أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مهدي النجار - الصخب وثقافة العولمة














المزيد.....

الصخب وثقافة العولمة


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1773 - 2006 / 12 / 23 - 09:55
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بات ضربا من المستحيل أو الوهم عدم التأثر بثقافة العولمة،أو استطاعة الشعوب والأمم صنع اسيجة تمنع اختراق خصوصياتها الثقافية ولاسيما تلك التي تضعضعت و أصاب تاريخها الإحباط نتيجة عوامل القهر الداخلية والخارجية ،مازالت التيارات التقليدية والأصولية في الثقافة العربية الاسلامبة تراهن على هذه المسالة وتزعم باكتفائها الذاتي وعدم حاجتها إلى أحد وان في جعبتها كل الحلول وكل العلوم،ما زالت تؤجل الاعترافات الخطيرة،كمن أخذتهم العزة بالإثم ،تحيى بالماضي وتمجده بإفراط.
الاعتراف بواقع الحال فضيلة،الاعتراف في الأقل بان بيننا وبين الآخر (الغرب)تاريخ بضعة قرون من التخلف،فقد ابتدأ الآخر يخطو على إيقاع الحداثة (ثقافة العولمة) منذ القرن السادس عشر من خلال جملة فتوحات لاهوتية وفلسفية وعلمية،احدث قطيعة مع التصور التقليدي للدين والكنيسة بثورة لوثر وقطيعة معرفية مع تصورات القرون الوسطى خاصة في مجال علم الفلك بالثورة الكوبرنيكية التي تجاوزت التصور المغلق والمحدد للكون وللعالم إلى التصور المفتوح واللانهائي وان الأرض ليست إلا كوكبا صغيرا من كواكبه ومجراته التي لا تحصى وليست هي مركز الكون كما توهمت البشرية القديمة طيلة قرون وقرون،وليست الشمس هي التي تدور حول الأرض إنما العكس،ثم جاء عصر التنوير والحداثة(القرن الثامن عشر والتاسع عشر) الذي فجر قطيعة نوعية جديدة كبرى مع اللاهوت المسيحي والمعرفة القديمة :ديكارت،نيوتن،سبينوزا،إلى كانط،هيغل،ماركس،نيتشه،فرويد،اينشتاين،الخ…أسسوا أنظمة سياسية حديثة ،دول الحق والقانون،فصلوا الكنيسة عن الحكم،شرعوا بممارسة الحرية وممارسة الديمقراطية،حولوا التسامح وحقوق الإنسان بمثابة قوانين ملزمة،لم تتوقف وتيرة التقدم العلمي والمعرفي،راح كل شيء يتسارع حتى أزمنتنا المعاصرة،منذ الصعود إلى القمر(سنة1961 ) ومرورا بالاكتشافات العلمية المذهلة،زرع القلوب،توليد الأجنة خارج الرحم،إلى الاستنساخ وثورة الجينات والتلاعب بنوعية البشر وثورة الاتصالات المتمثلة بالانترنيت،الخ …
نحن لسنا بصدد تمجيد أو تحليل ونقد ثقافة العولمة التي يشتغل من خلفها نظام مصرفي هائل ومعقد يتحكم في دورة المال وأسواقه في أركان الأرض ولديها مخالب مُخفاة داخل قفازات من حرير تستظهرها حين تدعو الضرورة وتدوس بأرجلها في كل مرة حقوق الإنسان،وإنما بصدد التساؤل عن العقل العربي الإسلامي الذي ظل محبوسا في دائرة القرون الوسطى ،بعيدا عن كل تلك الفتوحات العلمية والمعرفية والفلسفية كان الأمر لا يعنيه والحق يقال انه لم يشارك فيها قيد أنملها.
انكفأت الثقافة العربية الإسلامية على ذاتها وحاق التقهقر والتعطل منذ اندحار العقلانية والازدهار العلمي والحضاري الذي يؤرخ له بموت ابن رشد في نهاية القرن الثاني عشر الميلادي (شهدت الثقافة الإسلامية تنويرا بدائيا سبق التنوير الغربي في القرن الثامن عشر بمدة لا تقل عن سبعة قرون) حل محل العقل التنويري المزدهر، العقل الميثي، عقل التكرار والاجترار،حل عصر الانحطاط الحضاري تحت رعاية المفسدة الاستبدادية (النظم السلالية والشمولية).
الأعسر من ذلك هو ما يضعه كتاب الثقافة الآن من عوائق أمام تفتح العقل وازدهاره من خلال تمحور هم ألاجتراري والتوفيقي حول المرجعيات التأسيسية والتراثات،دون اخذ أو عطاء.
يتحدث كتاب الله العظيم ببلاغة فريدة عن البعد الروحي الخلاق للإنسان وعن الأسس الأخلاقية للبشر، عن العدل والحب والتسامح والتالف والعمل الصالح: "من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ".يتساءل محمد أركون:ألا يكفي هذا المبدأ الأخلاقي وحده لكي يوجه سلوكك وكل حياتك الشخصية في المجتمع ؟!(مع الأسف صنف بعضهم هذه الآية الجليلة ضمن علم الذرة).
إن النهوض الثقافي والحفاظ على الهوية والخصوصية يبدأ ساعة تأسيس خطابات نقدية تاريخية للذات وللتراث وتخليصهما من العناصر الرسوبية داخلهما،عناصر التبجيل المضخمة والصور الالتباسية والتسليمية والوهمية،هذا يحدث من خلال التفاعل والتثاقف مع الآخر عبر جدلية الأخذ والعطاء والنبذ،لا من خلال شيطنته وشتمه وتعليق الأوزار والتردي العام على شماعته .يبدأ ازدهار الثقافات من لحظة أخذها بمبدأ التسامح واحترام العقل لا عن طريق دغدغة الغرائز وتهييج العصبيات من خلال الصخب والبكاء والعويل وجلد الذات أو نحرها،وهل ينفع الصخب الذي لا يغير شيئا من الحتميات؟!!



#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوقائع المزورة والام الحلاج
- النداءت المضيئة لرقي الانسان
- عن ماذا يكتب المثقفون
- جدليات ابن خلدون
- لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم
- الدستور والتمويه الثقافي
- رسالة في التسامح
- من اجل قراءة معرفية للتراث
- ماذا نفعل مع ثقافة العولمة
- مذهب للكراهية...مذهب للتسامح
- جدلية الثقافي والسياسي
- الجدل روح الثقافة
- الدستور من الطائفية الى العلمنة
- الفضاءات الطوباوية وهدر الدم
- بغداد بين الشريعة والحكمة
- الاسلام المتنور وثقافة العنف
- الذكرى السنوية السابعة لرحيل البياتي
- كيف يمكن ان نعيش سويا ومختلفين
- البياتي شاعر الحب واللِّماذات
- الحركات المطرودة من التاريخ


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مهدي النجار - الصخب وثقافة العولمة