج الوليد — وكان مع أصحابه على شراب — فقيل له: «إن اليوم الجمعة!» فقال: «والله لأخطبنهم اليوم بشعر.» فصعد المنبر فخطب. فقال:
الحَمدُ لِلَّهِ وَلِيِّ الحَمدِ أَحمَدُهُ في يُسرِنا وَالجهدِ
وَهُوَ الَّذي في الكَربِ أَستَعينُ وَهُوَ الَّذي لَيسَ لَهُ قَرينُ .
12. امر الوليد ابن يزيد جاريته اني تصلي بالناس فيروي ابن عساكر ، أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر (499هـ - 571 هـ) ، تاريخ مدينة دمشق، وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها ، دراسة وتحقيق: محب الدين أبو سعيد عمر بن غرامة العمروي ، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، عام النشر: 1415 هـ - 1995 م الجزء 70 الصفحة 142 " نوار جارية الوليد بن يزيد بن عبد الملك لها ذكر قرأت في كتاب علي بن الحسين الأصبهاني النوار جارية الوليد بن يزيد بن عبد الملك لا أعلم لمن كانت ولا ممن ابتاعها إلا أنها قد أخذت بغير شك عن كبار المغنين الذين كانوا بحضرته مثل معبد وابن عائشة وحكم ومن هو فوقهم وكانت حظية عنده وهي التي أمرها أن تصلي بالناس وقد سكر وجاءه المؤذن فآذنه بالصلاة وحلف أن تفعل فخرجت متلثمة عليها بعض ثيابه فصلت بالناس ورجعت وكانت لها صنعة صالحة ورواية كثيرة مع فضل وعقل ولم يعرف لها خبرا بعده " .
13. امر عبد الله المأمون العباسي نديمه الذي لايحفظ سورة الجمعة ان يصلي الجمعة بالناس "فأراد ان يتسلى بصديقه المؤرخ الواقدي ، وكان محمد بن سعد يعمل كاتبا للواقدى .. صمم المأمون على ان يؤم الواقدي الناس فى الجمعة وأن يخطب فيهم ، وصمم الواقدي على الرفض لأنه لا يحفظ سورة الجمعة ، وكان من العادة قراءتها فى الصلاة .. فحاولوا معه ان يحفظ سورة الجمعة فما استطاع حفظها (المنتظم 10/171).
عندما يتم السؤال عن اين اختفت خطب الجمعة يرجع التراثيون الى سرد قائمة هي نفسها لاتتغير من الكتب معتمدين على ان من يتبعهم لايقرأون والقائمة هي : خُطب النبي صلى الله عليه وسلم، لعلي بن محمد المدائني (ت224هـ) ، خُطب النبي صلى الله عليه وسلم"، لأبي أحمد العسّال (ت 349هـ) ، خُطب النبي صلى الله عليه وسلم"، لأبي الشيخ الأصبهاني (ت369هـ) .خطب النبي صلى الله عليه وسلم"، لأبي نُعيم الأصبهاني (ت430هـ) .خُطب النبي صلى الله عليه وسلم"، لأبي العباس جعفر بن محمد المستغفري (ت432هـ) الخُطب الأربعون المعروفة بالوَدْعانية"، جمعها القاضي أبو نصر محمد بن علي بن ودعان الموصلي (ت 494هـ).خُطب الرسول صلى الله عليه وسلم"، لأبي العباس الخضر الإربلي الشافعي (ت567هــ) .خُطبة الوداع"، لأبي العباس نصر بن أحمد الإربلي الشافعي (ت619هـ) موعظة الحبيب وتحفة الخطيب"، لعلي القاري الحنفي (ت1014هـ) . الخُطب المصطفوية لمحمد علي أكرم الآروي. خُطب النبي صلى الله عليه وسلم"، لعبد الباسط بن علي الفاخوري، مفتي بيروت (ت1324هـ) . خُطبات محمدي"، لمحمد بن إبراهيم الجوناكرهي (ت1360هـ) .الخُطب المأثورة"، لأشرف علي التهانوي (ت1362هـ) .مجموع من الخُطب النبوية"، لعيسى البيانوني (ت1362هـ) .إتحاف الأنام بخُطب رسول الإسلام"، لمحمد بن خليل الخطيب. وتاريخ مقدمته 1373هـ. خُطب سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته"، لمحمد شفيق الأرواسي (ت1970م) .خُطبات النبي صلى الله عليه وسلم"، لحبيب الرحمن الأعظمي. "خطب الجمعة" جمعية المكنز الإسلامي. خطب النبي صلى الله عليه وسلم جمع ودراسة"، رسالة ماجستير في الجامعة الأردنية، سنة1420هـ، لعبد الملك بن سالم السيابي. "خُطب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: دراسة توثيقية تحليلية"، رسالة ماجستير تقدَّمَ بها مصعب نوري محمود العزاوي إلى كلية التربية في جامعة بغداد سنة (2004م)."خطب الرسول صلى الله عليه وسلم: جمعها وتبويبها ودراستها"، للدكتور عمر القطيطي التونسي.خطب الرسول صلى الله عليه وسلم"، لمجدي الشهاوي. خطب الرسول صلى الله عليه وسلم/676 خطبة من روائع كنوز النبوة مع دراسة في فن الخطبة"، لنواف الجراح، دار صادر. خطب الرسول"، لعبد الحميد شاكر.
لو تم النظر في تلك الكتب لوجدنا ان هذه الكتب هي الكتب المؤلفة في الخطب النبوية ولا تتعلق بخطبة يوم الجمعة خاصة. بل اغلبها يشير الى خطبة للنبي(ص) دون تحديد إن كان يوم جمعةٍ أم غيره. مما يعني انها قد تكون مناسبة أخرى استدعت من النبي (ص) أن يجمع المسلمين ويخطب بهم , غير صلاة الجمعة. كما انها غير مكتملة. فلا توجد نصوص لخطبة مكتملة الاركان . بل اغلبها أجزاء قصيرة , او مقتطفات , أو تلخيصاً , أو تكون وصفاً لحالة الخطبة دون محتواها.لو رجعنا الى ما كتب محمد بن خليل الخطيب في كتابه "إتحاف الأنام بخُطب رسول الإسلام ، الطبعة الأولى ، 1954 م - 1373هـ" نجده يقول في مقدمته: "لم أجد مَنْ تعرض لجمع خطبه الجامعة المفيدة، فجمعتُها في سنين عديدة، وقد أذكر فيها أحاديثَ توفية للمقام، ووصايا نُميتْ إليه أو إلى بعض أصحابه الكرام" . فالمؤلف يعترف أنه لم يسبق لأحد أن قام بجمع (خطب النبي محمد)، سواء كانت خطب جمعة أو غيرها، ولم يقف على ذلك رغم طول البحث في ذلك. يقول في صفحة 194 : عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي (ص) قال : "إياكم والجلوس على الطرقات , فإن أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها : غض البصر , وكف الأذى, ورد السلام , والأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر " ,,, رواه البخاري ومسلم. فهو يأخذ حديث معروف ويعتبره خطبة .
إذن ومما تقدم يتبين ان ما اسموه (صلاة الجمعة ) وكل ما يتعلق بها من قيمة اعتبارية وقداسة هي نتاج ماكنة الدعاية للحكام الذين جاؤا بعد رسول الله من اجل تثبيت سلطاتهم ومعرفة من يقبل بهم حكاما ومن يعارضهم . وتم التشديد عليها من قبل الامويين ، لاعتبارات سياسية وثقافية تتعلق بترسيخ دعائم الدولة. وهو أمر ينسحب على مفاهيم وسلوكيات وممارسات أخرى تم استحداثها وتكريسها في العهد الأموي، لم تكن معهودة في حياة الرسول واهمها عملية تحويل الحكم الى وراثة قيصرية للأبناء والأشقاء.



#زهير_جمعة_المالكي (هاشتاغ)       Zuhair_Al-maliki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لم يذكره اسامه أنور عكاشة
- خرافات المتأسلمين 66 - خرافة زواج الرسول من عائشة بعمر ست سن ...
- خرافات المتأسلمين 65-خرافة (الرويبضة)
- أكاذيب لابد من كشفها 3- اكذوبة زواج عثمان من بنات رسول الله
- اغتيالات باسم الاسلام 10 - من قتل محمد ابن ابي بكر
- الشواء بوصفة السلف (الصالح )
- خرافات المتأسلمين 64 -خرافة (الثقات)
- خرافات المتأسلمين 63 - أكذوبة الناسخ والمنسوخ في القران
- خرافات المتاسلمين 62 – خرافة ان من نقلوا القران هم من نقلوا ...
- أكاذيب لابد من كشفها 2- بيعة ابي بكر
- أكاذيب لابد من كشفها 1 - الخلفاء اباحوا المثلية الجنسية قبل ...
- اغتيالات باسم الإسلام 9 - من قتل بلال مؤذن الرسول
- خرافات المتأسلمين 61 - خرافة الشورى
- أكاذيب صنعت ابطال مزيفين 7 - ضرار ابن الازور السكير الزاني ا ...
- خرافات المتأسلمين 60 - خرافة ابن سبأ
- خرافات المتأسلمين 59 – زواج عمر من ام كلثوم بنت علي
- أكاذيب صنعت ابطال مزيفين 5 - خالد ابن دعي مخزوم كيف تحول الى ...
- أكاذيب صنعت ابطال مزيفين 4 – أبو بكر ابن ابي قحافة
- أكاذيب صنعت ابطال مزيفين 3 : سعد ابن ابي وقاص القائد الذي لم ...
- تشريع الفاحشة بامر )الخليفة( وبفتوى من (شيخ الإسلام )


المزيد.....




- ممثل قائد الثورة الاسلامية في العراق يستقبل الشيخ الزكزاكي
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف تموضعا لكتيبة الاستخبارات ...
- “ابسطي أولادك” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مباني يستخدمها جنود الاحت ...
- هطول الأمطار بغزارة على المسجد الحرام والكعبة يثير تفاعلا
- استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على الأقما ...
- ” أنا البندورة الحمرا” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف دورية للاحتلال قرب حاجز ك ...
- “شغل أحلى الأغاني لأطفالك” اضبط الآن تردد قناة طيور الجنة ال ...
- حدّث ترددها الجديد الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ع ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير جمعة المالكي - خرافات المتأسلمين 67 – خرافة صلاة الجمعة