أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزةـ هكذا أعدوا أطفالهم














المزيد.....

الحرب على غزةـ هكذا أعدوا أطفالهم


بديعة النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8086 - 2024 / 8 / 31 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعروف بأن الحركة الصهيونية تحولت من مجرد فكرة وحلم إلى واقع حياتي ملموس. وقد تحقق هذا الواقع بفعل عدد من الآليات، أهمها إعداد جيل من الصهاينة حوّل الخرافات والأساطير التلمودية إلى واقع، وهذا الواقع هو نفسه الذي تبلور للاستيلاء على أرض فلسطين.

فكان التعليم هو الحقل الأهم الذي أعدّ ذلك الجيل كمقدمة لذلك الاستيلاء. لذلك قامت الحملة الصهيونية العالمية على تأسيس الجامعة العبرية في القدس عام ١٩٢٥. كما أقامت معاهد الإنتاج الحربي وتدريب الصهاينة على استخدام السلاح. مثل معهد "التخنيون" الذي أسس في حيفا عام ١٩١٢، لأن الصهيونية أدركت أن السلاح هو صاحب الكلمة الذي سيكرس أنواع الاحتلال.

فأقامت المدارس الزراعية على أرض فلسطين بهدف ربط يهود الشتات بهذه الأرض. لذلك فإن معظم قادة هذا الكيان حملوا هذا النوع من التعليم.

بالإضافة إلى المدارس الدينية التي كان هدفها تخريج قادة روحيين لهذا الكيان.
ولأنها كحركة دخيلة كانت تدرك أهمية التعليم، فقد سعت إلى تدمير انواع التعليم على مستوى فلسطين وبقية الدول العربية.

وما دفعني لكتابة هذه السطور فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تم تصويره في غرفة صفية في إحدى المدارس التابعة لدولة الاحتلال لطلاب يبدو أنهم لا زالوا في المرحلة الابتدائية لحصة حضرها زوار من الواضح أنهم مشرفين صهاينة.
وكانت المحاور التي دارت حولها الحصة هي محاور عقدية، حيث طرحت المعلمة عدد من الأسئلة على طلابها منها: من منكم يعتقد أن المعبد سيتم بنائه خلال السنوات القليلة القادمة؟
ما الموجود مكان المعبد الآن؟
فكانت إجابة أحد طلابها: المسجد الأقصى.
ثم تبادرهم بسؤال آخر: ماذا سيحدث للمسجد الأقصى؟
فتأتيها الإجابة من آخر: سينهدم، سينفجر، سيختفي...
وتواصل المعلمة أسئلتها التي تعكس الأفكار المتطرفة التي تدرس لطلاب المدارس في دولة الاحتلال.
وتظل تطرح الأسئلة وتتلقى الإجابات إلى أن وصلت إلى طرح سؤال خطير مفاده:
كيف ترون القدس خلال العشر سنوات القادمة؟
فيجيب أحد الأطفال: أنا أعتقد أنه سيكون فيها بعض العرب ولكن كعبيد لنا ليس إلا.
وهنا تعقب المعلمة قائلة: نعم أحسنت لأن الدجال سيكون قائدنا وسيكون هناك حرب هائلة سيموت بها كل العرب إلا القليل منهم سنبقيهم عبيد لنا...

هكذا أعدوا أطفالهم.
أعدوهم من خلال تثبيت أيديولوجيات خطيرة وهي من ثوايتهم التي تلقوها من تلاميدهم ،منها أن المسجد الأقصى يجب هدمه لإقامة هيكلهم المزعوم.
كما علموهم أن يكرهوا العرب إلى حد قتلهم. كما علموهم أن العرب عبيد لهم على التي يزعمون أنها أرض أجدادهم ولا أحقية لعربي بها. أعدوهم لمعركة الدجال الكبرى وزرعوا فيهم أنهم المنتصرون.

ونحن..
كيف أعددنا أطفالنا اليوم؟ بل كيف أعدتهم المدارس بمناهجها المتصهينة، بعد حذف أسوار عكا وبرتقال يافا وحائط البراق وبحر حيفا، والأهم حذف فلسطين داري ودرب انتصاري؟

أين مدارسنا اليوم من حرب الإبادة الجماعية بحق أهلنا في غزة وأطفال غزة؟ هل طلبنا من طلابنا أثناء الطوابير الصباحية وهم يرتدون أجمل ثيابهم أن يقفوا لحظة حزن ويقرأوا خلالها فاتحة الكتاب على أرواح أطفال بأعمارهم كان يفترض أن يكونوا مصطفين في طوابير مشابهة لطوابيرهم ويرتدون مثلهم أجمل ما لديهم في مدينة الحرب التي تسمى غزة, أم أننا أغرقناهم بالحلوى وأناشيد الصباح وأنسيناهم متقصدين ما يحصل هناك خوفا من سوط حكامنا؟

وكيف لنا أن نأمل يوما من أجيال لم تسمع بفلسطين ونحن ساهمنا في طمسها من ذاكرتهم، أن تحرر فلسطين وتجابه جيل صهيوني أعدته دولة العدو بكل أنواع الكراهية والحقد الأسود والإرهاب والارتباط بالأرض؟

كيف لنا أن نعوّل على جيل قفز الأرنب، جاء الثعلب والعصفور صو صو ونحن من من يضرب لهم على الوتر ليرقصوا ونرقص معهم على أنغام أنا ومن بعدي الطوفان؟



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزةـ لإنها وليدة الأمم المتحدة
- الحرب على غزةـ المستوطنون،،الخطر الداهم
- الحرب على غزةـ الشبشب الذي فاز
- الحرب على غزةـ غزة الموت والانتقام
- الحرب على غزةـ نبراس المقاومة الذي لا ينطفئ
- الحرب على غزة ـ كما خذلوا الحسيني
- الحرب على غزةـ عائد إلى -تل أبيب-
- عقود من الاستيطان في فلسطين
- الحرب على غزةـ مجرد شعارات
- الحرب على غزةـ على حساب الدم الفلسطيني
- الحرب على غزةـ من غزة بدأ التحرير
- الحرب على غزةـ وين الملايين؟
- الحرب على غزةـأبو لهب في القطاع
- الحرب على غزة_حذار من إيقاظ الأسد النائم
- الحرب على غزة_إذا غاب سيد قام سيد
- تجليات العنصرية الصهيونية في الحرب على غزة 2023-2024
- الحرب على غزة_عشق الشهادة فنالها.. الشهيد القائد إسماعيل هني ...
- الحرب على غزة_راحاب وأولادها
- الحرب على غزة_خبث الصهيونية الدينية
- الحرب على غزة_سلاح مميت يتكاثر في القطاع


المزيد.....




- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم فلبينيا قصاصا وتكشف كيف قتل ا ...
- بعد 20 يومًا فقط من ولادتها.. ريتا تواجه الحياة كنازحة بسبب ...
- ماذا حدث في إسرائيل يوم 6 أكتوبر 1973؟
- -العقيدة النووية الروسية- ـ متى قد تضغط موسكو على -الزر-؟
- ميونخ تختتم مهرجان -أكتوبرفيست- الشهير بألمانيا بيوم مشمس
- صحيفة أمريكية تتحدث عن سؤال غير متوقع لبوتين من جانب ترامب
- الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية برية جديدة شمال قطاع غزة
- باحثون يحددون مكملا غذائيا يقلل من العدوانية بنسبة تصل إلى 2 ...
- فرنسا تخطط لتزويد جيشها بغواصات مسيرة تغوص لأعماق كبيرة
- علماء روس يبتكرون روبوتات لاستكشاف القمر


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزةـ هكذا أعدوا أطفالهم