أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد السعيدي - دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية لسماحها باعدام رئيس النظام السابق - 17














المزيد.....

دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية لسماحها باعدام رئيس النظام السابق - 17


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8087 - 2024 / 9 / 1 - 18:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في تشرين الثاني 2006 اصدرت المحكمة الجنائية العراقية العليا قرارها القاضي بالإعدام شنقا على رئيس النظام السابق صدام حسين، حيث نفذ به الحكم في وقت لاحق.

وكانت هذه المحكمة قد اصدرت قرارها هذا بحق رئيس النظام السابق بعد محاكمته بناء على حدث واحد فقط من بين عدة حصلت في عهده وهي حادثة الدجيل. وهي الحادثة التي وقعت عام 1982 إبان الحرب العراقية الإيرانية. إذ نجا من محاولة اغتيال اثناء مرور موكبه في القضاء حيث أطلق عليه الرصاص من بساتين مجاورة. وكان افراد من حزب الدعوة الاسلامية هم المسؤولون عن المحاولة في القضاء الذي يبعد حوالي 40 كلم شمال بغداد.

بعد محاولة الاغتيال هذه وحسب إفادة الشهود قامت قوات عسكرية وبأمر من صدام حسين بعمليات قتل ودهم واعتقال وتفتيش في البلدة. وقد قتل على اثرها 143 من سكانها من بينهم وحسب إفادة الشهود اطفال بعمر اقل من 13 سنة. وجرى حسب نفس الإفادات والوثائق التي عرضها الادعاء العام اعتقال 1500 من سكان البلدة نقلوا إلى سجون العاصمة بغداد وبعد ذلك إلى معتقل (ليا) في صحراء محافظة المثنى. وقد تعرضوا خلال هذه الفترة حسب شهاداتهم إلى التعذيب الجسدي والنفسي. وتم بعد ذلك إصدار قرار بتدمير وتجريف ما يقارب 1000 كم مربع من الأراضي الزراعية والبساتين المثمرة الواقعة في البلدة.

بعد الاستماع الى الشهود والتداول بشأن القضية اصدرت المحكمة الجنائية العليا قرارها القاضي بالإعدام شنقا على الرئيس السابق في التاريخ المذكور اعلاه. وصادقت بعدها محكمة التمييز على قرار الحكم.

وقد رحبت الولايات المتحدة بقرار محكمة التمييز العراقية تصديق الحكم بإعدام صدام حسين في قضية الدجيل. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ستانزل إن يوم التصديق على قرار الإعدام "يمثل علامة مهمة على طريق جهود الشعب العراقي لاستبدال حكم طاغية بحكم القانون، الشعب العراقي يستحق الإشادة لمواصلته استخدام مؤسسات الديمقراطية في تحقيق العدالة، لقد حصل صدام حسين على الإجراءات الواجبة قانونا وعلى حقوقه القانونية التي حرم الشعب العراقي منها لفترة طويلة، لذا فهذا يوم مهم للشعب العراقي.

لقد وُجّهت انتقادات عديدة لقرار اعدام رئيس النظام السابق. من هذه هي المتعلقة باختيار قضية ثانوية لتكون موضوع المحاكمة والتي تعتبر قضية صغيرة الحجم والأبعاد إذا قورنت بقضايا أكبر حجما ذات ابعاد إقليمية مثل حربي الخليج الأولى والثانية واستعمال الأسلحة الكيمياوية في حلبجة شمال العراق. وقد اعتبر البعض إن اختيار هذه القضية قد جرى لتحقيق مصالح الولايات المتحدة لا مصالح وقناعات الشعب العراقي. وكان الهدف منها هو الأبتعاد عن القضايا التي تبرز تورط الولايات المتحدة ودول اوروبية كبرى في دعم صدام حسين وبناء ترسانته العسكرية من الأسلحة الكيمياوية والبايولوجية وللحيلولة دون نقل المحاكمة إلى الجنائية الدولية في لاهاي. وهذا ما يعني بكلام آخر وهو من التفاصيل التي يعرفها جميع العراقيين فإن سماح الامريكيين باعدام رئيس النظام السابق كان يهدف الى إخفاء اسرار علاقته بهم.

ومن التفاصيل الاخرى المعروفة والتي نذكّر بها هو ان الامريكيين كانوا قد سلموا صداما بانفسهم الى الحكومة العراقية حيث كان طوال الوقت معتقلا عندهم وهذا مع علمهم المسبق بما ينتظره. فهم بنفس وقت ادعائهم عن معارضتهم لاعدامه كانوا يضمرون العكس ويتحينون الفرصة للتخلص منه. إن عملية الاعدام هذه حتى وإن جرت بمعية محاكمة فانها تعد جريمة اغتيال سياسي يعاقب عليها القانون الدولي. ولم يكن الامريكيون وحدهم من يريد التخلص من رئيس ذلك النظام، إذ قطعا إن ثمة اطرافا اخرى في المعارضة العراقية كانت ترغب هي ايضا في التخلص من ذلك الرئيس كي لا يفشي اسراره بشأنها.

استنادا الى ما تقدم نطالب برفع دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية لسماحها باعدام رئيس النظام السابق دون استكمال محاكمته وبعيدا عن مصلحة الشعب العراقي. وهو ما يعتبر اغتيالا سياسيا حتى وإن جرى بمعية محكمة قانونية. وهذه المحاكمة المطلوبة كانت شأنا عراقيا خالصا تدخلت فيه الولايات المتحدة لتحقيق غايتها منه بحكم احتلالها غير المشروع للبلد.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوى قضائية دولية ضد دول الخليج العربي لمشاركتهم في الغزو ال ...
- دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية عن جرائم سجن ابو غريب ...
- الرياضة في العراق.. والطريقة الوحيدة لوضع حد لمسلسل الفشل ال ...
- دعوى قضائية دولية ضد هولندا لتوفيرها المشروعية لحرب العراق غ ...
- ما اسباب التساهل مع حلف الناتو في احتلاله لبلدنا ودعمه لاعدا ...
- دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية لتعمدها ارتكاب جريمة ...
- بالتجاوز على القانون العتبة العلوية تستغفل الناس لازالة مبنى ...
- نطالب امانة بغداد الفاشلة بالاهتمام بمجرى نهر دجلة
- لاجل مصالح آنية السوداني يفضل دعم الكيان الصهيوني في جرائمه ...
- قانون المحكمة الاتحادية الذي يصر السياسيون على تضليل العراقي ...
- بالمطلق لا يجوز للمحكمة الاتحادية من اصدار القرارات السياسية
- لدعمه الكيان الصهيوني وجرائمه نطالب بايقاف تزويد الاردن بالن ...
- السوداني شخص فاسد لا يهمه حل ازمة الكهرباء
- ضرورة اسناد الشعب لممثليه النيابيين لصالح تأمين مصالح البلد
- اسئلة لابد منها حول الشعائر الدينية
- تساؤلات حول حقيقة علاقة تركيا بحزب العمال الكردستاني
- السوداني يجير مصالح البلد للامريكيين ولحسابه الشخصي
- وسائل الحكم من الإفقار الى محاربة الثقافة
- اسئلة للسيستاني حول تدخل ممثله في كتابة الدستور
- الموازنة العوجاء: نفقاتها وايراداتها وامور اخرى


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد السعيدي - دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية لسماحها باعدام رئيس النظام السابق - 17