أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - نهاية العالم بين الجحيم والجليد















المزيد.....

نهاية العالم بين الجحيم والجليد


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 8086 - 2024 / 8 / 31 - 13:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
العقل المحاصر
١٢ - العالم بين الجحيم والجليد


‏Some say the world will end in fire…Some say in ice


فالكون أنبثق فجأة من "نقطة -Singularity"، عن طريق "الانفجار الكبير" Big Bang، الذي نتج عنه كل شيء في العالم من ذرات وجسيمات وأجسام وطاقة وقوى جاذبية ومكان وفضاء وزمان .. وهذا "الحدوث" الفجائي مهما كان بعده الزمني هو ما يأرق الفكر العقلي والعلمي، نظرا لتوافق فكرة الإنفجار العظيم في بعض تنوعاتها مع الفكر الغيبي والسرد الديني. ذلك أن هذه البداية تستلزم بالضروة نهاية مماثلة، يمكن تسميتها بيوم القيامة وإنما بيوم السقوط والإنهيار، لا يعيد العالم بالضرورة إلى "العدم" وإنما إلى الحالة الأولية من التفرد The initial singularity.
فلابد إذا من الحديث عن المصير النهائي للكون إذا كانت له بداية. حيث تتضمن بعض النظريات فكرة الانكماش أو الإنسحاق أو الإنهيار الكبير the Big Crunch، الذي ينص على أن الكون سينكمش في النهاية وينهار مرة أخرى؛ ثم يحدث الارتداد الكبير Big Bounce، أي أنه بعد هذا "الانكماش"، ستتركز المادة مرة أخرى في نقطة واحدة عظيمة الكثافة والحرارة أي singularity جديدة تؤدي بدورها إلى انفجار كبير آخر، مما يعني أن الكون دوري وأن الانفجار الكبير قد لا يكون ولادة الكون لأول مرة ولكنه بداية دورة جديدة. ومع ذلك، تشير بعض الملاحظات النظرية إلى أن توسع الكون سيستمر إلى الأبد. والمشكلة أو أزمة الفيزياء اليوم تكمن في أن الكون يستمر التمدد ويستمر نفس الوقت في التبريد أثناء تمدده، لذا فقد يصل في النهاية إلى حالة من التوازن الديناميكي الحراري thermodynamic equilibrium حيث لا يمكن استخراج المزيد من الطاقة من الكون، وهذا قد يؤدي إلى ما يسمى بالموت الحراري للكون أو التجمد الكبير Big Freeze.
في علم الكونيات المادية، عملية الإنكماش الكبرى، عكس عملية الانفجار العظيم، هي أحد السيناريوهات المحتملة لمصير الكون، والتي تفترض أن التوسع الحاصل للكون بسبب طاقة الانفجار العظيم ستتبدد وتنتهي بعد مدة من الزمان وستبدأ طاقة الجذب المركزية في لملمة أطراف الكون إلى أن يعود كتلة واحدة صغيرة في الحجم عالية الكثافة والكتلة. إذ يتوقع العلماء أن سرعة توسع الكون تتباطئ مع الزمن، إذ تشير الحسابات الرياضية إلى أن التمدد بعد الانفجار العظيم كان بمعدلات أعلى بكثبر مما هي عليه الآن، ومع تباطؤ سرعة التوسع ستتفوق قوة الجاذبية على قوة الدفع إلى الخارج فيؤدي ذلك إلى اندفاع المجرات و المادة و الطاقة نحو مركز أو مراكز مفترضة للكون، كذلك يتجمع الزمكان في هذه النقطة فتنحسر الأبعاد وتتجمع في نقطة واحدة متناهية في الصغر مما يتسبب في النهاية في وصول عامل المقياس الكوني cosmic scale factor إلى الصفر، ويعود الكون إلى الحالة الأولى وهو الحدث الذي قد يتبعه إصلاح الكون بدءًا من انفجار عظيم آخر رغم أن الغالبية العظمى من الأدلة تشير إلى خطآ هذه الفرضية وعدم صحتها. بدلاً من ذلك، تُظهر الملاحظات الفلكية أن توسع الكون يتسارع بدلاً من أن يتباطأ بفعل الجاذبية، مما يشير إلى أن التجميد العظيم Big Freeze هو الأكثر احتمالية. ومع ذلك، اقترح بعض علماء الفيزياء أن حدثًا "على غرار الانكماش العظيم" قد ينتج عن سبب آخر غير توقف التمدد، وهو تذبذب الطاقة المظلمة dark energy. وهذه الطاقة مثلها مثل المادة المظلمة The dark matter هي ألغاز مفترضة من قبل العلماء لسد بعض الثغرات في المعادلات الرياضية المعقدة، غير مرئية ولا نعرفها إلا من خلال تأثيراتها، أحدهما له قوة الدفع والطرد والآخر قوة الجذب والإمتصاص ويشتركان في كونهما قوى معتمة.
ترجع نظرية الإنهيار الكبير إلى عام 1922، حيث أنشأ الفيزيائي الروسي ألكسندر فريدمان Alexander Friedmann مجموعة من المعادلات الرياضية والفيزيائية التي تُظهر أن نهاية الكون تعتمد على كثافته. يمكن أن يتوسع أو ينكمش بدلاً من البقاء مستقرًا. مع وجود ما يكفي من المادة، يمكن للجاذبية إيقاف توسع الكون وعكسه في في نهاية الأمر، وسيؤدي هذا الانعكاس إلى انهيار الكون على نفسه، وهو ما لا يختلف كثيرًا عن ظاهرة الثقوب السوداء black hole.
ستمتلئ نهاية الانسحاق أو الإنهيار العظيم بالإشعاع من النجوم والجسيمات عالية الطاقة؛ وعندما يتم تكثيف هذا الإشعاع وتحويله إلى طاقة أعلى، فسيكون قويًا بما يكفي لإشعال سطح النجوم قبل اصطدامها. في اللحظات الأخيرة، سيكون الكون عبارة عن كرة نارية كبيرة بدرجة حرارة لا نهائية، وفي النهاية المطلقة، لن يبقى لا المادة لا الوقت ولا المكان.
فالبعض يقول إن العالم سينتهي كرة ملتهبة من النار؛ ويقول البعض الآخر بأنه سينتهي كتلة من الجليد ... والعلماء يتجادلون في صحة هذه الإحتمالات المتعددة دون الإسقرار على نتيجة مرضية للجميع.
أدت الأدلة التجريبية في أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى استنتاج مفاده أن توسع الكون لا يتباطأ بسبب الجاذبية ولكنه يتسارع بدلاً من ذلك. فما هو مصير الكون في نهاية الأمر؟ ربما سينتهي بتحوله إلى كتلة من الجليد إذا صدقنا الحائزين على جائزة نوبل للفيزياء عام ٢٠١١، وهم ثلاثة علماء من الولايات المتحدة الأمريكية: ساؤول بيرلموتر Saul Perlmutter، برايان شميث Brian P. Schmidt و آدام رايس Adam G. Riess. فقد درسوا بعناية عشرات النجوم المتفجرة، والتي تسمى المستعرات العظمى supernovae، في المجرات البعيدة وخلصوا إلى أن توسع الكون يتسارع بإضطراد. جاء الاكتشاف بمثابة مفاجأة كاملة حتى للحائزين على جائزة نوبل أنفسهم. فما أكتشفوه كان أشبه بقذف حجر في الهواء، وبدلاً من أن يسقط إلى الأسفل بعد عدة لحظات من الإرتفاع بفعل ثقله، فإنه يرتفع ويواصل الإرتفاع بسرعة مضطردة في السماء حتى يختفي تماما عن الأنظار، وكأن الجاذبية لم تعد من القوة بحيث تعكس مسار الحجر، وأستنتجوا أن شيئًا مشابهًا يحدث في جميع أنحاء الكون. لذلك فإن النتائج التي توصل إليها الحائزون على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2011 ساعدت في الكشف عن كون مجهول بنسبة 95% بالنسبة للعلم. وكل شيء أصبح ممكنا مرة أخرى.
يتبع



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدلة على نظرية Big Bang
- مراحل الإنفجار الكبير
- الثانية الأولى من الإنفجار الكوني
- نظرية تمدد الكون
- وتأخر المسيح عن موعده
- بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
- هل للكون بداية ونهاية ؟
- العبث بين الدين والفن
- بداية الخلق
- بين التأمل والتجربة
- بين الإحتمال واليقين
- ساعة إينشتاين
- حريق الظل الطويل
- عن الأخلاق واللاهوت
- الغرامشية اليمينية
- الثقافة ضد الدكتاتورية
- الثورة المضادة في فرنسا
- الخطر الفاشي في فرنسا
- القشور
- لعبة الروليت الماكرونية


المزيد.....




- قبل عودته إلى بيروت.. نشر لقطات للسفير الإيراني في لبنان الم ...
- اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم شعفاط في القدس
- دمار واسع في منطقة النبطية جراء الغارات الإسرائيلية
- بلينكن يزور أوروبا لإجراء محادثات عاجلة بشأن أوكرانيا بعد ان ...
- الحمل في زمن الحرب: معاناة مضاعفة للنازحات في مراكز الإيواء ...
- واشنطن بوست: ترامب قد يحبط خطط حظر تيك توك في الولايات المتح ...
- صحيفة تشيكية تنقل أخبارا سيئة للغرب بشأن أوكرانيا
- إسقاط 13 مسيرة أوكرانية في أجواء مقاطعتي بيلغورود وبريانسك
- محلل إسرائيلي: تأخر إنهاء الحرب في لبنان سيسمح لحزب الله باس ...
- أكسيوس: ترامب يخطط لتنفيذ نصائح ماسك بشأن الحكومة


المزيد.....

- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - نهاية العالم بين الجحيم والجليد